الخميس، 13 مايو 2021

شرح أيقونة الميلاد (سلسلة أيقونات قبطية أثرية ج6)

 

أيقونة الميلاد

الكنيسة المعلقة- نهاية القرن ال ١٣ أو بداية ال ١٤

المسيح مقمط (لو٢: ١٢)، ومفتوح العينين وملامح وجهه واضحة كشخص ناضج مش طفل حديث الولادة، رمز وجوده السابق لميلاده بالجسد.. (في غالبية أيقونات الميلاد الأخرى بيكون مكان اضطجاع الطفل يسوع باللون الاسود وكأنه هو نور أضاء في ظلمة العالم)..

الأقمطة الداكنة بتشير لتكفين المسيح، لإنه من وقت ميلاده وهدفه خلاص البشرية من الموت (لو١: ٧٩) "زي ما فسرها غالبية آباء الكنيسة".

* كمان الخلاص حدث واحد مترابط، مفيش فصل بين التجسد والموت والقيامة والصعود.. تدبير الخلاص برغم تعدد محطاته إلا إنه رحلة واحدة مترابطة ومتكاملة..

والعذراء مستلقية في هدوء وبلا انفعال، دلالة على ميلاد المسيح بدون ألم "بحسب التقليد"، وبتشاور نحوه..

وبنلاحظ مكانة العذراء مريم في قلب الأيقونة دلالة على دورها المركزي في تدبير الخلاص.

الملابس الحمراء الداكنة دي في الأيقونات بترمز للبتولية..

وحجم العذراء أكبر من حجم باقي الأشخاص في الأيقونة رمز قداستها، القديسيين في الأيقونات عادة بيتم رسمهم بأحجام أكبر من الآخرين، دليل علو قامتهم نحو السماء ومكانتهم القدسية..

* فالأيقونات مش بتراعي الزمن والترتيب التاريخي، ولا المقاييس الطبيعية للاطوال، الأهم في الأيقونة هو توضيح المعنى اللاهوتي..

أمام العذراء القابلة سالومي اللي بحسب التقاليد ساعدت العذراء وقت الولادة..

وأمام المسيح شيخ هو النبي إشعياء يحمل في يده نبؤته عن ميلاد الكلمة العذراوي (إش٧: ١٤)..

بجانب المسيح تظهر رأس ثور ورأس حمار، الثور إشارة لليهود (لإنهم إنقادوا خلف الناموس دون فهم، ومارسوا الذبائح)، والحمار إشارة للأمم (اللي تحت سلطان الخطية وسلاحها الفعال "الموت" لكن بدون إدراك لمشكلتهم)، وكأن الاتنين، اليهود والأمم في انتظار المخلص. "غالبية الأيقونات تتبع نفس النمط الرمزي دا، انظر: إش١: ٣"..

يمين الأيقونة بيظهر شخصين بيتبعوا النجوم عشان بوصلوا للمسيح، هما المجوس، غالبية الأيقونات بترسمهم ٣ أشخاص علشان قدموا ٣ هدايا، لكن النص الكتابي في الحقيقة مبيوضحش عددهم (مت٢: ٢- ١٣)..

بيغيب عن المشهد القديس يوسف النجار لإنه مش الأب الحقيقي للمسيح..

في أعلى الأيقونة ملايكة البشارة والملاك اللي قاد المجوس بالنجم لحد المزود..

(مبارك هو ذاك الرحوم، الذي لم يستخدم الغلاظة،
بل بلطف غلب بالحكمة،
معطيًا للبشر مثالًا، أنهم بالفضيلة والحكمة يغلبون)
مار إفرام السرياني

ليست هناك تعليقات: