الجمعة، 14 مايو 2021

ثلاث مشكلات في البدلية العقابية (سلسلة مناقشة البدلية العقابية، ج3)


 

يستعرض اللاهوتي الأرثوذكسي دكتور عدنان طرابلسي ثلاث مشاكل في نظرية البدلية_العقابية_في_الفكر_الغربي، والمشكلات هي:


المشكلة الأولى: انها مبنية علي أن الله ذو خصائص بشرية: فهو يغضب .... الخ... نظرية التكفير هذه تعني أن الله يتغير ، وأن هذا التغير سببته اعمال الانسان.

المشكلة الثانية: انها تجعل الخطيئة مشكلة لله بالأحري لا مشكلة الانسان. احدى اوجه هذه النظرية هو ان الله رحيم وعادل بالوقت نفسه. رحمة الله تريد أن تخلص كل الناس؟. لكنه لا يستطيع ان ينتهك عدالته الالهية. لهذا فالخطيئة هي مشكلة بالواقع لله.المشكلة هنا ليست ما تفعل الخطيئة للانسان، بل ما تحدث الخطيئة من تأثير علي الله وعلي موقفه من الناس. في الشرق المسيحي الخطيئة تري علي أنها مرض يصيب الانسان. بحسب نظرية التكفير الغربية، هذا المرض يصيب الطبيب أكثر من المريض، والشفاء يعتمد علي موقف الطبيب نحو المريض أكثر بالحري من صحة المريض.

المشكلة الثالثة: الخلاص في نظرية التكفير الربيّة يبقي خارجياً عن الانسان وبالتالي يبقي الانسان بدون تغير. فالخلاص يعني ان ذنب الانسان قد زال، واذا كان هذا الذنب مجرد موقف قضائي قانوني أمام الله، فهذا يعني أن الانسان يبقي بدون تغيير في طبيعته وبدون شفاء لأمراضه.....

....فالإنسان لا يغير ولا يعاد خلقه ، بل يعلن انه "غير مذنب" وحسب. هذا إنكار عملي للتجسد الإلهي في الفكر الغربي.

.... ليست لمسألة هي الموقف الاخلاقي للانسان نحو الله، ولكن تغرب الانسان عن الهدف الذي خلق من أجله وهو الشركة مع الله، أن يكون معه ويتحد به. المصير البشري الضائع قد استعيد في المسيح، آدم الجديد الثاني. فما هو عليه بالطبيعة نصير نحن عليه بالنعمة.

....أن تخلص يعني أن تستعيد صحتك الروحية. ليس هو موقف الله نحو الانسان الذي بحاجة الي تغيير، وانما بالحري حالة الانسان.

- الله لا يتغير ، لا يخضع الله لصراع داخلي بين عدالته ورحمته

بالنسبة للأرثوذوكسية: الخطيئة ليست جريمة ضد العدالة الالهية، لكنها مرض يتلف الانسان.لم يأت المسيح لكي يشفي كرامة الله المجروحة، بل ليشفي الانسان من مرضه. بسبب الخطيئة صار الانسان أسير الموت والفساد. اللة حياة، والانسان قطع نفسه عن الله مصدر الحياة الابدية. جاء المسيح ليعيد هذه الحياة الضائعة للانسان.

بسبب خطيئة آدم وحواء صارت الطبيعة البشرية منفسدة واسيرة للموت. لم يرث الانسان ذنب خطيئة آدم. هذا ذنب شخصي. بل ورث نتائج السقوط التي أصابت الطبيعة البشرية العامة ككل.

المسيح بتجسده بدأ عملية شفاء طبيعتنا المريضة. طبيعته الإلهية اتحدت بطبيعتنا البشرية وارادته الالهية قدست إرادتنا البشرية..

------------------------------------
كتاب: "سألتني فأجبتك" ص 284 -293

ليست هناك تعليقات: