يقول البعض أن أسفار الكتاب المقدس مختلفة بين الكنائس، والهدف من هذا الادعاء أن يقول أن نص الكتاب المقدس مختلف بين الكنائس.. لنتفحص هذا الادعاء لنتأكد من مدى صحته..
في البداية يجب أن نتأكد أن هُناك 66 سفر في
الكتاب المقدس هي واحدة بين كل الكنائس لا خلاف فيها على الإطلاق. وهي التي تؤمن
بها الكنائس البروتستانتية.
بينما في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية
يُضاف إليهم سبعة أسفار، والتي تدعوها تلك الكنائس بالقانونية الثانية، وهي
الأسفار التي وجدت في الترجمة السبعينية وتمت كتابتها باليونانية، في فترة ما بين
العهدين، بدون أصول عبرية لها، ولم يذكرها أي من الآباء في قوائمهم كنصوص موحي بها
أو قانونية، بل من ذكرها قال أنها نافعة للتعليم فقط لكنها لا ترقى لمستوى الوحي.
كما أنها ليست أسفار كبيرة، بل بعضها مجرد أصحاح واحد أو تتمة لأصحاح كما سنذكر.
وللسبعينية تقسيمة أُخرى لأسفار العهد القديم، هي
هي نفس الأسفار، لكنها تجعلها 78 سفرًا لا 73 بسبب تقسيم بعض الأسفار إلى سفرين،
لكن المحتوى هو هو واحد لم يتغير.
وأخيرًا، للكنيسة الحبشية، وهي كنيسة محلية في
إثيوبيا فقط، يوجد قانون كبير للأسفار وتقبل فيه 81 سفرًا للكتاب المقدس.
الاختلاف بين الكنيسة واليهود في تقسيم الأسفار
ورغم أن الكنيسة المسيحية لديها نفس الأسفار
القانونية للعهد القديم، إلا أن عددها يختلف لأننا نقسّم كل من أسفار صموئيل،
والملوك، وأخبار الأيام، وعزرا- نحميا إلى سفرين ونقسم أسفار الأنبياء الصغار بدلًا
من جمعهم في سفر واحد كما يفعل اليهود ويطلقون عليها اسم الاثنا عشر. كما أعادت
الكنيسة ترتيب الأسفار فرتبت الأسفار بحسب موضوعاتها بدلًا من الترتيب اليهودي
لها.
السبعينية وتقسيم أسفار العهد القديم
تقسم اسفار العهد القديم الي:
اسفار الشريعه الخمس:
تكوين خروج لاويين عدد تثنية
الأسفار التاريخية وعددهم 6:
يشوع
قضاه + راعوث في سفر واحد
صموئيل الأوَّل والثاني سفر واحد
ملوك الأوَّل والثاني سفر واحد
اخبار الايام الأوَّل والثاني مع عزرا ونحميا في
سفر واحد
استير + التتمه سفر واحد
والاسفار الشعرية وعددهم 7:
أيوب والمزامير والأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد
وحكمة ويشوع بن سيراخ
والانبياء وعددهم 5:
اشعياء
ارميا + المراثي في سفر واحد
( باروخ + رسالة ارميا) وكانوا يضموا الي ارميا
حزقيال
دانيال
سفر الانبياء الصغار 12
فهم خمسه اسفار
فكان اجمالي الأسفار 22 سفرًا كما رأينا أيضًا في قوائم الآباء التي ذكرناها.
ثم بدأت التقسيمات بسبب أن بعض الأسفار كانت ضخمة
عن أن تُكتب في سفر واحد فقُسِمت بعض الأسفار مثل فصل راعوث عن القضاة وفصل
المراثي عن إرميا.
فأصبح عدد الأسفار 24 سفرًا، فقط بتقسيم الأسفار
نفسها.
ثم فصلت الأسفار التاريخية من خمسة أسفار إلى 11
سفرًا (قبل طوبيت ويهوديت والمكابيين)
وفصل سفر دانيال عن قصة سوسنة في سفر مستقل.
وفصلت الأنبياء الصغار الي 12 سفرًا.
وإرميا فصل عن باروخ واحيانًا نجد أن سفر باروخ قُسِّم
الي السفر ورسالة إرميا وحدها في سفر مستقل.
وتقسيم اخر فُصِل فيه مزامير سليمان التي لقبت
باسم سليمان عن المزامير وفصل فيه مزمور 151 وحده.
وفصلت صلاة منسي وهي عباره عن خمسة عشر عددًا فقط في سفر مستقل.
فستجد احيانا يذكر مؤرخ ان الاسفار هم الستة
وأربعين سفرًا السابقين بالإضافه إلى:
“رسالة ارميا- صلاة
منسي- مزامير سليمان- مزمور 151- تتمة دانيال مستقله (سوسنة)”.
فهم بالاضافه الي 73+ 5 = 78
ولكن يوجد تقسيم اخر في السبعينية (تقسيمين
مختلفين في بعض المخطوطات الحديثه للسبعينية مثل السكندرية والسريانية)، كالتالي:
خمس اسفار موسي وهم الشريعة:
تكوين خروج لاويين عدد تثنية
الأسفار التاريخية وعددها 20:
يشوع
قضاه
راعوث
ملوك اول (صموئيل الأوَّل )
ملوك ثاني (صموئيل الثاني )
ملوك ثالث (ملوك اول )
ملوك رابع (ملوك ثاني )
اخبار الايام الاول
اخبار الايام الثاني
عزرا الأوَّل (عزرا )
عزرا الثاني (نحميا )
اسدراس الاول
واسدراس الثاني
يهوديت
طوبيت
استير
مكابيين الاول
مكابيين الثاني
مكابيين الثالث
مكابييين الرابع
الاسفار الشعرية وعددها 8:
ايوب
المزامير
صلاة منسي
الامثال
الجامعه
الحكمة
نشيد الانشاد
يشوع ابن سيراخ
اسفار النبوات وعددها 18:
اشعياء
ارميا
مراثي ارميا
باروخ مع رسالة ارميا
حزقيال
دانيال
الانبياء الصغار الاثني عشر
فيكون العدد الإجمالي هنُا:
5+ 20 + 8 + 18 = 51 سفرًا
+ 27 سفرًا للعهد الجديد = 78 سفرًا
ولذلك البعض يقول ان السبعينية 51 سفر ويصمت ولكن
لا يوضح ان هناك نسخة قديمة من السبعينية 51 هي نفس الـ 46 سفرًا مقسمين، وأخرى 51
سفرًا بها 46 سفرًا مقسمين إلى 47 سفر مع إضافة أربع أسفار تاريخية.
يتلاعب البعض من المشككين بخبث بالتقسيمات
المختلفه للعهد القديم التي تحتوي علي نفس المحتوي والمضمون ولكن فقد افردت في
اسفار مستقله مثل قصة سوسنه وبال في سفر ورسالة ارميا وصلاة منسي وتتمة استير
ومزمور 151 التي هي محتواه في 46 + 27 = 73 سفرًا التي بين أيدينا فالبعض يضيفها
كرقم فقط ويقول البعض يؤمن بـ 73 والبعض يؤمن بـ 78 وهم في الحقيقة واحد.
فالفرق هو فقط بين 66 و73 كما قلنا، ولكن الذي يُضيف
ويقول 78 هو فقط غير مدقق لأن 73 و78 هم واحد.
قائمة الأسفار القانونية الاثيوبية
توجد قائمتين، أحدهما هي Fetha
Nägäst، والأخرى
تسمى Sinodos.
مع ملاحظة انها بترتيبات مختلفة، وتسمي الصغيرة والكبيرة. والقائمة القانونية
الصغيره وهي الرسميه وتسمي اسفار الكنيسه وهي الاسفار القانونية الاولي بالاضافه
الي طوبيا ويهوديت ومكابيين 1 و2 فقط والحكمة ويشوع فهي 6 فقط (وباروخ مع ارميا) فهو
يطابق ما بين ايدينا (73) وهم ليسوا 81 سفرًا ولكنها تقسم بطريقه تجعلها 81 سفرًا
وهم نفس المضمون، وهي حسب قانون الكنيسه الحبشية والتي كما قلنا كنيسة محلية
محدودة وأيضًا في قائمتها القانونية الصغيرة تتفق مع باقي كنائس العالم.
بينما في القائمة الكبيرة تضيف هذه الكتب النافعة
للتعليم إلى قانون العهد الجديد.
إضافات النسخة الحبشية على العهد الجديد:
28. Sirate Tsion (the book
of order)
29. Tizaz (the book of
Herald)
30. Gitsew
31. Abtilis
32. The I book of
Dominos
33. The II book of
Dominos
34. The book of
Clement
35. Didascalia
الخلاصة
جميع الكنائس كما رأينا تتفق على الـ 66 سفرًا للكتاب
المقدس، بينما تضيف لها الكنائس التقليدية أسفار قانونية ثانية أي أقل من
القانونية الأولى وهي نافعة للتعليم فقط، وهم: (طوبيت - يهوديت - حكمة - يشوع بن
سيراخ - باروخ - مكابين الأوَّل - مكابين الثاني) فهم سبع اسفار يضاف اليهم ثلاث
تتمات (تتمة استير - تتمة دانيال - مزمور 151).
ولم
يقبلهم مجمع جامنيا اليهودي ضمن أسفار العهد القديم.[1]
وعليه فلم يقبلهم آباء الكنيسة ولا الكنائس
التقليدية سوى لكونهم كتابات نافعة للتعليم فقط، فيضعونه بين أسفار العهد القديم
وأسفار العهد الجديد.
وهذه الكتابات يغلب عليها الطابع التاريخي، (عدا
سفري الحكمة ويشوع بن سيراخ)، ولا تمس العقيدة في أي شيء، وليست ضمن أسفار الكتاب
المقدس، بل هي أسفار نافعة للتعليم فقط مثل أي كتاب قديم كتبه أحد المعلمين
الدارسين الحكماء.
وهكذا كما رأينا، فإن كل هذه الأرقام مجرد تقسيمات مختلفة لنفس النص دون أي اختلاف أو تغيير، وهذه التقسييمات هي التي جعلت أرقام الأسفار 66 أو 73 أو 78 هي لذات الأسفار عينها، وذات التعليم عينه، وذات الكتاب المقدس عينه دون أدنى تغيير..
[1]
يميل بعض الدارسين إلى القول بأن تحديد قانون الكتاب المقدس
العبري مرتبطٌ على الأغلب بمجمع جامنيا الذي عُقِدَ من قبل مجموعة من المعلمّين اليهود في الفترة بعد سقوط أورشليم عام 70
بعد الميلاد. غير أن هذا لا يبدو صحيحاً
لأن الكلام عن "مجمع جامنيا" يوحي بمجمع مسكوني كبير على شاكلة مجامع
الكنيسة المقدسة في القرون اللاحقة. يبدو أن المعلم يوهانان بن زكاي Johanan
ben Zakkai كان قد أسس مدرسة أكاديمية في مدينة جامنيا،
ويبدو أن هذه المدرسة أضفت على نفسها دوراً قيادياً بعد سقوط أورشليم. غير أن
النقاشات التي دارت في هذه المدرسة لا يجعلها تظهر بمظهر مجمعٍ كنسي. نحن نعلم بأن
المعلمين اليهود جادلوا فيما إذا كانت بعض الكتب مثل (سفر الجامعة و نشيد
الأناشيد) كتباً مقدسة أم لا. ويبدو أن جدالات كهذه حدثت في وقت لاحقٍ أيضاً، وليس
هناك من أي دليل على أن المعلمين اليهود كانوا قد أعلنوا لائحة رسمية بالأسفار
المقدسة. مع هذا، فإننا في غضون هذا الوقت (70 – 100 للميلاد) نقرأ عن إشارات
لِعَدَدٍ مُحَدَّدٍ من الكتب المقدسة. ومن الممكن أن يكون الفريسيون قد تَبنُّوا
هذه اللائحة قبل سقوط أورشليم. . أقدم الشهادات
الموجودة لدينا عن عدد أسفار الكتاب المقدس العبري تعود إلى نهاية القرن الأول
للميلاد. المؤرخ اليهودي يوسيفوس (نهاية القرن الأول للميلاد) يشير بأن العدد هو
22، غير أن السفر العبري عزرا الرابع (المُتَضَمَّن في إسدراس الثاني 3-14) يخبرنا
عن 24 سفراً. هناك احتمال بأن كلا المصدرين يخبرانا عن نفس العدد من الكتب (كما
أوضحنا من قبل) إلا أن يوسيفوس جمع بين بعض الكتب معتبراً أياهم كتاباً واحداً (من
الممكن أن يكون قد جمع بين القضاة-راعوث، وإرميا-المراثي) والتي اعتبرت كتباً
مستقلّة بذاتها في سفر عزرا الرابع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق