"وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ
أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي
أَرْسَلْتَهُ." (يو 17: 3).
أولًا: هذا النص
يوقف هرطقة سابليوس الذي قال إنّ الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد، فذكر يسوع
والرسل أكثر من مرة أنّ هُناك تمايز بين الأقانيم، وليس معنى هذا أن النص يستثني
الابن كما سنشرح، فيكتب أمبرسيوس:
بهذا يضع النهاية لأتباع
سابيليوس (الذين يدعون أن الأقانيم الثلاثة مجرد ثلاثة أسماء أو أشكال لأقنوم
واحدٍ) ولليهود، هؤلاء الذين سمعوه يتكلم. فالأولون يلزمهم ألا يقولوا أن الآب هو
ذاته الابن، إذ كان يمكنهم هذا لو لم يُضف ”المسيح“ إلى العبارة، والآخرون يلزمهم
ألا يفصلوا الابن عن الآب.[1]
ثانيًا: كتب ذلك
لتمييز الله عن الآلهة الوثنية.فليس الفاصل هُنا بين الآب والابن، الذي لم يوضع
بينهم فاصل من الأساس، بل لوضع حد فاصل بين الله الحقيقي وحده، وبين الآلهة
الوثنية.
ثالثًا: الابن دعُيَّ
في مواضع كثيرة بالحق، والإله الوحيد، والله. فهو ليس خارجًا عن الإله الواحد
الحقيقيّ، بل فيه. كما يقول ذهبي الفم:
يقول ذلك بطريقة ما
لتمييزه عن الذين ليسوا بآلهة، إذ كان على وشك أن يرسلهم إلى الأمم... أما إذا لم
يقبل (الهراطقة) هذا، بل بسبب كلمة ”وحده“ يرفضون أن يكون الابن هو الله الحقيقي،
فهم بهذا يرفضون كونه الله نهائيًا... لكن إن كان الابن هو الله، وهو ابن الله الذي
يدعى ”الإله وحده“، فمن الواضح أنه هو أيضًا الإله الحقيقي وأن ”وحده“ توضع
للتمييز عن الآخرين.
لو أن الابن ليس هو
الإله الحقيقي فكيف يكون هو ”الحق“؟ ،لأن الحق يفوق بمراحل ”الحقيقي.[2]
من النصوص الكتابية نذكر:
الابن هو الحياة
الأبدية:
- أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا
(يو11: 25).
- ونحن في الحق في ابنه، هذا هو الإله الحق والحياة
الأبدية (1يو5: 20).
- كذلك الابن أيضًا يحي من يشاء (يو5: 21).
- خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها، فتتبعني، وأنا
أعطيها حياة أبدية (يو10: 27، 28).
الابن هو الله:
- فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ
اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا (كو2: 9).
- اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ
اَلرَّعِيَّةِ اَلَّتِي أَقَامَكُمُ اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً
لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اَللهِ اَلَّتِي اِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ (أعمال 20: 28).
الابن واحد مع الآب:
- أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ [ يوحنا 10: 30 ].
- قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا
هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ
رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أنت أَرِنَا الآبَ؟ [ يوحنا 14: 9 ].
- وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ
لَكَ فَهُوَ لِي وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ [ يوحنا 17: 10 ]
كما دعيَّ يسوع بالإله
الوحيد:
ففي الترجمة النقدية NET Bible جاء النص
(يو1: 18)، كالتالي:
No one has ever seen God. The only one, himself
God, who is in closest fellowship with the Father, has made God known.
وفي ترجمة الـ ESV :
No one has ever seen God; the only God, who is
at the Father's side, he has made him known.
فالكلمة في اليونانية جاءت μονογενὴς θεός والتي تعني
الإله الوحيد، ليس الابن الوحيد، فنصّ الابن الوحيد مقتبس عن النصوص اليونانية
الأحدث، وليس مقبولًا من غالبية علماء النقد النصيّ الآن.
رابعًا: الوحدانيّة تعود على جوهر الله، فنحن لا نقسم
الثالوث إلى أجزاء لأنّ طبيعة الله بسيطة غير مركبة من أجزاء، فالله وحده الحق
والله وحده القدوس والله وحده الخالق، وهذا لا يعود على الآب فقط، بل يتضمن معه
بشكل آلي الابن والروح القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق