وَأُحَطِّمُهُمُ الْوَاحِدَ عَلَى أَخِيهِ الآبَاءَ وَالأَبْنَاءَ مَعاً يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أُشْفِقُ وَلاَ أَتَرَأَّفُ وَلاَ أَرْحَمُ مِنْ إِهْلاَكِهِمْ». (أر13: 14)،
وَتَأْكُلُ كُل الشُّعُوبِ الذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِليْكَ. لا تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَليْهِمْ وَلا تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لكَ. (تث7: 16)،
ضَرَبَ
أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ
الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ
الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. (1صم6: 19).
لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ. (مراثي3: 33)،
الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ. (مز145: 9)،
لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَارْجِعُوا وَاحْيُوا». (حز18: 32)،
هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. (يع5: 11)،
الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تي2: 4)،
وَنَحْنُ قَدْ
عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ،
وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. (1يو4: 16).
فهل الله يريد هلاك الإنسان أم
يرحمه ويترائف عليه؟
1 - وَأُحَطِّمُهُمُ الْوَاحِدَ عَلَى أَخِيهِ الآبَاءَ وَالأَبْنَاءَ مَعاً يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أُشْفِقُ وَلاَ أَتَرَأَّفُ وَلاَ أَرْحَمُ مِنْ إِهْلاَكِهِمْ». (أر13: 14)، وَتَأْكُلُ كُل الشُّعُوبِ الذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِليْكَ. لا تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَليْهِمْ وَلا تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لكَ. (تث7: 16)
أمر الله بني إسرائيل أن يبيدوا أعداءهم الوثنيين. مع أن
الله محب ورحيم، إلا أنه عادل أيضا. وكانت هذه الأمم المعادية جزءا من خليقة الله،
كما كان بنو إسرائيل، ولكن الله لا يسمح باستمرار الشر دون أن يكبح، فقد استبعد
الله كل من أخطأ عن دخول أرض الموعد (٩: ٤-٦). وكان الأمر بإبادة هؤلاء الأمم
دينونة لهم وتأمينا لبني إسرائيل. فمن ناحية، كان ذلك عقابا للشعب الساكن في الأرض
من أجل خطيتهم، وكان بنو إسرائيل أداة الله لتنفيذ هذا الحكم، كما استخدم الله
يوما ما الأمم الآخرين لعقاب بني إسرائيل من أجل خطيتهم (٢أخ ٣٦: ١٧ ؛ إش ١٠: ١٢).
ومن الناحية الأخرى كان أمر الله يهدف إلى حماية بني إسرائيل من أن تكون أوثان
هؤلاء الأعداء وفجورهم، سببا في هلاك بني إسرائيل. والظن بأن الله ألطف من أن يدين
الخطية هو ظن خاطيء[1].
ويجيب العلامة أوريجينوس معلنًا عن أهمية التأديب
حتى وإن بدى قاسيًا: إننى آخذ هنا مثلاً للقاضي الذي لا يشغل فكره إلا الصالح
العام، وبالتالي يطبق القانون دون اشفاق على المخطىء، يعاقبه حتى يحمى باقى
المجتمع. يمكننى بهذا المثال أن أوضح بطريقة مقنعة، أن اللَّه في اشفاقه على
البشرية كلها يرفض أن يشفق على عضوٍ واحدٍ من أعضاء الجسد في سبيل اشفاقه على
الجسد كله.
نفترض أن قاضيًا حدد لنفسه مهمة إقرار السلام للشعب الخاضع
لقضائه وأن يحافظ على مصالحهم؛ حضر أمامه في المحكمة قاتل حسن المظهر وملامحه
جذابة، وجاءت والدة هذا القاتل إلى القاضي تستعطفه وتسأله أن يشفق على ابنها ويرحم
شيخوختها، وطلبت زوجة القاتل أيضًا الرحمة، كذلك أبناؤه التفوا كلهم حول القاضي
يترجوه من أجل أبيهم... ما هو النافع للصالح العام؟ هل يرحمه القاضي أم لا؟ أجيب
أنه إذا رحمه القاضي سيعود إلى خطئه؛ أما إذا لم يرحمه فإن القاتل يموت ويصبح
المجتمع في حالة أفضل. نفس الشيء يقال بالنسبة للَّه: فإنه لو أشفق على الخاطئ
ورحمه وذهب في إشفاقه هذا إلى درجة عدم معاقبته على خطئه، فمن من الناس لا يندفع
في طريق الشر؟! مَن مِن الخطاة لن يزيد في شره ويتحول إلى الأسوأ؟
أنظر أيضًا إلى الطبيب ولاحظ كيف إنه لو أشفق على المريض
ولم يستخدم معه المشرط في الوقت المناسب، لو أشفق عليه ولم يعالجه بأنواع الأدوية
الكاوية حتى يُجَنّبِه الآلام المصاحبة لهذه الأنواع من العلاج، كيف يتفاقم المرض
وتزيد خطورته عن ذى قبل. أما إذا تقدم الطبيب في جرأة ولجأ إلى الاستئصال أو إلى
الكي، ففي هذه الحالة يمنح المريض الشفاء، رغم أن المظهر الخارجى يوحي بأنه يرفض
أن يشفق وأن يرحم المريض بتعرضه لكل هذه الآلام.
كذلك اللَّه، فإنه لا يمارس سلطة لمصلحة إنسانٍ واحدٍ،
وإنما لصالح العالم أجمع. يدير ما في السموات وما على الأرض وما في كل مكان. يعمل
لمصلحة كل العالم وجميع الكائنات؛ ويعتني أيضًا بمصلحة الفرد بشرط ألا تتعارض وألا
تكون على حساب مصلحة الجماعة.
إذا أردت أن أذكر لك مثالاً من الكتاب المقدس يشهد أن
معاقبة الخطاة من أجل نفع الآخرين وتعليمهم، حتى ولو كنا يائسين من شفاء هؤلاء
الخطاة أنفسهم، فإليك ما يقوله سليمان الحكيم في سفر الأمثال: "اضرب المستهزئ
فيتذكى الأحمق" (أم25:19). لم يقل أن الذي يُضرَب هو الذي يتذكى ويعود إلى
عقله بسبب الضربات، إنما الأحمق بسبب الضربات الواقعة على المستهزئ يكف عن التمادي
في حماقته ويصير عاقلاً. يتغير حينما يرى عقاب الآخرين. وكما أن سقوط إسرائيل كان
فيه خلاص الأمم، كذلك أيضًا فإن عقاب البعض يكون فيه خلاص الآخرين. من أجل ذلك يقول
اللَّه في صلاحه: "لا أشفق ولا أترأف ولا أرحم من إهلاكهم[2].
2 - ضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. (1صم6: 19).
اولاً: لقد أستهان أهل بيتشمس
بتابوت الرب الذي يمثل حضوره وسط الشعب، وأستهانوا بوصايا الناموس التي تُشدد علي
أن لا يُمس التابوت إلا من قبل الكهنة ومن يخالف ذلك فجزاءه الموت (أنظر: خر33: 20
، عدد4: 5- 6 ، عدد4: 15 ، عدد4: 19- 20)، فكان الموت نتيجة مُخالفتهم الوصية فقط.
وهذا لا يؤثر علي خلاصهم الأبدي أو حياتهم الأخري، فقد فعلوا خطية نتيجتها الموت
فماتوا. وكان هذا أمرٌ حتمي، فلو تركوا بهذه الفعلة دون تحقيق العجزاء المنصوص
عليه في الناموس لما كانوا أحترموا أيٍ من الوصايا أو حتي أعطوا أي إحتراماً
لتابوت عهد الرب. ويقول د/ وليم مارش: لكن النظر إلى التابوت
المشار إليه هنا هو نظر آخر وكان خطيئة عظيمة. ولعلهم مسوه
ورفعوا الغطاء وعاملوه دون الاحترام الواجب. كان التابوت في خيمة الاجتماع
أولاً ثم في الهيكل في قدس الأقداس ولم يدخل إليه أحد إلا رئيس الكهنة مرة
في السنة (عبرانيين ٩: ٧) وعند ارتحال المحلة كان هارون وبنوه ينزلون
حجاب السجف ويغطون به التابوت ويأتي بعد ذلك بنو قهات للحمل ولكن لا يسمون
القدس ولا يدخلونه ليروه لئلا يموتوا (عدد ٤: ٥ - ٢٠). وأمات الرب عزّة لأنه
مد يده إلى التابوت (٢صموئيل ٦: ٧) فعلم الرب شعبه أن يدنو منه بكل احترام
مقدس وهيبة. ولولا هذه العِبر المخيفة كان التابوت لبني إسرائيل صندوق
خشب فقط والرب القدير القدوس كأحد آلهة الوثنيين[3].
ثانياً: الرقم 50,070 هو رقم كبير
جداً علي قرية صغيرة مثل بيتشمس. فمنطقياً لا يُمكن أن يحدث ذلك. ولهذا فإن
العلماء يرون أن نساخ النص الماسوري أخطأوا في نقل هذا الرقم والقراءة المُرجحة
والقياسية هي: سبعون رجلاً من خمسة الاف رجل، أي 70 رجلاً فقط، وذلك بحسب قرائة
المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس[4]
والترجمة السبعينية[5]
وتعليقات ترجمات ESV, NET BIBLE[6] ,[7]NAB, NIV, NRSV, NLT والتي شارك فيها علماء في النقد النصي مثل
دانيال والاس.
[1] التفسير التطبيقى للكتاب، تث ٧ : ٢
[2] In Jerem. 12:5,6.
[3] السنن القويم في تفسير
العهد القديم، 1صم7
[4] ant 6: 16:
But now it was
that the wrath of God overtook them, and struck seventy persons of the village of
Bethshemesh dead, who, not being priests, and so not worthy to touch the ark,
had approached to it.
[5] The Septuagint,
Greek translation of the OT
[6]Biblical Studies
Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition Notes (1 Sa 6:19).
Biblical Studies Press.
[7] NAB The New American
Bible
NIV
The New International Version
NRSV
New Revised Standard Version (1989)
NLT New Living Translation
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق