وفقًا للمطوّب أغسطينوس، فلو لم يكن قد وُضِع المسيح للموت، ما كان يُمكن
للموت أن يموت. لقد انهزم الشيطان بذات نصرته، لأنّ الشيطان فرح عندما خدع الإنسان
الأوّل فطرحه في الموت. بخداعة الإنسان الأوّل قتله. وبقتله آدم الآخير فقد الأوّل
الذي في شباكه.[1] فطبيعتنا البشريّة منذ السقوط دخل إليها الموت وانتشر في كلّ طبيعتنا كسلطان
وسلاح الخطية، فيقول الكتاب “النفس التي تخطئ هيَ تموت” (حز18: 4) ويقول القديس باسيليوس:
“إن الطبيعة البشريّة حائط قد هزّته صدمة الخطية، فمال إلى السقوط، ولا يُمكن إعادة بناءه إلَّا بهدم ونقض بنيانه، لذلك سمح الله أن يكون الموت الحسيّ ناقضًا للحائط المُزعزع ليُعيد بناءَه بالقيامة العامّة إعادة وثيقة ومؤبدة”.[2]
والقديس ساويرس الأنطاكيّ، يرى أنّه لكي يرفع
الله حكم الموت هذا عن البشريّة - التي حكمت به على نفسها – فبتجسده وكابن الله
جمع البشريّة في ذاته، كما سبق وقلنا، فقد ترك جسده هكذا بحيث يمكنه أن يُعاني
الآلام البريئة والموت، لأنّه كما قلنا أراد أن يحسم أمر هزيمتنا بعدل، وكأوَّل
يبدأ بقيامته بالجسد الذي وحده له عدم التألَّم وعدم الموت وعدم القابليّة للفساد،
من أجل الجنس البشريّ كلَّه هذا الذي صار هو باكورته.[3]
ويُضيف أثناسيوس الرسوليّ:
“وهكذا إذ اتخذ جسدًا مماثلًا لطبيعة أجسادنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد، فقد بذل نفسه للموت عوضًا عن الجميع، وقدَّمه للآب. كلّ هذا فعله من أجل محبّته للبشر،
أولًا: لكي إذ كان الجميع قد ماتوا فيه، فإنّه يُبطل عن البشر ناموس الموت والفناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استُنفد في جسد الرب، فلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب).
ثانيًا: وأيضًا فإنّ البشر الذين رجعوا إلى الفساد بالمعصية يعيدهم إلى عدم الفساد ويحييهم من الموت بالجسد الذي جعله جسده الخاص، وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم، كما تبيد النار القش”.[4]
ويقول إيرينيئوس:
“ولأن الجميع أُقتيدوا إلى الموت بسبب عصيان أبونا الأول، آدم، كان مناسبًا وضروريًا أنّ يُبطَل نير الموت بواسطة طاعة ذاك، الذي صار إنسانًا من أجلنا. وبسبب أنّ الموت ساد على الجسد، كان من الضروري أنّ يُهزم الموت بواسطة الجسد ويَخلّص الإنسان من سطوته. وهكذا صار الكلمة جسدًا لكي بواسطة الجسد الذي استعبدته الخطية، يُخلّصنا (المسيح) من الخطية كي لا نعود نُستعبد من الخطية. لذلك أخذ ربنا جسدًا شبيهًابجسد أبينا الأول،[5] لكي بجهاده –عوضًا عن أبوينا الأولين – ينتصر على ذاك الذي في آدم جرحنا جرحًا مُميتًا”.[6]
وبحسب إيرينيئوس فإنّ الرب قد دبّر خلاصنا بمجدٍ عظيم، وحقق الوعد
المُعطى لآبائنا وأصلح العصيان القديم. إذًا ابن الله صار ابنًا لداود وابن
إبراهيم وجمع الكلّ في ذاته، لكي يمنح لنا الحياة. كلمة الله صار جسدًا من
العذراء، حتّى يُبطل الموت ويُحيي البشر. لأنّنا (قبله) كُنا مقيدين بالخطية، وكنا
خطاة وخاضعين تحت سلطان الموت.[7]
دخول الرب إلى جسد وموته بهذا الجسد أصبح فخًا
للموت به هزم الرب الموت وسلب كلّ قوته، ويقول كيرلس الأورشليمي:
“الرب تألم من أجلنا، وما كان الشيطان ليتجرأ أن يظهر له لو كان قد عرفه أنّه ابن الله. لذلك فالجسد صار الصنارة التي اصطاد بها الموت، حتّى أنّ الحية التي كانت تُريد أن تبتلع هذا الجسد، تقيّأت ما سبق أن ابتلعته (أي الناس الذين ماتوا قبل مجيء المخلّص وانتهاء سلطان الموت)”.[8]
ويضيف أمبروسيوس:
“‘إذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا في نفس الشيء لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت’ (عبرانيين 2: 14)... وكيف يكون ذلك إلا بواسطة الجسد الذي به قد صار مشاركًا لنا؟ وبماذا شاركنا إلا بالموت الجسدي؟ إنه كسر سلاسل الموت لأنه باحتمال المسيح للموت حدث موتٌ للموتِ“.[9]
وهذا أيضًا ما قاله القديس أغسطينوس:
”لقد هُزم الشيطان بذات نصرته... بخداعة الإنسان الأوّل ذبحه، وبذبحه للإنسان الأخير فقد الإنسان الأوّل من شبكته”![10]
الإنسان لم يقدر أن يأتي إلى
الله، لهذا أتى الله إلى الإنسان، بأن جعل نفسه إنسانًا. وفي محبّته الفائقة أو “المذهلة”، يوحِّد الله نفسه بخليقته بألصق ما يكون
الاتحاد، بأن يجعل نفسه يصير ذلك الذي خلقه (أي الإنسان). والله، كإنسان (أو في
تجسُّدِه)، يحقّق مهمة الوساطة التي رفضها الإنسان عند السقوط. ويعبِّر يسوع مخلّصنا
الهوة السحيقة بين الله والإنسان، لأنّه هو الله والإنسان معًا في آنٍ واحد، مثلما
تقول إحدى الترانيم الأرثوذكسيّة عشية عيد الميلاد:
“اليوم اتحدت السماء والأرض، لأنّ المسيح وُلِد. اليوم نزل الله إلى الأرض، وارتفع الإنسان إلى السماء.[11]
ويكتب القديس يوحنا فم الذهب:
“‘جرّد الرئاسات والقوات بنفسه’، معناه أنه جرد قوات الشيطان، لأن الطبيعة البشريّة كانت قد خضعت لها، أو أنّ صح التعبير كان مفروضًا عليها دَين (صك)، فعندما صار إنسانًا لم يكن مدينًا بهذا الصك - لكن ما معنى ‘شَّهر بهم’؟ معناه أنّه حقًّا قد شُهر بالشيطان الذي جعل من نفسه هُزءًا وخزيًا. لأنّه إذ توقَّع أن يظفر بالرب، خسر حتّى ما كان لديه، وحينما سُمِّر الجسد (المُقدّس) على الصليب، قام الموتى. هكذا تلقى الموت نفسه ضربة قاصمة من جسد ميتٍ. وكبطلٍ مقدام، وحينما عرف أنّه طرح عدوه أرضًا، وأمسك به بقبضة مميتة، (مات الموت) هكذا كان موت المسيح إنّما هو خزي للشيطان. لم يختبر الملائكة شيئًا من هذا القبيل، فقد قام هو بكلّ شيء لأجل هذا القصد، مُظهِرًا أنّ لموته إنجازًا عظيمًا وقديرًا – وكان إن صح التعبير – ثمَّة صراع واحد: فقد جرحَ الموتُ المسيحَ – لكن المسيح المجروح أمات الموت”.[12]
حين يصبح الله إنسانًا، تبدأ مرحلة جديدة جوهريًّا في تاريخ الإنسان،
ولا يكون الأمر مجرَّد عودة إلى الماضي. فالتجسُّد يرفع الإنسان إلى مستوى جديد،
وتكون الحالة الأخيرة أعلى من الأولى. وفي يسوع المسيح فقط نرى أكمل إمكانات
طبيعتنا البشريّة وقد انكشفت واستُعلِنت؛ وحتّى ميلاد المسيح، لم تكن الملامح الحقيقيّة
للشخص البشريّ (Personhood) قد ظهرت بعد. إنّ ميلاد المسيح، كما يصفه القديس باسيليوس هو: “ميلاد الجنس البشريّ
كلّه”. المسيح أوّل إنسان كامل ـ
كامل، أي ليس فقط بمعنى (الصورة) أي أنه كمال محتمل، يمكن أن يتحقّق في المستقبل،
مثلما كان آدم في براءته قبل السقوط، بل بمفهوم “المثال” (likeness)
المتحقَّق بالكامل. ليس التجسُّد إذًا، هو ببساطة طريقًا لإزالة آثار الخطية الأصليّة،
بل هو مرحلة جوهريّة عبر رحلة الإنسان من الصورة الإلهيّة إلى الشبه (المثال) الإلهيّ.
فالصورة الحقيقيّة والمثال الحقيقيّ لله هو المسيح نفسه، وهكذا، ومنذ اللحظة
الأولى لخلقة الإنسان على الصورة، فإنّ تجسُّد المسيح كان متضمنًا فعلًا بطريقة
ما. إنّ السبب الحقيقيّ للتجسُّد، إذًا، يكمن لا في خطية الإنسان بل في طبيعته غير
الساقطة ككائن مخلوق على الصورة الإلهيّة وعنده الإمكانية للاتحاد بالله.[13]
وفي عظته الفصحية الشهيرة، تلك التي تعود إلى بدايات
القرن الثاني، يقول القديس ميليتوس أسقف ساردس:
“الإله لبس جسدًا واتخذ صورة الإنسان. قًبِل الآلام عن كلّ متألِّم وحُوكم من أجل كلّ محكوم عليه. ودُفِن في القبر من أجل كلّ المدفونين، ولكنه قام حيًا من بين الأموات (بقوة لاهوته) وأعلن قائلًا: مَنْ ذا الذي يمكنه أن يُقاضيني؟ لقد خلّصت المديونين، وأعَدتُ الحياة للذين ماتوا، وأخرجتهم من قبورهم (بكامل قواهم)؛ مَنْ هو الذي سيُحاججني؟ لقد أبطلتُ الموت؛ وسحقتُ الهاوية، ثمّ رفعت البشريّة إلى أعلى السموات، نعم، أنا هو المسيح، أنا هو ذبيحة كفارة غفرانكم، أنا هو فصح خلاصكم، أنا هو نوركم، أنا هو قيامتكم”.[14]
في كتابه “تجسد الكلمة”، يضع أثناسيوس
أسباب موت المسيح لنا في النقاط التالية:
1ـ أـ إنه لم يكن ممكنًا أنّ يُحوّل الفاسد إلى عدم فساد إلا المخلّص نفسه، الذي خَلَق منذ البدء كلّ شيء من العدم.
ب ـ لم يكن ممكنًا أنّ يعيد مماثلة صورة الله للإنسان سوى صورة الآب!
ج ـ لم يكن ممكنًا أنّ يجعل الإنسان المائت حيًا، إلاّ ربنا يسوع المسيح، الذي هو “الحياة” ذاتها.
د ـ كما أنه لم يكن ممكنًا أنّ يعلِّم الناس شيئًا عن الآب، ويبطل عبادة الأوثان، سوى “الكلمة”، الذي يضبط كلّ الأشياء، وهو وحده الابن الوحيد الحقيقيّ.
2ـ لأنه كان يجب وفاء حكم الموت المستحق على الجميع...، لهذا جاء المسيح بيننا!!
وبعدما قدَّم براهين كثيرة على ألوهيته بواسطة أعماله في الجسد، قّدَّم نفسه كذبيحة عن الجميع مسلمًا هيكله للموت، عوضًا عن الجميع، وذلك:
أولًا: لكي يخلّصهم ويحررهم من نتائج المعصية الأولى.
ثانيًا: لكي يثبت أنه أقوى من الموت، مظهرًا جسده الخاص أنه عديم الفساد، كباكورة لقيامة الجميع.
3 ـ فالجسد (جسد الكلمة) لأنه كان جسدًا بشريًا... مع كونه مأخوذًا من عذراء فقط بمعجزة فريدة، ولكن لأنه كان قابلًا للموت، كان ينبغي أنّ يموت أيضًا كسائر البشر نظرائه. لكنه بفضل اتحاده “بالكلمة”، لم يعد خاضعًا للفساد الذي بحسب طبيعته...
4 ـ هكذا تمّ (في جسد المسيح) فعلان متناقضان (أي معجزتان) في نفس الوقت:
أ ـ إتمام موت الجميع في جسد الرب (على الصليب).
ب ـ إبادة الموت والفساد من الجسد، بفضل اتحاد “الكلمة” به!! لأنه كان الموت حتميًا، وكان لابد أنّ يتم الموت نيابة عن الجميع، لكي يوفي الدَين المستحق على الجميع!
وطالما أنّ “الكلمة” كان من غير الممكن
أن يموت، إذ أنّه خالد، فقد أخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت، حتّى يستطيع أن يُقدِّمه
كجسده الخاص نيابة عن الجميع، حتّى إذا ما تألَّم عن الكلّ باتحاده بالجسد، فإنّه “يبيد بالموت ذاك الذي له
سلطان الموت أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا كلّ حياتهم تحت
العبودية” (عب2: 14، 15).[15]
هذا التعليم يمثل ركنًا أساسيًّا في مفهوم الخلاص لدى الآباء الشرقيّين
منذ القرون الأولى. فهو معروف لدى القديس إيرينيئوس (في نهاية القرن الثاني)،
والقديس أثناسيوس الرسولى، والقديس كيرلس السكندريّ وغيرهم من الآباء.
لم تكن هناك وسيلة أُخرى لخلاص الإنسان كما يقول القديس أثناسيوس:
“ماذا كان ممكنًا أنّ يفعله الله؟ وماذا كان ممكنًا أنّ يتمّ سوى تجديد تلك الخليقة التي كانت على صورة الله؛ وبذلك يستطيع البشر مرة أخرى أن يعرفوه؟ ولكن كيف كان ممكنًا أن يحدث هذا إلاّ بحضور نفس صورة الله ـ ربنا يسوع المسيح؟ أتى كلمة الله بنفسه كي يمكنه وهو صورة الآب أن يخلق الإنسان على هذه الصورة من جديد..”.[16] ”فقد أخذ ابن الله جسدًا قابلًا للموت كي ينتصر فيه على الموت والفساد“.[17]
وهذه النقطة يشرحها
القديس غريغوريوس باستفاضة، في عظته على الظهور الإلهيّ مستخدمًا نفس ألفاظ اللِّيتورجيَّة.
وهناك مغزى عميق لتعرُّض القديس لموضوع الخلاص في عيد الظهور الإلهي، الذي كان في ذلك
الوقت، العيد الوحيد لتذكار التجسُّد الإلهيّ أي للميلاد والعماد معًا:
“كان الإنسان قد نال التأديب بطرق كثيرة.. بالكلمة والناموس والأنبياء، بالمنافع والإنذارات والأوبئة... وأخيرًا احتاج إلى ترياق قوي لأن علّله قد ازدادت سوءًا.. وإذ احتاجت هذه العِلل إلى خلاص أعظم، جاء هذا الخلاص العظيم الذي هو كلمة الله نفسه، الكائن قبل كلّ الأكوان، غير المنظور، غير المفحوص، غير الجسدي، بداية كلّ بداية، النور الذي من النور، مصدر الحياة والخلود.. الصورة غير المتغيرة، كلمة الله، جاء إلى صورته، وأخذ جسدًا من أجل جسدنا، واتحد بنفس عاقلة من أجل نفسي، كي يُطْهر المثيل بالمثيل. وصار إنسانًا كاملًا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة”.[18]
ويجب أن نؤكِّد هنا أنّ هذه العلاقة الوثيقة بين التجسُّد والخلاص التي كانت
إحدى المعالم الرئيسية لتعليم الآباء، لم تكن واضحة في تعليم الآباء الغربيين
الذين كانوا يوجهون اهتمامهم بالأكثر إلى الناحية القانونية في تعليمهم عن الكفارة.
ويظهر هذا واضحًا في تعليم ترتليان في أوائل القرن الثالث. وقد انقطعت هذه العلاقة
تمامًا في العصور الوسطى حين أدخل أنسلِم أسقف كانتربري تعليمه عن “الترضية” في أوائل القرن
الثاني عشر. وإذ اتبع أنسلِم المبادئ القانونية المعروفة في عصره، خلّص إلى أنّ الترضية
المطلوبة يجب أنّ يوفيها الإنسان ؛ وبذلك كان تعليمه، أنّ هذه الترضية قام بها
المسيح كإنسان. فذبيحة المسيح التي قام بها كإنسان (حسب تعليم أنسلِم) هيَ تقدمة
لله من جانب الإنسان على الأرض، هيَ عمل بشري للترضية. وواضح أنّ هذا يُناقض
تمامًا تعليم الآباء الذين يتحدثون عن الله الذي تجسد ودخل إلى عالم الخطية والموت،
كي يغلب الأعداء الذين يستعبدون الإنسان ويقيدونه. وبذلك فإنّ الله نفسه هو الذي
أتمَّ العمل الخلاصى.[19]
وبسبب تمسُّك المسيحيّين الغربيين بضرورة قيام الإنسان بالترضية (لإيفاء
العدل الإلهيّ حقه) أصبحت أي وسيلة أخرى لعلاج البشريّة الساقطة تعني تساهل الله
وعدم عدله. وحسب هذه النظرية يجب أنّ يأخذ الله الترضية التي بدونها تصير المغفرة
تساهلًا ؛ وهذه الترضية تمت بموت المسيح. على العكس من ذلك، نرى الآباء يعلمون بأن
عمل الكفارة الذي عمله الله في المسيح، هو تدبير إلهيّ يختلف تمامًا عن النظام
القانونى. فالكفارة لا تقوم على أساس إتمام مطالب العدل
حسب القوانين البشريّة ولكنها أسمى منها. ومشكلة الإنسان لم تكن في محاولة تقديم
ترضية للآب الغاضب، بل هيَ - كما ذكر الآباء مرارًا وتكرارًا - في كيفية القضاء
على الخطية والموت.[20]
[1]
The Ascension, 263.
[2] M. A. Orphanos; Creation and Salvation
According to st. Basil of Caesarea, Athens 1957.
[3] La Polemique, I, p. 70.
[4] تجسد الكلمة 4:8 ترجمة د/
جوزيف موريس فلتس؛ إصدار المركز الأرثوذكسيّ للدراسات الآبائية. ص22.
[5] في
هذه الفقرة لخَّص إيرينيئوس جوهر تعليمه عن المسيح والخلاص. فتجسد المسيح له المجد
كان ضروريًا لكي ينقل عدم الفساد إلى البشر ولكي يَبطُل الشر الآتي من عصيان آدم.
وهذا الأمر قد شرحه فيما بعد القديس أثناسيوس في كتابه “تجسد الكلمة”: “ لأن
المخلّص تمّم بتأنسه عمليتي المحبة: (أولًا): أنه أباد الموت
من داخلنا وجدّدنا ثانية. (ثانيًا): أنه إذ هو غير ظاهر ولا منظور، فقد أعلن نفسه
وعرّف ذاته بأعماله في الجسد، بأنه كلمة الآب، ومدّبر وملك الكون ” تجسد الكلمة،
المرجع السابق، 5:16. والقديس أمبروسيوس أسقف ميلان يصف لنا المسيح بأوصاف توضح
نتائج التجسُّد بالنسبة لنا: “ المسيح هو لنا كلّ شيء... إذا أردت أنّ تبرئ جرحك،
فهو الطبيب الشافي؛ إذا أردت أنّ تروى عطشك الشديد، فهو ينبوع الماء الحي؛ إذا كنت
في حاجة إلى معونة، فهو القوة الحية الفعّالة؛ إذا كنت ترهب الموت، فهو الحياة
القاهرة للموت؛ إذا كنت تخشى الظلام، فهو “النور الحقيقيّ”؛ إذا كنت جوعانًا، فهو
قوت الحياة ” (PL16, 305).
[6]الكرازة الرسوليّة. ترجمة د/ نصحي عبد الشهيد؛ د/
جورج عوض ابراهيم. فقره 31.
[7]شرح الكرازة الرسوليّة، فقرة 37.
[8] دراسات في آباء الكنيسة. للراهب
باسيليوس المقاري. ص 313.
[9] القديس أمبروسيوس أسقف ميلان
شرح الإيمان المسيحيّ، ج2. 3: 85. ص 46.
[10]Sermon
261:1.
[11] كاليستوس وير، الطريق الأرثوذكسيّ، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد
(القاهرة: المركز الأرثوذكسيّ للدراسات الآبائية، 2001)، ص 99.
[12]
Homilies on Colossians, homily 6.
[13] كاليستوس وير، الطريق الأرثوذكسيّ، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد
(القاهرة: المركز الأرثوذكسيّ للدراسات الآبائية، 2001)، ص 100، 101.
[14]
SC. 123, p. 116, 120, 122.
[15] تجسد الكلمة 20.
[16]
Athanasius: Incarnation of the Word (Inc.), 13:7. (NPNF, second series, vol.4).
[17]
Inc. 13:7,8 (NPNF, op. cit. 43).
[18]
Oration 38. On the Theophany: 13 (NPNF, second series, vol. 7: 348-9).
[19]
Gustaf Aulen: Christus Victor. London:S.P.C.K., 1961: 103, 104.
[20]
Ibid. 105-119.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق