الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023

هل أمنت الكنيسة الأولى بذخائر القديسيين؟

 


يقول القديس باسيليوس الكبير: 

الكنيسه عروس المسيح التي اشتراها بدمه المقدس. وأما اجساد الشهداء فيجب ان تُبني لها اماكن منفرده، وأن تكمل قداساتهم في اماكنهم.. ولكني اقول انه يجب الا تكرم الكنيسه من جهة الشهداء ،بل الشهداء من جهة الكنيسه لان المجد لها، لان الروح القدس تكلم لاجل كنيسه واحده جامعه تلك التي اقيمت من جهة ابائنا القديسيين.

ويشرح احد رهبان دير السريان العامر هذا القانون قائلاً: 

إذ كان يستشهد احياناً بضعة الاف في اليوم الواحد فكان بعض الناس يأخذون اجساداً إلي الكنائس لإكرامها ! ويطلقون علي الكنائس اسماء هؤلاء الشهداء الذين نقلت اجسادهم الي الكنائس، وكثر الخلط فأحتاج الامر إلي قانون لتنظيمه ،ولتفهيم الناس ان جسد الشهيد هو الذي يكرم بواسطة الكنيسه ،وليست الكنيسه هي التي تكرم بواسطة جسد الشهيد.

(القديس باسيليوس الكبير .حياته .نسكياته .قوانينه الكنسيه .إصدار دير العذراء السريان العامر .عن مخطوطات دير السريان .شارك في نسخه الراهب انطونيوس السرياني (البابا شنوده الثالث فيما بعد) . طبع تحت رعاية نيافة الانبا ثيئوفيلوس اسقف ورئيس دير السريان السابق .ومراجعة د / وهيب عطا الله (الانبا غريغوريوس اسقف الدراسات والبحث العلمي فيما بعد) وأ .د / مراد كامل استاذ اللغات الساميه بجامعة القاهره  .الطبعه الثانيه . ص 479)

  

ويقول د/ صموئيل (ارثوذكسي حاصل علي دكتوراه في القبطيات): 

(الكنيسه) كانت تري ان عدم دفن (الشهداء) في التراب مثل غيرهم امر غير لائق. فأجساد الانبياء دُفنت في الارض وكذلك جسد السيد المسيح نفسه قد وضِعَ في القبر.

(النصوص المسيحيه في العصور الاولي. الانبا شنوده رئيس المتوحدين .الجزء الاول. سيرته، عظاته، قوانينه .. د / صموئيل القس قزمان معوض .مراجعة هيئه علميه اكاديميه تحت اشراف د / جوزيف موريس فلتس .إصدار دار بناريون للنشر .ص 90)

  

و يقول القديس اثناسيوس الرسولي: 

لم يسلمنا اباؤنا مثل هذا، بل حسبوا عملاً كهذا تعدٍ للوصيه .ففي القديم قرر الله علي ادم حكماً: انت تراب وإلأي تراب تعود (تك 3 : 19) وهذه الكلمه تنطبق علي كل واحد من ذرية ادم .وفي كل مان يدفن الموتي. هكذا فعل إبراهيم واشتري مغارة عفرون، وهناك دفن سارة امرأته .بعد ذلك دفن اسحق ابراهيم، وفي ذات المغاره دفن جسد يعقوب … في موضعين يذكر الكتاب المقدس عن الانبياء انهم دفنوا … لا نتعجب ،لان الموضع الخارجي يشهد (البستان) ان جسد الرب قد وضع في قبر.

(الرساله الفصحيه 41.  النصوص المسيحيه في العصور الاولي .الانبا شنوده رئيس المتوحدين .الجزء الاول. سيرته، عظاته، قوانينه .. د / صموئيل القس قزمان معوض .مراجعة هيئه علميه اكاديميه تحت اشراف د / جوزيف موريس فلتس .إصدار دار بناريون للنشر . ص 90 ،91 .)

  

وهذا ايضا رأي الانبا انطونيوس..

 (سيرة الانبا انطونيوس بقلم اثناسيوس الرسولي .ف 90 ،91 .. تجدها ايضاً في كتاب نسكيات الانبا انطونيوس [حياته .رسائله .تعاليمه] مكتبة دير السريان العامر ص 102 : 105 .النصوص المسيحيه في العصور الاولي .الانبا شنوده رئيس المتوحدين .الجزء الاول .سيرته ،عظاته ،قوانينه .. د / صموئيل القس قزمان معوض .مراجعة هيئه علميه اكاديميه تحت اشراف د / جوزيف موريس فلتس .إصدار دار بناريون للنشر ص 91 ،92)

 

ويقول الانبا باخوميوس اب الشركه موصياً تلميذه تادرس ان يأخذ جسده بعد دفنه لمكان أخر لا يخبر به احداً ; لانه كان يخشي ان يقيموا له مزاراً ولا يدفنوا جسده في الارض، وكان يقول إن القديسيين غير راضيين عن هذا، وإن كل من يصنع هذا بهم هو يتاجر بأجساد القديسيين.

(سيرة الانبا باخوميوس ،النص القبطي البحيري ف 122 – 123 ،السيره اليونانيه الاولي ف 116 ،النص العربي ص 647 – 648 .. النصوص المسيحيه في العصور الاولي .الانبا شنوده رئيس المتوحدين .الجزء الاول .سيرته ،عظاته ،قوانينه .. د / صموئيل القس قزمان معوض .مراجعة هيئه علميه اكاديميه تحت اشراف د / جوزيف موريس فلتس .إصدار دار بناريون للنشر ص 92 .. باخوميوس اب الشركه وتلميذه تادرس .الاب تادرس يعقوب مالطي .إصدار كنيسه مارجرجس اسبورتينج  .ص 49 [النسخه الاليكترونيه طبعة 2008 .ص 60])

 

ويقول الانبا شنوده رئيس المتوحدين: 

يقول البعض،  لقد ظهر لنا شهداء وقالوا لي: إن عظامنا مخبأة في مكان ما، ولما وصلنا إلييهم وامسكناهم في ضلالهم، وجدناها عظام كلاب. وأخرون لما كانوا يقومون بالهدم والحفر في بعض الاماكن، عثروا علي شكل مبني تحت الارض وشكل توابيت ،فقالوا انهم شهداء، هل كل من وضع في تابوت يكون من الشهداء؟! الا يوضع فيهم كثيرون (من غير الشهداء). مكتوب: الغبي يصدق كل كلمه ويؤمن ايضاً بكل شئ علي الاطلاق والذكي يكون منتبه (ام 14 : 15). ما شأنكم ايضاً ايها الناس بمثل هذا الامر؟ فكنيسة المسيح ،بيت الله ،شامخه اكثر منهم جميعاً.

(عن عظة : حيث انه يليق بالمسيحيين .النصوص المسيحيه في العصور الاولي .الانبا شنوده رئيس المتوحدين .الجزء الاول .سيرته ،عظاته ،قوانينه .. د / صموئيل القس قزمان معوض .مراجعة هيئه علميه اكاديميه تحت اشراف د / جوزيف موريس فلتس .إصدار دار بناريون للنشر ص 94)

 

ويقول العلامه اوريجينوس: 

فقبل ذلك كان يوجد مؤمنين حقيقيين، في عصر الشهداء المزدهر، فعند عودة مواكب أجساد الشهداء إلي القبور كانت الكنيسة كلها تجتمع بلا أي خوف، وكان الداخلون إلي الإيمان حديثًا يتعلمون مبادئ المسيحية وهم يرون من حولهم اجساد الشهداء، كما أن مؤمنين كثيرين كانوا يعترفون بإيمانهم حتى الموت دون أن يكونوا خائفين او متزعزعين في إيمانهم بالله الحي.

(عظه 4 : 3 علي سفر ارميا)

 

و يقول القديس مارإفرام السرياني: 

كل من يُضيئ سراجاً علي قبري يحترق بالنار الابديه. لأنه ماذا تفيد النار الفاسده الإنسان الذي سوف يحترق بالنار نفسها؟ لأنه حين تظهر مثل هذه النار الرهيبه يُباد كل شئ. يكفي ألمي، فلما تضيفون ألماً آخر عليَّ؟! ... لذلك أتوسل إليكم أن لا تدفنوني بالطيوب لأنه لا يليق بالجاهل مثل هذا الإكرام، ولا بالذليل مثل هذا المجد. لا تستخدموا ايضاً أية رائحة ذكية أُخري لاني تراب  رماد. قدموا البخور لهيكل الله اما أنا فرافقوني بصلواتكم. لا تقدموا لي الطيوب بل لله… لإنه ماذا تُفيد الرائحه الذكيه جسداً مائتاً لا حس فيه؟ قدموا بخوركم إلي بيت الله لمجده وتطويبه لأنه هو الذي يسكن فيه. لماذا تلف جسداً فاسداً بثوب براق لن يفيده؟ دع الجسد الأرضي لأمهُ الأرض، لأنهُ قد أُخِذَ مِنها بلا نفاسٍ كما ان المجد الباطل لن يرافقه. الغني لائق بالرجل المُتعظم، اما المتواضع فيليق بالفقير. المُلك يليق بالشرفاء أما الجندية فتليق بالنفر.

(القديس إفرام السرياني، مُختارات نُسكيه وزُهديه، اسبيرو جبور والاب افرام كرياكوس، نشر مطرانية الروم الارثوذكس باللاذقيه 1994 ،ص 33 ،34 )

 

فقديما كانت توضع عظام الشهداء اما في مواضع خاصه او تحت المذبح داخل الكنيسه ولا توجد لها مزارات ،وقد ادخل هذا الامر القديس كيرلس السكندري لكي يواجه العاده الاجتماعيه التي كانت منتشره في وقته بان يذهب الشعب مسيحيين وغيرهم الي المزارات الوثنيه فاحضر اجساد لشهداء وصنع لهم مزارات ليزورها الشعب بديلاً عن المزارات الوثنيه وصار في دربه فيما بعد القديس انبا شنوده رئيس المتوحدين وقد كانت توجد التزامات في منتهي الحزم وقتها ضد اي انحراف او تكريم زائد .. حتي وصلنا لما نحن فيه الان من تحنيط وبركه وصلاه للقديسيين!

ليست هناك تعليقات: