أوريجينوس
تأملات أوريجينوس
بتشكّل مرحلة مهمة في تاريخ عقيدة الثالوث، وعشان كده، هنفحصها لوحدها.
أوريجينوس كمل من
النقطة اللي سابنا فيها سابقيه الحذرين والعمليّين زي ترتليان وإيرينيوس؛ بس لما
حاول يشرح العقيدة بطريقة تأملية، واللي مأوفتش البيانات الكتابية حقها في الفحص
والتجميع، هو كده حط الأساس لأخطاء جوهرية، استغرقت قرن كامل من النقاش علشان يتم
اكتشافها بشكل واضح، والتحذير منها صراحة، وإدانتها.
أوريجينوس تمسّك بفكرة
البنوة، اللي شكّلت وجهات نظر سابقيه، واللي لازم نعترف إنها فكرة بتتكرر أكتر في
العهد الجديد من فكرة الـ Logos، وبحماس شديد. الفكرة دي خلتّه يدخل في
مناقشة عقيدة الولادة الأزلية للشخص التاني في الثالوث، واللي بعد كده اتعلّمت
بشكل رسمي في قانون نيقية، واللي بتدخل في بناء عقيدة الثالوث بأعمق شكل ممكن.
بالنسبة للموقف العام
لأوريجينوس عن الثالوث، فالموضوع محسوم ومفيهوش شك إنه فعلاً كان مهتم بصدق إنه
يقدّم شرح أرثوذكسي لعقيدة الثالوث، زي ما اتذكرت في قانون الإيمان الرسولي. هو
كان أذكى وأقوى خصم واجه المونارخية (الإيمان بأقنوم واحد) في عصره، وإحنا بالفعل
أشرنا قبل كده إنه بمنطقه وعلمه قدر يخلّي بريل يتراجع عن موقفه الباتريباسياني
(عقيدة مؤلمي الآب).
وفي نفس الوقت، كان
دايمًا مستعد يخوض المهمة الصعبة وهي التوفيق بين الآراء المتعارضة، وخصوصًا إنه
يكتشف ويعترف بجزء الحقيقة الموجود وسط كمّ كبير من البدع، علشان يحاول يصالح
الغلطان ويقرّبه للموقف الأرثوذكسي الأعلى، اللي الحقيقة فيه بتظهر كاملة من غير
خلط أفكار غريبة أو متناقضة.
أوريجينوس كان من
النوع المغامر والمجتهد من اللاهوتيين، اللي بيحاولوا يعملوا أكتر من اللي بينجحوا
فيه، ويمكن أكتر كمان من اللي العقل البشري أصلاً يقدر عليه. في كل مناقشاته –
وحياته كلها كانت مناقشة – كان شكله بيتحرّك من دافع لاهوتي واحد وثابت، وهو إنه
يقدّم نظام العقائد الكنسي على إنه الحل، مش بس لكل المشاكل اللي بتضغط على عقل
الإنسان بشكل عام، لكن كمان لكل الشكوك والصعوبات والغلطات اللي في البدع نفسها.
هو اجتهد بذكاء غير
عادي وبكم هائل من المعرفة، خلاه أعظم شخص في القرن اللي عاش فيه، علشان يورّي
للمبتدع إن الذرات المبعثرة من الحقيقة في فهمه الناقص تمامًا للمسيحية، موجودة
بشكل أوفر في النظام الأرثوذكسي، وكمان، وده الأهم، بنسب أدق وروابط أوضح؛ وإنه
مفيش غير في الإيمان المشترك للكنيسة، بيظهر النظام الموحد والمتكامل اللي الحقيقة
فيه بتتطوّر في كل الاتجاهات الصحيحة، من غير ما أي عنصر فيها يتم تضخيمه أو
تشويهه لدرجة إنه ياخد مكان الكل.
إن أوريجينوس ما نجحش
في المسعى العظيم والنبيل ده واضح من إن الطرفين اعتبروه سلطة بترجع ليهم.[1]
أريوس أصرّ إن عقيدة الولادة الأزلية للابن، اللي أوريجينوس كان بيدافع عنها
بحماسة، لما تتشرح بالكامل، بتحتوي جواها على العقيدة الأساسية في فكرته هو – يعني
إن الابن محدود ومخلوق. أما خصوم أريوس، فقالوا إن أوريجينوس كان يقصد، زي بالضبط
اللاهوتيين بتوع مجمع نيقية اللي برضه دافعوا عن عقيدة الولادة الأزلية، إنه يفرّق
بين الولادة والخلق بطريقة تحافظ على ألوهية الابن الحقيقية والسليمة؛ وإن حتى لو
ما نجحش بالكامل، فالنية تتحسب كأنها عمل. أثناسيوس نسب لأوريجينوس إنه بيعلّم نفس
العقيدة اللي هو نفسه بيدافع عنها.[2]
بس هنلاقي إن فيه فرق واضح ما بين تعريف أثناسيوس وتعريف أوريجينوس لـ
"الولادة الأزلية"؛ وده فرق مهم جدًا في تاريخ عقيدة الثالوث.
علشان نقدر نقيم فكرة
أوريجينوس بشكل عادل، لازم نفهم هو بدأ منين، وكان شايف الموضوع كله من أي زاوية.
وبما إن المونارخية، وإنكار وجود الأقانيم، كانت شكل الغلط اللي كانت العقيدة
الكاثوليكية عن الثالوث معرضة له في وقت أوريجينوس، فكان طبيعي إن التعاليم بتاعته
تتشكل من محاولته إنه يرد على الكلام ده، ويحمي العقيدة منه.
المونارخية، أو
الباتريباسيانية، كانت بتأكد على الوحدة، وبتنكر وجود الثالوث في الجوهر الإلهي.
علشان كده، التمييز بين الأقانيم في طبيعة الله كان الجانب اللي هيكون أكتر
تركيزًا عليه من أي حد بيعارض المونارخية. فالمجهود الكبير لأوريجينوس كان إنه
يدافع عن الشخصية الحقيقية لكل من الآب والابن، وعن الطابع الأقنومي الحقيقي لكل
واحد فيهم، ضد فكرة الخلط اللي بتخلي العقل يعتقد إن فيه شخص إلهي واحد بس.
هو كان هدفه يبيّن إن
الابن هو أقنوم حقيقي ومميز زي الآب تمامًا، وإن الضمائر الشخصية تنطبق على
الاتنين بنفس الدقة. وفي النقطة دي، هو عمل تقدم واضح عن أفكار معلمه كليمنضس
الإسكندري، وعن المدرسة دي عمومًا، لأنه فصل بوضوح أكبر بين تلات أقانيم—وده تعبير
ماكانش اتستخدم قبل كده[3]—ورفض
تمامًا أي محاولة لربط اللوغوس بالآب كأنه مجرد قوة طالعة منه، وبتشتغل في المسيح
زي الروح القدس ما بيشتغل في المؤمن.
أما عند كليمنضس، فحتى
وإن ذكر التمييز الأقنومي، إلا إنه ماكانش حاد ولا قوي فيه، لدرجة إن اللوغوس، زي
ما هو موجود عند يوستينوس الشهيد، كان ممكن يفلت ويتحول لفكرة "العقل
الكوني".[4] لكن
أوريجينوس ماكانش راضي بأي غموض في الجانب ده من عقيدة الثالوث، وأعلن بشكل حاسم
إن الآب والابن هما أقنومين حقيقيين، أو كيانات شخصية.
لكن إزاي يتم الحفاظ
على وحدة الجوهر الإلهي جنبًا إلى جنب مع التمييز الثلاثي ده، كانت مسألة لازم
يترد عليها. والمحاولة للرد عليها دخلت عيب جوهري في بناء أوريجينوس لعقيدة
الثالوث. وهو بيعارض المونارخية اللي كانت مركّزة بشكل مبالغ فيه على وحدة الجوهر
الإلهي، أوريجينوس، ورغم إنه عمل شغل مهم في اللاهوت المسيحي الخاص بعقيدة
الثالوث، من خلال تأسيس وتثبيت فكرة التمايز الأقنومي، إلا إنه في نفس الوقت،
وبسبب عدم كفاية تصريحاته، حط الأساس لبدعة أريوس اللي بتقول إن الابن مخلوق من
الله مش مولود منه أزليًا.
أوريجينوس حاول يوفّق
بين عقيدة تلات أشخاص، وبين عقيدة جوهر واحد، عن طريق استخدام فكرة "الولادة
الأزلية"، اللي مستوحاة من لقب "الابن"، واللي بيستخدم بشكل كبير
في العهد الجديد علشان يحدد التمييز التاني في الثالوث. وهو بيعمل كده، اتبع نفس
الطريقة اللي اتبعها اللاهوتيين بتوع نيقية. لكن على عكسهم، هو عرّف العبارة دي
بطريقة بتعلّم خضوع الأقنوم التاني للأقنوم الأول من حيث الجوهر.
هو شرح وجهة نظره
بالشكل التالي: ضروري، حسب كلامه، نميّز بين θεὸς وὁ θεὸς. الآب لوحده هو ὁ θεὸς؛ والابن هو θεὸς. يعني الابن مش إله بالمعنى الأساسي والمطلق؛ وعشان كده الرسول
يوحنا ما استخدمش أداة التعريف (John 1:1) لما سمّى
اللوغوس إله، لكنه استخدمها لما اتكلم عن الله المطلق في نفس الآية.[5]
الابن ما بيشاركش في
الجوهر الذاتي لللاهوت، وعشان كده ما يصحش نقول عليه إنه من نفس الجوهر (ὁμοούσιος) مع الآب. هو إله بس من خلال اتصال بدرجة أو نوع تاني من
الألوهية، اللي ممكن تتسمى θεὸς، لكن مش ὁ θεὸς.
الأقنوم الأول في
الثالوث هو الوحيد اللي بيملك الجوهر المطلق والأبدي للاهوت. الولادة الأزلية ما
بتنقلش الجوهر ده للأقنوم التاني. اللي بينتقل من الآب للابن في الولادة الأزلية
هو من جوهر مختلف عن جوهر الآب[6]
— ἕτερος κατʼ ὀυσίαν καὶ ὑποκείμενον
ἐστίν ὁ ὕιος τοῦ πατρός.
وعلشان كده، أوريجينوس
ساعات كان بيسمّي الابن θεός
δεύτερος.[7] هو ممكن يطلق على الابن αὐτοσοφία، αὐτοαλήθεια، وغيره، لكنه ما بيسميهوش αὐτόθεος. الله، الآب
اللي هو مصدر الحق، أعظم من الحق نفسه؛ والله، الآب اللي هو مصدر الحكمة، أعظم من
الحكمة نفسها.
شوية اقتباسات هتوضح
طريقة تفكير أوريجينوس بخصوص التمييز ده، اللي كان أساسي جدًا في نظريته، واللي
سبب مشاكل كبيرة لفكرة المساواة بين الأقنوم التاني والأول:
"Αὐτόθεος يعني الله بذاته، الله اللي بييجي مع أداة التعريف. علشان كده، المخلّص في صلاته للآب بيقول: ‘لكي يعرفوك، أنت الإله الحقيقي وحدك.’ أما اللي بيتألّه (deificatum) بجانب أو فوق اللي بيتسمى αὐτόθεος أو الله بذاته، وده عن طريق المشاركة والاتحاد بالألوهية دي، فمش المفروض يتسمى الله باستخدام أداة التعريف، لكن يُعتبر إله بدون أداة تعريف؛ والتسمية الأخيرة دي بتخص البِكر من كل خليقة، لأنه بما إنه أول واحد جذب الألوهية ليه، فهو أكرم من باقي الآلهة اللي موجودين غيره؛ زي ما اتقال: ‘الله، رب الآلهة، تكلم ودعا الأرض.’ "[8]
"هو [يسوع] إحنا بنؤكّد إنه ابن الله، من الله، اللي (لو استخدمنا عبارة كيلسوس) إحنا بنعبده بأقصى درجة (magnopere)؛ وابنه إحنا بنعترف إنه ارتفع (auctum) من الآب بأعظم درجات المجد. نتفق إنه فيه ناس، وده متوقع وسط العدد الكبير من المؤمنين، بيختلفوا عن الباقيين، وبيقولوا بتهور إن المخلّص نفسه هو الله، رب الكون كله: إحنا بصراحة مش بنقول كده، لأننا بنصدق المخلّص نفسه لما قال: ‘أبي أعظم مني.’ وعلشان كده، إحنا ما بنخليش اللي بنسمّيه الآب تابع لابن الله، زي ما كيلسوس ادّعى غلط... لأننا بوضوح بنعلّم إن الابن الخالق اللي شكّل العالم المحسوس ده مش أقوى من الآب، لكنه أقل منه. إحنا بنقول الكلام ده على لسان الابن نفسه، اللي قال: ‘الآب اللي أرسلني أعظم مني.’ ومفيش واحد فينا عاقل يقول إن ابن الإنسان هو رب الله. لكن في نفس الوقت، إحنا بننسب له سلطان إلهي (imperium) باعتباره الكلمة، والحكمة، والعدل، والحق الخاص بالله، في مواجهة أي حد يشك فيه تحت المسميات دي، بس مش ضد الله، الآب القادر على كل شيء."[9]
في نفس الوقت،
أوريجينوس أنكر إن الابن مخلوق. في رسالته ضد كيلسوس، هو بيقول إن الأقنوم التاني
في الثالوث ما ينفعش يتعدّ من ضمن الـ γενητά، أو
الكائنات المخلوقة، لكن:
"هو من طبيعة وسط بين طبيعة غير المخلوق، وطبيعة كل المخلوقات"[10] — μεταξὺ τὴν τοῦ ἀγενήτου καὶ τῆς τῶν γενητῶν πάντων φύσεως.
وبوضعه ده، هو أعلى من
كل الكائنات، من أقل رتبة لأعلى رتبة. لأن أوريجينوس كان بيؤمن بوجود:
"عالم الأرواح، اللي بما إنهم قريبين من الجوهر الإلهي المطلق بطبيعتهم، فهم من خلال الاتحاد بيه اتألّهوا، وارتفعوا فوق حدود الوجود المحدود. وبفضل الحياة الإلهية دي، الأرواح الأعلى فيهم ممكن يتسمّوا بشكل ما كائنات إلهية، آلهة."[11]
الفرق بين الابن وبين
الكون المخلوق هو إن الابن بياخد ألوهيته (الثانوية) مباشرة من الجوهر الإلهي
المطلق (ὁ θεὸς)، في حين إن الكون المخلوق،
بما فيه أعلى الأرواح السماوية أو "الآلهة"، بياخد وجوده بشكل غير مباشر
من الآب، عن طريق الابن، والآب هو المصدر الأول والسبب لكل شيء.[12]
اللوغوس هو الخالق
للكون، في نظرية أوريجينوس، لأنه استنادًا لكلام المسيح، الآب الإلهي أعطى للابن
الإلهي إنه "يكون له الحياة في ذاته"، واللي عنده حياة في ذاته، يقدر
يخلق.[13]
تعليقات على فكر أوريجينوس عن الثالوث
1. في التفرقة بين ὁ θεὸς و θεὸς، بيظهر أول
خلل في بناء أوريجينوس لعقيدة الثالوث. فيه محاولة للإبقاء على نوعين من الألوهية؛
ومحاولة لتأسيس درجتين من الوجود الإلهي. الفكرة دي عن الألوهية، اللي هي أبسط
وأعمق فكرة في نفس الوقت، بقت فكرة معقدة، بحيث تضم أنواع تحت فئة عامة. الفرق بين
المحدود وغير المحدود اتلغى؛ فبقى فيه درجات وتسلسل في الوجود داخل نطاق اللا
نهائي والأبدي، زي ما هو موجود في النطاق المحدود والزمني.
بدل ما يسيب مفهوم
الألوهية في صورته النقية وغير المختلطة زي ما بيعمل التوحيد الحقيقي، أوريجينوس –
من غير قصد – دخل مفهوم وثني عن الألوهية جوه التفكير المسيحي. الألوهية، في
نظامه، زي الوثنية، عبارة عن درجات. الآب عنده الألوهية بدرجة أعلى من اللوغوس؛
وطبيعة اللوغوس نفسها أعلى من الطبيعة اللي تخص سلسلة الكائنات السماوية الأقل.[14]
الفجوة بين المحدود وغير المحدود اتملت بسلسلة لا نهائية من الكائنات الوسيطة؛
ولما بنخضع النظام ده لفحص منطقي صارم، بنلاقي إنه مش مختلف في النوع عن نظام
الانبثاق الوثني نفسه.
2. العيب التاني في
بناء أوريجينوس لعقيدة الثالوث هو فكرة إن ولادة الابن جاية من إرادة الآب. فيه
خلاف بين الكتّاب حوالين هل أوريجينوس فعلاً اتبنى الرأي ده؛ بس الرأي السائد بيؤيد
إنه فعلًا قال كده. نياندر بيعلّق إن أوريجينوس "أكد إننا ماينفعش نفكر في
الولادة الإلهية للابن على إنها ضرورة طبيعية، لكن، زي الخلق، لازم نفكر فيها على
إنها فعل نابع من الإرادة الإلهية؛ بس هو أكيد استبعد فيها أي تسلسل زمني للحظات
المختلفة. ومن وجهة النظر دي، أوريجينوس رفض بشدة فكرة إن ولادة الابن جاية من
جوهر الآب."[15]
نياندر بيشوف إن عقيدة
وحدة الجوهر بين الابن والآب كانت من خصائص اللاهوت الغربي، وإن نظرية الخضوع،
اللي كانت بتنكر وحدة الجوهر وبتكتفي بالمساواة في الجوهر،[16]
كانت خاصة باللاهوت الشرقي، وإن كتابات أوريجينوس كانت المصدر الأساسي للفكرة دي.
ريتر بيعتقد إن
أوريجينوس كان شايف الولادة جاية من إرادة الآب، بس برضو من جوهره.
باور شايف إن
أوريجينوس كان متردد ما بين فكرة الولادة من جوهر الله، وفكرة الولادة من إرادة
الله — ورأيه ده له ما يدعمه فعلاً، من خلال التصريحات المتضاربة اللي صدرت من
عقلية بتحاول دايمًا توفق بين الآراء المتضادة، وتجمع التصريحات الجزئية في نظام
لاهوتي شامل.
ماير موافق نياندر في
رأيه؛ لكن دورنر خالف كل الآراء دي، ومن خلال تحليل دقيق لمواقف أوريجينوس، وتحديد
ذكي للفروق الدقيقة، حاول يثبت إن أوريجينوس ما كانش بيعتقد إن وجود الأقنوم
التاني بيعتمد على إرادة الأقنوم الأول. ومع كده، بعد كل التحليل اللي عمله، دورنر
اعترف إن خطة أوريجينوس فعليًا بتخلي الآب هو الـ Monad — مش مجرد واحد من التلات أقانيم، لكن اللاهوت
نفسه في صورته الأصلية والمطلقة، واللي بالنسبة لها، الأقنوم التاني والتالت ليهم
وجود نسبي بس.
ولما قارن دورنر آراء
أوريجينوس بآراء جماعة نصف الأريوسيين بعد كده، واللي بدون شك استمدوا جزء كبير من
أفكارهم من كتاباته، اعترف إن زي ما الجماعة دي اعتبروا الآب أكتر من مجرد أٌقنوم
في الثالوث — وده بلُغتهم ῥίζα πάσης θεότητος — فكمان أوريجينوس اعتبر الآب وحده هو πηγὴ πάσης θεότητος، بينما الابن هو πηγὴ θεότητος بس للعالم، أو الخليقة.[17]
الدليل الحاسم إن
أوريجينوس ما كانش شايف بشكل واضح، ولا أعلن بثبات عقيدة الثالوث الداخلي، خصوصًا
فيما يخص ألوهية الأقنوم التاني، بيظهر من موقفه الرافض للفكرة الأساسية اللي
بتقول إن الابن من نفس الجوهر، ὁμοούσιος، مع الآب.[18]
صحيح فعلاً إنه عارض
فكرة وحدة الجوهر بين الآب والابن، بشكل أساسي لأنه اعتبرها سابيليانية، ومش
متوافقة مع التمييز الأقنومي في الذات الإلهية؛ لكن كان من واجب اللاهوتي المتخصص،
زي ما هي دايمًا مشكلة اللاهوت المنهجي، إنه يتجاوز الافتراض الخاطئ ده، ويبيّن
التناسق المنطقي بين التمايزات الأقنومية التلاتة في جوهر واحد ومتحد.
وعلشان كده، لازم نحط
اعتبار كافي للدافع اللي خلّى أوريجينوس يعارض العقيدة الكاثوليكية في وحدة الجوهر
بين الابن والآب، لكن القيم العلمية ليه لازم تتقاس بالنتايج اللي فعلاً وصل لها،
وبالتقييم النقدي اللي اتوجه لآراؤه لما العقيدة المعلنة بدأت تتطور وتتبلور.
آراء أوريجينوس بخصوص
الأقنوم التالت في الثالوث كانت أبعد بكتير عن النمط الكاثوليكي للعقيدة. الناس
اللي ممكن يدافعوا عن أرثوذكسية أوريجينوس فيما يخص الابن، بيترددوا لما ييجي
الكلام عن الروح القدس. "باسيليوس"، زي ما ووترلاند بيعلّق،[19]
"شايف إن فكرة أوريجينوس عن الروح القدس مش مظبوطة تمامًا."
وريدبنينج، اللي شفناه
قبل كده بيحاول يثبت أرثوذكسية أوريجينوس بخصوص ألوهية الأقنوم التاني، بيقول إن
في نظريته: "الروح القدس هو أول كائن في سلسلة المخلوقات، لكن المميز فيه إنه
يمتلك الصلاح بطبيعته؛" وإن "الروح القدس هو كائن مخلوق بالمعنى الحرفي
للكلمة، أول كائن اتخلق من الآب عن طريق الابن"[20]
— τάξει πάντων πρῶτον τῶν ὑπο τοῦ
πατρὸς διὰ Χριστοῦ γεγενημένων (Tom. in Joann. II. 60).
بنختم العرض ده لفكر
أوريجينوس في موضوع الثالوث بكلام ماير، اللي لخص فيه المعنى والأهمية بتاعة
أوريجينية في تاريخ عقيدة الثالوث:
"المعنى والأهمية في الفكر الأوريجيني، في تاريخ عقيدة الثالوث، مش بتكمن في القيمة الذاتية للنظام نفسه، لكن في علاقاته وتأثيراته العامة. لو اتطبّق النظام نفسه بدقة، هيوصل لفكرة إن الإله داخل في عملية تطوّر مستمرة — ودي عقيدة مش متوافقة نهائيًا مع ثالوث داخلي وأزلي في الجوهر الإلهي.
القيمة الأساسية للنظام ده بتظهر من خلال ارتباطه بالثالوث السابق شرحه عند ترتليانوس وإيرينيئوس؛ أولًا، من خلال استخدامه المتكرر للقب "ابن"، بجانب "لوغوس"، علشان يعبّر عن الشخصية الحقيقية للأقنوم التاني؛ وثانيًا، من خلال مقاومته الشديدة للعقيدة السابيليانية اللي بتقول إن فيه شخص واحد بس، وتأكيده على وجود تمييزات أقنومية حقيقية."[21]
[1] "أثناسيوس، وغريغوريوس
النزينزي، وباسيليوس (مع إن باسيليوس اعتبر إن أوريجينوس مش دقيق تمامًا بخصوص
الروح القدس)، اعتبروا أوريجينوس ضد الأريوسيين. جيروم في الأول دافع عنه، لكن
بعدين هاجم كتاباته واعتبرها غير سليمة؛ والهجوم ده شارك فيه أبيفانيوس،
وثيوفيلوس، وأناطاسيوس الروماني. غريغوريوس النيسي ويوحنا ذهبي الفم دافعوا عنه.
أوغسطينوس (Haereses, xliii.) شكله كان متردد، بس مايل للجانب الأكتر شدة." شوف WATERLAND’S recital، في كتابه Second Defence، سؤال رقم Qu. xii، الصفحات 352–357.—الثالوث عند أوريجينوس في
كتابه Contra Celsum أحسن من اللي في باقي كتاباته؛ وBull بيعتمد على الاقتباسات من الكتاب ده علشان يثبت
أرثوذكسيته. وفيه ناس بتعتقد إن كتابات أوريجينوس اتشوّهت بإضافات من ناس متساهلين
في العقيدة.
[2] في كتاب De decretis synodi Nicaenae، الفصل السادس، فقرة § 27، أثناسيوس بيشير إن أوريجينوس قال حاجات
شكلها بتتعارض مع تعليم نيقية. لأنه علّق وقال: "ماحدش يعتبر إن اللي كتبه
أوريجينوس وكأنه بيسأل وبيتمرّن (ὡς ζητῶν καὶ γυμνάζων) هو بالضرورة رأيه الشخصي؛ لكن يشوفه على إنه
كلام لطرف من الأطراف اللي بتتناقش في المسألة. بس اللي أوريجينوس أعلنه بوضوح هو
اللي يُعتبر رأي الراجل المحب للأتعاب (φιλοπόνος)."
[3] أوريجينوس نادرًا جدًا لما
استخدم كلمة "ثالوث" علشان يوصف التلات أقانيم. الكلمة اليونانية τρίας اتذكرت بس مرتين: في
Tom. in Joann. vi. 133؛ وفي Matt. 15:698، بالرغم إن الترجمة اللي عملها روفينوس استخدمت trinitas أكتر من كده.
[4] "كليمنضس ساعات ما
بيقدرش يفرّق بشكل دقيق بين الابن والروح، مع إنه بيعتبرهم شخصين في
الثالوث." MÜNSCHER-VON CÖLLN:
Dogmengeschichte, I. 183.
[5] ORIGENES: In Joann. Tom.
II. p. 271. Ed. Basil. "لما كلمة إله بتُستخدم للإشارة إلى الخالق غير المولود (ingenitus) لكل شيء، يوحنا
بيستخدم أداة التعريف، لكنه ما بيستخدمهاش لما بيسمّي الكلمة إله."
[6] ORIGENES: De Oratione, 222.
[7] NEANDER: Church History,
I. 587. نياندر كمان أضاف إن أوريجينوس ناقش وجود نوع
من الضرورة لتعدّد الآلهة، أو عبادة الـ "آلهة" دول، كخطوة ضمن مراحل
التعليم الديني للإنسان، وده بحسب ما أقرّه الله.
[8] ORIGENES: In Joannem, Tom. II. p. 272,
Ed. Basil.
[9] ORIGENES: Cont. Celsum,
Lib. VIII. pp. 793, 794. Ed. Basil. من المقاطع دي، شكله كان واضح إن كيلسوس كان فاكر إن المسيحيين
بيخلّوا الآب تابع للابن. بس أوريجينوس، وهو بيصحّح الغلط ده، بيعلّم بشكل صريح
خضوع الابن للآب. وكمان، الخضوع ده مش خضوع في الترتيب أو العلاقة بس، زي ما
اللاهوتيين في نيقية كانوا بيقولوا، لكن خضوع في الجوهر نفسه، وده واضح من التفرقة
اللي عملها بين θεὸς وὁ θεὸς.
[10] ORIGEN: Contra Celsum, III. 34, p. 469
Ed. La Rue.
[11] NEANDER: Church History,
I. 587. نياندر كمان أضاف إن أوريجينوس ناقش فكرة وجود
نوع من الضرورة لتعدّد الآلهة، أو عبادة الـ "آلهة" دول، كخطوة من خطوات
التعليم الديني للإنسان، واللي بيكون مرتب لها من الله.
[12] الموقف ده بعدين اتبنّاه
الأريوسيين.فأثناسيوس ATHANASIUS (Nic. Def. III. 7) بيشرح إنهم كانوا بيفسروا استخدام لقب
"الوحيد الجنس" للابن بالشكل ده: "إحنا بنعتبر إن الابن له امتياز
عن غيره، وعشان كده يتسمّى الوحيد الجنس، لأنه هو الوحيد اللي جه للوجود من الله
مباشرة، وكل الحاجات التانية اتخلقت من الله عن طريق الابن."
[13] BAUR
(Dreieinigkeitslehre, I. 197 sq.) باور لخص تعليم أوريجينوس عن الثالوث في النقاط دي:
1- أوريجينوس بدأ بفكرة الاختلاف بين الآب والابن؛ يعني، من التمايز
الأقنومي.
2- التمايز ده موضح عند الرسول يوحنا في أول عدد من إنجيله، باستخدام
أداة التعريف لما يقصد غير المولود، وعدم استخدامها لما يقصد المولود.
3- الفرق ده بيشير إلى خضوع الابن للآب من حيث الجوهر؛ لأنه رغم إنه
سمّى الابن αὐτοσοφία، αὐτοαλήθεια، وغيره، إلا إنه مش اسمه αὐτόθεος؛ وفسّر متى 19:16 على إن المقصود
"الصلاح" هو لله بالمعنى المطلق، مش لله الابن. وكمان بيقول إن مجال عمل
الابن أقل من مجال الآب، ومجال الروح القدس أقل من مجال الابن — مجال الآب شامل كل
شيء، بما فيهم الابن والروح، ومجال الابن بيشمل الخليقة بس، ومجال الروح القدس
محدود بعقول المقدسين.
4- أوريجينوس حاول يختزل الثلاثية في وحدة، مش من خلال وحدة الجوهر،
لكن من خلال الانسجام الأخلاقي في الإرادة.
[14] THOMASIUS: Origenes, pp. 120, 121.
[15] NEANDER: Church History, I. 589.
[16] تصوّر أوريجينوس لفكرة
"المشاركة" ظاهر في الاقتباس ده من كتاب De
Principiis, IV. 381: "كل كائن بيشارك في حاجة معيّنة مع واحد تاني بيشارك في نفس
الحاجة، من غير شك هو من نفس الجوهر ونفس الطبيعة معاه. وكل عقل بيشارك في النور
العقلي هو من نفس الطبيعة مع أي عقل تاني بيشارك بنفس الطريقة في النور
العقلي." — بس الكلام ده بيوضح إن المقصود هو التشابه، مش التماثل في الجوهر؛
يعني ὁμοιούσιος، مش ὁμοούσιος. راجع: REDEPENNING: Origenes, II. 345.
[17] DORNER: Person Christi,
I. 663. REDEPENNING (Origenes II. 302) كمان مايل أكدوا فكرة إن تعليم أوريجينوس في
الثالوث بيتفق مع تعليم الكنيسة. بعد ما اقتبس الجملة: οὗτος
δὲ ὁ υἱὸς ἐκ θελήματος τοῦ πατρὸς γεννηθείς (Fragm. l. iv. De Princ. 5. p. 80)، أضاف:
“Origenes behauptet nicht
direct die Erzeugung des Sohnes aus dem Wesen des Väters, aber sucht doch hier,
mehr als eine Erzeugung durch einen einzelen Willensact desselben, ein
Erschaffen. So schwankt er denn nicht, wie Baur, in der Geschichte der Lehre
von der Dreieinigkeit, I. 204, es angiebt: er will nur jede Emanation
beiseitigen. Und wenn er sagt, der Wille des Väters genüge zur Hervorbringung
des Sohnes (De Princip. I. 112), so ist ihm da der Wille,—in der That das
concentrirteste Geistesleben,—eben Wesenheit Gottes selber.”
— بس كلمة "إرادة" هنا عند أوريجينوس
معناها "اختيار محدد"، مش القدرة الإرادية نفسها. والتعبير في نسخة
روفينوس بيقول:
“filius utique natus ex patre
est, velut quaedam voluntas ejus ex mente procedens.” (De Princip. I. 112(
فيه مقطع في De
Principiis I. ii. 4 شكله بيعلّم عقيدة وحدة الجوهر:
“Non per adoptionem spiritus
filius fit extrinsecus, sed natura filius est.”
— بس كلمة "الطبيعة" هنا، في نظر
أوريجينوس، ما كانتش الطبيعة الإلهية المطلقة والأساسية. كانت طبيعة تانية، وده
واضح من غياب أداة التعريف. ومع ذلك، كانت طبيعة حقيقية، مش مجرد انبثاق أو إشعاع،
وكانت مرتفعة جدًا؛ يعني المسيح كان ابن الله بأكتر من مجرد "تبني"
لطبيعة إنسانية عادية. أوريجينوس، من موقعه، كان يرفض تمامًا نظرية التبني اللي
درجتها قليلة، لكنه في نفس الوقت ما كانش بيقبل نظرية وحدة الجوهر اللي درجتها
عالية.
BULL, Fid. Nic. Sec. III. cap. iii بول حاول يثبت إن أوريجينوس كان أرثوذكسي بحسب معيار نيقية. واعتمد بشكل
أساسي على إن أوريجينوس أكد بشكل واضح ومتكرر أزلية الابن. بس ده مش كافي في حالة
أوريجينوس، لأنه كمان أكد أزلية الخليقة. ومفيش غير إعلان وحدة الجوهر هو اللي
ممكن يثبت أرثوذكسية نيقية، والجزئية دي غايبة عنده.
WATERLAND, Second Defence, Qu. XVII. واترلاند كمان حاول يشرح المقطع ده من أوريجينوس بطريقة تتماشى مع تعليم نيقية
في الثالوث:
“كل التوسل والصلاة والشفاعة والشكر
لازم تترفع لله فوق الكل، عن طريق رئيس الكهنة، اللي أعلى من كل الملائكة، واللي
هو الكلمة الحي، وإله. وكمان نقدر نقدم توسلات للكلمة نفسه، وشفاعة، وشكر، وصلاة؛
لو قدرنا نفهم الفرق بين الصلاة بالمعنى الحرفي، والصلاة بالمعنى المجازي” (προσευχῆς κυριολέξεως καὶ καταχρήσεως).
هو فسّرها إن الصلاة عادةً بتتوجه
للأقنوم الأول، وإن ده المقصود بالصلاة "حرفيًا".
أما نياندر NEANDER,
I. 591 ففسّر مقطع
مشابه في رسالة أوريجينوس De Oratore c. 15 بالعكس تمامًا
وبطريقة واضحة.
راجع كمان: THOMASIUS:
Origenes, p. 128.
[18] بيقول نياندر: "كان ظاهر
لأوريجينوس إن مجرد التفكير في مساواة في الجوهر، أو وحدة بين الله الأول والأسمى
وأي كائن تاني، حتى لو كان ابن الله نفسه، ده نوع من الإهانة للجوهر الإلهي
الأعلى. وبما إن ابن الله والروح القدس مرفوعين بشكل لا يُقارَن فوق كل الكائنات
التانية، حتى في أعلى درجات العالم الروحي، فالآب مرفوع أعلى منهم كمان، بدرجة
أكبر وأعلى بكتير". NEANDER: I. 590
[19] WATERLAND: Second Defence, Query XII.
[20] REDEPENNING: Origenes, II. 317, 311.
Compare also, GUERICKE: De Schola Alexandrina, p. 197 sq.
[21] MEIER: Trinitätslehre,
109, 110.
آراء ديونيسيوس، أسقف روما سنة 260،
لها قيمة كبيرة لأنها بتوضح حالة تعليم الثالوث وقت أوريجينوس، والموقف العام
وقتها. ديونيسيوس الإسكندري، وهو بيعارض السابيليانية، وسّع الفرق بين الآب والابن
لدرجة خلت بعض تصريحاته توحي باختلاف في الجوهر بينهم. أما ديونيسيوس الروماني،
فقدم صياغة جمعت وحدة الجوهر مع تمييز الأشخاص بطريقة واضحة ومقنعة، لدرجة إن
ديونيسيوس الإسكندري قبِلها بدل كلامه هو.
فيه جزء من رسالة ديونيسيوس الروماني
محفوظة عند أثناسيوس (في كتابيه De sententia Dionysii و De decretis synodi Nic.)، واللي بيبيّن إن كان فيه أربع نظريات
منتشرة وقتها؛ تلاتة منهم رفضهم ديونيسيوس باعتبارهم هرطقات، والكنيسة ما قبلتهمش.
- أول نظرية كانت السابيليانية، اللي
بتساوي بين الآب والابن، وبتخليهم شخص واحد.
- التانية كانت نظرية ناس بيعارضوا
السابيليانية، بس عملوا τρεῖς ἀρχὰς (تلات مبادئ)، وبناءً عليه، τρεῖς ὕποστάσεις ξένας ἀλλήλων παντάπασι κεχωρισμένας (تلات أقانيم
مستقلة ومنفصلة تمامًا عن بعض)، ومش متحدين في جوهر أو طبيعة واحدة. ودي اتوصفت
على إنها ثلاثية الآلهة (tritheism).
- الرأي التالت، اللي ظهر برضه كمقاومة
للسابيليانية، قال إن الآب هو الإله الوحيد، واعتبر الابن والروح مجرد مخلوقات.
- الرأي الرابع هو اللي ديونيسيوس
اتبناه ودافع عنه باعتباره إيمان الكنيسة، وقال فيه:
"علينا بكل الطرق منقسمش وحدة
الله الموقرة أو المونادا (μονάδα) لتلات آلهة (θεότητας)، ولا نقلل من
المجد والرفعة الفائقة لسيدنا إن اعتبرناه مخلوق؛ لكن نؤمن بالله الآب القادر على
كل شيء، وفي المسيح يسوع ابنه، وفي الروح القدس؛ وإن الكلمة متحد (ἠνωσθαι)
مع الله فوق الكل: لأنه قال، ‘أنا والآب واحد؛’ و‘أنا في الآب والآب فيّ.’ فهكذا
يتم الحفاظ على الثالوث الإلهي (ἡ θεία τριὰς)، وكمان العقيدة
المقدسة للوحدة (μοναρχία)."
وفي فقرة تانية محفوظة عند أثناسيوس،
ديونيسيوس بيقول:
"الكلمة الإلهي لازم يكون متحد (ἠνωσθαι γὰρ ἀνάγκη) مع الله الكلي؛ ولازم الروح القدس يسكن ويكون
حاضر جوه الله؛ والثالوث الإلهي (τριάδα) يتجمع ويتحد في
واحد، وكأنه في رأس (κορυφήν)، يعني الله الكلي، القادر على كل شيء."
راجع: WATERLAND’S
Second Defence, Query II.