سواق شاحنة دخل مطعم شغال طول الليل عشان ياكل.
الجرسونة لسه كانت جايبة له الأكل، وفجأة دخلوا ٣ شباب راكبين هارلي، ماشيين بثقة
كأنهم ملوك المكان. واحد منهم خد البرجر بتاعه، والتاني خد حفنة من البطاطس،
والتالت رفع الكوباية وشرب قهوته.
السواق فضل هادي جدًا، قام من على الطاولة بكل
هدوء، خد الفاتورة، مشي ناحية الكاشير، دفع الفلوس، وخرج من المطعم. الجرسونة بصت
عليه وهو بيقود الشاحنة بعيد في الليل.
بعد شوية، واحد من الشباب قال لها:
"الراجل ده مش قوي أوي، صح؟" ردت عليه وقالت: "هو مش سواق شاطر
كمان... لسه دايس على ٣ موتوسيكلات في الجراج!"
لما نيجي نتكلم عن رابع ثمرة من ثمار الروح، لازم أعترف إن دي أكتر
حاجة بتواجهني صعوبة فيها. عدم الصبر عندي ملوش حدود—أنا بطبيعتي شخص سريع الحركة،
وبتضايق لما الأمور بتاخد وقت طويل. ولما ببص لجوايا وأراجع حياتي، بلاقي إن معظم أخطائي
مرتبطة بقلة الصبر. صحيح مش بدوس على الموتوسيكلات، لكن ساعات بتمنى لو أقدر!
النهاردة هنكتشف إن طريق عدم الصبر بيؤدي دايمًا لكارثة روحية.
كل ثمرة للروح القدس مرتبطة بالثمار التانية. الشخص اللي بيعيش في
سلام حقيقي هو الوحيد اللي يقدر يظهر صبر حقيقي. وبنفس الطريقة، الصبر شرط أساسي
عشان نقدر نحقق السلام.
"وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ
مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلَامٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلَاحٌ، إِيمَانٌ،
وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ". غلا5: 22- 23
ثمار الروح مش ممكن تيجي غير من عمل الروح
القدس في حياتنا. هو المصدر الوحيد للصبر، لأنه إله كل صبر. بس لما نكون ممتلئين
بالروح ومتصلين بالكرمة، نقدر نعرف ونختبر صبره الحقيقي. زي ما مش بنقدر نصنع
المحبة أو الفرح أو السلام بنفسنا، أكيد مش هنقدر ندّعي إن عندنا صبر لو مش موجود
جوانا.
تعريف كتابي للصبر:
"الصبر هو تحمل هادئ مبني على اليقين إن
ربنا مسيطر على كل حاجة."
لكن الصبر مش سهل، صح؟ فيه سببين أساسيين ليه
بقى نادر جدًا في الزمن ده:
1-ضد
طبيعتنا البشرية – الإنسان بطبيعته مستعجل، وعايز كل حاجة تحصل فورًا.
2-ضد
ثقافتنا – المجتمع بيشجع السرعة والإنجاز الفوري، وده بيخلي الصبر أصعب.
١. ضد الطبيعة البشرية
من أول لحظة بنتولد فيها، واحنا عايزين كل حاجة
تحصل فورًا. لما طفل صغير يصحى بالليل وهو جعان، مش بيقعد يفكر: **"أنا عارف
إن ماما وبابا تعبانين، فهستنى لحد الفطار."** لا، الطفل **بيعيط بعصبية**
لحد ما ياخد الاهتمام اللي محتاجه. **وكتير مننا لسه زي الطفل ده، مع اختلاف السن
بس!**
٢. ضد ثقافتنا
لو سافرت لدول تانية، هتلاحظ إن **الأمريكان
دايمًا مستعجلين ومتوترين**. ده بيفكرني بقصة **الراجل اللي عربيته عطلت وسط زحمة
المرور**، بالضبط **وقت ما الإشارة قلبت أخضر**. وهو بيحاول يشغل العربية بسرعة،
**بدأ يسمع كورال من الكلاكسات ووشوش غاضبة حواليه**. في الآخر، **نزل من العربية،
راح للسواق اللي وراه، وقال له:
"أنا آسف، بس مش قادر امشي العربية لان
الإشارة واقفة. لو تحب تروح تجرب بنفسك، أنا هفضل هنا وأدوس على الكلاكس
مكانك!"
مش سهل علينا إننا نقعد مستنيين من غير ما
نتحرك، صح؟ جون بايبر، راعي كنيسة بيت لحم المعمدانية في سانت بول، مينيسوتا،
بيقول إن عدم الصبر هو شكل من أشكال عدم الإيمان. ده الإحساس اللي بيبدأ يظهر لما
نشك في حكمة توقيت ربنا أو صلاح قيادته.
كأننا قاعدين ورا عجلة القيادة، لكن مش بنروح
لأي مكان. والنتيجة؟ الغضب بيبدأ يتراكم، وأحيانًا بينفجر زي شظايا، ويسيب آثار
تدمير في علاقاتنا.
المعركة مع عدم الصبر ممكن تشتعل في أي
وقت—وأنت واقف في طابور السوبر ماركت، أو لما تواجه مشكلة صحية، أو ضغط في الشغل،
أو حتى توتر في العيلة.
عندنا قرارين مهمين ناخدهم:
1-نقدر نختار إننا ننتظر ربنا في المكان اللي إحنا فيه… وما نستسلمش.
بدل ما نهرب، ربنا عايز يستخدم غرفة الانتظار بتاعته عشان يبنينا ويقوينا.
2-نقدر نقرر إننا نمشي بسرعة ربنا… وما
نستعجلش. بدل ما نكون متهورين أو مندفعين ونحاول ناخد الأمور بإيدينا، ثمرة الصبر
بتساعدنا نثق في توقيت ربنا.
المفتاح الحقيقي للصبر؟
تمسك بربنا… وبطّل استعجال!
لوقا 21: 19 بيقول: "بثباتكم تقتنون
أنفسكم." الصبر في عمل الخير هو ثمرة الإيمان، وعدم الصبر هو الوجه القبيح
لعدم الإيمان.
مزمور 130: 5-6 بيورينا العلاقة بين وعود الله
وصبر المؤمن: "أَنْتَظِرُ ٱلرَّبَّ، نَفْسِي تَنْتَظِرُ، وَبِكَلِمَتِهِ
أَرْجُو. نَفْسِي لِلرَّبِّ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُرَاقِبِينَ إِلَى ٱلصَّبَاحِ، أَكْثَرَ
مِنَ ٱلْمُرَاقِبِينَ إِلَى ٱلصَّبَاحِ."
انتظار الرب في العهد القديم هو الطريقة اللي
بتوصف عكس عدم الصبر. ده بيختلف عن الاستسلام، وكمان مش معناه إننا نسرّع الأمور.
لما ننتظر الرب، ما نهربش منه، وما نحاولش نسبق
خطته. نفضل في المكان اللي هو عايزنا فيه لما يقول "ابقَ"، ونتحرك
بالسرعة اللي هو محددها لما يقول "امشي".
لما نكون مستنيين ومش عارفين نعمل إيه، داود
النبي كاتب المزامير (الزابور) بيلاقي الأمل في كلمة ربنا. لما نحط أملنا في كلمة
الله، هنلاقي الصبر بيكبر جوانا. عمليًا، بننمي الصبر لما نتمسك بوعود الكتاب
المقدس. لو حسيت إنك عايز تستسلم، أو عايز تاخد الموضوع بإيدك، امسك في الأمل اللي
بييجي من الكتاب المقدس—اقراه، احفظ آيات منه، اكتب آية وتأمل فيها.
اسمع كلام رومية 15: 4 في الترجمة التفسيرية:
"كل الأمور اللي اتكتبت في الكتب المقدسة من زمان، اتكتبت علشان تعلمنا الصبر
وتشجعنا..."
لازم نستنى الرب أكتر من "الحراس اللي
بيستنوا الفجر..." (مزمور 130: 6). في العصور الكتابية، الحراس كانوا بيحرسوا
المدينة طول الليل، يراقبوا أي عدو ممكن يهجم. كانوا دايماً منتبهين ومطيعين،
مستنيين الصبح بفارغ الصبر علشان يرتاحوا ويناموا. الحارس مقدرش يتحكم في طلوع
الشمس، ولا يسرّع العملية. كان فاهم الفرق بين شغله وشغل ربنا. ممكن يكون صعب إننا
نستنى الرب، لكن الأصعب إننا نتمنى لو كنا استنينا.
لو حاسس دلوقتي إنك عايز تستسلم أو تمشي قدام
من غير الرب، خلينا نبص على مثل من تاريخ شعب إسرائيل. نقدر نتعلم من أخطائهم.
افتح الكتاب المقدس واقرأ إشعياء 30.
في زمن إشعياء، كانت أشور تهدد إسرائيل بقوة،
وشعب الله كان عايش في خوف من الأمة العظيمة دي. واحد من أدوار إشعياء كان يساعدهم
إنهم يتصرفوا بشكل صحيح. لكن في مرة، إسرائيل استعجلت جدًا، بدل ما يستنوا الرب،
خدوا الأمور في إيديهم. بدل ما يرتاحوا، جريوا.
شوف الآيات 1-2: **"ويلٌ للأولاد
العنيدين"، يقول الرب، "للذين ينفذون خططًا ليست مني، ويعملون تحالفات
بدون روحي، مكدّسين خطية فوق خطية؛ الذين ينزلون إلى مصر بدون استشارتي، الذين
يبحثون عن حماية فرعون، عن ظل مصر ليحتموا فيه."** بسبب نفاد صبرهم، شعب الله
قرروا يتحركوا من نفسهم. ونتيجة لذلك، وصفهم الله بأنهم أطفال عنيدين لأنهم لم يثقوا
في الروح القدس، ووصف عدم صبرهم بأنه **"تكديس للخطية فوق الخطية."**
إحنا بنعمل حاجات زي كده طول الوقت، مش كده؟
بنستنى شوية وبعدين بنجري قبل الأوان. المفتاح هنا هو **"بدون
استشارتي."** ده وصف دقيق للجانب المتسرع من قلة الصبر. إحنا مش بنحب ننتظر
علشان نعمل اللي بنشوفه صح، وبدل ما نستشير الرب، بنعمل حساباتنا ونخطط على
طريقتنا. الرب بيحذرهم إن استعجالهم هيكون له عواقب سيئة، في الآية 3: **"لكن
حماية فرعون ستكون لخزيكم، وظل مصر سيجلب لكم العار."**
عارف إن تكلفة تخطي الإشارات الحمراء سنوياً،
بما فيها الفواتير الطبية وإصلاح العربيات، بتوصل لـ7 مليار دولار؟ ومع كل
الاستعجال ده، الوقت اللي بيتم توفيره لما حد يكسر الإشارة الحمراء مش بيعدي 50
ثانية بس!
مش دايماً بيكون في فايدة من تخطي إشارات
الوقوف اللي ربنا بيحطها في حياتنا. لما تتحرك في وقت ربنا بيقولك فيه "اقعد
واستنى"، النتيجة غالباً بتكون خسائر ومشاكل. إسرائيل نفسها تعلمت الدرس ده
بالطريقة الصعبة.
في مواقف زي دي، نقدر نتعلم دروس مهمة تفيدنا
في حياتنا:
الثقة في توقيت ربنا – ساعات بنبقى مستعجلين
ونفكر إننا فاهمين الصح، لكن الحقيقة إن توقيت ربنا دايماً الأحسن.
استشارة ربنا قبل ما نتحرك – زي ما إسرائيل
استعجلت ومش استشارت الله، إحنا كمان ممكن نقع في نفس الغلط لو خدنا قرارات بدون
الرجوع ليه.
متتكلش على الحلول البشرية – إسرائيل راحت لمصر
علشان الحماية، لكن دا جاب لهم الخزي والعار. الأمان الحقيقي بييجي من ربنا مش من
البشر.
الصبر بيجيب البركة – ربنا بيبارك اللي بيستنوه
وبيثقوا في حكمته، حتى لو الدنيا شكلها مش واضحة.
نتعلم من أخطاء غيرنا – لما نشوف إزاي شعب الله
غلط في الماضي، نقدر نتجنب الوقوع في نفس الفخ ونكون أكثر حكمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق