الاسبوع ده عملت بحث
على جوجل علشان أشوف رأي محرك البحث في سؤال: "هل العالم بيتحسن ولا
بيتدهور؟" من ضمن أول خمس نتائج، أربع منهم قالوا إن الدنيا بتتحسن. مثال
منهم بيقول: "البشرية في أحسن حالاتها مقارنة بأي وقت فات. وفيات الأطفال، المجاعات
والفقر في أدنى مستوياتهم، ومتوسط العمر الافتراضي في أعلى معدلاته."
لكن كان فيه نتيجة
واحدة بس بتقول إن الأمور بتزداد سوءًا، وده بصراحة فاجئني لأن الواضح إننا بنعيش
سقوط أخلاقي كبير. في الآخر، الموضوع بيرجع للمعايير اللي بنقيس بيها.
بدل ما نسأل جوجل،
خلينا نشوف كلام ربنا في 2 تيموثاوس 3: 1-9:
"لكن اعلم هذا،
أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أوقات عصيبة، لأن الناس سيكونون محبين لأنفسهم، محبين
للمال، متكبرين، متعجرفين، مجدفين، غير مطيعين لوالديهم، غير شاكرين، غير مقدسين،
بلا قلب، لا يمكن إرضاؤهم، مفترين، بلا ضبط للنفس، وحشيين، غير محبين للصالح،
خائنين، متهورين، منتفخين بالكبرياء، محبين للملذات أكثر من محبة الله، لهم مظهر
التقوى ولكنهم ينكرون قوتها. ابتعد عن هؤلاء الناس...".
وده ملخص العظة
النهارده: مهما كانت الدنيا صعبة، ربنا العظيم هو اللي مسيطر.
من فترة، جورج بارنا
سأل الناس: **"لو تقدر تسأل ربنا سؤال واحد، هيكون إيه؟"** أكتر إجابة
كانت: **"ليه في ألم ومعاناة في العالم؟"**
ما فيش حاجة أكتر
ارتباطًا بتجربة الإنسان من **المعاناة**، وكتير من الناس بيقولوا إن **الألم هو
السبب اللي مخليهم مش مؤمنين بوجود ربنا**.
لو مش بتمر بوقت صعب
دلوقتي، استنى، لأن أكيد هييجي. **دي طبيعة الحياة في عالم ساقط**—الألم جزء مضمون
لأي حد بيعيش. **بعضكم بيعيش دلوقتي في وسط المعاناة، والبعض لسه خارج من أزمة،
والباقي دوره جاي عاجلًا أو آجلًا، لأن ببساطة، أي حد بيعيش بما فيه الكفاية، لازم
هيواجه الألم.**
الموضوع ده مش بس قضية
عقلانية تتقال في عظة، لكنه حاجة عاطفية وعميقة ممكن تخلي الواحد يحس بارتباك
روحي. فيه كاتب وصف مشكلة الألم بأنها "علامة استفهام بتلف زي صنارة صيد جوه
قلب الإنسان."
السؤال مش بس ليه
بيحصل الألم، لكن إزاي نقدر نتعامل معاه؟ إحنا عايشين في عالم مليان خطية، أنين،
دموع، ومعاناة—سرطان، جرائم قتل، مشاكل في العلاقات، فقدان الذاكرة، حزن، وأمراض
وراثية.
اكتب ده عندك: لما
تبقى مسيحي، مش كل مشاكلك بتختفي، بالعكس، بتاخد مجموعة مشاكل جديدة لأنك بقيت
ماشي عكس تيار العالم. الحياة المسيحية مش معناها إن المعاناة بتقل، لكن معناها إن
النعمة بتزيد علشان تقدر تواجهها.
واحدة من أسباب قوة
روميه 8 إنها بتوضح بالتفصيل 3 عقائد أساسية في الحياة المسيحية:
التبرير – بيتكلم عن
الماضي، إننا اتحررنا من عقوبة الخطية.
التقديس – بيتكلم عن
الحاضر، إننا اتحررنا من قوة الخطية.
التمجيد – بيتكلم عن
المستقبل، إننا هنكون أحرار من وجود الخطية بالكامل.
إزاي نقدر نتمسك
بالأمل وسط الألم؟ ده بالظبط اللي بيتكلم عنه رومية 8:18-25:
"فأنا أرى أن
آلام الزمن الحاضر لا تقارن بالمجد اللي هيتكشف لينا. الخليقة كلها مستنية بفارغ
الصبر لحظة ظهور أبناء الله. لأن الخليقة خضعت للباطل، مش بإرادتها، لكن بسبب اللي
أخضعها، على أمل إن الخليقة نفسها تتحرر من فسادها وتدخل في حرية مجد أولاد الله.
إحنا عارفين إن كل الخليقة بتئن زي آلام الولادة لحد دلوقتي. ومش الخليقة بس، إحنا
كمان اللي عندنا باكورة الروح، بنتوجع في الداخل وإحنا مستنيين التبني كأبناء،
فداء أجسادنا. في الأمل ده إحنا اتخلصنا. بس الأمل اللي بيتشاف مش أمل، لأن اللي
بيشوف الحاجة مش بيأملها. لكن لو بنأمل في حاجة مش شايفينها، بنستناها بصبر."
إحنا محتاجين قوة
الروح القدس علشان ننتصر على الخطية، ومحتاجين حضوره علشان يساعدنا نستمر وسط
الألم. الفكرة الأساسية هنا: علشان تعدي فترة الألم، ركّز على المجد اللي جاي.
1-ركّز على المجد اللي
جاي
ركز على المجد أكتر من
الألم اللي انت فيه لما بنكون موجوعين، بننشغل بالمشاكل اللي بنواجهها لدرجة إننا
ممكن نفقد منظورنا الصحيح. رومية 8:18 بيصحّح ده: "فأنا أرى أن آلام الزمن
الحاضر لا تقارن بالمجد اللي هيتكشف لينا."
كلمة "لأن"
بترجعنا للآية 17 اللي بتوضح إزاي الحزن اللي بنعيشه بيجهزنا للمجد اللي ربنا
وعدنا بيه. كلمة "أرى" معناها "أحسب، أفكر، أحسب الأمور بدقة"—مهم
نكون عندنا تفكير كتابي عن الألم علشان ما نتفاجئش لما يحصل.
خد بالك إن كلمة
"الآلام" جات بالجمع، يعني مشاكلنا مش هتكون قليلة. أما كلمة
"المجد" فمعناها حاجة تقيلة ومهمة، وهي إشارة لحضور الله ووعوده.
بنستخدم تعبير "رايح على المجد" لما بنتكلم عن الموت والذهاب للسماء.
مقارنة بعظمة المجد،
الآلام اللي بنمر بيها قصيرة وخفيفة. في تفسير ESV Study Bible بيتقال: "المجد النهائي اللي المسيحيين هينالوه عظيم جدًا
لدرجة إن آلام الزمن الحاضر تعتبر تافهة بالمقارنة بيه."
بروس غويتشي بيضيف:
"معاناتنا صغيرة جدًا، شبه معدومة مقارنة بالمجد اللي الله مجهزه لينا في
السماء... ده أفضل صفقة إنك تتخلى عن اللي مش هتقدر تحتفظ بيه علشان تحصل على اللي
مش هتخسره أبدًا."
الكلام ده بيظهر بوضوح
في 2 كورنثوس 4: 17: "لأن هذه الضيقة الخفيفة المؤقتة تُعِدّ لنا وزنًا
أبديًا من المجد يفوق كل مقارنة." بولس مش بيقلل من المشاكل اللي بيواجهها،
لكنه بيقول إنها صغيرة وقصيرة مقارنة بالأبدية والمجد اللي جاينا. وده مهم، لأنه
قبل كده وصف نفسه بأنه مضغوط، محتار، مضطهد، ومطرود.
إحنا دايمًا بنركز على
الألم، ونلمح بس المجد اللي جاي. لكن الله بيدعونا نبص بسرعة على معاناتنا، لكن
نثبت نظرنا على المجد.
علشان تعدي الألم،
ركّز على المجد اللي جاي.
2-اعرف إن لعنة
الخليقة هتتصلح
مش حاسس إن العالم بقى
مضطرب؟ كل يوم بنسمع عن فيضانات، زلازل، موجات حر، وأوبئة. رومية 8:19 بيصور
الخليقة كأنها شخص حي بيستنى بشوق لحظة ظهور أبناء الله:
"الخليقة كلها
مستنية بفارغ الصبر لحظة ظهور أبناء الله."
كلمة
"مستنية" معناها "بتترقب بتوقع وانتظار"، أما عبارة
"بفارغ الصبر" فهي بتتكرر 7 مرات في العهد الجديد، وكل مرة بتشير لرجوع
المسيح. المعنى الحرفي لها هو "مد الرقبة للأمام وانتظار بشغف". J.B. Philips بيصور ده بشكل جميل في ترجمته:
"العالم كله واقف
على أطراف أصابعه علشان يشوف المشهد العظيم لظهور أبناء الله واستقبالهم
لميراثهم."
الخليقة كلها بتئن
وبتمتد نحو الاسترداد لما يحصل الإعلان النهائي، اللي بيرمز لرجوع المسيح. دي
واحدة من 3 كلمات في الكتاب المقدس بتتكلم عن المجيء الثاني، مع
"الظهور" و"المجيء". مارتن لوثر قال جملة قوية:
"لازم نعيش كأن
المسيح مات امبارح، وقام الصبح، وراجع العصر!"
رغم إن الاعتناء
بالخليقة مسؤولية مهمة، لكن النص ده بيدينا 3 حقائق لازم نمسك فيها:
1. الخليقة كانت
ملعونة في الماضي في الآية 20 مكتوب:
"لأن الخليقة
خضعت للباطل، مش بإرادتها، لكن بسبب اللي أخضعها..."
لما آدم أخطأ، الخليقة
كلها اتلعنت، زي ما مكتوب في تكوين 3: 17-18:
"لأنك سمعت لكلام
امرأتك وأكلت من الشجرة اللي أمرتك إنك متكلش منها، ملعونة الأرض بسببك، بتعب
هتاكل منها طول حياتك، وهتطلع ليك شوك وحسك."
كل الخليقة بتعاني
بسبب خطية الإنسان، والنتيجة كانت الفساد، المرض، الفوضى، والموت.
2. اللعنة هتتصلح في
المستقبل نهاية الآية 20 متصلة بـ الآية 21:
"بالأمل إن
الخليقة نفسها تتحرر من عبوديتها للفساد وتدخل في حرية مجد أولاد الله."
لما المسيح يرجع،
الخليقة هتتحرر من الفساد، والجنة هترجع تاني. حريتنا هتعني حرية الخليقة كمان، زي
ما مكتوب في 2 بطرس 3: 13:
"لكن حسب وعده،
إحنا مستنيين سماوات جديدة وأرض جديدة، حيث يسكن البر."
إشعياء 11: 6 بيوضح إن
العالم الطبيعي نفسه هيتغير:
"الذئب هيعيش مع
الحمل، والنمر هيرتاح جنب الجدي، والعجل والأسد مع بعض، وطفل صغير هيقودهم."
3. الخليقة بتئن
دلوقتي في الآية 22 مكتوب:
"إحنا عارفين إن
الخليقة كلها بتئن زي آلام الولادة لحد دلوقتي."
لو سمعت كويس، هتحس
الخليقة بتصرخ طلبًا للفداء. كلمة "بتئن" معناها "تتنهد
بألم"، وكانت بتستخدم لوصف شخص مضغوط تحت حمل تقيل.
هوشع 4: 3 بيأكد
الكلام ده:
"علشان كده الأرض
حزينة، وكل اللي عايشين فيها بيعانوا، وحتى وحوش البرية وطيور السماء، وأسماك
البحر بتندثر."
3- استنى بالأمل
والصبر وانت بتئن من جواك
مش بس الخليقة اللي
بتئن، المسيحيين كمان بيئنوا. لما تكون مضغوط أو متضايق، بتعمل صوت إزاي؟ بتتنهد؟
بتطلع نفس عميق؟ بتصرخ؟ ولا بتئن؟ تعالوا نئن سوا!
إخوتي وأخواتي، خدوا
تعزية. لما بتئن، ربنا سامع أنينك. اسمع خروج 2: 23-25:
"في تلك الأيام
مات ملك مصر، وكان شعب إسرائيل يئن بسبب العبودية ويصرخ طلبًا للمساعدة. صراخهم
للاستنجاد بالحرية وصل إلى الله، فسمع الله أنينهم، وتذكر عهده مع إبراهيم وإسحاق
ويعقوب. ورأى الله شعب إسرائيل—وعرف معاناتهم."
حسب رومية 8: 23، إحنا
عارفين إن العالم ده مش النهاية لأن إحنا لسه ما وصلناش لبيتنا الحقيقي:
"مش بس الخليقة،
إحنا كمان اللي عندنا باكورة الروح، بنئن في الداخل وإحنا مستنيين التبني كأبناء،
فداء أجسادنا."
المؤمنين اتمنحوا
باكورة الروح، بمعنى إن ربنا أعطانا عربون الفداء الكامل اللي جاي. في العهد
القديم، الباكورة كانت أول جزء من المحصول بيتقدم بإيمان انتظارًا للحصاد الأكبر.
في 2 كورنثوس 5:5 مكتوب:
"الله أعطانا
الروح كضمان."
كلمة
"التبني" كان ليها معنيين: الأول، انتقال اليتيم لعيلة جديدة بكل الحقوق
والمزايا، والثاني، إعلان رسمي في المجتمع الروماني بأن الطفل أصبح وريث كامل. ده
بيرمز للحظة اللي هنقف فيها مع الرب في السماء، وهو هيقدمنا كأولاده!
في الوقت الحالي، إحنا
بنتأن ونتوجع من جوه وإحنا مستنيين التبني الكامل وفداء أجسادنا. ده بيتوضح في 2
كورنثوس 5: 2-4:
"لأننا في هذا
الخيمة نئن، مشتاقين نلبس المسكن السماوي... ولما نكون في هذه الخيمة، بنتأن لأننا
مثقلين."
في الدنيا حاجات كتير
بشعة بتخلينا نئن. الأنين ده هو رد فعل عميق وقوي على الخطية والمعاناة، وأحيانًا
مفيش كلام يوصفه.
فيه حاجتين حصلوا
خلوني أئن بقوة:
- في افتتاح دورة
ألعاب الكومنولث في إنجلترا، دخلوا مجسم ضخم لثور آلي بعيون حمرا، والناس اجتمعوا
حواليه وانحنوا لعبادته. ده فكرني بعبادة البعل في العهد القديم، اللي كان بيتصور
في شكل ثور.
- سمعت قصة على Moody Radio عن وحدة بتقول إن الإجهاض مقدس، وبتشرح إزاي
الواحد يبني مذبح لرفات الأجنة كجزء من الطقوس! ده شيء مرعب، وبيفكرني بالإله
القديم "مولك" اللي كان بيتطلب تقديم الأطفال كذبائح.
كل الحاجات دي بتخلينا
نئن، مش كده؟ والموضوع مش بس في العالم حوالينا، لكنه جوه قلوبنا كمان—الضعف
والفساد اللي بيخلينا نحس بالرغبة في الصراخ. رغم إن الموضوع غريب، لكن الأنين هو
علامة مميزة للمؤمنين وللخليقة كلها. إحنا بنتوجع وبنئن، لكن عندنا رجاء في اللي
جاي، لأن الأنين هو المدخل للمجد. الوجع اللي بييجي من بشاعة الخطية وكبر المعاناة
المفروض يخلق فينا شوق للمجد، زي ما مكتوب في رومية 8: 23:
"إحنا كمان اللي
عندنا باكورة الروح، بنئن في الداخل وإحنا مستنيين التبني كأبناء، فداء
أجسادنا."
للمؤمن، الأنين في
الآخر هيتبدل بالمجد.
فيه قسيس قال إن
النظرة المسيحية للمعاناة بتتلخص في: "أيوه، الوضع وحش، بس مش هيستمر للأبد.
أيوه، صعب، بس مش دي النهاية. مش ده آخر فصل. أيوه، بنتألم، لكن الله قرر إن الألم
مؤقت، وشيء أفضل مستنيك."
كلمة
"الرجاء" اتكررت خمس مرات في رومية 8: 24-25: "في هذا الرجاء
خلصنا. لكن الرجاء اللي بيتشاف مش رجاء. لأن مين يأمل في اللي شايفه؟ لكن لو بنأمل
في حاجة مش شايفينها، بننتظرها بصبر."
لما بنئن، الله بيشتغل
فينا علشان ينمي فينا الرجاء والصبر.
الرجاء في الكتاب
المقدس مختلف تمامًا عن معناه في الثقافة العامة، اللي بتشوف الرجاء كأنه
"أنا أتمنى" أو "أنا عاوز". لكن في الكتاب المقدس، الرجاء هو
يقين ثابت بناءً على وعود الله. مزمور 71: 5 بيقول: "لأنك أنت، يا رب،
رجائي."
كولوسي 1: 27 بيأكد
المصدر الحقيقي للرجاء: "المسيح فيكم، رجاء المجد."
الرجاء هو الثقة
الراسخة إن الله هيحقق كل وعوده، والصبر هو القدرة على احتمال الألم والمشاكل
لأننا في طريقنا للسماء.
من 1 كورنثوس 16: 13-14:
"كونوا يقظين،
اثبتوا في الإيمان، تصرفوا كرِجال، كونوا أقوياء. خلّي كل حاجة تعملوها تكون
بمحبة."
ممكن نلخص الآية دي في
شوية عبارات قصيرة:
1- اصحى
2- اثبت
3- كن رجلاً
4- انضج
5- حب بعمق
فيه مشكلة واضحة عند
بعض الرجال—التعلق بالخيال والفانتازيا بدل ما يكون ليهم إيمان حقيقي وثابت. في 2
كورنثوس 4: 18 بيقول:
"إِذْ نَحْنُ لَا
نَنْظُرُ إِلَى مَا يُرَى، بَلْ إِلَى مَا لَا يُرَى، لِأَنَّ مَا يُرَى
وَقْتِيٌّ، وَأَمَّا مَا لَا يُرَى فَأَبَدِيٌّ."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق