السبت، 12 يوليو 2025

الطلاق والزواج الثاني بعد الطلاق The ESV Study Bible

 



الطلاق والزواج الثاني[1]

خطة الله الأصلية

 

ربنا من البداية خطّط إن الجواز بين الراجل والست يبقى اتحاد مدى الحياة ومافيهوش تعدد، وده باين في خلق آدم وحواء كزوج وزوجة. يسوع أكّد الفكرة دي لما جاوب على سؤال عن الطلاق:

جاء إليه بعض الفرّيسيين وجرّبوه بسؤالهم: "هل يجوز للواحد يطلّق مراته لأي سبب؟" فردّ يسوع وقال: "أما قرأتم إن اللي خلقهم من الأول، خلقهم ذكر وأنثى؟ [من سفر التكوين ١: ٢٧] وقال: ‘لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بزوجته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا’؟ [من سفر التكوين ٢: ٢٤] فهما بعد لا يكونان اثنين، بل جسدًا واحدًا. وما جمعه الله، لا يفرّقه إنسان." (متى ١٩: ٣–٦)

يسوع في الرد ده كان بيصحّح ويوبّخ فكرة الطلاق السهل اللي كانت منتشرة في القرن الأول، لأسباب بسيطة وسطحية. مثلًا المشناة قالت: "مدرسة شماي بتقول: الراجل ماينفعش يطلّق مراته غير لو لقى فيها عدم طهارة... ومدرسة هليل بتقول [ينفع يطلّقها] حتى لو حرّقت له أكلة... والحاخام أكيبا بيقول [ينفع يطلّقها] حتى لو لقى واحدة شكلها أحلى منها" (Mishnah, Gittin 9.10).

يسوع بدل ما يدخل في الجدال ده بين الحاخامات، بدأ بتأكيد قصد ربنا الأصلي من الجواز، وورّى إن النموذج ده لسه هو المثالي لكل الجوازات.

سفر ملاخي بيشوف الجواز كـ "ميثاق" بين الراجل والست، وميثاق ربنا كان شاهد عليه، وعشان كده هيحاسب الناس عليه. الآية بتقول: "الرب كان شاهدًا بينك وبين زوجة شبابك، اللي خنتها، وهي صحبتك وزوجتك بحسب الميثاق" (ملاخي ٢: ١٤).

وعشان كده، الجواز هو التزام جدّي جدًا: 

١) بين الزوج والزوجة، 

٢) تجاه المجتمع اللي عايشين فيه، 

٣) وأمام ربنا نفسه (سواء تم ذكره صراحة في مراسم الجواز أو لأ).

 

ولكن ماذا لو كان أحد الزوجين غير مخلص؟

 

في الجواز، الراجل والست بيتفقوا يعيشوا سوا كزوج وزوجة طول العمر. علشان يحققوا الالتزام ده، لازم الاتنين يفضلوا في العلاقة. لكن لما طرف فيهم يقرر يسيب الجواز علشان يعيش مع حد تاني، بيبقى صعب جدًا على الطرف التاني إنه يكمّل في العلاقة دي بإخلاص (يعني مثلًا، الراجل ما يقدرش يعيش ويتصرف كزوج لو مراته عايشة مع راجل تاني).

وعلشان الحالات دي، باين إن ربنا في العهد القديم والجديد كان بيسمح بالطلاق كنوع من الرحمة للطرف اللي اتساب أو اتخان في الجواز.

رغم إن الطلاق كان موجود أيام العهد القديم (واضح من لاويين ٢١: ٧، ١٤؛ وعدد ٣٠: ٩؛ وتثنية ٢٤: ١–٤)، القانون الوحيد اللي اتكلم عن الطلاق في العهد القديم موجود في تثنية ٢٤: ١–٤. القانون ده بيتكلم عن حالة راجل يطلّق مراته، وبعدها هي تتجوز واحد تاني، وبعد كده تتطلّق أو جوزها يموت. في الحالة دي، القانون بيمنع الراجل الأول من إنه يتجوزها من جديد.

 

تعاليم يسوع عن الطلاق

 

في القرن الأول، كتير من الحاخامات وسّعوا تفسيرهم لتثنية ٢٤: ١–٤، واعتبروا النص ده مبرر للطلاق لأسباب كتير، حتى لو كانت تافهة (زي ما اتذكر فوق). وده هو اللي كان خلف باقي الحوار بين الفرّيسيين ويسوع في متى ١٩

قالوا له: "ليه إذًا أمر موسى إنه يديها صك الطلاق؟" فرد عليهم: "بسبب قساوة قلوبكم، موسى سمح لكم تطلّقوا زوجاتكم، لكن من البداية ماكنش ده القصد. وأنا بقولكم: اللي يطلّق مراته، إلا لسبب الزنا، ويتجوز واحدة تانية، يبقى بيزني." (العدد ٧–٩)

جملة يسوع "بسبب قساوة قلوبكم" مش معناها إن بس القلوب القاسية هي اللي بتبدأ الطلاق، لكن معناها إن التمرد القاسي ضد ربنا هو اللي أدى لتدنيس شديد للجوازات. وجود الخطية في المجتمع كان بيؤدي إن جوازات كتير تتأذى جامد، وعشان كده ربنا سمح بالطلاق كحل للحالات دي.

لما يسوع قال إن أي حد يطلّق مراته "إلا لسبب الزنا، ويتجوز واحدة تانية، يبقى بيزني" (متى ١٩: ٩)، فهو بيقصد بشكل غير مباشر إن الطلاق والجواز التاني بسبب خيانة الزوج أو الزوجة مش ممنوع، ومش بيعتبر زنا. ده الاستثناء الوحيد اللي يسوع سمح بيه من قاعدة إن الجواز لازم يكون دائم، لإن الزنا بيشوّه العلاقة جدًا، وبيفك فعليًا وحدة "الجسد الواحد" (متى ١٩: ٥).

ولما يسوع قال "ويتجوز واحدة تانية"، ده معناه إن الطلاق والجواز التاني مسموحين في حالة الزنا، والشخص اللي اتطلق لأن شريكه زنى يقدر يتجوز حد تاني من غير ما يغلط (راجع متى ١٩: ٣–٩).

فعليًا، لو حصلت "porneia" (بورنيا)، اللي بتشمل أي علاقة جنسية ضد وصايا الكتاب، فـ الطلاق بيكون مسموح، لكن مش إجباري. المفروض دايمًا إن الغفران والمصالحة وإصلاح الجواز يكونوا أول حلّ نفكر فيه.

في الثقافة اليونانية والرومانية واليهودية، لما كان الطلاق مسموح، كان الحق في الجواز التاني دايمًا مفهوم ضمنيًا. مثلًا المشناة قالت: "الصيغة الأساسية في وثيقة الطلاق هي: 'ها أنتِ حرّة إنك تتجوزي أي راجل'" (Mishnah, Gittin 9.3).

لكن في متى ١٩: ١–٩، يسوع لما سمح بالطلاق بسبب بورنيا (الزنا)، كان في نفس الوقت بيرفض الطلاق بسبب كل الأسباب التانية اللي كانت منتشرة وقتها في القرن الأول. ولو الطلاق حصل لأي سبب غير الزنا (وفي استثناء تاني هنشوفه لاحقًا)، ربنا مش بيعتبر الطلاق ده صحيح، والشخص اللي يطلق بالطريقة دي ويتجوز تاني بيكون بيزني (راجع متى ١٩: ٩).

في متى ٥:٣٢، يسوع بيؤكد نفس التعليم تقريبًا:

"وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يطلّق زوجته، إلا لسبب الزنا، يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني."

يسوع بيقول إن الراجل اللي يطلّق مراته ظلم، بيخليها تزني، لإن المجتمع وقتها كان بيعتبر إن الست المطلقة لازم تتجوز حد تاني علشان تلاقي دعم مادي وحماية. ومع إن ده كان وضع شائع، يسوع قال إن العلاقة الجديدة دي، على الأقل في البداية، تعتبر "زنا"، لإن الطلاق ما كانش له سبب صحيح. لكن يسوع حمّل الراجل اللي طلّقها المسؤولية الأكبر، وقال إنه هو اللي بيخليها تزني.

أما الجملة الأخيرة "ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني"، فهي لازم تتفهم في سياق الكلام اللي قبلها، فالمعنى هو: "ومن يتجوز الست المطلقة ظلم زي اللي كنت بتكلم عنها دلوقتي...".

في النصوص المشابهة عن الطلاق في مرقس ١٠: ١١–١٢ ولوقا ١٦: ١٨، يسوع مذكرش استثناء "إلا بسبب الزنا". والسبب الأرجح هو إنه ماكانش فيه خلاف بين اليهود ولا في الثقافة اليونانية أو الرومانية إن الزنا سبب شرعي للطلاق، فالموضوع ماكنش محتاج توضيح، ويسوع ماكانش بيتكلم عن النقطة دي.

وده ما يلغيش التعليم الأشمل اللي موجود في متى، لإن قبول يسوع لاستثناء الزنا، حتى لو ما اتذكرش صراحة عند مرقس ولوقا، كان مفهوم ضمنًا وماحدش كان بيشكك فيه.

 

هل بولس أضاف أسباب للطلاق؟!

 

فيه مفسرين كتير شايفين إن بولس في ١كورنثوس ٧: ١٢–١٥ بيضيف سبب تاني شرعي للطلاق. بولس كان بيتعامل مع وضع جديد يسوع ما اتكلمش عنه: مؤمن ومتزوج من شخص غير مؤمن. (لما يسوع كان بيتكلم، السياق كان إن اليهود بيتجوزوا بعض، والزوج والزوجة بيكونوا جزء من نفس الجماعة الدينية).

فلما المؤمن يكون متجوز من غير مؤمن، بولس بيقول إنهم يفضلوا متجوزين لو الطرف غير المؤمن موافق على الاستمرار (١كورنثوس ٧: ١٢–١٤). 

"ولكن إن فارق غير المؤمن، فليكن ذلك. في مثل هذه الحالات لا يكون الأخ أو الأخت مستعبدًا. قد دعاكم الله للسلام." (١كورنثوس ٧: ١٥)

أغلب المفسرين شايفين إن ده معناه إن الشخص يقدر ياخد طلاق رسمي ويتجوز حد تاني. لو الطرف غير المؤمن ساب العلاقة، ربنا بيحرّر الطرف المؤمن من ضغطين مستمرين: 

١) أمل فارغ بيستمر مدى الحياة في الرجوع لشريك سابه، 

٢) منع مدى الحياة من التمتع ببركات الجواز تاني.

(لكن فيه مفسرين شايفين إن الجواز التاني بعد الطلاق مش مسموح أبدًا. ووفق الرأي ده، بولس يقصد بس إن الطرف المؤمن مش مُلزَم يفضل يحاول يصلّح العلاقة).

هل الجزء ده ينطبق على اللي بيسيب الجواز وهو بيقول إنه مؤمن؟ في الحالات دي، بيظهر سؤال: هل الشخص ده فعلًا مؤمن؟ ولا بيقول كده كلام بس؟ كل حالة بتكون مختلفة، والمسيحي اللي في وضع صعب زي ده لازم يستشير قادة كنيسته بحكمة.

ولو أمكن، خطوات التأديب الكنسي اللي موجودة في متى ١٨:١٥–١٧ لازم تتنفّذ علشان يحاولوا يصلّحوا العلاقة. ولو الخطوات دي وصلت لمرحلة الطرد النهائي من الكنيسة، يبقى طبيعي يتعامل مع الطرف اللي ساب الجواز على إنه غير مؤمن: "فليكن عندك كوثني أو عشار" (متى ١٨: ١٧).

لكن لازم نأكد إن محاولة إصلاح الجواز هي دايمًا الهدف الأول.

 

هل هناك أسباب أخرى للطلاق؟

 

فيه مفسرين كتير شايفين إن فيه أسباب تانية شرعية للطلاق غير الزنا أو الهجر من الطرف غير المؤمن، زي مثلاً التكرار المستمر للعنف الجسدي. لكن فيه ناس تانية بترد وتقول إن العنف لازم يتوقف فورًا بطرق تانية من غير اللجوء للطلاق، زي الانفصال المؤقت بهدف الإصلاح، التأديب الكنسي، المواجهة والمشورة، تدخل الشرطة، قرار من المحكمة، أو تدخل من أهل الكنيسة والعيلة والأصحاب. الحاجات دي تعتبر حلول، لكن ما بتضيفش سبب جديد للطلاق لأن يسوع وبولس ما ذكروش ده صراحة.

فيه ناس استندت على تفسير مدرسة يهودية في وقت يسوع كانت بتسمح بالطلاق لو الراجل ما وفّرش دعم مادي أو عاطفي كافي لمراته، على أساس تفسيرهم لنص في خروج ٢١: ١٠–١١ عن الجارية. وبما إن يسوع ما صححش الفكرة دي صراحة، قالوا إنه ممكن يكون وافق ضمنًا على أنواع تانية من الطلاق زي لو كان فيه عنف مستمر وغير نادم. بس الاستنتاج من سكوت يسوع بيعتبر ضعيف، خصوصًا وهو قال "من يطلّق امرأته" (متى ١٩: ٩) بصيغة شاملة بتستبعد أي استثناءات زيادة مش مذكورة في الكتاب.

طيب لو حد اتطلق لأسباب مش كتابية واتجوز تاني؟ يسوع بيقول إنه ارتكب "زنا" (متى١٩: ٩)، يعني الجواز التاني بدأ بالزنا. لكن لما قال "ويتزوج أخرى"، كان بيقصد إن الجواز التاني حقيقي فعلاً، مش علاقة خارج الجواز (زي يوحنا ٤: ١٨). فبعد ما الجواز التاني حصل، هيكون خطية أكبر لو اتفك، لأنه هيهد جواز قائم فعلاً. الجواز التاني ده مش المفروض يُعتبر زنا مستمر، لإن الراجل والست متجوزين بعض فعلاً، مش حد تاني. مسؤوليتهم دلوقتي إنهم يطلبوا غفران ربنا عن خطيتهم اللي فاتت، ويطلبوا بركة ربنا على الجواز الحالي، ويحاولوا يخلوه ناجح ومُستمر.

وبالنسبة لعبارة "زوج امرأة واحدة" في ١تيموثاوس ٣: ٢ وتيطس ١: ٦، فيه ناس قالت إنها معناها إن الشخص ما اتجوزش أكتر من مرة، فبيستبعدوا أي راجل اتطلق أو مراته ماتت واتجوز حد تاني من خدمة الشيوخ. لكن فيه تفسيرين أفضل: يا إما بتشير لشخصيته كونه مخلص لزوجته، أو إن ماعندوش أكتر من زوجة حالياً. وعلى حسب التفسير ده، الآية مش بتمنع كل الرجالة المطلقين من إن يكونوا شيوخ، بس كل حالة لازم تتقيم بشكل فردي.

وبما إن الجواز مش معمول بس لليهود والمسيحيين، لكن مؤسسة ربنا أسسها وقت الخليقة، فهي تخص كل الناس—المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. فالمبادئ اللي هنا عن الطلاق والجواز التاني تنطبق على الكل. والكنيسة لازم لما تقدر، تشجع غير المسيحيين زي المسيحيين يعيشوا حسب المعايير الأخلاقية العالية اللي ربنا حطها بخصوص الطلاق والجواز التاني. وفي المجتمعات اللي الطلاق فيها منتشر من زمان ولأسباب كتير، لازم الكنيسة والأفراد يدعموا ويخدموا الناس اللي اتضررت من الطلاق—سواء في الماضي أو الحاضر.

المبادئ اللي في المقال ده هي أكتر رأي شائع بين البروتستانت من وقت الإصلاح (مثلاً راجع إقرار الإيمان الوستمنستري في القرن السابع عشر، ٢٤: ٥، ٦). بس فيه آراء تانية بين الإنجيليين. بعضهم بيقول إن استثناءات متى ٥: ٣٢ و١٩: ٩ تخص الزنا اللي بيحصل أثناء فترة الخطوبة مش الجواز نفسه، وبالتالي مافيش سبب شرعي للطلاق. والبعض بيقول إن الجواز التاني ممنوع تمامًا مهما كان سبب الطلاق. وفيه ناس بتقول إن لازم يكون فيه أسباب إضافية للطلاق بس بشكل محدود. بس الآراء دي ماخدتش تأييد واسع بين مفسري الكتاب الإنجيليين.[2]

 



[1] Crossway Bibles, *The ESV Study Bible* (Wheaton, IL: Crossway Bibles, 2008). 1829.

[2]Crossway Bibles, The ESV Study Bible (Wheaton, IL: Crossway Bibles, 2008). 2545.


ليست هناك تعليقات: