إن المرأه قد خُلقت ايضاً علي صورة الله مثل الرجل تماماً , إن طبيعتيهما متساويتان في كل شئ و فضائلهما ايضاً علي تساوي , و إن كانت هناك فروق ما فهي خارجيه لأن نفسيهما متساويتان
اثناسيوس (1)
وَقَالَ اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".٢٧فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.٢٨وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".٢٩وَقَالَ اللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.٣٠وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ.٣١وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. ( تك 1 : 26 - 31 )
خلق الله الصالح الانسان ذكراً وأُنثي دون تفرقة أحدهما فأعطاهم نفس البركة وأخضع الخليقةُ لهما الاثنين ليحفظاها وينتفعا بها معاً .. ولكن مع الأسف بمرور الوقت و نتيجة انتشار الشر في الانسان والثقافات الوثنية وسياسة البقاء للاقوي اُهجرت حقوق المرأة وتشوه معني وجودها حتي انحصر في خدمة اغراض الرجل وتربية الاطفال. وحتي في الكنيسة أنتهت رتبةُ الشماسات والأرامل لفترة طويلة جداً من الزمان وكأن المرأه ليست اهلاً للخدمه او ليست مستحقه لها، وهي التي اعطاها الله المشاعر القوية والحب والاحتواء والعطف وهو لا يوجد عند الرجل بنفس قوة وجوده عند المرأه. فلم يكن تأثير المسيحية قاصراً علي الرجال، بل تعداه إلي النساء لقد رفعت المسيحية المرأة من مرتبتها الذليلة التي كانت عليها في اليهودية والوثنيه، إلي مكانة ممتازة ذات اهمية، فأضحت وارثة لنفس الخلاص مع الرجل (1بط 3 : 7، غل 3 : 28) وفتحت لها افاقاً لأنبل الفضائل.
حيث لم يكن للمرأة وضع وسط، فإما الحبس الكامل الذي ينطوي علي الكسل والبلادة، وإما الإنطلاق في حياة الجسد والخلاعة. لكن المسيحيه رفعت من قدرها وجعلتها عوناً للرجل. (2)
في هذا الموضوع نعود الي فكر الله بحسب الكتاب المقدس و الكنيسه الاولي عن المرأه في النقاط الاتيه :
2 – المرأه في حياة و خدمة المسيح
3 – خدمة المرأه في العصر الرسولي
4 – مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء
1 – المرأه في العهد القديم :
يبدأ العهد القديم بسفر التكوين الذي يظهر بداية خليقة الله ونري فيه كيف ان الله خلق الانسان ذكراً وأُنثي علي صورة الله، وليس بلا سبب ذكر الله في التكوين كلمة ذكراً وأُنثي فكان من الممكن ان يكتفي فقط بكلمة إنسان لتشمل الجنس البشري كله، ومع ذلك فقد اورد الله ذكر الذكر والأنثي خصيصاً حتي يقطع كل شك حول كرامة المرأة في فكر الله. ويكمل سفر التكوين في خلق المرأة بتعبير ان المرأة معيناً للرجل ونظيره ففي الرجل والمرأة يتوحد الجنس البشري لإن كلاهما يكتمل في الآخر والمرأة نظير الرجل وليست ادني منه في اي شئ.
و بعد ذلك تأتي قصة السقوط و التي كان لآدم فيها من خطأ ما لحواء تماماً بل ان خطيئتهُ أعظم لإنه نال التعليم الالهي قبلها وعاش في الجنةِ قبلها. وقد وعد الله ان الخلاص سيأتي من نسل المرأه والعجيب ان ادم لم يَلُم حواء بل اعطاها هذا الاسم (حواء = حياة = schavva) اعتزازاً بها وتمجيداً لها: (وأما المرأة فهي مجد الرجل .. 1 كو 11 : 7)، وكأنما آدم يتحدي الموت عندما سمي إمرأته ( حياة او حواء ) وصار له هذا الاسم عزاءً وتذكاراً لوعد الله إن من نسلها يخرج من يحطم رأس الشيطان ويغير عار سقطته. (3)
و بعد ذلك نجد في العهد القديم نساء كثيرات صرن قويات بالنعمه الالهية قُمن باعمال خارقة. عندما رأت يهوديت المغبوطة ان مدينتها مُحاصرة، طلبت من الشيوخ ان يسمحوا لها بالخروج إلي معسكر الغرباء. عرضت نفسها للخطر حباً في وطنها وشعبها المُحاصر، فأسلم الرب هولوفرنيس إلي يد إمرأة ( يهوديت 8 ). ايضاً إستير كاملة الإيمان عرضت نفسها لخطر لا يقل عن هذا من اجل خلاص الاسباط الاثني عشر من هلاك خطير. كانت تتضرع صائمة مُتذللة امام الله الآبدي الذي يري الكل. وقد نظر إلي تواضع روحها، فخلص الشعب الذي قدمت نفسها للخطر من اجل خلاصه. (4) اكليمندس الروماني .
إذ ان إمرأة صارت قاضية، إمرأه وضعت الجميع في إنضباط، إمرأة تنبأت، إمرأة انتصرت، وإذ اشتركت في صفوف القتال علمت الرجال ان يحاربوا تحت قيادة إمرأة. ولكن هذا سر، فهذه هي معركة الإيمان وإنتصار الكنيسة.(5) امبرسيوس اسقف ميلان .
كما نري ان الله تكلم مباشرة مع النساء فخاطب حواء (تك 3: 13) و تحدث إلي هاجر (تك 16: 8) كما خاطب ام شمشون (قض 13: 3)
كما ان المرأة اشتركت في الخدمة علي باب خيمة الإجتماع (خر 38: 8)
و قد قادت اخت موسي الشعب في موسيقي النصر (خر15: 21 – 1، اخ 35 : 25) والنساء كُنَّ يقمن بالغناء في بيت الرب (1اخ 25: 5 – 7)
و كانت المرأة مطالبه بحفظ الشريعة (يش 8: 35) وفي عصر القضاة اختيرت دبوره قاضية (قض 4: 8) وقد كانت مهمة القضاء مهمة مدنية دينية. فلقد كانت مُستشارة. كما قادت دبوره جيشاً لمحاربة باراق، وكانت إلي جانب ذلك نبية. وكانت خلدة النبية مستشارة للقيادة الروحية والسياسية (1اخ 34: 32 – 2مل 22: 14). (6)
2 – المرأه في حياة و خدمة السيد المسيح :
تعامل السيد المسيح مع المرأه بطريقة تحدي بها عصره. دُهش التلاميذ إذ رآوه يتحدث مع السامرية علانية (يو 4: 27). ولم يُبال السيد المسيح بأن تلمسه نازفة الدم التي كانت حسب الشريعة تُحسب دنسه (مت 9: 20 – 22) وسمح للمرأة الزانية ان تقترب منه في بيت سمعان الفريسي (لو : 7: 37). كما سامح الزانيه التي كانوا يريدون رجمها (يو 8: 11).
انه لم يتردد عن التخلي عن حرفية الناموس الموسوي ليؤكد المساواة بين الرجل ولمرأة في حقوقهما وواجبتهما بخصوص الرباط الزوجي (مر 10: 2 – 11، مت 19: 3 – 9).
لم يكن في صحبته الاثني عشر تلميذاً فقط، وإنما جماعة من النسوة (لو 8: 2 – 3).
علي خلاف العقلية اليهودية في ذلك الحين، قدم للمرأة امتياز ان تكون اول من يشهد لقيامته لدي تلاميذه (مر 28: 7 – 10، لو 24: 9 – 10، يو 11: 20 – 18).
هذا و قد رفع من شأن المرأة بإختياره امرأة لتكون اماً له، يتجسد في احشائها وتلتصق في حياته، تفوق كل البشر وتسمو علي السمائيين.
كثيراً ما كرَّم المرأة في احاديثه وامثاله , فشبه ملكوت الله بخمس عذاري حكيمات (مت 25: 1)، كما شبهه بإمرأة اخذت خميرة ووضعته في ثلاثة اكيال دقيق (لو 13: 21)، وتحدث عن المرأة التي فرحت بوجود الدرهم المفقود (لو 15: 9). كما اشار الي ملكة سبأ التي بحكمتها جائت تسمع حكمة سليمان (مت 12: 42)، وإلي إمرأتين تطحنان وجاء عليهما يوم الرب العظيم (لو 17: 53). (7)
فلم يمتنع الرب عن الحديث مع إمرأة، لكن كعادته منح حبه لجميع البشرية وهو اعتني ان يُظهر بهذه الحادثة انه طالما يوجد خالق واحد فيتحتم ان لا يكون وقفاً علي الرجل فقط. (8) القديس كيرلس السكندري
و نجد في إنجيل القديس لوقا انه يسرد روايات متوازيه تخص رجل و إمرأه معاً، لكي يؤكد علي وجودهما معاً، وأنهما متساويان امام الله بالنعم والعطايا والواجبات، فعلي سبيل المثال: زكريا واليصابات (1: 5)، سمعان وحنة (2: 25 – 28) ارملة صيدا ونعمان السرياني (4: 25 – 28) شفاء االممسوس وحماة بطرس (4: 31 – 39) سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة (7: 36 – 50) الإنسان وحبة الخردل وخميرة المرأة (3: 18 – 21) السامري الصالح ومريم ومرثا (10: 29 – 42) الانسان والمائة خروف والمرأة والعشرة دراهم (15: 1 – 10) القاضي الظالم والارملة (18 – 1 : 14) النساء عند القبر وتلميذي عمواس (24: 1– 23، 55– 11، 24: 13– 32). (9)
و هكذا نجد في حياة المسيا إلي جانب العذراء يقدم لنا الإنجيل مجموعه كبيره من التلميذات والمُحبات إلتففن حول الرب وخُلِدت اسماؤهن .... من بينهن مريم زوجة كلوبا وسالومي ام يعقوب ويوحنا ومريم ومرثا ومريم المجدلية والمرأة الخاطئة التي غسلت قدمي الرب يسوع بدموع توبتها ومسحتهما بشعر رأسها... يضاف إليهن بعض النساء النبيلات خدمن ابن البشر بعواطفهن وأموالهن مدة حياته في الجسد التي عاشها في فقر علي الارض (انظر مت 27: 55, مر 15: 41, لو 8: 3) واجتمعن اخيراً حول الصليب وكنَّ اول من ولجنَّ قبره فجر القيامة (لو 24: 1 – 10). (10)
و قد تغني الكثير من الاباء بفضائل تلميذات الرب و منهم المجدليه التي قيل فيها :
(مريم المجدلية) هذه التي كانت قبلاً خادمة للموت قد تحررت الان ... بخدمة صوت الملائكة القديسيين وبكونها اول كارز بالاخبار الخاصة بسر القيامة المُبهج. (11) اكليمندس السكندري .
لقد فاق حب المجدليه محبة النساء الاخريات. كانت اول من رأي القبر، ويبدو كذلك انها طافت بالبستان وبحثت حول القبر عن الجسد، لإنها ظنت ان الرب أُخِذَ بعيداً.... ما اعظم الكرامة والمجد الابدي اللذان نالتهما مريم، لإن المُخلص يطلب منها ان تقوم بواجب البشارة لاخوتهِ حاملة لهم هذا الخبر الصار.. (12) كيرلس السكندري
و بهذا صارت المجدليه مبشرة الإثني عشر وكما يقول القديس هيبوليتس في شرحه لنشيد الانشاد (رسولة الاثني عشر). وتكرمها كنيستنا القبطية في ذكصولوجية خاصة. (13)
...
و بعد القيامه المجيده جائت إليه التلميذات اللائي تبعنه من البداية فقال لهنَّ (سلام لكنَّ)، وعن هذه الكلمة التي قيلت بعد القيامة للنسوة يقول كيرلس عمود الدين:
إنها صادرة من نفس الإله الذي أصدر الحكم باللعنة، وهي كلمة تعني أن الجنس النسائي قد نال البراءة من العار وكذلك بطلت اللعنة. (14) كيرلس السكندري .
المرأة التي خدمت الموت في القديم هي اُُعتقت الأن من ذنبها بالخدمة التي وصلت بصوت الملائكه القديسيين، وكذلك لانها صارت الأولي لإنها اولاً عَلِمَت، وثانياً لانها اخبرت بسر القيامه المجيد. لذلك فإن الجنس النسائي قد نال البرائة من العار وكذلك بطلت اللعنة، وذلك لإن الذي قال للمرأة في القديم (بالوجع تلدين اولاداً. تك3: 16) هو الذي خلصها من البليه بأن قابلها في البستان و قال لها (سلام .. مت 28: 9). (15) كيرلس السكندري
3 - خدمة المرأه في العصر الرسولي :
بعد صعود المسيح و إرسال الروح القدس تعمدت النساء وامتلأن من الروح القدس كما الرجل وجميعهم نالوا مواهب الروح الواحد معاً دون تفرقة وجالوا يكرزون و يبشرون بالكلمه...
وفي فترة بين القيامة وحلول الروح القدس كانت اجتماعات الصلاة التي يعقدها الرسل في علية صهيون تواظب عليها النساء والعذراء مريم (اع 1: 14)، بل أن هذه العليه التي اصبحت اول كنيسة مسيحية في العالم كانت في بيت إمرأة وهي مريم أُم يوحنا المُلقب مرقس وهو كاروز بلادنا (اع 12: 12)، ومنذ البداية سُمِحَ للمرأة في حدود مُعينه ان تشترك في خدمة الكنيسة (غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. ... 1كو1: 11– 12). (16)
خارج أورشليم نقرأ عن طابيثا في يافا تلك التي كانت ممتلئة اعمالاً صالحة وإحسانات للفقراء والارامل (اع 9: 36)، وبنات فيلبس المُبشر الاربع اللائي كُنَّ يتنبأن في قيصرية (اع21: 8– 9)، ويحدثنا مار بولس في رسالته إلي اهل فيلبي عن افوديا وسنتيخي التين جاهدتا معه ي الانجيل (في4: 2- 3)، ويُشير مار بولس في رسالته إلي اهل رومية عن خدمة النساء في عاصمة الإمبراطورية فيذكر مريم التي تعبت كثيراً وتريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب كما يذكر برسيس المحبوبه (رو 16: 6– 12)، وفي كنيسة كورنثوس وجدت اثنتان من أنشط نساء العصر الرسولي خدمة هما برسكيلا و فيبي، وقد خدمت الاولي مع زوجها اكيلا في افسس وروما وكورنثوس وقد أقام بولس في بيتهما في كورنثوس مدة إقامته الطويلة هُناك ويتحدث عنها بتقدير كبير فيقول: (اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي) (رو16: 4)، أما فيبي فهي ايضاً من كنيسة كورنثوس ويذكرها القديس بولس في الرسالة إلي رومية وهي نفسها كاتبة هذه الرسالة (اوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمه الكنيسه التي في كنخريا لكي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسيين لإنها صارت مساعده لكثيريين و لي انا ايضاً) (رو16: 1- 2). (17)
ان الرسل الذين سلموا انفسهم إلي عمل الكرازه كما يليق بخدمتهم اخذوا معهم نسائهم، لكن لا كزوجات بل كأخوات، لكي يشتركن في الخدمة معهم (سواء بسواء) إنما في البيوت، للنساء اللائي يعشن في بيوتهن، وهكذا صار تعليم الرب يصل بواسطهن إلي اماكن النساء، دون ان يثير ذلك الشبهات.(18)اكليمندس السكندري .
و يشير بولس الرسول علي المرأة المؤمنة إن كان زوجها غير المؤمن لم يفارقها، فعلي المرأة هنا ان تبقي معه لان في هذا ربح عظيم. إذ تنصحه وتقنعه. لإن لا يوجد معلم يقدر علي ذلك هكذا مثل المرأة. (19) فم الذهب .
4 - مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء :
واحدة هي الفضيلة عند الرجل والمرأة بما ان خلقهما أُحيط بشرف متساوٍ. اسمعوا سفر التكوين: (خلق الله الانسان علي صورته، علي صورة الله خلقه، ذكراً وأُنثي خلقهم) (تك1: 27). فبما ان طبيعتهما واحدة ولهما نفس الافعال، فمكافئتهما يجب ان تكون ايضاً واحدة. (20 ) باسيليوس الكبير .
رأينا بأعيننا نساء وفتيات احتملن عذاب الاستشهاد الطاغية في زهرة شبابهن، عندما أُضيف وهن الحياه إلي ضعف جنسهن . (21) اوريجينوس .
الطبيعة واحدة في كل فردٍ، وكل منهما قادر على ممارسة ذات الفضيلة. ليس للمرأة طبيعة بشرية وللرجل طبيعة أخرى. كلاهما لهما ذات الطبيعة وذات الفضيلة. إن قلنا إن التعقل والعدل والفضائل المشابهة مذكر، يلزمنا البلوغ إلى النتيجة بأن الرجل يلزم أن يكون فاضلاً، والمرأة أن تكون مسرفة وظالمة، لكن هذا القول ذاته مشين. المرأة كالرجل، يلزم أن تتعهد التعقل والعدالة وكل الفضائل الأخرى، سواء كانت حرة أم أَمَة، إذ توجد فضيلة واحدة مماثلة للطبيعة الواحدة المماثلة (22) اكليمندس السكندري .
و بما انه لا يجوز ختان الإناث فهذا يبين ان الختان اُعطي كعلامة و ليس للتبرير، لإن الله انعم علي النساء ايضاً ان يقمن بأعمال صالحة وفاضلة، ومن الواضح ان التكوين الجسدي للذكر يختلف عن التكوين الجسدي للانثي، ومن الواضح ايضاً ان الشكل الجسدي لا يجعل اياً منهما صالحاً او شريراً. لان الانسان يُحكم عليه بحسب تقواه و صلاحه. (23) يوستينوس الفيلسوف و الشهيد ..
و عن قول بولس الرسول الرجل رأس المرأه يقول ذهبي الفم:
إن كان الرجل هو رأس المرأة والرأس مساوٍ للجسد في الجوهر، ورأس المسيح هو الله فالإبن مساوٍ للآب في الجوهر. (24)
بل ان طبيعة المرأه تتفوق احياناً كثيره علي طبيعة الرجل :
هل تستطيع طبيعة الرجال في وقت من الاوقات ان تدخل في منافسة مع طبيعة المرأة التي تقضي حياتها في معاناة الوان الحرمان. وهل يستطيع الرجل ان يقتفي اثرهن في التجلد علي الاصوام والحراره في الصلاة وغزارة الدموع والهمة في اعمال الخير. (25) باسيليوس الكبير .
إن جنس المرأة يُجاهد بنفس قوية وشُجاعة، لذلك تُسجل أسماؤهن في قائمة المُجاهدات. و لا يُمكن إستبعادهنَّ بسبب ضعف اجسادهن، وهُناك كثيرات من النساء تفوقن علي الرجال ونلن كرامة وشهرة عظيمة، من هؤلاء من تألق في ميدان الاعتراف بالإيمان والفوز بإكليل الشهادة. والذين تبعوا الرب في مجيئه ليس الرجال فقط، بل النساء ايضاً، ومن الاثنين تكتمل ليتورجية الخلاص. (26) باسيليوس الكبير
والتمايز الجسدي بين الرجل والمرأة لا ينقص من فضيلة المرأة وكرامتها:
نعم إن المسيحيه هي فلسفة نساء بقدر ما هي فلسفة رجال، لإن المسيح له المجد قد جاء ليفتدي الناس جميعاً. ثم ما قيمة الجنس؟ إنما رجال ونساء في هذا العالم فقط، أما في العالم الاخر فجميعنا ارواح قد تبررت بالفداء. فالجنس البشري يُلازمنا سنوات طالت او قَصُرت علي الارض، واللاجنس سيلازمنا إلي الابد. فما قيمة هذه السنوات إذا قيست بالابدية. (27) اكليمندس السكندري .
النساء ايضاً يدربون انفسهم بأنظمة جسدية لجهاد ضده(اي الشيطان)، ووصل الضعف بالشيطان لدرجة ان النساء انفسهن اللواتي خَدَعهُنَ قديماً يهزأن به الان كميت ومُنحل القويّ. (28) اثناسيوس الرسولي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
1 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 82 . athan . in verb . 1 , de hominis structure 1 , 22 – 23 , pg . 30 , 33 – 36
2 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . نيافة الانب يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 180 . de press ense vol , 1 p 388
3 - الاب متي المسكين . قصة الإنسان . ص 44
4 - الحب الالهي، للاب تادرس يعقوب مالطي . 133 .. 1 clement of rome , 55 : 3 -6
5 - الي الارامل فصل 8 : 50 .. التوبه ص 27 , 28 . إصدار المركز الاثوذكسي للدراسات الابائيه
6 - دور المرأه في الكنيسه و المجتمع . د . ق . صموئيل حبيب . ص 37 : 39
7 - الاب تادرس يعقوب . الحب الالهي . 132
8 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 87 . in loannem 2 , 5 ; pusey 1 , 287
9 - المسيح المُعلم . د.جورج عوض إبراهيم . ص 17
10 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181
11 - الحب الالهي . 133 ..storm, 4: 8
12 - تفسير انجيل القديس يوحنا للقديس كيرلس السكندري . اصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . يو 20 : 1 – 18
13 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 35
14 - تفسير لو 24 : 9 للقديس كيرلس السكندري . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه – رؤيه مسيحيه نحو المرأه . أمير ملاك اديب . الشماس . 33
15 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 34 : كيرلس السكندري . عظه 154 . ص 755 تفسير انجيل القديس لوقا .
16 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181
17 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 226
18 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 30 . strom , iii , 6 , 53
19 - تفسير كورنثوس الاولي للقديس يوحنا ذهبي الفم . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 7 : 16 ) ص 52 .
20 - الحب الالهي . 133 .. hom in ps 1 , 6 : pg 29 : 215 d
21 - الحب الالهي . 133 .. in ludic hom 9 : 1
22 - الحب الالهي . 133 .. stromata 4 : 8
23 - الحوار مع تريفو فصل 23 ص 164 ... إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ترجمة د : عماد موريس .
24 - فم الذهب . تفسير كورنثوس الاولي . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 11 : 3 ) ص 76
25 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . امير ملاك اديب الشماس . ص 51 . اسبيور جبور . المرأه في الكنيسه . ص 85
26 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 54 , 55 --- الإنسان و غاية وجوده . مجموعه من الباحثين بالمركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 81 -----مكانة المرأه في الخدمه الكنسيه و الحياه النسكيه ص 31 . للدكتور سعيد حكيم يعقوب .
27 - رؤيه مسيحيه نحو المراه . الشماس امير ملاك اديب . ص 57 .
28 - تجسد الكلمه فصل 27 : 3 . ص 57 . ترجمة د . جوزيف موريس فلتس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق