الأحد، 23 مايو 2021

لماذا ترفض الكنائس الشرقيّة تعاليم المطوَّب أغسطينوس؟!

 


تولَّدت عند آباء الكنيسة اللاتينيّة، منذ القِدم، بعض التعاليم المُختلفة عن الآباء الشرقيّين، والتي أدت فيما بعد إلى الفرقة الكبيرة بين الشرق والغرب،

١- فمثلًا الغرب اللاتينيّ كان يُعَلِّم بأن الروح القدس هو رباط الوحدة بين الآب والابن، فنجد المُطوّب أغسطينوس يكتب:

”إنَّ الروح القدس لا ينبثق من الآب إلى الابن، ثمّ من الابن لأجل تقديسنا. لكنه، ينبثق من كليهما في الوقت نفسه“ (الثالوث، 15: 27).

هذا التعليم الذي كان وابلًا على الكنيسة، وكان أساس الفرقة بين الشرق والغرب في القرن الحادي عشر.

٢- كما علّم بأن مريم قد حُبِل بها بلا دنس، تلك العقيدة التي لها أصول عند مُعلِمه أمبرسيوس ومن سبقوه، والتي ترسّخت في التعليم الكنسيّ الكاثوليكي إلى يومنا هذا، ولكنه لا يُرجع خلو مريم من الخطية منذ ميلادها، بل منذ اصطفاها الله كسابقة لخلاص جنس بني البشر، فيكتب:

”نرفض أنّ تدخل مريم في حساب الشيطان، لا بسبب حالة ميلادها، بل لهذا الأمر فحسب، وهو أنّ هذه الحالة قد إنحّلت عن مريم بسبب ميلادها الجديد“ (Bulle: Ineffabilis Deus, de PIE. IX. 8. F. C. 397).

٣- وبعكس الآباء الشرقيّون الذين أكدوا على حرية الإرادة البشريّة، يكتب أغسطينوس:

”إنَّ الله نفسه يُحَوِّل مشيئة الإنسان من الشر إلى الخير، ومتى تحوَّلت فإنّه يوجهه نحو الأعمال الصالحة“ (n Grace and Free Will, 41).

وأيضًا:
”إني أتكلم هكذا على الذين قُضيَّ لهم بملكوت الله، والذين عددهم مؤكد جدًّا بحيث لا يُمكن لأحد أنّ يُضاف أو ينقص منهم“ (On Rebuke and Grace, XIII, 39, 940).

”لقد صُنعِوا انية للغضب، وولدوا لمنفعة المُخلَّصين، إنّ الله لا يقود أي واحد منهم إلى التوبة الروحية المفيدة“ (Contr Jul V, IV, 14. P. L. 44: 792, 793).

٤- وهذا بنى عنده الرأي الذي تبناه البروتستانت فيما بعد (كما تبنوا غالبيّة تعاليمه، فلوثر نفسه كان راهبًا أغسطينيًّا)، وهو أنّ المؤمن لا يهلك، فيكتب:

”لا يفشل قديس في الاحتفاظ بالقداسة حتى النهاية“ (on The Gift of Preseverance, 19).

”إنّ الله هو الذي يجعل الإنسان صالحًا، ومن يسقطون ويهلكون فلم يكونوا أبدًا في عداد المقضيين“ (On Rebuke and Grace, XII, 36).

ربما الآن نعرف لماذا قال مارتن لوثر في كتابه عن المجامع: إذا حُذِفَ أغسطينوس من قائمة الآباء، فليس هُناك من هو جدير أن يكتب فيها..

وهو ما يدل على جهل مطبق بتعاليم الآباء الشرقيين..

هذه بعض التعاليم فقط التي تُخالف تعاليم الآباء الشرقيّين، وهناك الكثير غيرها، مثل احتقار الزواج واعتباره فقط طريق لانجاب الأولاد (راجع عظاته على العهد الجديد كمثال، وهي مترجمة للعربية، أيضًا دراسة د إمام عبد الفتاح عن الفيلسوف المسيحي والمرأة، و Women in Early Church, by Elithabeth Clark )، وغير ذلك.

ليست هناك تعليقات: