(لوقا 18: 19؛ مت19: 17) "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ".[1]
كان لفظ "الصالح"
في المفهوم اليهودي يُقال حصرًا لله، فالله، بحسب ما كتب فيلو أحد أشهر المفسرين
اليهود، وحده هو الصالح![2]
فصلاح البشر أمر مستمد من صلاح الله، فالصلاح لا نجده في طبيعتنا البشرية، في في
تعاليمه ووصاياه وانعكاس طبيعته فينا![3]
كما لا ينفي المسيح هُنا
الصلاح عن نفسه، بل يسأله سؤالًا عاديًّا، لإن الصالح واحد وهو الله، فكيف وهو
يراه مجرد إنسان نبي أن يدعوه صالحًا؟[4]
فالمسيح لم يقل أنا لست صالحًا! بل قال: لماذا وأن تراني في جسد بشري ولا تعرف سوى
أني إنسان نبي، تدعوني صالحًا؟! ولو أراد أن ينفي عن نفسه الصلاح لقال ذلك مباشرة،
لقال له: أنا لست صالحًا! لكنه قال: ليس أحد من البشر صالح، الله وحده هو الصالح
ومصدر كل صلاح![5]
وفي إجابة يسوع عليه
بهذا الشكل تأكيدًا على المشكلة التي عند هذا الشاب، وهي الاعتماد على حفظ الوصايا
والعمل بها، الاعتماد على ذاته، بدلًا من أن يترك الصالح ليعمل به وفيه ويشع
الصلاح من خلاله.
[1] قامت الترجمة اليسوعية، وهي أقرب النصوص العربية للنص
المنقح والمحقق، بترجمتها كالتالي: "لماذا تسألني عن الصالح؟ إنما الصالح
واحد".
[2] Craig S. Keener
and InterVarsity Press, The IVP Bible Background Commentary: New Testament (Downers
Grove, Ill.: InterVarsity Press, 1993). Mt 19:17.
[3] فرانس ر.
ت. التفسير الحديث للكتاب المقدس، إنجيل متى (دار الثقافة، 1990)، ص 315.
[4] Craig S. Keener
and InterVarsity Press, The IVP Bible Background Commentary: New Testament
(Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press, 1993). Lk 18:19.
[5] يوحنا ذهبي الفم، عظات على إنجيل متى، 63: 1.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق