طبيعة الله هي طبيعة واحدة بسيطة، وبسيطة تعني انها غير مركبة من اجزاء، فالاقانيم ليسوا اجزاء في الله وكأن الإبن هو جزء من الله والاب هو جزء اخر وهكذا.. هذا فهم مشوه عن طبيعة الله الثالوث. ويكتب ق. اثناسيوس الرسولي: الثالوث المبارك لا يتجزأ ، وهو واحد في ذاته، لأنه حينما ذ ُكر الآب ذُكر الإبن الكلمة والروح القدس الذي في الإبن، وإذا ذُكر الإبن فان الآب في الإبن، والروح القدس ليس خارج الكلمة لأن الآب نعمة واحدة تتم بالإبن في الروح القدس، وهناك طبيعة إلهية واحدة[1].
فالله غير
مكون من اجزاء وغير قابل للتجزئة وكل اقنوم هو كل ما هو الله منذ الازل لان فيه
ومعه الاقنومين الآخرين في احتواء متبادل بغير انفصال.
وهذا ظهر
جلياً هُنا في حدث المعمودية إذ ان الإبن المُتجسد أظهر انه غير مُنفصل عن الآب
والروح القدس إذ هم متواجدون معه كما هم معه وفيه دائماً، ولذلك يكتب ق. امبرسيوس:
نحن نقول إله واحد ونعترف بالآب والإبن. لقد كُتِبَ (احبب الرب إلهك
ولا تعبد سواه. تث 10 : 20) اما يسوع فقد رفض انه منفرد بنفسه إذ قال (لا اكون
وحدي لان الآب معي. يو16: 32). ليس هو وحده الآن لإن الآب يشهد انه حاضر معه.
الروح القدس حاضر (ايضاً). لان الثالوث غير منفصل[2] .
والظهور في
هيئات جسدية حيث الابن متجسد ومتحد بجسد المسيح والروح القدس ظاهر في هيئة حمامة
والله الآب ظاهر كصوت من السماء، هذا لا يحد طبيعة الله الغير محدودة والموجودة في
كل مكان، ولكنه مجرد اعلان حتي يستطيع ان يستوعبه ويتفهمه البشر، ولا يعني ان الله
في طبيعته هو هكذا حمامة وجسد انسان وصوت، فهذا تصور طفولي عن طبيعة الله كما هو
في ذاته وجوهرة وليس ما يظهره ويعلنه لنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق