الجمعة، 14 مايو 2021

مفهوم العقوبة (سلسلة مناقشة البدلية العقابية، ج4)



 موضوع عقيدة الفداء، في إيضاحه بين الشرق والغرب معقد جدًّا ومش من السهل فهم أبعاده في تفسيرات اللاهوتيين المختلفة..

فالمفاهيم نفسها بنفس لفظها بستخدم بين الشرق والغرب بمعاني مختلفة جدًّا، في سر التدبير بنستخدم كلمات زي:

خطية أولى او جدية- عقوبة- حكم- بدلًا منا.. وغيرها..
هل للمصطلحات دي نفس المعنى بين الشرق والغرب؟ بكل تأكيد لأ..

وعشان نفهم أساس الفكرة دي لازم نسأل نفسنا مجموعة اسألة إجابتها هتساعدنا على الفهم..

١- مين عاقب مين؟

الحقيقة الله في موضوع السقوط (ركز إني حاصر الإجابة في موضوع السقوط) معاقبش حد، الإنسان كسر الوصية فسقط في الموت والفساد..

الفكرة أقرب لإني أطلب من ابني ميلعبش في الكهربا، فهو يكسر كلامي ويلعب في الكهربا، فيموت..

أنا كدا اللي موتته؟! أنا اللي عاقبته؟! صحيح أقدر أقول انه اتعاقب نتيجة كسر كلامي، لكن دا مش معناه اني قتلته، لكنه جلب عقوبة على نفسه..
وهنا العقوبة ملهاش مصدر فاعل بيعاقب، إنما هي نتيجة للفعل، مش محتاج حد يعاقبه ويكهرب بالسلك، هو كسر الوصية فكهرب نفسه ومات.. يعني في عقوبة ونقدر نقول كدا لكن في سياق الشرح دا فقط، مع التأكيد إن العقوبة هي نتيجة فعل مش حد عاقب وآخر اتعاقب..

ودا اللي بيفسر استخدام الآباء لكلمة عقوبة مع إن محور سر التدبير عندهم علاجي بحت، أي علاج الإنسان ومشكلته مع الموت والفساد..

ودا نفس مفهوم كلمة الحكم، وكنا واقعين تحت الحكم.. وغيرها..

٢- إيه هو البدل اللي شاله المسيح بدلنا؟
سؤال مهم جدًّا إجابته بتختلف جدًّا بين الشرق والغرب، نبدأ بالغرب:

في التعليم الغربي المسيح شال العقوبة بدالنا، والعقوبة دي هي الموت اللي الله عاقبنا بيه، مع الغضب الإلهي الناتج عن نفور قداسة الله من الخطية من جهة، وغضب علينا كخطاة كاسري وصاياه من جهة أخرى..

يعني الغرب بيقول إن الله غضبان، وفي وسيط شال غضب الله في لحظة الصليب بالخصوص، مع تحمله عقوبة الموت..

طيب الشرق:

الشرق بيشرح الموضوع من جهة إن الإنسان محتاج، والإنسان محدود ومريض ومائت.. والله المتحنن مد إيده للإنسان عشان ينتشله من الموت والفساد دا ويرفعه نحوه..

يعني المسيح جه يبدل موتنا بحياة ويصالح طبيعتنا بطبيعة الله فيبدل جهلنا بمعرفة ويبدل فسادنا بتأله، أو باتحاد مع الله.. وهكذا

ممكن نقول في بدلية في الشرق، لكن لازم ناخد بالنا واحنا بنقول كدا إن البدل مش تحمل غضب الله عن البشر، ومش هو رفعه عقوبة وضعها الله على البشر.. إنما علاج البشر من نتيجة أفعالهم..

ليست هناك تعليقات: