ماذا
تقول المخطوطات؟
القراءة
الأولى
"7
والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ، 8 الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ
الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.
ὅτι τρεῖς εἰσιν οἱ μαρτυροῦντες. τὸ πνεῦμα
καὶ τὸ ὕδωρ καὶ τὸ αἷμα, καὶ οἱ τρεῖς εἰς τὸ ἕν εἰσιν (Nestle-Aland)
وهذا
النص القصير يدعمه المخطوطات الأساسية في الكتاب المقدس، وهي المخطوطات الأقدم،
مثل:
السينائية،
الفاتيكانية، السكندرية، البردية 9، البردية 74، الإفرايمية، الفلجاتا، السيريانية
البشيتا، السيريانية الهيراقلية، القبطية الصعيدية، القبطية البحيرية، الأرمينية،
الإثيوبية، السلافية.
وأيضًا
اقتباسات الآباء:
الآباء: إيريناؤس، كليمندس السكندرى،
ترتيليان، هيبوليتوس، اوريجانيوس، كبريانوس (سنتحدث عنه بشيء من التفصيل)،
ديونسيوس السكندرى، هيلارى اسقف بواتيه، لوسيفر، أثناسيوس السكندرى، باسيليوس
الكبير، غريغوريوس النزينزى، امبروسيوس، ديديموس الضرير، ابيفانيوس، يوحنا ذهبى
الفم، جيروم، أغسطينوس، كيرلس السكندرى، لاون اسقف روما، ويوحنا الدمشقى.
القراءة
الثانية
"فَإِنَّ
الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ،
وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8 وَالَّذِينَ
يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ.
وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ"
καὶ τρεῖς εἰσιν οι μαρτυροῦντες ἐν τῇ
γῇ, τὸ Πνεῦμα καὶ τὸ ὕδωρ καὶ τὸ αἷμα, καὶ οἱ τρεῖς εἰς τὸ ἕν
εἰσιν. ὅτι τρεῖς εἰσιν οἱ μαρτυροῦντες ἐν τῷ οὐρανῷ, ὁ Πατήρ, ὁ
Λόγος και τὸ ῞Αγιον Πνεύμα, καὶ οὗτοι οι τρεῖς ἕν εἰσι· (Textus Receptus
1894)
وهذا
النص موجود في المخطوطات التالية:
• المخطوطة 61: وهي من القرن السادس عشر، ومحفوظة
مكتبة كلية الثالوث بدبلن في ايرلندا، تحت رقم 30.
• المخطوطة 629: وهي من القرن الرابع عشر، ومحفوظة
في مكتبة الفاتيكان بروما، تحت رقم 298 يونانى.
• المخطوطة 918: وهي من القرن السادس عشر،
محفوظة بالإسكوريال في أسبانيا، بترقيم Σ. I. 5.
• المخطوطة 2318: وهي من القرن الثامن عشر،
محفوظة مكتبة بوخارست الوطنية في رومانيا، تحت رقم 318.
• المخطوطة 2473: وهي من القرن السابع عشر،
محفوظة في المكتبة الوطنية بآثينا في اليونان، تحت رقم 545.
المخطوطات
التى تحتوي على الفاصلة في هامشها:
• المخطوطة 88: وهي من القرن الثانى عشر، ولكن
النص من مُصحح متأخر. محفوظة في المكتبة الوطنية بنابلس بترقيم II. A. 7.
• المخطوطة 221: وهي من القرن العاشر، ولكن النص
من مُصحح متأخر. محفوظة في إحدى مكتبات جامعة اكسفورد الفرعية، تحت رقم 110
يونانى.
• المخطوطة 429: وهي من القرن الرابع عشر،
محفوظة في مكتبة هيرزوج أغسطس في مدينة Wolfenbüttel
بألمانيا بترقيم 16.7 A.
• المخطوطة 636: من القرن الخامس عشر، محفوظة في
المكتبة الوطنية بنابلس بترقيم II. A. 9.
هذه هي المخطوطات اليونانية، التى تحتوي على نص
الفاصلة اليوحناوية، سواء في نصها او في هامشها، تسعة مخطوطات فقط من أصل ما يزيد
عن 500 مخطوطة لنص رسالة يوحنا الأولى!!
كما
أنه لا توجد مخطوطة واحدة قبل القرن الرابع عشر تحتوي على هذه القراءة!
