الأحد، 23 مايو 2021

تفسير التناقضات حول ظهورات ما بعد القيامة

 


يصف الكتاب على الاقل عشرة ظهورات مختلفة للمسيح، بين قيامته وصعوده. فقد ظهر: 1) لمريم المجدلية عند القبر (مر16: 9، يو20: 11- 18)، 2) للنساء على الطريق (مت 28: 9، 10)، 3) لتلميذين منطلقين إلى عمواس (لو24: 13- 32)، 4) لبطرس (لو24: 34)، 5) لعشرة من التلاميذ لان توما كان غائبًا (لو24: 36- 43، مر16: 14، يو20: 19- 25)، 6) بعد ثمانية ايام ظهر للاحد عشر حيث كان معهم توما (يو20: 26- 31)، 7) سبعة تلاميذ على شاطئ بحر الجليل (يو21: - 25)[1].ومن القراءة لنصوص للعهد الجديد التي ذكرت حدث القيامة والظهورات نرى ان التشديد على قيامة يسوع في الاناجيل الاربعة ليس مُركزًا على دليل واقعي للعالم غير المسيحيّ، بل على تأثير هذه الحقيقة العجيبة على تلاميذ يسوع المذهولين المبتهجين وعلي خوفهم وفرحهم، شكوكهم ويقينهم[2].

ولذلك يجب على كلّ قارئ أن لا يُعثر من الاختلافات التي تبدو للوهلة الأولى في قصة القيامة، لأن الذي يتحدَّث عن القيامة إنما يتحدَّث عن أمور ليست تحت ضبط العقل والفكر والحواس والعين والتمييز البصري، فالقيامة بكل ظهوراتها وأقوالها وتسجيلاتها تمَّت بسبب انفتاح خاص في الوعي الروحي ليُرى ما لا يُرى، ولكل إنسان وعي خاص بإمكانيات خاصة، وكلّ وعي يختلف في القدرة والدقة والانفتاح والشمول عن الوعي الآخر، حتّى أن القيامة نفسها يوجد من عاينها ويوجد مَنْ لم يعاينها لأنها تعتمد على قطبين:

الأول: إرادة المسيح في أن يُعلن أو لا يُعلن نفسه، وبوضوح كامل أو بوضوح أقل كما حصل لتلميذي عمواس.

والقطب الثاني: قدرة الذي يتلقَّى الاستعلان كما قلنا. لذلك يوجد مَنْ يحكي بإسهاب ومَنْ يحكي باختصار شديد، ومَنْ يقول كثيرًا ومَنْ يقول قليلًا، ومَنْ يقول اثنين ومَنْ يقول بل واحدًا. وهكذا فكل ما يخص القيامة لا يدخل تحت النقد أو الفحص أو التحقيق أو الإيضاح.

ولكن لمرَّة واحدة أراد المسيح حقـًّا وبالفعل أن يُدخل نفسه كيسوع المسيح القائم من الأموات لتحقيق التلاميذ العقلي والحسِّي والنظري حتّى باللمس: »ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم (شك)؟ انظروا يديَّ ورجليَّ (أثر المسامير): إني أنا هو (المصلوب). جسُّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي (قيامة بالجسد كما كان). وحين قال لهم هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدِّقين من الفرح، ومتعجِّبون، قال لهم: أعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءًا من سمكٍ مشويٍّ وشيئًا من شهد عسل. فأخذ وأكل قدَّامهم (ولكن ليس معناه أن في القيامة يأكلون ويشربون) «(لو 24: 38- 43)، » ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا. « (يو 27:20).

ويقرِّر العالِم بورنكام هكذا:

[إن قيامة المسيح حقيقة تفوق الواقع التاريخي، ولا يستطيع التاريخ أن يفحص كيفيتها، ولكنه يتيقَّن من حدوثها كحقيقة أُومن بها بواسطة التلاميذ بيقين راسخ يسجِّله التاريخ، وبدونه لا يكون إنجيل ولا خبر ولا حرف في العهد الجديد. لأنه لا إيمان ولا كنيسة ولا عبادة ولا صلاة ولا مسيحيّة حتّى هذا اليوم بدون قيامة يسوع المسيح من الأموات. وبالرغم من ذلك فإنه مستحيل أن نصل إلى قناعة عن فحص كيف تمَّت القيامة. وكلّ ما نعرفه أن القيامة كانت أعظم تدعيم وأعظم شهادة قدَّمها الله الآب لشخص يسوع المسيح إزاء رفض العالم له والشكوك الأُولى لتلاميذه[3]]. ولكن قد سبق أعلاه وأن شرحنا للقارئ لماذا هو عدم اليقين العقلي والحسِّي بمنتهى الوضوح. فالأمر يتخطَّى الإمكانيات البشرية ليدخل في الهبة البسيطة والعظمى التي أسكنها الله قلوب أولاده “الإيمان”!! فهو المسئول عن فتح وعي الإنسان لإدراك ما لا يُدرك: » آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك! « (أع 31:16)[4].

فالرؤية تتعلَّق بإمكانيات الانفتاح للوعي وهي موهبة لا يشترك في درجتها اثنان. لذلك لا ينبغي إطلاقًا عمل موازنات بين ما قيل وما رؤي وما سُمع بالنسبة للقيامة التي قامها المسيح. لذلك بكل وضوح لا نجد الجميع يشتركون في رواية بحذافيرها، فكل إنجيل يصف ما سمع أو رأى أو استلم من التقليد. بل والتقليد نفسه يستحيل أن يقدِّم حادثة واحدة من عدة زوايا الأناجيل الأربعة بنفس الكلام أو الوصف أو التأثر. وحتى قارئ الإنجيل أو مَنْ يسمعه بالنسبة للقيامة فهو يسمع ويفهم ويتحقَّق بقدر انفتاح وعيه ولا يشترك اثنان في تحقيق فعل واحد أخروي.

لذلك حينما ندخل إلى حقيقة القيامة نجد الأناجيل تقدِّم خبرات متعددة تشترك في حقيقة واحدة وهي قيامة المسيح من الأموات ولكن بلغة ووصف وتحقيق متعدد المستويات. ولكن تعدد الخبرات والرؤى والتحقيق يجمع في النهاية كلّ زوايا حقيقة قيامة الرب من بين الأموات في أكمل صورة لها دون الأخذ برواية وترك الأخرى[5].

ولا يجب ان نخلط النقد الفلسفي وهو من المفترض ان يكون مختصًا بالميتافيزيقا (اي ما وراء الطبيعة او العلوم الغير محسوسة او مدركة اومادية كتلك الخاصة بالاديان واللاهوت)، وبين النقد التاريخي، والذي يبحث بحيادية تاريخية عن الحدث مُقارنًا إياه بأساليب البحث التاريخية للوصول إلى اقرب صورة للحقيقة، فبينما يري الفيلسوف قصتين بينهما اختلاف فيقول ان القصص المختلفة لا يمكن ان تعبر عن الحقيقة، فنجد المؤرخ عندما ينظر إلى الروايات المتضاربة عن حدث تاريخي، يقول: اري بعض التضارب لكني الاحظ شيئًا فيها، انها جميعًا في التفاصيل الثانوية، لان هُناك جوهر أساسي اعتمدت عليه هذه القصص يمكن الاعتماد عليه وتصديقه مهما كانت التفاصيل الثانوية متناقضة[6].

فصحيح ان اكتشافات القبر الفارغ توصف بطرق مختلفة في الاناجيل المختلفة، لكن او طبقنا نفس المعايير التي نطبقها على اي مصادر ادبية قديمة اخري، فسنجد الادلة حاسمة ومقبولة لدرجة انها تستلزم الاستنتاج بأن القبر في الحقيقة وجد فارغًا[7].

 

ولعالم الاحياء التطوري د. ريتشارد داوكينز قول يجب ان نستخدمه هُنا، إذ هو أكثر تناسبًا مع الآحداث التاريخية التي ذُكِرَت عرضًا في النصوص الدينية ومحاولاتنا لفهمها والبحث عن حقيقتها عن إستخدامه مع العلوم المعملية، فيقول:

اننا مثل المُحققين الذين جائوا إلى مسرح الجريمة بعد إرتكابها. لقد تلاشت افعال المجرم في الماضي. ليس لدي المُحققق أمل في مشاهدة الجريمة الفعلية بعينيه الخاصة. على أي حال، فما لدي المُحقق فعليًا هو الأثار التي بقيت، وهُناك مقدار عظيم من الثقة هنا. هُناك أثار اقدام، بصمات اصابع لطخات دم، رسائل، دفاتر يومية. وهذا هو السبيل لتحديد معالم تاريخ العالم وصولًا إلى الحاضر[8].

ولذلك فلا مجال ابدًا للتشكيك في حدث القيامة ذاته نتيجة الإختلاف الظاهري بين الروايات الإنجيلية، فتكرار رروايات كثيرة حول حدث واحد يؤكد ان هذا الحدث حصل فعلًا، وهكذا يُنظر ايضًا إلى كلّ رواية تاريخية فمستحيل ان نجد رواية واحدة لم يختلف حولها المؤرخون، ومع ذلك فنجدهم جميعًا مُتفقين ان الحدث الذي يدور حوله جدلهم هذا قد حدث بالفعل وغير مقبول التشكيك في ذلك.

وكما قلنا هُناك صعوبة في ترتيب الأحداث، لأن كلّ إنجيل اٍنفرد بذكر بعض الأحداث دون الأخرى، والصعوبة لا تتصل بحقيقة القيامة ولكن في ترتيب الأحداث. والصعوبة تنشأ لو تصورنا أن الأحداث كلها حدثت في وقت واحد. ولكن:-

1- الأحداث لم تحدث كلها في وقت واحد.

2- نفس الحدث يراه كلّ إنجيلي ويرويه بطريقة مختلفة، ولكن الحقيقة واحدة[9].

فلا عجب إذًا من الاختلاف في القصص التي تسرد ما حدث يوم الاحد عند قيامة يسوع، فمشهد خلو المقبرة منه ورسل السماء يبدون ردود افعال مختلطة، والفرح والقلق والخوف والتعجب، وايضًا بعض التشويش عندما اسرع الناس لاخبار غيرهم، حيث قام احد الكتبة بتسجيل ما سمعه من شخص بينما كتب آخر ما سمعه من شخص آخر، ولكن الحقائق لا خلاف عليها، فكان القبر خالي ويسوع قام، وفي هذا الجزء سنلخص الاحداث وترتيبها كما امكن:

 

1-المشهد الأول، حدثت زلزلة عظيمة ونزل ملائكة وحركوا الحجر الذي على القبر، فخاف الجنود جدًا وهرعوا للكهنة ليخبروهم بما حدث، كان هؤلاء الكهنة ممن طلبوا وضع حراسة على قبر يسوع حتّى يمنعوا تابعيه من سرقة جسده، فقام الكهنة برشوة الحرس حتّى يذيعوا خبر سرقة تلاميذ يسوع لجسده اثناء نوم الحرس.

وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ،لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ،وَجَلَسَ عَلَيْهِ.3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ،وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. (مت28: 2، 3).

قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. 12فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ،وَتَشَاوَرُوا،وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً 13قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. 14وَإِذَا سُمِعَ ذَلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ،وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ». 15فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ،فَشَاعَ هَذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. (مت 28: 11- 15).

متى وحده من يخبرنا بهذه القصة.

-كان الكهنة في السابق يخشون أن يخدع تلاميذ يسوع الناس، أما الآن فهم انفسهم من يخدع الناس (مت28: 11- 13، 27: 62- 66)، ولكن ما أن يسمع بيلاطس بنوم حرسه أثناء خدمتهم سيقوم الكهنة بحمايتهم برشوة بيلاطس نفسه (مت28: 14- 15).

 

2- المشهد الثاني، مجموعة من النساء ربما اتوا من أماكن متفرقة، ومعهم العطر لمسح جسد يسوع، وتجمعوا في يوم الأحد عند في وقت مبكر جدًا من الفجر حيث كان الظلام مازال باقيًا.

 وَبَعْدَ السَّبْتِ،عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ (مت28: 1)

وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، 2وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. (مر16: 1، 2)

ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، (لو24: 1)

وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، بَاكِرًا، وَالظّلاَمُ بَاقٍ. (يو20: 1)

الاختلاف ناتج أن النسوة قمن باكراً جدًّا والظلام باقٍ، وأتين إلى الباب (باب غرب المدينة) وانتظرن هناك إلى أن فتحوا الباب الذي لا يُفتح إلا في شروق الشمس. وهكذا بين أن قمن من بيوتهن في الظلام ووصلن في الفجر عند الباب وخرجن والشمس قد طلعت كانت المفارقة[10]. فإن قصة النسوة اللاتي ذهبن إلى القبر باكراً جداً لها ظروف أبدع في وصفها ق. يوحنا، كيف أنهن قمن والظلام باقٍ وأتين وقد صار النهار والشمس مُشرقة إذ أن نظام فتح باب المدينة الغربي يكون دائماً بعد شروق الشمس. لذلك ولو أنهن قمن والظلام باقٍ إلاَّ أنهن لم يأتين إلى القبر إلاَّ والشمس قد أشرقت[11].

هذا بخلاف ان كلمة أول الفجر تعني والظلام باقٍ، ولكن القول باكراً جداً يعني قبل طلعة الشمس[12].

ويكتب ق. كيرلس السكندري موضحاً: فبينما يقول ق. يوحنا والظلام باق يقول ق. متي وهو يريد ايضاً ان يوضح لنا الوقت، يقول ان القيامة حدثت بعد انقضاء الليل (بعد السبت عند فجر اول الاسبوع). واظن انه لن يتخيل احد ان الكاتبان الموحي إليهما مُختلفان او انهما يُحددان وقتاً مُختلفاً للقيامة. فأي واحد يُريد ان يفحص عن معني الايضاحات التي يُعطيانها لوقت القيامة سيجد ان روايتهما متفقتان. لان الفجر الباكر وآخر الليل يُحددان نفس نقطة الوقت، أي نهاية الليل او موته. لذلك، فلا يوجد اي تعارض بينهما، لن احدهما اخذ نقطة انطلاقه من نهاية الليل، والآخر انطلق من بداية النهار، وكلاهما يصل إلي الهزيع الوسط، ويلتقيان في نفس النقطة، أي كما قلت الآن حالاً، نهاية الليل[13].

 

-وتضم هذه المجموعة: (مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسي، وسالومة ام الرسولين يعقوب ويوحنا)، والمجموعة الآخري تتكون من يونا وبعض الاصدقاء.

جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. (مت28: 1)

مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ (مرقس16: 1)

أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. (لو24: 1)

وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ. (لو24: 10)

 

3- المشهد الثالث، بالرغم من تحرك النسوة كمجموعة واحدة في البداية، إلا أن المسافة من أورشليم حتى قبر المسيح ثلاثة أميال تقريبًا، أي أنها تأخذ ساعتين تقريبًا حتى تصل النسوة سيرًا على الأقدام، فسرعان ما تفرقت هذه المجموعة إلى مجموعتين تسيران خلف بعضهما وتفصلهما مسافة، وتتقدمهم مريم المجدلية. فقد ابتدأت الجماعة سيرها عند الفجر والظلام باقٍ، وكان لكل من في الجماعة دوافعه، ولكل منهم درجة لشجاعته تختلف من واحد لآخر، والحب القوى يعطى دفعة للشجاعة الضعيفة. لذلك فغالبًا بدأت الجماعة سيرها كمجموعة واحدة ولكنها سرعان ما أصبحت صفًا، ومع الإستمرار في السير ما لبثت أن تفرقت إلى مجموعات، في المقدمة مجموعة تكاد تركض ركضًا (حب قوى) وأخرى تلحق بها في عجلة وهكذا.

 

4- المشهد الرابع، تصل القديسة مريم المجدلية وحدها وقبل الجميع بكثير. ق. يوحنا لا يذكر سوي القديسة الأشد حبًا. مريم المجدلية هذه التي أحبت كثيرًا لأن المسيح غفر لها كثيرًا (لو47:7).

جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. (يو20: 1)

9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلًا لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. (مر16: 9)

 

-تأخذ مريم المجدلية الدهشة والحيرة عند رؤيتها القبر مفتوحًا، فارتبكت ودون أن ترى ملاكًا أو تسمع صوتًا تركت رفيقاتها وركضت إلى بطرس ويوحنا تخبرهما بأن الجسد قد سُرق.

 فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. (مر16: 10)

فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». (يو20: 2)

 

5-المشهد الخامس، وصلت مريم أم يعقوب ويوسي، وسالومة، وبعض النسوة الأخريات من المجموعة، فرأيا ملاك يجلس عند الحجر خارج القبر، وملاك آخر داخل القبر وبمجرد سماع خبر قيامة يسوع اسرعوا إلى المكان الذي يتجمع فيه التلاميذ لينقلوا هذه الاخبار والفرحة تغمرهم.

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ.7وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».8فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ،رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. (مت28: 5- 8).

دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ.6فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». (مرقس16: 6- 7)

لقد ظهر الملاك اولاً جالساً علي حجر، ولكن هناك ملاك آخر وجد جالساً داخل القبر عندما اقترب النسوة لينظروا ماذا حدث داخل القبر[14].

 

6- المشهد السادس، بعد خروج هذه المجموعة المذكورة، مريم أم يعقوب، وسالومة، وبعض النسوة من القبر وبعد رؤية الملاك، قرروا ألا يخبروا أحدًا، وربما يرجع ذلك للحالة التي كانوا عليها من خوف وحيرة ودهشة وفرحة ومشاعر كثيرة مختلطة، وخوفهم من أن يُقال عليهم مجانين، وفيما هن في الطريق، ظهر لهم يسوع وأخبرهم أن يقولوا للتلاميذ، ففعلوا كما قال.

فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. (مر16: 8)

وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي». (مت28: 9- 10)

أن ق. مرقس قال ان النسوة كن خائفات ولم يخبرن احد، فمن المؤكد انه يقصد رهبة اللاهوت والظهورات التي رآها اولئك النسوة، ومن الطبيعي ان يكون هذا الخوف شعور مؤقت فقط وليس امراً دائماً وإلا لما استطاع مرقس نفسه ان يعرف بخبر القيامة وما حدث لاولئك النسوة ويكتب عنه[15].

 

 

7- المشهد السابع، بالرجوع للقبر، بعد دقائق قليلة من رحيل المجموعة الأولى من النساء أتت يونا وأصدقاؤها ودخلن المقبرة فوجدن ملاكين لكن من الملائم أشد الملائمة لطبيعة الحال أن يُترك الكلام لواحد منهما، واستمعن لأخبار قيامة يسوع، فأسرعن ليخبرن التلاميذ.

فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ.4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ7قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ، 9وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ. (لو24: 3- 9).

 

8- المشهد الثامن، وبمجرد رحيل جميع النسوة، أتى بطرس ويوحنا، وجاءت خلفهما مريم المجدلية التي أخبرتهم بهذا، ودخلا إلى القبر ورأيا الأكفان التي لُفَّ بها جسد يسوع موضوعة على الارض، وتركا القبر وهما في حيرة ولا يفهمان ما حدث.

فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّبًا فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ. (لو24: 12)

فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ.4وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ،5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ.6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ.8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.  10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا. (يو20: 3- 10)

 

9- المشهد التاسع، بقيت مريم المجدلية عند القبر بعد ذهاب بطرس ويوحنا، وفكرة أن اليهود أخذوا الجسد ليدنسوه بإلقائه خارج القبر تخالط عقلها. ومكثت هُناك بمفردها وهي تبكي فرأت الملاكين بالداخل، ثم رأت رجلًا لم تتعرف عليه في الحال، وعندما اكتشفت أنه يسوع امسكت به وكأنها لا تريده أن يرحل، فقال لها يسوع أنّ لا حاجة لك للإمساك به هكذا فهو لن يصعد الآن للسماء (سيكون معهم لأسابيع قليلة قادمة)، ولا يجب عليها أن تعتمد على حضوره المادي فقط، وإلا ستحبط ثانية، فعليها الذهاب لتلاميذه لتخبرهم بما قال لها.

أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا. (يو20: 11- 18)

 

10- المشهد العاشر، هذه المجموعات من النساء وصلت أخيرًا إلى منزل الرسل بالتتابع، وتبعتهما مريم المجدلية حيث أخبرن الرسل بما حدث لهن في مقابلتين منفصلتين في آن واحد مع يسوع، ولكن الرسل لم يصدقوا أي من القصتين.

وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ. فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ. (لو24: 10، 11)

فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا. (مر16: 11)

 

وجميع هذه الاحداث المذكورة في العشر نقاط لم تتجاوز الساعة من الزمان بقليل[16].

 



[1] John Jr MacArthur، The MacArthur Study Bible، electronic ed. (Nashville: Word Pub.، 1997، c1997)، Lk 24:34.

[2] R. T. France، vol. 1، Matthew: An Introduction and Commentary، Tyndale New Testament Commentaries (Nottingham، England: Inter-Varsity Press، 1985)، p. 411.

[3] Bruner، Frederick Dale، Matthew، A Commentary، 2 vols.، Word Publishing، 1987، 1990. P. 1076.

 

[4] الاب متي المسكين، الانجيل بحسب متي، مت28: 5- 7 ص 819

[5] الاب متي المسكين، الانجيل بحسب مرقس، مر16: 5، ص 693

[6] وليم لين كريج، القضية المسيح، لي ستروبل، ص 288

[7] Michael Grant، Jesus: An Historians Review Of The Gospels، p. 176.

[8] The Greatest Show on The Earth-The Evidence for Evolution، ch 1، p. 15.

[9] آلام وقيامة السيد المسيح في الاناجيل الاربعة، الاب انطونيوس فكري، ص 259

[10] الاب متي المسكين، الانجيل بحسب متي، مت28: 1- 4 ص 817

[11] الاب متي المسكين، الانجيل بحسب لوقا، ص 735

[12] الاب متي المسكين، الانجيل بحسب لوقا، ص 736

[13] شرح انجيل يوحنا، المجلد الثاني، ص488.

See also: George Leo Haydock, Haydock's Catholic Bible Commentary (New York: Edward Dunigan and Brother, 1859), Mk 16:2. & Ted Cabal, Chad Owen Brand, E. Ray Clendenen et al., The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2007), 1502. &

وايضاً: آلام وقيامة السيد المسيح في الاناجيل الاربعة، الاب انطونيوس فكري، ص 259

[14] George Leo Haydock, Haydock's Catholic Bible Commentary (New York: Edward Dunigan and Brother, 1859), Mk 16:5

[15]  وليم لين كريج، القضية المسيح، ليس ستروبل، ص 290، 291

[16] التفسير المُعاصر للكتاب المقدس، دون فليمنج، ص 639، 640، انظر ايضًا: آلام وقيامة السيد المسيح في الاناجيل الاربعة، الاب انطونيوس فكري، ص 259: 262.. والازائية الإنجيلية، الابوان لاكرانج ولافيرن الدومنيكان، ص 304: 306. & see also: John G. Butler، Jesus Christ: His Resurrection (Clinton، IA: LBC Publications، 2006)، p. 327.

ليست هناك تعليقات: