الجمعة، 14 مايو 2021

يعني ايه بدلية عقابية؟ (سلسلة مناقشة البدلية العقابية، البداية)



البدلية العقابية هي نظرية في شرح الفداء، النظرية ظهرت بشكل قوي في وقت متأخر (القرون من ١٣ إلى ١٦)، لكن لها أصول طبعًا في التعليم الكنسي الغربي من وقت أغسطينوس في القرن الخامس..

النظرية ببساطة شديدة بتعني الآتي:

١- آدم أخطأ واستحق عقوبة من الله.
٢- العقوبة دي مش مجرد الموت لكن كمان التعذيب.
٣- العقوبة دي اتورثت عبر الأجيال البشرية.
٤- المسيح شال العقوبة دي عن البشر، مش بس بموته، لكن بالعذابات اللي تحملها طول الوقت من صلاته في جثيماني حتى طريق الصلب وجلده ودق المسامير ورفعه على الصليب وموته.

المشكلة في الجدل اللاهوتي حول الفداء بتظهر لما بيتهم الغربيين التعليم الشرقي بحاجتين:

١- إنه مش فاهم نظرية البدلية العقابية.
٢- إنه بيختزل الفداء في الحب فقط، أو إن لو مفيش بدلية عقابية أمال المسيح جه ليه؟

(ودا حقيقي سوء فهم شديد جدًا للاهوت الأرثوذكسي، ولسر تدبير الفداء بشكل عام.. وبيختزل رسالة الخلاص في عذاب وعقوبة وموت وبيقلل جدًا من شأن القيامة وبيأثر بالسلب على مفهوم الأسرار الكنيسة وبيعمل فصل بين أقانيم الثالوث الواحد مهما قالوا من شعارات.. لكن مش هناقش هنا النقطة دي.. واللي محتاج يفهمها بشكل أفضل ممكن يرجع لكتاب قصة الحب العجيب، قراءة في لاهوت الخلق والسقوط والفداء).

خلينا ناخد النقطة الأولى في البوست دا.. هل إحنا فعلًا مش فاهمين نظرية البدلية العقابية؟

عشان البوست ميبقاش طويل ومحدش يقراه هكتب الفكرة والمراجع فقط واللي محتاج يتأكد يرجع يقرا المرجع بنفسه..

لكن المشكلة الحقيقية في النظرية دي إنها تطورت من وقت اغسطينوس لأنسلم لكالفن للاهوتيين معاصرين زي جون ستوت وواين جرودم..

لكن أنا مش شايف أي اختلاف حقيقي في جوهر الفكر اللي قدمه كل دول، فمثلًا انسلم كانت جوهر فكرته إن المسيح قدم العقاب اللي اتعاقبه هدية للآب [راجع جوناثان هيل، تاريخ الفكر المسيحي, 2012, 208]

بينما كالفن قال إن العقوبة كانت بديل لخلاص البشر وهي بتدبير الآب اللي أنزل بالمسيح العقاب أو صب غضبه على المسيح.. ودا كان في سبيل إن الله يوفق بين عدله ورحمته فهو عايز يرحم الإنسان لكن في نفس الوقت مينفعش يسامح من غير عقاب (مش عارف ليه!) فاضطر إنه يعاقب نفسه بدل ما يعاقب الإنسان (حرفيًا كتبوها كدا).. ودا نفس اللي قاله واين جرودم وجون ستوت أكتر من مرة.

اقرأ مثلًا:
- [جون كالفن, (المسيحية الكتابية, الرابطة الإنجيلية في الشرق الأوسط, القاهرة: 1994) ١٤٣].
- [جون ستوت, (صليب المسيح,دار الثقافة , القاهرة: ) 152.].
- [واين جرودم, بماذا يفكر الإنجيليون فى اساسيات الإيمان المسيحى : رؤية معاصرة فى ضوء كلمة الله (القاهرة: ايجلز, 2002).]

وهو دا ببساطة اللي بنرفضه كأرثوذكس للأسباب اللي ذكرت بعضها فوق..
-------------------------------------------
الأيقونة المرفقة هي أيقونة قبطية فريدة جدًا، ترجع للقرن السادس تم العثور عليها في برية القلالي تصور المسيح على الصليب، لكنه بملابس الملك وفي يساره الإنجيل (البشارة السارة بالخلاص) وبيمينه يشير بعلامة البركة أو النصرة..
وبتعبر عن الفكر السكندري الأرثوذكسي الأصيل عن الفداء كنصرة لصالح البشرية على الموت اللي مات واستنفذ قوته في جسد المسيح..

ليست هناك تعليقات: