كتبنا وغنّينا عن الحب من زمان، لكن في تاريخنا
الحديث، في أغاني بتقول إن الحب هو الحاجة اللي بقت قليلة قوي. فرقة غنا أمريكية
اسمها البيتلز قالوا إن الحب هو كل اللي محتاجينه، وشركات الحلوى والكروت بتكسب من
محاولتنا نعبر عن حبنا. الحب ساعات بيكون صعب زي الفراشة، وناس ضحوا بكل حاجة عشان
يحصلوا عليه، حتى بحياتهم.
في أغاني بتقول إن الناس هيعرفوا إننا مسيحيين
من حبنا، لكن للأسف بقينا معروفين بمواقفنا السياسية وكلامنا عن المثلية والإجهاض
أكتر من حبنا. الكتاب المقدس بيقول مرتين إن "الله محبة"، الحب هو
الحياة، ولو فعلاً عايشين، لازم نحب إخواتنا.
من رسالة يوحنا الأولى
4: 7-12:
٧ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،
لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ، وَكُلُّ مَنْ
يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ وَيَعْرِفُ ٱللهَ.
٨ وَمَنْ لَا يُحِبُّ
فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ ٱللهَ، لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ.
٩ بِهَذَا أُظْهِرَتْ
مَحَبَّةُ ٱللهِ فِينَا، أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ،
لِنَحْيَا بِهِ.
١٠ فِي هَذَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ:
لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا ٱللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا،
وَأَرْسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا.
١١ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،
إِنْ كَانَ ٱللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، فَيَجِبُ أَنْ نُحِبَّ نَحْنُ أَيْضًا
بَعْضُنَا بَعْضًا.
١٢ ٱللَّهُ لَمْ
يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَٱللهُ يَثْبُتُ فِينَا،
وَمَحَبَّتُهُ تَكْمُلُ فِينَا.
مفيش حياة روحية تبدأ من غير حب. لو مكانش ربنا بيحب، مكنش هيكون فيه
حياة أصلاً. ولو مكنش هو نفسه المحبة، مكنش هيكون فيه خطة للخلاص. كان زمان حياة
البشر انتهت مع آدم وحواء، لكن ربنا بدّل آدم الأول اللي جاب الموت بآدم الثاني
عشان يكون لنا حياة فيه. ربنا حبنا لدرجة إنه قدم ابنه فداء عننا، ولما بنتولد من
جديد، الحب ده بيبقى جوانا. ولأن ربنا هو الحب، فطبيعي جدًا إن ولاده يكونوا بنفس
طبيعته. الخليقة الجديدة بتتخلق على صورته، فإيه غير الحب ممكن يكون طبيعتها
الجديدة؟
لو معندناش حب، يبقى احنا مش عارفين ربنا.
خلاص، الخط اتحط والصورة واضحة. لما ربنا بيحب، حبه بيظهر ويتجلى، وعشان كده حصل
التجسد. لو حياته جوانا، يبقى الحب جوانا، ولازم يبان بوضوح، ولو مش باين يبقى مش
موجود واحنا مخدوعين. الكلام ده ممكن يكون صادم للبعض، لكن هو الحقيقة!
الفرحة الحقيقية في الموضوع ده إننا مكنّاش
محتاجين نحب ربنا الأول عشان نعرفه، ولا حتى نكون ناس مليانة حب من البداية. لو
كان ده شرط، كنا كلنا فشلنا. ربنا حبنا الأول! هو اللي بدأ وأرسل ابنه بسبب محبته.
وإحنا كنا عايشين في الخطية، مكنّاش بنحب، وكنا بنقاوم، لكن المسيح مات علشانّا.
"وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ
خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا." (رومية ٥: ٨) هللويا للصليب ولمحبة
ربنا!
المنطق في حب إخواتنا واضح جدًا. ربنا حبنا
الأول، وبعت ابنه علشان يكون الكفارة عن خطايانا، وإحنا كنا غرقانين في الخطية. هو
اللي أنقذنا وحط طبيعته جوانا، والطبيعة دي هي المحبة. لو عرفنا الحب، يبقى عرفنا
ربنا. لو مفيش حب، يبقى مفيش معرفة بربنا. فبالتالي، لو إحنا فعلاً عارفين ربنا
وحبه، طبيعي جدًا إننا نحب إخواتنا. لو بصيت لكل اللي عمله حب ربنا عشاني، إزاي
ممكن ماحبش أي شخص مات المسيح علشانه؟
مفيش حد شاف ربنا بشكل كامل في أي وقت. آدم
وحواء مشوا مع المسيح قبل التجسد، وكمان إخنوخ، إبراهيم، ويشوع. موسى شاف جزء من
مجد ربنا، وإشعياء شاف المسيح مرفوع وعالي، لكن محدش شاف الله بالكامل. المسيح قال
إن اللي شافه كأنه شاف الآب، لأنهم بيشاركوا نفس الجوهر لكن بشخصيات منفصلة، لكن
محدش شاف الآب أو الروح القدس بشكل مباشر. مش هنشوف الثالوث بالكامل غير لما نوصل
للسماء، وساعتها هنشوف ربنا زي ما هو شايفنا.
رغم كل ده، ربنا عايش معانا وبيسكن فينا. لو
حبينا بعض، حبه بيكمل فينا وبيظهر بأوضح صورة. ده دليل على وجوده في حياتنا،
وعلامة إننا فعلاً نعرفه. لا حياة مليانة بالفرح واليقين من غير الحب، ولازم نحب
إخواتنا عشان نعيش الحياة اللي ربنا قصدها لينا.
من رسالة يوحنا الأولى 4: 13-16:
١٣ بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ
وَهُوَ فِينَا، لِأَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ.
١٤ وَنَحْنُ قَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ ٱلْآبَ
قَدْ أَرْسَلَ ٱلِٱبْنَ مُخَلِّصًا لِلْعَالَمِ.
١٥ مَنْ يَعْتَرِفُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ،
فَٱللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي ٱللهِ.
١٦ وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَآمَنَّا بِٱلْمَحَبَّةِ
ٱلَّتِي لِلَّهِ فِينَا. ٱللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ
يَثْبُتُ فِي ٱللهِ وَٱللهُ فِيهِ.
في آخر فيلم Marvin’s
Room سنة 1996، فيه مشهد مؤثر جدًا. بيسي، اللي بتلعب دورها ديان
كيتون، قضت 20 سنة بتراعي أبوها العيان وعمّتها. بعد ما عرفت إنها عندها لوكيميا،
بتزورها أختها لي، اللي بتلعب دورها ميريل ستريب، بعد فترة طويلة من القطيعة.
بيسي بتقول للي: "أنا كنت محظوظة إني كان
عندي كل الحب ده في حياتي." لي بترد عليها: "أيوه، أبوكي وعمّتك بيحبوكي
جدًا." لكن بيسي بتتفاجئ للحظة، لأن أختها مش فاهمة قصدها. بيسي مش بتتكلم عن
إنها محظوظة لأنها اتحبّت، هي بتقصد إنها محظوظة لأنها كان عندها حب كتير تقدر
تديه للناس.
محظوظ إني بحب—يا له من منظور رائع! لو قلبنا
مليان بمحبة ربنا، هتفيض على اللي حوالينا.
الحياة جميلة لما يكون ربنا في المركز. المشاكل
بتتحول لحلول، الخوف بيتحول لأمل، والغضب بيتحول لحب. أنا حر في ربنا، وده أحسن
مكان أكون فيه. اتعلمت إني أخاطر وأواجه التحديات. مش باخد أي فضل لنفسي، كل المجد
لله. عمره ما سابني. أخدني من شخص كان مرّ، تعبان، مكتئب، واداني أجنحة النسور،
عشان أطير لأماكن عمري ما كنت أحلم بيها. اداني كلماته عشان أشاركها مع الناس،
وبيملاني بحبه كل يوم.
تطبيق الحب في حياتنا اليومية بيبدأ من حاجات
بسيطة لكنها قوية جدًا في تأثيرها، زي:
المعاملة بالرحمة:
لما نتعامل مع الناس برفق ونحاول نفهمهم بدل ما نحكم عليهم، ده بيخلق جو من الحب
الحقيقي.
العطاء بدون مقابل:
لما نساعد حد محتاج أو نمد إيد العون لأي شخص بدون انتظار رد الجميل، ده بيعكس حب
غير مشروط.
التسامح: الدنيا مش
دايماً وردي، لكن لو قدرنا نسامح بدل ما نحمل الضغينة، هنكون بننشر الحب والسلام
حوالينا.
الكلام الطيب:
كلمة حلوة ممكن تغير يوم حد بالكامل، فليه ما نخليش كلامنا دايماً مليان حب
وتشجيع؟
احترام الآخر: كل
واحد فينا مختلف، ولو قدرنا نحترم اختلافات بعض، هنكون بنمارس الحب بأفضل صورة.
لو فكرنا إن الحب مش مجرد مشاعر، لكنه أسلوب
حياة، هنلاقي نفسنا بنعيشه بكل تفاصيل يومنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق