السبت، 5 يوليو 2025

تاريخ العقيدة في المسيحية المبكرة - الثالوث القدوس في الكنيسة المبكرة (3)

 


الفصل التاني الثالوث قبل مجمع نيقية[1]

1. تصريحات تمهيدية

تاريخ عقيدة الثالوث في بدايته بيبيّن إن الإيمان المسيحي ممكن يعيش من غير ما يتقال بصيغة علمية أو دقيقة. اللي بيخلي الصيغة العلمية ضرورية هو ظهور البدع، لأنها بتخلّي اللاهوت محتاج يحدد التعبير بدقة ويحافظ عليه.

ووترلاند، وهو بيعلّق على نقد فوتيوس الشديد لثالوثية الكُتّاب اللي قبل نيقية، قال بمنطق:

إن فوتيوس ما أخدش في اعتباره اختلاف الأزمنة، وإنه مش منطقي نتوقّع من ناس عاشوا قبل ما تظهر البدع ويتحكم عليها، إنهم يعبّروا عن العقيدة بصيغ دقيقة زي اللي ظهرت بعد وقت طويل من التجارب عشان تحمي الإيمان.

ناس كتير دلوقتي في قلب الكنيسة عندهم إيمان بالإله الواحد المُثلث، وفيه تعريف فكري للأقانيم التلاتة وعلاقتهم ببعض، لكن بسبب نقص التدريب اللاهوتي عندهم، مش هيعرفوا يشرحوا العقيدة دي بشكل دقيق، من غير ما يغلطوا في اتجاه سابيلياني يمين أو آريوسي شمال، زي ما مش بيعرفوا يحددوا عناصر الهواء اللي بيتنفسوه، أو يرسموا خريطة للسماء اللي ماشين تحتها كل يوم.

نفس الحالة بنشوفها في الكنيسة العالمية ككل. الخبرة المسيحية واحدة وثابتة في كل العصور، لكن القدرة على التعبير العلمي عن العقيدة بتتغيّر حسب الحاجة لصيغ معينة، وحسب الظروف اللي بتخلّي العقل اللاهوتي يركّز عليها.

عشان كده، مش بنلاقي في أول قرنين من تاريخ العقيدة المسيحية دقة وصيغ علمية زي اللي ظهرت بعدين، بالرغم من إن الإيمان الداخلي كان موحّد جدًا. المسيحيين الأوائل كانوا بيستقبلوا العقيدة بالصورة العامة اللي موجودة في الكتاب المقدس، وكانت الحياة الإلهية جواهم نشيطة جدًا، بتحميهم من النظريات المبالغة، ومن فساد التجربة والسلوك اللي بييجي مع النظرة العامة والمبهمة.

التعبيرات العامة للعقيدة المسيحية بتناسب نوعين متضادين من الشخصيات الدينية: ناس إيمانهم دافي وحي، لأنهم بيعيشوا الحقيقة كاملة جوا أرواحهم، فمش بيحتاجوا الصيغة العلمية الدقيقة. وناس إيمانهم بارد وفاضي، بيبعدوا عن الحقيقة، ويفضلوا الصيغ الغامضة اللي يقدروا يلووها على مزاجهم وأفكارهم المسبقة.

فعشان كده، غياب الصيغة العلمية ممكن يكون موجود إما في أكثر الفترات إيمانًا وتعبّد، أو في أكترها عقلانية وجفاف.

الفرق بين طريقة تفكير النوعين دول تجاه الحقيقة بيبان في رد فعلهم لما يسمعوا تعبير منظم وعلمي للعقيدة. العقل المؤمن المستقيم بيقبل قانون الإيمان لما يتكتب، لأنه شايف فيه وصف دقيق وكامل للحقيقة اللي هو مؤمن بيها أصلًا من خلال الخبرة. لكن العقل المُبتدع بيرفض القانون ده لما يتقال، لأنه عارف إنه مش مؤمن بالحاجات اللي بتقولها بنوده، وكمان لأن البنود دي مكتوبة بشكل علمي ومنطقي يمنع أي تلاعب أو غموض.

عشان كده، المؤمن المستقيم رحّب بتصريحات نيقية الواضحة عن الثالوث، لكن الآريوسي رفضها.

كاتب حديث وضّح العلاقة بين الإيمان العملي عند المؤمن العادي، والتعبير العلمي عند اللاهوتيين، بكلام واضح وصادق:

"مفيش حد بيقول إن تلاميذ يوحنا كانوا بيستخدموا كلمات زي 'هيبوستاتيس' أو المساواة في الجوهر' بشكل يومي... كام واحد من المؤمنين الأرثوذوكس تمامًا على الأرض، حتى في الزمن ده، بيستخدموا التعبيرات دي أو استخدموها قبل كده؟ وكمان ممكن نقول إن لما العقيدة بتتراجع بشكل فكري وتحليلي، علاقات معينة بتبان إنها جزء منها، والتعبير عنها ممكن يبقى مفيد بل وضروري. ولحد ما الظروف – وغالبًا بتكون البدع – تخلّي الناس يفكّروا فيها بعُمق، العلاقات دي، بالرغم من إنها داخلة في الإيمان الموجود، وممكن نستنتجها منه، مش بتكون واضحة أو مش بتظهر بشكل بارز في شرح العقيدة العام.

درجة وضوح العلاقة دي في قانون الإيمان الأثناسي دي نقطة تانية، بس المبدأ بيظهر في كل مرحلة من مراحل تاريخ اللاهوت.

الناس – من غير ما يحلّلوا الإيمان المكتوب – اللي اتعلّموا يعبدوا التلاتة الغامضين اللي اتعمّدوا باسمهم الإلهي الواحد، واللي بيشوفوهم دايمًا كقوى حماية متساوية لأنهم لا نهائيين، مميزين في ألقابهم وأعمالهم ووظيفتهم، فبقوا فعلاً تلاتة، لكن واحد برضو (زي ما العبادة نفسها بتدل)، الناس دي غالبًا مش هيشوفوا في القانون ده غير عرض فكري دقيق لحقيقة داخلية في العبادة نفسها.

هيفهموا بسهولة إن رفض أي بند فيه هو رفض مباشر أو غير مباشر للإيمان نفسه، وفي نفس الوقت، ممكن يكونوا مؤمنين بإيمان نقي بالآب والابن والروح القدس، من غير ما يفتكروا كل بند بشكل واضح ومستمر زي ما القانون كاتبه.

اللي يوضّح العملية دي أكتر، هو إن أي حد يحاول يتأمل في كمية التفكير الدقيق والعميق، والدقة الشديدة في التعبير، اللي محتاجة عشان نثبّت ونأمّن المفاهيم الأساسية والبسيطة في التوحيد، بحيث نميّزها بوضوح عن أي افتراضات منافسة، بالرغم من إن محدّش بيشك إنها الإيمان الحقيقي مش بس لكل فئات المسيحيين، لكن كمان لغالبية العالم المتحضّر.

يعني مثلًا: إنك تحدّد بشكل دقيق ومُحدد فكرة "الخلق من العدم" عشان تفرّقها تمامًا عن فرضية زي "الانبعاث" مثلًا؛ أو توضّح العلاقة الدقيقة بين قدرة الله وعدله، بحيث يبقى واضح إن الإله القدير مش بيعمل حاجة غلط؛ أو إنك توضح بدقة لا تقبل التلاعب العلاقة بين قدرة الله الكاملة وخيريته، وبين وجود الشر الأخلاقي وهكذا.

في المواضيع دي، كل مسيحي عادي عنده إيمان عملي واضح، وإيمانه بيتصدم فورًا لو حد صرّح بعكسه. تلاقيه بيقولك مثلًا: "ربنا خلق كل حاجة من العدم"، "ربنا عمره ما يعمل حاجة غلط"، "ربنا ما بيخلّيش حد يخطئ، الشيطان هو اللي بيغرّيه، والخطية من اختيار الإنسان الفاسد".

وبرغم بساطة الحقايق دي، من السهل نتخيّل إزاي شكلها ممكن يبان مختلف تمامًا لو اتكتبت في قانون إيمان أثناسي خاص بالتوحيد. وقتها العقائد اللي كانت معروفة ومش محتاجة توضيح، هتبقى شكلها جديد لو احتجنا نعرضها بطريقة محمية ضد أساليب بعض ناس زي آريوس أو سابيليوس في اللاهوت الطبيعي.[2]

وبرغم إن عقيدة الثالوث، زيها زي باقي العقائد المسيحية، ماخدتش شكل علمي منظم في أول قرنين ونص، واللي كانت فيه الكنيسة مشغولة بالدفاع العام عن المسيحية أكتر من تحديد كل عقيدة لوحدها، لكن هيكون غلط كبير لو قلنا إن مفيش أي تطورات حصلت في الاتجاه ده.

الجدالات اللي ظهرت بسبب بدع الغنوسيين ساعدت بشكل غير مباشر في ظهور تعبيرات أدق شوية بخصوص عقيدة الثالوث. لكن كمان، الثالوثية الضعيفة والناقصة عند ناس معينين في الفترة دي – وبعضهم اتفصل من الكنيسة بسبب غلطاتهم، والبعض التاني فضِل جوّا الكنيسة، يا إما لأن انحرافهم كان بسيط نسبيًا، يا إما لأن الكنيسة اللي كانوا تابعين ليها كانت أقل دقة وصرامة علمية – ساهمت أكتر من أي سبب تاني في إن العقيدة تبدأ تتقال بصيغة علمية دقيقة: عقيدة الثلاثة أقانيم في الجوهر الواحد.

بعض الكتّاب حاولوا يثبتوا إن كنيسة ما قبل نيقية كانت بتؤمن بثالوث غامض وضبابي جدًا. بس الكنيسة اللي كانت قادرة تواجه نظرية الانبعاث عند الغنوسيين، وشافت الغلط القاتل في ثالوثية الشكل عند مؤلمي الآب Patripassians[3] – واللي كانت أكتر صور الثالوث الكاذب تعقيدًا وارتفاعًا – أكيد كانت عندها رؤية واضحة جدًا للعقيدة الحقيقية.

الأرثوذوكسية في الكنيسة الأولى بيبان وضوحها من البدع اللي واجهتها وردّت عليها. "لو معندناش وسيلة غير كده نعرف بيها"، زي ما شيرلوك بيقول، "كنا هنقدر نعرف إيمان الكنيسة الكاثوليكية من خلال ردّها على البدع اللي رفضتها".

وعشان كده، هنبدأ نوضح النظريات المنحرفة اللي ظهرت في فترة الدفاعيات، واللي خلت الكنيسة تطلع تصريحات مضادة واضحة، وساهمت بالطريقة دي – بشكل سلبي – في تكوين العقيدة الأرثوذوكسية لعقيدة التلاتة أقانيم، واللي بنتكلم دلوقتي عن تطورها التاريخي.[4]



[1] William G. T. Shedd, A History of Christian Doctrine, Vol. 1 (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 1999). 246.

[2] ARCHER BUTLER: Letters on Romanism, p. 224.

[3] تاريخيًا، يعتبر مؤلموا الآب (كما تُعرف في الكنيسة الغربية) شكلًا من أشكال السابيلية في الكنيسة الشرقية (وشكلًا من أشكال المودالية، أو الملكية المودالية، أو الملكية المودالية). المودالية هي الاعتقاد بأن الله الآب، ويسوع المسيح، والروح القدس ثلاثة أشكال أو انبثاقات مختلفة لإله واحد، كما يدركها المؤمن، وليسوا ثلاثة أشخاص متمايزين داخل الذات الإلهية، وأنه لا توجد اختلافات حقيقية أو جوهرية بينهم، بحيث تكون هوية الروح القدس أو الابن هي هوية الآب.

[4] رفض البدع بيخلي واضح إيه اللي الكنيسة بتؤمن بيه، وإيه اللي بتعلّمه كعقيدة سليمة. وكان لازم البدع تظهر، عشان الناس اللي إيمانهم حقيقي يبانوا وسط اللي إيمانهم ضعيف (1 كورنثوس 11:19).

AUGUSTINUS: Confessiones VII. xix.


إعادة النظر في طرق نقد نصوص العهد الجديد James A. Borland

 

 


مش غريب نقول إن الشيطان بيستخدم كل وسيلة يقدر عليها علشان يشكك في مصداقية وكلام ربنا. هو بدأ الهجوم ده من أول جنة عدن مع حواء ولسه مكمل لحد دلوقتي. بس غالبًا طريقته بتكون أذكى من الكذبة الواضحة اللي حواء صدقتها. إحنا عايشين في زمن متطور، حتى في الدراسات الكتابية والنقد النصي، بقينا نسمع عن استخدام الكمبيوتر وأدوات تقنية معقدة. والشيطان مش عنده مانع يواكب التطور ده، خصوصًا لما الأدوات دي بتخلي بعض الناس يقولوا إن نصوص العهد الجديد الأصلية فيها أخطاء، بناءً على قواعد وممارسات نقد النص اللي بقت منتشرة ومقبولة.

الفترة من سنة 1830 لـ 1880 كانت مرحلة جمع معلومات وتجميع مخطوطات أكتر للعهد الجديد، وكمان اقتراح ونقاش نظريات جديدة عن النصوص. في الوقت ده، كان فيه علماء زي غريسباخ، لاخمان، تريجيليس وتيشندورف مسيطرين على المجال. لكن سنة 1880، ويستكوت وهورت قدموا نظرية جديدة عن النصوص، ومع شوية تعديلات بسيطة، المجتمع الأكاديمي تبناها، وبقت هي المرجع الأساسي في المجال لأكتر من قرن.

ببساطة، نظرية ويستكوت وهورت بتفرّق بين عائلات مختلفة من المخطوطات، زي النص الإسكندري، الغربي، البيزنطي، والقيصري. النظرية بتقول إن النص الإسكندري يعتبر من النصوص القديمة، لكن النص البيزنطي ظهر تقريبًا في أول ربع من القرن الرابع الميلادي. كمان النظرية بتدي أهمية كبيرة لأقدم مخطوطتين بالنص الكبير (uncial)، اللي هما ألف (سينائيكوس) وبي (فاتيكانوس)، واللي بيرجعوا لنص القرن الرابع. الاتنين دول اتسموا بـ "النص المحايد"، رغم إن التسمية دي فيها جدل.

باختصار، المبادئ الجديدة اللي ظهرت في نقد نصوص الكتاب المقدس قلبت الطريقة القديمة رأسًا على عقب. لما اعتبروا إن النص البيزنطي (اللي هو الأغلب في المخطوطات) نص متأخر، بدأوا يستبدلوه بالنص اللي بيسموه "محايد" أو "نقي"، واللي بيقولوا إنه أقدم وأدق.

معظم التغييرات دي ما كانتش بتأثر على المعنى بشكل كبير، غالبًا كانت اختلافات بسيطة في ترتيب الكلمات أو في الإملاء. لكن في حالات كتير – وأحيانًا لأسباب منطقية – اتشالت كلمات أو جمل أو حتى آيات كاملة من النص اللي الناس كانت معتادة عليه.

ولو فتحت ترجمات حديثة زي RSV أو NASB أو NEB أو NIV، وبصيت في الهوامش، هتلاقي أمثلة كتير على التغييرات دي، وده يوضح قد إيه المبادئ دي اتطبقت بشكل واسع في عصرنا.

في كلامه عن نظرية ويستكوت وهورت، جورج لاد[1] كتب إننا "وصلنا للنص المتفق عليه." [2] وبيرجع يؤكد إن: "من النادر حد يعارض فكرة إن النقد النصيّ قدر فعليًا يسترجع النص الأصلي للعهد الجديد."[3] وهو شايف إن "في البحث عن نص جيد، الورع والتقوى ما ينفعوش يكونوا بديل عن المعرفة والحُكم العلمي."[4]

إيفرت ف. هاريسون بيلاحظ إن فيه اتجاه لإعادة تقييم النص البيزنطي، لأن بعض البرديات القديمة بتوضح إن فيه قراءات معينة من النص الأغلب (البيزنطي) بتكون أقدم من القراءات اللي في النص المحايد. وده خلّى العلماء يستخدموا طريقة اسمها "الانتقائية" eclectic methodology، يعني بيحاولوا يوزنوا كل العوامل اللي في الصورة.[5]

بس هو بيأكد إن ده معناه إن قراءات النص البيزنطي لازم تتاخد في الاعتبار، مش تتترمي على طول. كمان بيقول إن في الطريقة دي، الأدلة الخارجية غالبًا بتتاخد كأنها أقل أهمية، وده شيء مؤسف.

ج. هارولد جرينلي بيضيف إن تجاهل الأدلة الخارجية والاعتماد الكامل على الأدلة الداخلية ممكن يخلي القرارات تبقى شخصية زيادة عن اللزوم. وعلشان كده لازم يكون فيه توازن بين الأدلة الداخلية والخارجية.[6]

ويستكوت وهورت طوروا طريقة فيها نوع من التفكير الدائري، واللي خلتهم يتجاهلوا بشكل عملي النظر المنطقي في الكمية الكبيرة من المخطوطات اللي بتشكل الأدلة الخارجية. هم كانوا شايفين إن أفضل الأدلة الخارجية موجودة في المخطوطات اللي فيها "أفضل القراءات". وطبعًا "أفضل القراءات" دي كانت في النص اللي هم سموه "النص المحايد".

علشان يحددوا إيه هي القراءات المفضلة، استخدموا فكرتين:

(1) الاحتمال الداخلي، وده بيحاول يحدد أي قراءة من القراءات المختلفة بيعبر عن أسلوب الكاتب نفسه.

(2) الاحتمال النسخي، وده بيحاول يعرف أي قراءة ممكن تكون ظهرت بسبب النُسّاخ.

 

القانون الأول، زي ما ممكن تتخيل، اتعرض لسوء استخدام وتكهنات حتى من العلماء المتقنين والمتدينين، لأنه بيعتمد على تقييم شخصي. أما القانون التاني، فبياخد في اعتباره التغييرات اللي النُسّاخ ممكن يكونوا عملوها سواء عن قصد أو من غير قصد.

النُسّاخ كانوا ساعات بيضيفوا حاجات في النص زي التوضيح أو التفسير أو تكرار بالخطأ أو دمج بين قراءتين مختلفتين. وفي نفس الوقت، ساعات كانوا بيشيلوا حاجات من النص بسبب أخطاء زي إنهم يكتبوا الكلمة مرة واحدة بدل مرتين (haplography)، أو يخلطوا بين سطور نهايتها شبه بعض (homoioteleuton)، أو حتى بسبب تعديل متعمد. وكمان ممكن تكون فيه تغييرات حصلت بسبب خلافات لاهوتية أو تدخل من ناس كانوا ضد الكنيسة أو من الهراطقة.

القواعد الأساسية اللي بيستخدموها علشان يقرروا في حالات الأدلة الداخلية ممكن تتلخص في الآتي: 

(1) يفضلوا القراءة اللي تفسّر ظهور باقي الاختلافات، 

(2) يفضلوا القراءة الأقصر، 

(3) يفضلوا القراءة الأصعب، 

(4) يفضلوا القراءة اللي شكلها أكتر بتعبر عن أسلوب الكاتب.

وطبعًا كل قاعدة من دول بتتطبق بشكل شخصي إلى حد كبير. ولما القرار بيكون صعب في موضوع الأدلة الداخلية، العلماء ساعات بيرجعوا لطريقة التفكير الدائري القديمة اللي بتقول: "في مخطوطات معينة بتدعم النص الأصلي أكتر من غيرها، والمخطوطات دي هي الإسكندرانية القديمة. فلو الأدلة الداخلية مش قادرة تحسم، جوردون فيي بينصح إن أفضل حل هو الاعتماد على أفضل المخطوطات."[7]

وبالتالي، الأدلة الخارجية بتكون آخر حاجة يلجأوا ليها، ولما بيستخدموها، بيكون القرار أصلاً متأثر بفكرة مسبقة عن إيه هي المخطوطات الأفضل.



[1] چيمس بورلاند أستاذ في اللاهوت ودراسات الكتاب المقدس في كلية ليبرتي المعمدانية في لينشبرج، فيرجينيا.

JETS 25:4 (December 1982) p. 500

[2] G. E. Ladd, The New Testament and Criticism (Grand Rapids: Eerdmans, 1967) 77.

لكن ج. د. فيي بيقول إن طريقة هورت الجينية (genealogical method) تم رفضها، وده أدى لظهور طريقة جديدة اسمها modern eclectic method، واللي اتكلم عنها في:

“The Textual Criticism of the New Testament,” Expositor’s Bible Commentary (Grand Rapids: Zondervan, 1979), I. 419–433; “Rigorous or Reasoned Eclecticism—Which?”, Studies in New Testament Language and Text (ed. J. K. Elliott; Leiden: Brill, 1976) 174-197.

[3] Ladd, New Testament and Criticism 80.

فيي بيقول بنفس الجرأة إن "مهمة نقد نصوص العهد الجديد تقريبًا خلصت"؛ في مقاله :

Modern Textual Criticism and the Revival of the Textus Receptus".JETS 21 (1978) 19-33. But note I. A. Moir’s word of caution regarding the UBS text; “Can We Risk Another ‘Textus Receptus’?”JBL 100 (1981) 614-618.

[4] Ladd, New Testament and Criticism 81.

[5] E. F. Harrison, Introduction to the New Testament (Grand Rapids: Eerdmans, 1971) 82.

[6] J. H. Greenlee, Introduction to New Testament Textual Criticism (Grand Rapids: Eerdmans, 1964) 119.

[7] Fee, “Textual Criticism of the New Testament” 431.

[8] G. Salmon, Some Thoughts on the Textual Criticism of the New Testament (London: John Murray, 1897) 26


الجذور العبرانية للمسيحية المبكرة (ملف كامل متجدد)

 



الجذور العبرانيّة للمسيحيّة - 1 - بين إسرائيل بكر الله، والكنيسة!


الجذور العبرانية للمسيحية 2- أورشليم وخيمة الاجتماع والهيكل كرموز للكنيسة


الجذور العبرانية للمسيحية -3- معمودية يسوع


الجذور العبرانية للمسيحية -4- الأدب الرابيني