يذكر
ميتزجر "ان الفاصلة اليوحناوية قد نشأت كتعليق هامشي يفسر الشهود الثلاثة
الارضيين ثم دخل الى النص.[1]
وهذا ما تؤكده بعض المخطوطات المذكورة بالأعلى.
كبريانوس والفاصلة
عن كبريانوس، فقد أشار قائلاً[2]: "الرب
يقول: أنا والآب واحد، وايضاً قد كُتب عن الآب والإبن والروح القدس هؤلاء
الثلاثة هم واحد".
لخص العالم دانيال والاس، فكر العلماء النقديين
في مقالة هامة له حول كبريانوس والفاصلة[3]. ويضع
لنا والاس عدة نقاط هامة:
- ان كبريانوس قد إستشهد بنص "أنا والآب
واحد" (يو 10: 30)، لإثبات وحدانية الآب والإبن، وكان عليه ان يجد نصاً يحتوى
على الروح، ليُكمل دلالة وحدانية الثالوث.
- ان إقتباس كبريانوس لا يعدو قوله:"و
هؤلاء الثلاثة هم واحد"، ولم يشمل الإقتباس، قول الفاصلة:"الآبُ،
وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ". ولأن كبريانوس لم يقتبس هذه الكلمات
في إقتباسه، فهذا ببساطة يُشير ضمنياً الى عدم معرفته هذه الكلمات في نص الفاصلة.
ويضيف فادي عاطف لنقطتى والاس الرئيسيتين نقطتين،
يراهما هامتين:[4]
- من حديث كبريانوس، نرى أنه يستخدم لقب
"الإبن" للإشارة الى السيد المسيح، فيما يعتقده البعض انه إقتباس من نص
الفاصلة. ولكن، بنظرة متأنية ومُدققة لنص الفاصلة، نرى انها تستخدم لقب
"الكلمة" للإشارة الى السيد المسيح، وليس لقب "الإبن" الذى
استخدمه كبريانوس. فلو أن الشق الأول من حديث كبريانوس، هو تطويع وصياغة مُتحررة
لنص الفاصلة، لكان استخدم نفس التعبير "الكلمة"، لا ان يُغيره لتعبير
آخر "الإبن".
- القارىء لمقال "وحدة الكنيسة"
الذى ورد به هذا الإقتباس، وبالتحديد في هذا المقطع، يُلاحظ أن كبريانوس يربط بين
وحدة الله وبين وحدة الكنيسة، فكما أن وحدانية الأقانيم الثلاث لا تقبل الإنفصال،
فهكذا وحدة الكنيسة في كل مكان لا تقبل الإنقسام. وإنطلاقاً من فكرة والاس الأولى،
فإن كبريانوس لو يعرف نص الفاصلة بأكمله لكان إستخدمه هو وحده دون إستخدام يو 10:
30. فهو لم يكن في معرض إثبات وحدانية الجوهر للثالوث، كى يُعدد بعض الأدلة، بل
كما قال والاس، أن كبريانوس أثبت وحدانية الآب والإبن من نص يو 10: 30، وإحتاج لنص
به ذكر الروح القدس، ليُثبت وحدانية الروح مع الآب والإبن.
من هذه المُعطيات، يتبين لنا أن كبريانوس فسر نص
العدد الثامن وكأنه يُشير الى الثالوث. يتأكد لنا هذا إذا رأينا ان النص يُوجد به
لفظ الروح، فنقرأ:"الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ
هُم في الواحدِ".
هل
تأثرت موثوقية الكتاب المقدس بهذا النص؟
لم
تتأثر ثقتنا في موثوقية الكتاب المقدس بهذا النص، لأكثر من سبب:
1-
من المخطوطات والترجمات الكثيرة للكتاب المقدس استطعنا أن نصل إلى نص واحد دخيل من
بين آلاف النصوص في الكتاب المقدس والتي هي بنفس المعايير العلمية صحيحة وأصيلة.
2-
إن النسخ والترجمة هي أعمال بشرية محضة، ولم يعطي أي شخص العصمة لمخطوطة واحد ولا
لترجمة واحدة.
هل تأثرت عقيدة الثالوث بهذا النص؟
يقول
دان والاس:
"بالنسبة
لـ 1 يوحنا 5: 7 – 8، فتقريباً ولا ترجمة حديثة للكتاب المقدس تحتوي على
"الصيغة الثالوثية"، فالعلماء قد أدركوا لقرون أنها قد أُضيفت لاحقاً.
مخطوطات قليلة ومتأخرة جداً تحتوي على هذه الأعداد. فالمقطع وجد طريقه الى كتبنا
المقدسة من خلال ضغط سياسي، وظهر لأول مرة في عام 1522، رغم أنّ العلماء كانوا
يعلمون أنه غير أصلي. رغم أنّ الكنيسة الأولى لم تعرف ذلك النص، لكن مع ذلك فقد
أكد مجمع القسطنطينية في عام 381 م. على الثالوث بوضوح! كيف لهم أن يقوموا بهذا
دون الإستفادة من نص لم يدخل العهد الجديد اليوناني إلا بعد مرور ألفية أخرى؟
الإجابة بسيطة: بيان مجمع القسطنطينية لم يُكتب من فراغ؛ فالكنيسة الأولى وضعت في صياغات
لاهوتية ما وجدوه في العهد الجديد.
يجب
ان نفرق هنا بين أمرين هامين: ليس لأن نص واحد لا يُؤكد عقيدة عزيزة علينا، أن هذا
يعنى بأن هذه العقيدة غير موجودة في العهد الجديد. في هذه الحالة، فإن أي فرد فاهم
للمناظرات الآبائية الغنية حول الإلوهية، يعرف أن الكنيسة الأولى وصلت لفهمها عن
طريق فحص بيانات الكتاب المقدس. الصيغة الثالوثية الموجود في المخطوطات المتأخرة
في 1 يوحنا 5: 7 لخصت فقط ما وجدوه، لكنها لم تؤسس تصريحاتهم".[5]
وهذه بعض من عشرات النصوص في العهد الجديد التي
توضح عقيدة الثالوث:
-”الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللك فلذلك أيضًا القدّوس المولود منك يدعى ابن الله“ (لو1: 35)
-في معمودية المسيح يظهر بوضوح الابن المتجسد الذي تعمّد، الروح القدس الذي ظهَّر بهيئة حمامة نازلًا على الابن، الآب الذي أعلن عن ذاته وعن أبوته للابن بصوته من السماء (مت3: 16؛ مر1: 10-11؛ لو3: 21-22؛ يو1: 33-34).
-”وأمّا المُعزي الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كلّ شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم“ (يو14: 26)
-”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس“ (متّى28: 19).
-نعمة رّبّنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس مع جميعكم (2كو13: 14)
-”بِمقتضى عِلْمِ اللهِ الآب السَّابِقِ، فِي تقديس الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ“ (1بط1: 2).
وبغض
النظر عن اصالة الفاصلة فان عقيدة وحدانية الثالوث الراسخة في العدد السابع محفوظة
أيضًا في العدد الثامن وذلك كما شرحه القديس اغسطينوس[6]:
"بكلمة
"الروح" فنحن نقصد الله الاب وذلك كما قال الرب الله روح وان كلمة
"الدم" تفيد الابن لان الكلمة اخذ جسداَ وبكلمة "الماء" نحن
ندرك الروح القدس لانه عندما تكلم يسوع عن الماء الذي يعطيه للعطشى يقول الانجيلي
"قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه".
[1] Metzger, Text of
the New Testament P.201
[2]
On the Unity of the Church, Chapter 6: Ante-Nicene Fathers, Vol 5 ,
Reprint
[2]
أنظر أيضًا ترجمة النص فى:
القديس
كبريانوس (سيرته وكتاباته) , إعداد القس أثناسيوس فهمى , إصدار إيبارشية أيرلندا وأسكتلندا
, الطبعة الأولى 1999 , ص 74 – 75.
مقالات القديس كبريانوس , ترجمة وإعداد القمص
مرقوريوس الأنبا بيشوى , الطبعة الأولى 2007 , ص 47
[4]
معظم اقتباسات هذه التدوينة مأخوذة عن كتاب: المدخل للنقد النصي
للعهد الجديد، لفادي عاطف.
[5] دان
والاس، خلع يسوع عن عرشه، الفصل الاول.
[6] Augustine, Contra
Maximinum Arianum, 22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق