مقابلة الصحفي والكاتب ليس ستروبل مع إدوين إم. ياموكهي،
دكتوراة فلسفة.
عرفت بأن يوسيفوس قد كتب فقرة أطول عن يسوع وهذه الفقرة
تسمى “الشهادة الفلافيانيونية Testimonium Flavianum”. وعرفت
أيضاً أن هذه الفقرة كانت من أكثر الكتابات القديمة التي عُورضت بحارة لأنه
بظهورها إلى السطح تزودنا بدليل مؤيد ومعززاً كاسحاً لحياة يسوع، ومعجزاته، وموته،
وقيامته. لكن هل هذه الشهادة أصيلة وموثوق بها؟ أم أنه تلاعب بها من قبل الناس
المحبين ليسوع.
في ذلك الزمان عاش يسوع، إنسان حكيم، لو كنا فعلاً ينبغي أن نسميه إنسان. لأنه كان الشخص الذي صنع أعمالاً فذة مدهشة وكان معلماً للناس الذين يقبلون الحق بسرور. وقد كسب أتباعاً عديدين من اليهود ومن اليونانيين. لقد كان هو المسيح. وعندما سمع بيلاطس أن رجالاً من أعلى المراكز بيننا يتهمونه حكم عليه بأن يصلب، فأولئك الذين كانوا يحبونه في المقام الأول لم يتخلوا عن محبتهم له، وفي اليوم الثالث ظهر لهم وقد عاد إلى الحياة لأن أنبياء الله كانوا قد تنبأوا بهذه الأمور وبأشياء أخرى عجيبة وعديدة عن يسوع، وجماعة المسيحيين الذين دُعيوا باسمه مازالوا موجودين حتى يومنا هذا ولم يختفوا.
[Josephus, the Antiquities 18.63-64].
فسألته: “هل توافق أن هذه الفقرة كانت مثيرة للجدل، وما الذي استنتجه العلماء من هذه الفقرة؟”.
فقال: “إن العلماء إتجهوا إلى ثلاث إتجاهات عن هذه
الفقرة. فقد ظن المسيحيون الأول – لأسباب واضحة – أنها تعتبر دليل رائع وصادق جداً
ودقيق عن يسوع وقيامته. لذلك أحبوا هذه الفقرة – لكن القطعة كلها تعرضت للأسئلة من
بعض العلماء على الأقل أثناء حركة التنوير الفلسفية (في القرن 18)”.
“لكن اليوم هناك إجماع رائع بين كلّ من العلماء اليهود
والمسيحيين بأن الفقرة ككل أصيلة، ولو أنه لربما قد يكون بها بعض الزيادات”.
فرفعت حاجبي دهشةّ وسألته: “زيادات، هل يمكنك أن تُعرّف
ماذا تقصد بهذه الكلمة؟”.
فقال ياموكهي: “هذا معناه أن بعض النُسّاخ المسيحيين قد
أدخلوا بعض العبارات التي لم يكن قد كتبها كاتب يهودي مثل يوسيفوس”.
تحليل النص:
ثم أشار إلى جملة في الكتاب “فمثلاً يقول السطر الأول “
في ذلك الزمان عاش يسوع، إنسان حكيم”. هذه العبارة لم يستخدمها المسيحيين عادة عن
يسوع، لذلك تبدو أصيلة وتُنسب ليوسيفوس.
1- لكن العبارة
التالية تقول: “لوكان فعلاً ينبغي أن يسمى رجلاً” فهذا يدل على أن يسوع كان أكثر
من إنسان، لذا تبدو العبارة زيادة”.
فاومأت برأسي لأعرفه أنني قد تتبعته حتى الآن.
ثم إستمر بالقول “لأنه كان واحدا صنع أعمالاً فذة مدهشة
وكان معلماً لأناس يتقبلون الحق بسرور. وقد كسب أتباعاً عديدين من اليهود ومن
اليونانيين” ويبدو أن هذا متفقا مع مفردات يوسيفوس الأسلوبية والتي استخدمها في
أماكن أخرى، ويعتبر على العموم أصيل وموثوق به.
2- “ولكن هناك بعد ذلك العبارة الواضحة والخالية من
الغموض: “إنه كان المسيح” فتلك تبدو زيادة…”.
فقاطعته قائلاً: “لأن يوسيفوس يقول في إشارته إلى يعقوب
أنه كان “يدعى المسيح”.
فقال ياموكهي: “هذا صحيح، إذ أنه من غير المحتمل أن يقول
يوسيفوس هنا وبشكل قاطع أن يسوع هو “المسيا المنتظر”، في حين أنه في مكان آخر يقول
فقط أنه كان “يُعلّم بأنه المسيا المنتظر من قبل أتباعه”.
“والجزء التالي من القطعة – التي تتحدث عن محاكمة يسوع
وصلبه وحقيقة أن أتباعه مازالوا يحبونه – ليست بإستثنائية وتعتبر أصيلة. ثم:
3- هناك
العبارة: “وفي اليوم الثالث ظهر لهم وقد عاد إلى الحياة” أيضاً، تعتبر إعلان واضح
عن الإيمان بالقيامة، ولذلك فمن غير المحتمل أن يوسيفوس هو كاتبها. وبذا فهذه
العناصر الثلاثة تبدو أنها الزيادات.
فسألته: ما هو الاستنتاج النهائي؟”.
فأجاب قائلاً: “أن هذه الفقرة عند يوسيفوس من المرجّح
أنها كُتبت عن يسوع أصلا، مع كونها بدون هذه النقاط الثلاث التي ذكرت. ومع ذلك،
فإن يوسيفوس يعطينا أدلة مؤيدة بمعلومات هامة عن يسوع: أنه كان القائد الشهيد
للكنيسة في أورشليم (القدس) وأنه كان معلماً حكيماً صنع له أتباعاً كثيرين
ودائمين، بالرغم من حقيقة أنه صلب تحت حكم بيلاطس بتحريض من بعض زعماء اليهود”.
مصادر أخرى حول هذا الموضوع
Bruce, F.F. Jesus and Christian Origins outside the
New Testament. Grand Rapids: Eerdmans, 1974.
Habermas, Gary. The Historical Jesus. Joplin, Mo.:
College Press, 1996.
McDowell, Josh, and Bill Wilson. He Walked Among Us. Nashville: Nelson, 1994.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق