«أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ
صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي
يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ،
مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ». (مي5: 2)
וְאַתָּ֞ה בֵּֽית־לֶ֣חֶם אֶפְרָ֗תָה צָעִיר֙ לִֽהְיוֹת֙
בְּאַלְפֵ֣י יְהוּדָ֔ה מִמְּךָ֙ לִ֣י יֵצֵ֔א לִֽהְי֥וֹת מוֹשֵׁ֖ל בְּיִשְׂרָאֵ֑ל
וּמוֹצָֽאֹתָ֥יו מִקֶּ֖דֶם מִימֵ֥י עוֹלָֽם (Michah)
عين الله في مشورته الأزلية وعلمه السابق أن
يولد هذا النسل الآتي والفادي المنتظر في قرية صغيرة هي بيت لحم، مع تأكيده أنه
الإله الأزلي الموجود قبل الزمان.
وقد أكد الإنجيل للقديس
متى أن هذه النبوة تخص المسيح الذي وُلد فعلاً في بيت لحم، وكان علماء اليهود
يعرفون جيداً أن هذه النبوة تخص المسيح الآتي وأشاروا إلى هذه الحقيقة عندما سألهم
هيرودس الملك:
«أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5 فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». (مت2: 4- 6)
كيف فهمها الرسل وطبقوها
على المسيح؟
وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ
الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى
شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». (مت2: 6)
أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ،
وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ ،الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي
الْمَسِيحُ؟» (يو7: 42)
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا
وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. ٣٢هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى،
وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، ٣٣وَيَمْلِكُ عَلَى
بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». (لو1: 31)
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ
عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ٢هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ
اللهِ. ٣كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
(يو1: 1- 3)
الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ
الْكُلُّ. (كو1: 17)
يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ
وَإِلَى الأَبَدِ. (عب13: 8)
أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. (رؤ1:
11)
متى دونت نبوة ميخا؟
ميخا 5: 2 هي نبوة لأن هناك أربعة أسباب تجعلنا نعرف أنها كتبت قبل ولادة المسيح. السبب الأول هو أن لفيفة ميخا 5 المسماة 4Q81 موجودة في مخطوطات البحر الميت والتي يعود تاريخها إلى عام 175 قبل الميلاد. إلى 50 قبل الميلاد. السبب الثاني الذي يجعلنا نعرف أن ميخا 5: 2 نبوة هو أنها متضمنة في الترجمة السبعينية (LXX)، وهي ترجمة يونانية للأسفار المقدسة العبرية اكتملت حوالي عام 270 قبل الميلاد. السبب الثالث هو أن إرميا النبي يذكر ميخا كنبي كان موجودًا قبل زمانه (إرميا 26: 18). إذًا، تكشف هذه الحقائق أن ميخا 5: 2 قد كُتب قبل ولادة المسيح. وأخيرًا، تشير الأدلة الداخلية إلى أنها كتبت حوالي 735-710 قبل الميلاد. لذا، فإن ميخا 5: 2 هي نبوءة كانت موجودة قبل المسيح بـ 700 سنة.
بيت لحم إفراته:
في وقت كتابة النبوة، كانت هناك مدينتان تدعى بيت لحم.
وكانت إحدى المدينتين في الجليل والأخرى في يهوذا. وبالتالي، تم إضافة كلمة أفراتا
لمساعدتنا في تحديد بيت لحم. كانت بيت لحم أفراتة، ولا تزال، على بعد حوالي ستة
أميال جنوب القدس. فقال الرب أن المدينة "صغيرة جدًا". وقد وُصفت بأنها
صغيرة لأنها لم تكن مدرجة حتى في قائمة المدن في يشوع 15. لذلك، ليس هناك شك في
المدينة المشار إليها في هذه النبوءة.
لاحظ أن هذه النبوءة ليست عامة، بل محددة للغاية.
مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل!
يتطلع ع٢ بشوق إلى ولادة الشخص المزمع أن يتسلط في
إسرائيل، الذي مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل. وهذه الكلمات تشير إلى أزلية
المسيا، ومن ثم لاهوته. وحيث أنه كانت توجد بلدتان باسم بيت لحم في الأرض المقدسة،
فيحدِّد ميخا بيت لحم أفراته، وهي تقع على بعد ١٠كم جنوب أورشليم. وقد قُصد أن
يكون هذا العدد كنقيض للعدد ١. فرغم أن موقف إسرائيل الراهن يبدو محبطًا ومخيبًا
للآمال، إلا أن الكل سيتغير عندما يأتي المسيا.[1]
”مخارجه” وفي العبرية
”מוצאה = môtsâ’âh” وتعني، بحسب الترجمة الدولية الحديثة NIV “whose origins = أصوله“. أي أن النص يعني ”خروجه أو أصوله“. أصل وجوده، ليس ميلاده في بيت لحم.
”منذ القديم“، وفي
العبرية ”קדמה = qêdmâh أو קדם = qedem“، وكلمة ”الأزل” في
العبرية ”עלם = ‛ôlâm = عولام“. زمن خارج حدود
العقل، أي الأزل الذي لا بداية له. وتعنى العبارة هنا ”ومخارجه منذ القديم منذ
أيام الأزل” القدم السحيق في الأبدية، الأزل الذي لا بداية له. وهى مستخدمه عن
الله الأزلي الذي لا بداية له "الإِلهُ
الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ. فَطَرَدَ مِنْ
قُدَّامِكَ الْعَدُوَّ وَقَالَ: أَهْلِكْ." (تث 33: 27)، وعن القدم الأزلي قبل الزمن وقبل الخليقة "«اَلرَّبُّ
قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ."
(أم 8: 22). ومن ثم فهي تؤكد وجود
المسيح القديم السابق لميلاده والسابق للخليقة والزمن، وجوده الأزلي بلا بداية.
ومن ثم فالنبوة بجملتها تؤكد لنا معنى واحد، وهو أن المسيح الآتي الذي سيولد في
زمن محدد ومكان محدد هو بيت لحم، هو الموجود منذ الأزل بلا بداية، القديم الموجود
منذ القدم قبل الزمن وقبل الخليقة.
كما تعنى عبارة "منذ أيام الأزل – Yeme Olam" في العبريه القدم العظيم والأبدية، الأزل.
كيف قرأها الرابيون اليهود؟
ترجوم يوناثان على ميخا 5: 2
"وأنت يا بيت لحم أفراتة، ايتها الصغيرة عن أن تعدي بين آلاف بيت يهوذا، منك يخرج أمامي المسيح، ليتسلط على إسرائيل، الذي ذكر اسمه قبلاً، منذ أيام الخلق»[2]
هذا النص من الترجوم قام به رابي جوناثان بن عوزيئيل Rabbi Jonathan ben Uziel (من القرن
الأول)، ومن الواضح أنه يؤمن أن هذه نبوة عن المسيا، وأنه سيولد في بيت لحم
إفراته، لكن من الواضح أيضًا أنه عدّل في نهاية التعقيب ليجعله منذ أيام الخلق،
بدلًا من: منذ أيام الأزل.. من الواضح أنه كان يتعجب من أن يكون المسيا كائنًا
أزليًّا!
ألفريد إدرشيم (1825-1889 م) كان يهودياً آمن بيسوع
المسيح وأصبح من أتباعه. تلقى تعليمه في المدرسة العبرية وجامعة فيينا. وقد كتب
كتابًا بعنوان " The Life and
Times of Jesus the Messiah".[3]
وكتب فيه:
وكما هو واضح من ترجمة ترجوم يوناثان، فإن التنبؤ في ميخا 5 الآية ٢ كان يُفهم عالميًا في ذلك الوقت على أنه يشير إلى بيت لحم، باعتبارها مسقط رأس المسيح. هذا هو التوقع العام، كما يظهر من التلمود، حيث، في محادثة خيالية بين عربي ويهودي، تم تسمية بيت لحم رسميًا على أنها مسقط رأس المسيح.[4]
ويقول الترجوم الفلسطيني
The Targum Palestine:
"سيخرج المسيح من بيت لحم أمامي ليتسلط على إسرائيل."[5]
بعد ظهور المسيح، كتب حاخام من العصور الوسطى يُدعى
ديفيد قمهي David Qimhi (1160-1235 م)، يُدعى أيضًا راداك Radak، هذا عن ميخا 5: 2:[6]
"سيقال في العصر المسياني أن "مخارجه منذ القديم منذ الأزل... من بيت لحم" تعني أنه سيكون من بيت داود، لأن هناك فترة زمنية طويلة بين داود والمسيح الملك؛ وهو إيل (الله)، هكذا هو “منذ القديم منذ الأزل”.[7]
ويكتب رابي راشي في تفسيره على ميخا:[8]
منك سيخرج لي – المسيح ابن داود، ولذلك يقول الكتاب (مز 118: 22): "الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية". وأصله منذ القديم "قبل الشمس" (مز 72: 17).
ويكتب رابي أليعازر:
اسم المسيح قبل كون العالم، الذي "مخارجه [كانت] منذ الأزل"، عندما لم يكن العالم قد خلق بعد.[9]
وجاء في التلمود حوار بين عربي ويهودي، جاء فيه:
ولد المسيح الملك. فأجابه ما اسمه؟ فأجاب: مناحيم (المعزي) اسمه. فسأله ما اسم والده؟ فقال حزقيا. فقال له من أين هو؟ فقال من قصر ملك بيت لحم يهوذا.[10]
وقد رويت هذه القصة نفسها في مكان آخر مع بعض الاختلاف
البسيط، وبالتالي، يجب على العربي أن يقول لليهودي:
فقال له ما اسمه؟ فقال مناحم اسمه. وما اسم والده؟ فقال حزقيا. وأين يسكنون؟ (هو وأبوه) قال في بئر أربع Birath Arba في بيت لحم يهوذا.[11]
[1] تفسير وليم ماكدونالد.
[2] Huckel,
T. (1998). The Rabbinic Messiah (Micah 5:2). Philadelphia: Hananeel House.
See also: the Pirqé de R. Eliez. c. 3, and by later
Rabbis
[3] ترجمه الأب أنطونيوس فكري إلى العربية، تحت عنوان: حياة
المسيح والزمن الذي عاش فيه. لكنه اختصر كثيرًا ولم يترجم هوامش الكتاب.
[4] Alfred
Edersheim. The Life and Times of Jesus the Messiah. Eerdmans Publishing. 1973.
Book 2. Chap. VIII. p. 206.
[5] HaDavar
Messianic Ministries.
(www.hadavar.org/critical-issues/anti-missionary-arguments/tampering-with-the-text/micah-52/
[6] مأخوذ عن
مقال: Jewish Rabbis Believed Micah 5:2 Is About the
Messiah
[7] Risto
Santala, The Messiah in the Old Testament in the Light of Rabbinical Writings,
Keren Ahvah Meshihit. 1992. p. 115.
[9] Pirke
Eliezer, c. 3. fol. 2. 2.
[10] T.
Hieros. Beracot, fol. 5. 1.
[11] Echa
Rabbati, fol. 50. 1.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق