داود النبي هو رجل صالح بحسب قلب الله .. لكن هل يعني هذا ان يكون الها بلا خطية !
ليس هكذا فكر الكتاب المقدس ان يجعل من البشر الهة .. فيعلمنا الكتاب :
اننا جميعا اخطأنا و ليس احد صالح الا واحد و هو الله :
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ
مت 19 : 17 إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،
رو 3 : 23
جميعنا اخطانا و نحتاج الي مجد الله الذي في المسيح الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ . عب 1 : 3
كما تعلمنا ايضا من الكتاب ان القديسيين و الانبياء ربما يخطئون في الطريق و لكنهم يعودون بالتوبة اما الاشرار فيتلذذون بفعل الشر و يكون مجدهم في خزيهم :
، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِالشَّرِّ.
ام 24 : 16
الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ.
في 3 : 19
لأَنَّ الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ
ام 24 : 16 إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ.
25 أَيْضًا كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا.
مز 37 : 24 - 25
وخطية داود مع بثشبع هي شر فعله داود و لم يكن بأمر من الرب و لا برضي الرب بل قد اعلن الكتاب غضب الرب علي هذه الخطية
وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
2 صم 11 : 27
غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ،
2 صم 12 : 14
و ليس ذلك فقط بل نال جزاءا علي كل خطية فعلها .. فيخبرنا ايضا الكتاب ان الله ارسل ناثان النبي ليخبر داود بجزاء فعلته :
فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ.
14 غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ».
15 وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
16 فَسَأَلَ دَاوُدُ اللهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى الأَرْضِ.
17 فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزًا.
18 وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ
2 صم 12 : 13 - 18
و نجد ان داود قد تاب عن هذه الخطايا بدموع كثيرة .. فيقول :
تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي.
مز 6 : 6
1 اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ.
2 اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي.
3 لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا.
4 إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ، لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ.
5 هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.
6 هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ، فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً.
7 طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.
8 أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا، فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا.
9 اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ، وَامْحُ كُلَّ آثامِي.
10 قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.
11 لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.
12 رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ، وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.
مز 51 : 1 - 12
فقد اخطأ و اعلن الكتاب خطيته و اعلن انها شر قبيح امام عيني الرب و ايضا اعلن ان للخطية عقوبة و قضي داود حياته بارا امام الله في معلنا توبته في حياة صلاة و دموع .. فما وجه الاعتراض !
و من التفاسير المسيحية :
التفسير التطبيقي : (1)
في سقطة داود مع بثشبع، سمح داود لنفسه بالتمادي في الخطية. (1) تخلى داود عن مسئوليته بالبقاء في البيت عوضا عن الخروج للمعركة (11: 1). (2) وجه اهتمامه لشهواته (11: 3). (3) عندما عرضت له التجربة، استجاب لها بدلا من الهروب منها (11: 4). (4) ارتكب الخطية عامدا (11: 4). (5) حاول تغطية خطيته بخداع الآخرين (11: 6-15). (6) ارتكب جريمة القتل لتغطية فعلته (11: 15، 17). (7) انكشفت خطيته (12: 9). (8) نال عقابها (12: 10-14). (9) امتدت نتائج خطيته إلى كثيرين غيره (12: 11، 14، 15). وكان داود يستطيع أن يتوقف ويبتعد عن الشر في أي مرحلة من هذا الطريق. ولكن ما إن تبدأ سلسلة الخطية، حتى يصبح من العسير إيقافها (يع 1: 14، 15). وكلما أوغلنا في الخطأ، ضعف عزمنا عن الاعتراف به. فمن الأسهل جدا أن توقف انحدارك إلى سفح تل وأنت قريب من القمة، أكثر مما وأنت في منتصف الطريق بعد أن تكتسب سرعة متزايدة. وأفضل الحلول هو أن تكف عن الخطية قبل أن تبدأ فيها.
الاب انطونيوس فكري : (2)
حتى الآن رأينا داود المحب النقي الراعي الصالح الغيور على مجد الله، الذي قتل أسد ودب ثم جليات وواجه مقاومة شاول بقلب مملوء سماحة وحكمة ولم يتسرع ليملك ورأينا نبله مع مفيبوشث. رأيناه لا يعرف الشماتة مرتلًا المزامير. لذلك كافأه الله على هذه الحياة المقدسة وانتصر في كل حروبه. وللأسف فهذه عادة الإنسان حينما يعطيه الله ينغمس في ملذاته فينسى الجهاد فيسقط وحدث هذا مع آدم أولًا ومع شعب إسرائيل مرارًا والآن مع داود الذي بعد أن أستقر ملكه سقط في لحظة تهاون ليظهر الضعف البشرى في حياة داود العظيم. وانحدر من خطية إلى أخرى وإذا بالتأديبات تنهال عليه والآلام تتوالى. والله يكشف لنا ضعفات كل إنسان
1- حتى لا نيأس إن نحن أخطأنا بل نتمثل بداود ونقدم توبة.
2- إعلان عن ضعف البشرية واحتياجنا لمخلص.
3- معرفة أن كل خطية تحتاج إلى تأديب وأن علينا أن نقبل التأديب كأبناء.
4- هي جرس إنذار لكل مؤمن ليعرف أنه حتى وإن كان قائمًا ليحذر أن لا يسقط ونحيا جميعًا في حالة استعداد وجهاد.
5- سقطات داود ملأتهُ أحزانًا مرة لكن بالتوبة تحولت لمجده، فصارت سيرته ومزامير توبته سر قيام لكثيرين حطمتهم الخطية وهوى بهم اليأس.
6- هي درس لكل إنسان ليعلم أنه بدون الله مهما كان قويًا لابد وأن يسقط.
7- إن سمعنا أن الآخرين سقطوا في خطايا شنيعة علينا أن نشكر الله لأنه حفظنا فلم نسقط.
و يقول الاب تادرس يعقوب : (3)
قدم لنا الكتاب المقدس صورة واقعية لشخصية داود النبي والملك، الذي عاش بقلب منفتح نحو الله والناس منذ صُبوَّته، في نقاوة وطهارة، مشتاقًا أن يخدم الله ويمجده في جدية وبغيرة متقدة نارًا، وأن يبذل حياته من أجل الأمانة حتى في رعايته الخراف غير الناطقة. كافأه الله على هذه الحياة الجادة المقدسة واهبًا له كل نجاح حتى تعظم جدًا وكان رب الجنود معه.
استطاع داود أن يقتل أسدًا ودبًا لينقذ خروفًا أو أكثر وأن يقتل بحجر أملس جُليات الجبار الذي يعير صفوف الشعب ويجدف على الله. واجه مقاومة شاول الملك المستمرة ومطاردته بقلب مملوء سماحة وحكمة. قبل وعود الله بصبر واتزان دون تلهف على نوال مجد واستلام المملكة. حين سقط مطارد له كشاول الملك أو منافس كمفيبوشث كان الرجلَ النبيلَ الذي لا يعرف الشماتة بل من أعماق قلبه يرثيه كرجل محبوب لديه...
هذه السيرة العطرة الفريدة من نوعها تكشفت بأعظم جلاء خلال المزامير التي أنشدها بروح الله لتبقى ذخرًا للمؤمنين وعونًا لهم في الحياة المقدسة في الرب.
الآن بعد أن صار ملكًا على كل الأسباط، واستقرت مملكته، وجاء بالتابوت إلى مدينته، في لحظة ضعف تهاون فسقط لتظهر الطبيعة البشرية بأعماق ضعفها في حياة داود العظيم. انهار هذا الجبار وانحدر بالتتالي من خطية إلى أخرى... وكان يظن أنه قادر على إخفاء هذا الضعف فإذا بها تنفضح أمامنا جميعًا عبر الأجيال بعد أن نال تأديبات مُرَّة وحلت به أحزان متوالية خلال كل بقية أيام حياته.
لم يخجل الوحي الإلهي عن تسجيل هذه السقطات في شيء من التفصيل، دون إخفاء للضعف أو تستر عليه حتى ندرك الحاجة إلى التجديد الكامل للطبيعة البشرية، بل الحاجة إلى تدخل الخالق نفسه لتحقيق هذا التجديد.
سقطات داود هي جرس تحذير يدوي عبر الأجيال لكي يتيقظ كل مؤمن وكل خادم -مهما بلغت قامته الروحية أو خبراته عبر السنوات- لئلا يسقط.
سقطات داود ملأته أحزانًا مُرّة لكن بالتوبة تحولت لمجده، فصارت سيرته ومزامير توبته سرّ قيام لكثيرين حطمتهم الخطية وهوى بهم اليأس!
و يقول القس وليم مارش: (4)
كان داود قد وصل إلى أوج نجاحه ومجده. ومن هذا الأصحاح يبتدي خبر سقوطه والمصائب والخجل والأحزان التي أصابته هو ومملكته بسب خطيئته مع أنه تاب عنها فغُفرت له.
في الكتاب المقدس تاريخ حقيقي يصور لنا رجال الله كما هم بذكر إيمانهم وفضائلهم ويذكر خطاياهم أيضاً. وليس لنا قدوة كاملة إلا قدوة يسوع المسيح. ويعلمنا هذا التاريخ أننا نحن أيضاً ضعفاء وعرضة للسقوط في أعظم الخطايا فنحتاج إلى السهر والصلاة ونعمة الله كل ساعة. ولا مهرب من عواقب الخطيئة. والشهوة إذا حبلت تلد خطيئة والخطيئة إذا كملت تنتج موتاً.
و يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : (5)
داود أيضًا أخطأ ، لننظر كيف تاب... لقد غسل الخطية بالاتضاع وندامة القلب وتوبة النفس وعدم السقوط مرة أخرى، وبتذكره الدائم لخطيته، وقبوله كل ما حلَّ به بشكر، وتركه الذين يحزنونه، واحتماله المتآمرين عليه دون مقابلة الشر بالشر بل ومنع الذين يرغبون ذلك...
كان له قلب منسحق به تمتع بغسل خطاياه خلال التوبة والاعتراف.
القس منيس عبد النور : (6)
لا يجب أن نلوم داود لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. في كل واحد منا شيء يقرِّبه إلى الله، وشيء آخر يشدُّه إلى الشر. فلنقف في حذر لئلا ندخل في تجربة، فإن رسول المسيحية بولس يحذرنا قائلاً: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ» (١كورنثوس ١٠: ١٢). لذلك لنكن ساهرين صاحين، لأن الشيطان كأسد زائر يريد أن يبتلعنا. لا نظن أن فترة الشباب وحدها هي مرحلة الخطية، فإن داود جاز مرحلة الشباب في انتصار، ولكنه سقط في الخطية وهو كبير العمر. وليس على الخطية كبير، ففي اللحظة التي نبتعد فيها عن الله نهوي إلى الشر. ولكن لتكن لنا ثقة بالله، فلا نفشل إن سقطنا، لأننا بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير (١بطرس ١: ٥). وإن سقطنا يجب أن نجري بسرعة إلى الرب ونطلب منه الغفران، عالمين وعد السيد المسيح المبارك: «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي ٱلَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَٱلآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا ١٠: ٢٨-٣٠
و يقول قداسة البابا شنودة الثالث 7)
كان داود النبي يتحلي بالكثير من الفضائل -
كان له النبل العجيب , و الاحسان الي مبغضيه , و احترام الكبار احتراما يفوق الوصف , و كان انسانا شجاعا , جبار بأس , و مع ذلك يتحلي بالوداعة و اتضاع القلب امام الله و الناس . و كان يتميز بالادب اللجم , و توجد حلاوة في طبعه مثل الحلاوة التي في عينيه .
و كان شاعرا رقيق الحس , و موسيقيا يحسن الغناء , حتي تسميه الكنيسة مرنم اسرائيل الحلو , و يلقبه الكتاب بإمام المغنين . و له صفات جميلة كثيرة , ذكرناها في الباب الاول في حديثنا عنه كإنسان متعدد المواهب
و مع ذلك كله كانت توجد فيه بعض نقاط الضعف اسقطته
لو كانت حياة داود كلها انتصارا , لحسبناه من طبيعة غير طبيعتنا !!
او انه من بشرية غير بشريتنا .. ! و لكن اخطاء داود تعطينا فكرة انه شخص مثلنا مع سمو في الدرجة . فان كان علي الرغم من ضعفاته البشرية , قد وصل الي القداسة العظيمة التي حدثنا عنها الكتاب , و الي تلك الصلة العميقة بالله , فإن هذا يشجع كل انسان ضعيف , بأنه يمكنه ان يصل كما وصل داود .
ليس معني قداسة القديسيين انهم معصومون : فلا يمكن ان نقول عنهم انهم بلا خطية , بالمعني المطلق , الذي هو لله وحده .. انهم ابرار و لكنهم غير معصومين ...
ف. ب . ماير : (8)
لا شك ان الربح الذي يجنيه كل الخطاة التائبين من ذكر الحادثة , يفوق جدا , الخسارة التي لحقت بسمعة ذلك الرجل الذي شهد له بانه وجد حسب قلب الله . هذه الاصحاحات , قد اطلع عليها ربوات , كادوا يبتلعون من يأس ظلمة الخطية , وجدوا ضياء النور الكامل , الذي يستطيع ان يرد النفس من ظلمتها القاتمة . ( مغفورة لك خطاياك الكثيرة , اذهبي بسلام )
Darby's Bible Synopsis :9
As to David's affections, the chastisement was in the death of his child, a chastisement which he deeply felt; and the public government of God was manifested in that which was done, according to His word, before all Israel and before the sun.
لاجل عواطف داود جاء التأديب في موت ابنه , الامر الذي المه جدا و تجلي حكم الله في هذا , وفقا لكلمته , قبل كل اسرائيل و قبل ان تطلع الشمس
Keil and Delitzsch :10
David's Adultery. - David's deep fall forms a turning-point not only in the inner life of the great king, but also in the history of his reign. Hitherto David had kept free from the grosser sins, and had only exhibited such infirmities and failings as simulation, prevarication, etc., which clung to all the saints of the Old Covenant, and were hardly regarded as sins in the existing stage of religious culture at that time, although God never left them unpunished, but invariably visited them upon His servants with humiliations and chastisements of various kinds. Among the unacknowledged sins which God tolerated because of the hardness of Israel's heart was polygamy, which encouraged licentiousness and the tendency to sensual excesses, and to which but a weak barrier had been presented by the warning that had been given for the Israelitish kings against taking many wives (Deuteronomy 17:17), opposed as such a warning was to the notion so prevalent in the East both in ancient and modern times, that a well-filled harem is essential to the splendour of a princely court. The custom to which this notion gave rise opened a dangerous precipice in David's way
خطية داود . - سقوط داود العميق كان نقطة تحول ليس فقط في حياة الملك العظيم , بل ايضا في تاريخ المملكة . حتي الان داود كان بعيدا عن الخطايا و قد عرضت هذه كالعيوب و القصور التي نجدها في قديسيين العهد القديم و الذين لم يتركهم الله بدون عقوبة , بل دائما كان يفتقدهم بخدامه و ايضا بالتأديب و العقوبات بأنواع و طرق كثيرة .
و من بين الخطايا التي تغاذي عنها الله لاجل غلاظة رقبة شعب اسرائيل تعدد الزوجات و هو ما سمح بالميل الي الشهوات . و قد حظر الله ملوك اسرائيل من اتخاذ العديد من الزوجات في ( تث 17 : 17 ) وَلاَ يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ. وَفِضَّةً وَذَهَبًا لاَ يُكَثِّرْ لَهُ كَثِيرً .. و لكن الثقافة المنتشرة في الشرق القديم و حتي الان ان يملآ الامير مسكنه من النساء , هذه الفكرة التي ادت الي الهاوية الخطرة علي غرار ما حدث مع داود
الذي استغربه حقا ان هذه القصة مذكورة في القرأن فكيف يعترض عليها هذا الشخص !!
"وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا: لا تَخَفْ، خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ. إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ: أَكْفِلْنِيهَا (اعطها لي) وَعَزَّنِي (شدد علي) فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ.. [إلى قوله] وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ"
(سورة ص 21 - 25)
يقول البغوي : (11)
وقال السدي : رآها تغتسل على سطح لها فرأى امرأة من أجمل النساء خلقا ، فعجب داود من حسنها وحانت منها التفاتة فأبصرت ظله فنقضت شعرها فغطى بدنها ، فزاده ذلك إعجابا بها فسأل عنها ، فقيل : هي تيشايع بنت شايع امرأة أوريا بن حنانا ، وزوجها في غزاة بالبلقاء مع أيوب بن صوريا ابن أخت داود . [ ص: 79 ]
وذكر بعضهم أنه أحب أن يقتل أوريا ويتزوج امرأته ، فكان ذنبه هذا القدر .
وذكر بعضهم أنه كتب داود إلى ابن أخته أيوب أن ابعث أوريا إلى موضع كذا ، وقدمه قبل التابوت ، وكان من قدم على التابوت لا يحل له أن يرجع وراءه حتى يفتح الله على يديه أو يستشهد ، فبعثه وقدمه ففتح له ، فكتب إلى داود بذلك فكتب إليه - أيضا - أن يبعثه إلى عدو كذا وكذا ، فبعثه ففتح له ، فكتب إلى داود بذلك فكتب له - أيضا - أن يبعثه إلى عدو كذا وكذا أشد منه بأسا ، فبعثه فقتل في المرة الثالثة ، فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود ، فهي أم سليمان عليهما السلام .
وروي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : كان ذلك ذنب داود أنه التمس من الرجل أن ينزل له عن امرأته
يقول القرطبي : (12)
قال أبو جعفر : فهذا أجل ما روي في هذا ، والمعنى عليه أن داود - عليه السلام - سأل أوريا أن يطلق امرأته ، كما يسأل الرجل الرجل أن يبيعه جاريته ، فنبهه الله - عز وجل - على ذلك ، وعاتبه لما كان نبيا وكان له تسع وتسعون ، أنكر عليه أن يتشاغل بالدنيا بالتزيد منها ، فأما غير هذا فلا ينبغي الاجتراء عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- التفسير التطبيقي . العهد القديم . 2 صم 11
2- تفسير الكتاب المقدس العهد القديم . كنيسة السيدة العذراء بالفجالة . سفر صموئيل الثاني . مقدمة الاصحاح الحادي عشر
3 - من تفاسير و تأملات الاباء الاولين . تفسير سفر صموئيل الثاني . مقدمة الاصحاح الحادي عشر
4 - السنن القويم في تفسير العهد القديم . سفر صموئيل الاول . مقدمة الاصحاح الحادي عشر
5 - In 2 Cor. hom. 4.
6 - النبي داود و ابنه سليمان الحكيم . ص 56 , 57
7 - تأملات في حياة داود النبي . ص 54 , 65
8 - حياة داود النبي . الراعي , المرنم , الملك . تعريب القمص مرقس داود . ص 150
9 - Darby's Bible Synopsis << 2 Samuel 11 >>
10 - Keil and Delitzsch Biblical Commentary on the Old Testament << 2 Samuel 11 >>
11 - تفسير البغوي » سورة ص » تفسير قوله تعالى " " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب "
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=38&ayano=21
12 - الجامع لأحكام القرآن » سورة ص
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=38&ayano=21
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق