الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023

من هم شهود يهوه وما هي ظروف نشأتهم؟

 


كلمة "يهوه" كلمة عبرانية ذكرت في العهد القديم كأحد أسماء الله، ومن هذا الاسم أخذ جماعة: "شهود يهوه" اسمهم المعروفون به حتى يومنا هذا.

وقد تأسست هذه الجماعة على يد قس يدعى تشارلز تاز راسل Charles Taze Russel وقد تربى في عائلة بروتستانتية ولكنه تركها في سن التاسعة عشر تقريبًا وانضم إلى جماعة الأدفنتسنت (وهي جماعة منشقة عن المسيحية لا تؤمن بلاهوت المسيح الكامل، وتقدس يوم السبت، ولها بعض المعتقدات الأخرى) وقد التحق بهذه الجماعة في الأساس لإنهم ينكرون العذاب الأبدي وهو ما وجد فيه راحة وتوافقًا مع فكره الخاص.

وفي عام 1870 أسس اجتماعًا لدرس الكتاب المقدس، وسمى هذا الاجتماع: "درس كتاب فجر الألفية"، وكان من يتبعونه يعرفون وقتها باسم: "طلبة الكتاب المقدس". وكتب خلال هذه الفترة الكثير من الكتب التي صارت فيما بعد الأساس الذي بنيت عليه معتقدات شهود يهوه.

وقبل وفاته في عام 1916 تأسست جمعية: "برج المراقبة للكتاب المقدس والمنشورات Watchtower Bible and Tract Society"، والتي صارت وحتى يومنا هذا هي الوسيلة الرسمية لنشر منشورات وكتابات جماعة شهود يهوه "فجر الألفية سابقًا".

وفي عام 1917 أي بعد وفاة تشارلز راسل، ترأس المجموعة قاضي اسمه: "راثرفورد"، والذي انشقت المجموعة في عهده لتظهر طائفة شهود يهوه بشكلها ومعتقداتها الحالية.


ما هي الاختلافات الاساسية بين شهود يهوه والمسيحية بطوائفها المختلفة؟ وهل هذه الاختلافات كافية لاعتبارهم غير مسيحيين؟


المسيحية ديانة لها عقيدة، ومن يخرج على هذه العقيدة لا يعتبر مسيحيًا، لإنه لا يختلف حول تفسير العقيدة بل العقيدة نفسها. وهذه العقيدة توجد في قانون الإيمان الخاص بالمسيحية والذي تم ذكره في المجمع المسكوني الأول بنيقية عام 325 م، وكانت لها أشكال قديمة متفق عليه في الكنائس والكتابات الرسولية، منذ القرن الأول للمسيحية.

من يختلف مع قانون الإيمان المسيحي هذا في صيغته البسيطة والأولية لا يعتبر مسيحيًا بكل تأكيد، لإنه يختلف مع ما أمنت به المسيحية منذ نشأتها، فكيف يمكن نسبته إلى جماعة لا يعترف بمعتقداتها؟!

وهذا هو جوهر الخلاف مع شهود يهوه، حيث أن الاختلافات غير الجوهرية بين المسيحيين وبينهم لا تعتبر هي المشكلة، مثل احتفالهم بيوم السبت بدلًا من الأحد، أو أنه لا توجد قيامة للأشرار بل أنهم يفنون وكأنهم لم يوجدوا قط! ويحرمون تحية العلم ويعتبرونها طقسًا لعبادة الأوثان، كما يحرمون التبرع بالدم، ولا يعتقدون أن المسيح صلب على صليب، بل علق على خشبة أي عمود خشبي لا يحمل شكل الصليب.. وغير ذلك الكثير.

لكن يظل الأعتقاد الأهم والفاصل الرئيسي الذي يمنعهم من أن يُعتبروا مسيحيين هو عدم إيمانهم باللاهوت الكامل للابن (يسوع المسيح بالجسد)، ويعتقدون أنه إله، ولكنه إله أصغر أو إله أقل من الله الآب "يهوه". ويعتمدون في ذلك على بعض النصوص من الكتاب المقدس، والتي يعيدون صياغتها وتفسيرها لتتوافق وهذا التعليم. وهذا كافي تمامًا ليخرجهم من الإيمان المسيحي كما قلنا.


فيما يتعلق بالحياة العامة، ما هي أبرز معتقدات شهود يهوه؟


يعتقد شهود يهوه في سرين فقط من الأسرار الكنسية "أي طقسين فقط من الطقوس الدينية التي يمارسها المسيحيون"، وهما سرا المعمودية والشركة.

والمعمودية هي الختم الذي يُختم به الإنسان عند دخوله أو ميلاده في الإيمان المسيحي، عن طريق تغطيسه في الماء، ومن ثم ينخرط عندهم في إحدى الخدمات التبشيرية والاجتماعات.

والشركة هي الاشتراك في الخبز والخمر كتذكار لفداء المسيح وموته على الصليب. ويعقد شهود يهوه اجتماعًا عادة في يوم الأحد يشمل الاجتماع على الترانيم التعبدية والصلاة وتفسير الكتاب المقدس وممارسة طقس الشركة.

ولكن الخدمة الأهم عند شهود يهوه هي الكرازة في المنازل، حيث يذهبون إلى المنازل ليتلمذوا أخرين ويدعونهم لعقيدتهم التي يؤمنون بها كما قلنا.


ما هي ظروف حظر شهود يهوه في مصر؟


في عام 1912 كان شهود يهوه لهم وجود في مصر، وانشأوا رعايا في الأسكندرية والقاهرة بشكل خاص، وفي خمسينيات القرن الماضي تم الاعتراف بهم كمؤسسة رسمية، لكن بحلول عام 1960 كانت الكنائس المسيحية في مصر قد أيقنت خطر وجود جماعة بأفكار شهود يهوه، خاصة مع عدم تقديم التحية العسكرية، وغيرها، وبناء على ذلك تم تقديم بلاغات ضدهم أدت فيما بعد إلى حظر نشاطهم داخل مصر. كما حكم القضاء المصري بعدم الاعتراف بأي عقد لصالح جماعة شهود يهوه أو برج المراقبة.

ولكن، منذ عام 2020 هناك محاولات كبيرة من جانب قادة هذه الجماعة للاعتراف بهم من قبل الحكومة المصرية مرة أُخرى.

ليست هناك تعليقات: