1- يُعد هذا هو النص الأشهر على الإطلاق في جدلية الخطية الأصلية الموروثة، وهو ببساطة لا يعني أكثر من أنّ الطبيعة البشرية غير طاهرة في مُقابل طهارة وبر الله، هذا ما تحدث به أيضًا أيوب (15: 14) وإشعياء (6: 5) حينما يتحدثون عن موضع الإنسان في مُقارنة مع بر الله وطهارته التي ليس لها مثيل.[1] وإنه مولود في عالم خاطئ مُنحدر تجاه الشر.[2]
هذا واضح من صريح النص، فهو يقول: “في الخطية حبِلت”، ولم يقل: “أنا مولود بالخطية”، فهُناك فارق كبير بين أنّ يولد المرء في وسط ملئ بالخطية، وبين أنّ يولد مُذنبًا مُدانًا. هذا إضافة إلى نص سفر اللاويين الذي يُقرر بأن العلاقة الزوجية تُنجس الزوجين إلى المساء (لا15: 18).[3]
2- كما أنّ العهد القديم ملئ بالنصوص التي تُشير إلى أنّ الرّب قد دعانا وقدّسنا من البطن أو منذ لحظة الحبل بنّا، ومنها ما جاء في (أي10: 8 - 12؛ مز139: 13 - 16)، كما أنّ الرّب، ومنذ البدء، قدَّس الزواج، وأمر بالتكاثر، وأعطى البنين لكثير من العواقر (انظر: تك1: 28؛ 9: 1؛ 29: 31؛ 30: 22، 23؛ را4: 13)،[4] ومن المُستحيل أنّ يُقدم العهد القديم الله بهذه الصورة، ويُناقض هذه الصورة في ذات الوقت، فكيف يُقدس الرّب البنين من البطن، وكيف يولدوا بذنب ودين موروث أمامه؟! كيف يأمر الله بالتكاثر لبني البشر، وفي ذات الوقت يكون هذا التكاثر لزيادة الشر وكثرة الإثم؟! كيف يخلق الرب الطفل ويُشكِّله في بطن أمه، وفي ذات الوقت يغضب عليه ويراه أثمًا مُذنبًا وهو لم يفعل شيئًا بعد، بل لم يتكوّن لديه الوعي لعمل الصواب أو الخطأ؟!
3- وبتحليل النص نجد أنه في الأعداد الثلاثة الأولى فقط ذُكِر فيها ضمير المُتكلم خمس مرات، فهو هُنا يتحدث عن خطية شخصية يتّعذر تبريرها ( آية 4).[5]
4- تفسيرًا آخر يُعطيه الرابي اليهودي الشهير إبراهام بن عزرا، حيث يقول إنّ حواء لم تلد إلاّ حينما أخطأت، وإن هذا النص يعود بنا إلى هذه اللحظة مُتحدثًا عن الإنسانية بأكملها التي تولد كنتاج للشهوة.[6]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] Victor Harold Matthews, Mark W. Chavalas and John H. Walton, The IVP Bible Background Commentary: Old Testament, electronic ed. (Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 2000), Ps 51:5.
[2] Larry Pechawer, Poetry and Prophecy (Cincinnati, OH: Standard Publishing, 2008), 26; S. Terrien, Job: Commentaire (Neuchâtel, 1963), p. 120, n. 4; Samuel Terrien, The Psalms: Strophic Structure and Theological Commentary (Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 2003), 405.
[3] J. K. Zink, “Uncleanness and Sin: A Study of Job 14:4 and Psalm 51:7,“ VT 17, no. 3 (1967): 34–60.
[4] Marvin E. Tate, vol. 20, Word Biblical Commentary: Psalms 51-100, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 19.
[5] Derek Kidner, vol. 15, Psalms 1-72: An Introduction and Commentary, Originally Published: London: Inter-Varsity Press, 1973., Tyndale Old Testament Commentaries (Nottingham, England: Inter-Varsity Press, 1973), 208.
[6] Abraham Ibn Ezra's Commentary on the First Book of Psalms. Chapters 42-72 (Boston: Academic Studies Press,2009), P. 61.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق