الأربعاء، 30 أغسطس 2023

هل الله هو خالق الشر؟

 


مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟ (مراثي3: 38)، هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا مُصْدِرٌ عَلَيْكُمْ شَرّاً وَقَاصِدٌ عَلَيْكُمْ قَصْداً. فَارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَأَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ». (ار18: 11)، مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ. (اش45: 7)، أَمْ يُضْرَبُ بِالْبُوقِ فِي مَدِينَةٍ وَالشَّعْبُ لاَ يَرْتَعِدُ؟ هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟ (عا3: 6).

 

فهل الله خالق الشر ام لا؟

 

بداية الكتاب المُقدس في كثير من المواضع ينفي عن الله ان يكون هو مسبب او مصدر الشر؛ لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ. (1كو14: 33)، هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. (تث32: 4)، لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. (يع1: 13).

 

وفي نص سفر عاموس يتحدث الرب خصيصاً عن تعليم مُحدد ويُمكن معرفته من معرفة كامل النص: «إِيَّاكُمْ فَقَطْ عَرَفْتُ مِنْ جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ لِذَلِكَ أُعَاقِبُكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ». 3هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ 4هَلْ يُزَمْجِرُ الأَسَدُ فِي الْوَعْرِ وَلَيْسَ لَهُ فَرِيسَةٌ؟ هَلْ يُعْطِي شِبْلُ الأَسَدِ زَئِيرَهُ مِنْ خِدْرِهِ إِنْ لَمْ يَخْطُفْ؟ 5هَلْ يَسْقُطُ عُصْفُورٌ فِي فَخِّ الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ شَرَكٌ؟ هَلْ يُرْفَعُ فَخٌّ عَنِ الأَرْضِ وَهُوَ لَمْ يُمْسِكْ شَيْئاً؟ (عا3: 2- 5). الله هُنا يُحدث شعب إسرائيل عن عقوبتهم إن تركوه وذهبوا وراء ألهة أُخري، والله لا يُرسل لهم هذه العقوبة بيده بل هم بتركهم إياه فيسقطون من نعمته التي كانت تحفظهم ويتحملون نتيجة أو توابع الشر الذي تبعوا طرقه، ولذلك يقول: (هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟) بمعني: هل أسير معكم وانتم لا تريدون أن تسيروا معي! ويري القديس باسليوس أن الله يترك أيدي الخطاة فيسقطون من نعمته إلي نتائج شرهم، وذلك لكي يوقف الظلم قبل أن ينتشر ويمتد إمتداداً فائقاً مثل تيار النهرالذي يوقفونه بسد او بجدار متين قوي.[1]

 

لكن ماذا عن ان الرب هو خالق الشر؟

 

الله قد خلق البشرية ولهم إرادة حرة (free choice)، والإرادة الرحة قد أوجدت الشر في العالم. إذاً، فالله أوجد إمكانية حدوث الشر بخلقه كائنات لها حُرية الإرادة، لكن هذه الكائنات الحرة قد أوجدت هذا الشر فعلياً. فالله خلق شئ جيد وهو قوة الإرادة الحرة، ولكن الكائنات الحرة أخرجت الشر بإرادتها الحرة، فالشر تحت سلطان الله وليس خارجاً عن قدرته أو سيطرته، وهذا هو معني النص أن الله يسمح بحدوث الشر ولا يُعززه ويُحدثه (بالرغم من أن تلك ليست رغبته ولكن سماحه بحرية الإرادة يقتضي بسماحة لحدوث الشر الناتج عنها) [2].

 

ويقول ق. أغسطينوس: كلمة يخلق هُنا تعني يأمر ويُنظم، وفي كثير من المخطوطات كُتِبَت: "انا اصنع الخير وأأمر الشر". فكلمة (أصنع) تعني أن أعطي وجود شئ لم يكن موجود علي الإطلاق، بينما (الأمر) هو ترتيب لشئ موجود بالفعل بطريقة يمكن بها أن يتحول لخير عظيم[3].

ورأي القديس أغسطينوس هُنا صحيح، فكلمة خلق في الكتاب المُقدس لا تعني دائماً الخلق من العدم، بل في كثير من الأحيان تُشير إلي تنظيم وتغيير شئ موجود بالفعل إلي شئ آخر.

هذا ما نبهنا له القديس باسليوس إذ يقول: عندما يقول المُرنم: (قلباً نقياً أخلق فيّ يا الله.. مز 51: 1) لا يعني انه يطلب من الله ان يخلق له قلباً آخر لكن تعني انه يطلب من الله ان يُجدد قلبه الذي عتق من الشرور ليصير جديداً. وأيضاً بولس الرسول يقول: (ليخلق من الإثنين إنساناً جديداً.. أف 2: 15) لا يعني ان الله يخلق من العدم لكن تجديد الإثنين الموجودين بالفعل، كذلك أيضاً عندما يقول إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو5: 17)[4].

إذاً كلمة خالق الشر هُنا تعني تنظيم الحدث الذي يُعتبر شراً وتغييره، أو بمعني آخر تعني سلطة الله في التدخل والسيطرة علي حالة الشر وتغييرها إلي خير.

 

وبالطبع ليس كل ما يقال عليه انه شر هو شر بطبيعته، بل هناك أشياء تبدوا لنا شراً إلا انها في النهاية تؤول إلي خير، ولذلك يقول الأب ثيؤدور: حينما يتحدَّث الحكم الإلهي مع البشر يتكلَّم معهم حسب لغتهم ومشاعرهم البشريَّة. فالطبيب يقوم بقطع أو كيّ الذين يعانون من القروح لأجل سلامة صحّتهم، ومع هذا يراه غير القادرين على الاحتمال أنه شرّ[5]. اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم تعبيريْ "شرور"، "أحزان" في معان غير مناسبة، فإنها ليست شريرة في طبيعتها وإنما دُعيت كذلك لأنه يظن أنها شرور بالنسبة لمن لم تسبب لهم خيرًا[6]. ويكتب ثيؤدوريت أسقف قورش: الله يدعو هذا شر، ليس لأنه شر بطبيعته، لكن لأن الناس يعتبرونه هكذا. وهكذا تعودنا نقول: (هذا يوم سئ)، ليس لإن اليوم نفسه تغير لطبيعة آخري، لكن بسبب طريقة سير أحداث التي حدثت في ذلك اليوم قد أصبحت مؤسفة[7].



[1]  الله ليس مسبباً للشرور، ترجمة عن اليونانية د/ جورج عوض إبراهيم، ص 27

[2] When critics ask, p, 271.

[3] The Catholic and Manichaean Ways of Life 2.7.9.

[4] الله ليس مسبباً للشرور، مرجع سابق، ص 23، 24

[5] Cassian: Conf. 6:6

[6] Ibid

[7] Commentary on Isaiah 14.45.7.

فاستراح الله، هل الله يتعب؟

 


الله روح، ومن صفات الروح أنه لا يتعب بل هو دائماً في حالة حركة وتأهب ونشاط، بعكس الجسد (مر 14: 38، مت 26: 41) فلا يُمكن أن يُصيبهُ التعب لأنه غير مادي فلا يتأثر بما به الماديون، بل إن الرب ذاته دائماً يعمل ويسمع الصلوات ويستجيب ويتفاعل في التاريخ، لذلك يكتب العلامة اوريجينوس: إننا نرى الرب دائمًا يعمل، لا يوجد سبت يكف فيه عن العمل، منذ ذلك اليوم الذي فيه "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (مز147: 8)، أو "الكاسي السموات سحابًا المهئ للأرض مطرًا المنبت الجبال عشبًا"، "هو يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان"، " أنا أميت وأحيي" (أي5: 18)، وأيضًا المسيح الرب في الأناجيل يجيب على اليهود الذين يتهمونه بالعمل والشفاء يوم السبت " فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يوحنا5: 17)، مشيرًا بهذا أنه لا يوجد أي وقت يستريح فيه الرب من السهر على أحوال العالم ومصائر الجنس البشري. لأنه منذ البداية، قد خلق المخلوقات وخلق مواد عديدة من حكمته كخالق وعلم أنها تكفي حتى نهاية العالم، بل يقول: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20)، فالرب لا يكفّ عن عنايته الإلهية وتوفيره لها[1].

ويقول ق. أغسطينوس: إنه لم يتعب ولا احتاج إلي راحة، كما أنه لم يترك عمله حتى الآن، إذ يقول ربنا المسيح بصراحة: "أبي يعمل حتى الآن" (يو 5: 17)[2].

ويقول القديس إكليمنضس السكندري بأن الله لا يحتاج إلى يوم للراحة كالإنسان فإنه لا يتعب ولا يمسه ألم ولا عوز[3].

 

فما معني كلمة إستراح الله هُنا؟

اولاً: الكلمة العبرية (שָׁבַת- شاباث)  وتعني: توقف، كفَّ، وصل إلي النهاية[4]. وقد تُرجمت بالفعل إلي توقف[5] وأنهيَّ[6] في كثير من النصوص الأُخري. ويعلق العالم د. ديريك كدنر: أستراح تعني حرفياً كفَّ، إنها راحة الإنجاز لا راحة عدم النشاط، فإن الله يعول ما يخلقه[7]. ويؤكد ذلك يوحنا ذهبي الفم: لا يعني (راحة الله) البطالة بل انتهاء التعب، فإن الله لا يزال يعمل حتى الآن كما يقول المسيح (يو 5: 17)[8]. لذلك يقول القديس أغسطينوس: إننا نستريح عندما نصنع أعمالاً صالحة. كمثال لذلك كُتب عن الله أنه "استراح في اليوم السابع"، وذلك عندما صنع كل أعماله وإذا بها حسنة جدًا[9].

وهذا أيضاً ما يُريده النص الكتابي إذ يقول: وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. (تك 2: 2)، ويقول كاتب العبرانيين: لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. (عب 4: 10)

 

ثانياً: راحة الله أيضاً تعني راحته في خليقته وراحتنا فيه، فالله يستريح في سكناه في ومع خليقته إّذ يقول: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمٍَ.(أم 8: 31)، وكما يقول القديس أغسطينوس: راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله[10]. ويقول ق. غريغوريوس النيزنزي: الله يستريح بين قواته المُقدسة، وهو مُحَّبب إليه أن يسكن بينهم. وهكذا يُقال عن الله إنه جالس أو مُستريح[11].

 

ثالثاً: أعطت لنا رسالة العبرانيين بعداً جديداً عن مفهوم الراحة هُنا، فتقول: لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».5وَفِي هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ»....10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. (عب 4: 4- 11)، فراحة الله وراحتنا فيه هي في الدهر الآتي وليس في هذا العالم لأننا مازلنا نعيش في اليوم السابع أما راحة الله فهي في نهاية اليوم السابع أي في نهاية العالم يوم قيامة الأموات. ويقول اوريجين: السبت الحقيقي هو الذي فيه "يستريح الرب من جميع أعماله"، سيصبح العهد الآتي متى " هرب الحزن والتنهد " (أش35: 10)، وسيصبح الرب " الكل وفي الكل " (كو3: 11)[12]. ويقول القديس ميثوديوس الأوليمبي: لأن الجمال المعنوي الغير مادي (الله)، الذي ليس له بداية وغير فاسد، ولا يتغير، ولا تصيبه الشيخوخة، ولا يحتاج إلي شئ، يستريح في نفسه، وفي ذات النور الذي في أماكن لا يُمكن التحدث عنها، أو الإقتراب منها، وتشمل كل الأشياء في مُحيط قوته[13]... لأنه في ستة أيام عمل الله السماء والأرض، وأنهي خلقة العالم كله، وأستراح في اليوم السابع من كل عمله الذي عمل، وبارك اليوم السابع وقدسهُ.. وذلك يُشير إلي أنه عندما ينتهي العالم في إنتهاء السبعة الف سنة، عندما يتم الله عمل العالم، سوف يفرح فينا (مز 104: 31).. حينئذ عندما تتم الأزمنة سوف يتوقف الله عن الخلق في الشهر السابع، يوم القيامة العظيم[14].

ويكتب الاب تادرس يعقوب: إن كان الله قد استراح في اليوم السابع، فإن الستة أيام تشير إلى الحياة الزمنية حيث يعمل الله على الدوام لحسابنا حتى متى جاء يوم الرب العظيم أي السبت الحقيقي يستريح الله بقيامتنا ولقائنا معه في الأمجاد، حيث يعلن كمال خلاصنا روحيًا وجسديًا، ونوجد هناك معه وفيه إلى الأبد، في "السماء الجديدة والأرض الجديدة" (رؤ ٢١: ١)، في المدينة المقدسة أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها، والتي قيل عنها: "هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا" (رؤ ٢١: ٣). هذه هي الراحة الحقة لله والناس، أو هو سبت الرب وسبتنا، وقد سبق لنا إدراك أن السيد المسيح هو "راحتنا الحقيقية" أو "سبتنا الحقيقي"، فيه استراح الآب في البشرية إذ وجدنا أعضاء في الجسد ابنه مقدسين ومتبررين، وفيه استرحنا في الآب إذ نجده أبانا السماوي بتمتعنا بالبنوة لله بثبوتنا في الابن الوحيد. تحققت الراحة بقيامة السيد المسيح من الأموات حيث أقامنا معه معطيًا إيانا سلطانًا على الموت وغلبة على الجحيم وتحطيمًا للخطية. فصار لنا حق الدخول إلى السماويات حتى حضن الآب باتحادنا في القائم من الأموات وللآب أن يقبلنا فيه كأعضاء جسد ابنه المحبوب[15].

 



[1] عظات علي سفر العدد، 23: 4

[2] On Ps. 93.

[3] Strom. 6: 16.

[4] Dictionary of Biblical Languages with Semantic Domains : Hebrew (Old Testament) (DBLH 8697, #3).

[5]   وقد تُرجمت الكلمة (שָׁבַת- شاباث) إلي توقف في هذه النصوص:

Neh 4:11

them and kill them and stop • the work.

Neh 6:3

come down. Why should the work stop while

Ezek 16:41

• I will make you stop • playing the whore,

Ezek 26:13

And I will stop the music of your songs,

Ezek 34:10

stop to their • feeding the sheep.

 

[6]  تُرجمت نفس الكلمة (שָׁבַת- شاباث)  إلي (أنهي، نهاية) في هذه النصوص:

Prov 18:18

The lot puts an end to quarrels and decides†

Isa 13:11

• I will put an end to the pomp of

Isa 16:10

I have put an end to the shouting.

Isa 21:2

sighing she has caused I bring to an end.

Ezek 12:23

I will put an end • to • this • proverb,

Ezek 23:27

Thus I will put an end to your lewdness • and •

Ezek 23:48

end to lewdness in the land, that all •

Ezek 33:28

and her proud might shall come to an end,

Dan 9:27

shall put an end to sacrifice and offering.

Dan 11:18

put an end to his insolence. • • Indeed,

Hos 2:11

end to all her mirth, her feasts, her new

Amos 8:4

bring the poor of the land to an end,

 

[7]  التفسير الحديث ص 56.

[8] In John, hom 36: 2

[9] On Ps. 93.

[10] City of God 11: 8.

[11] On Pentecost, fourth oration, NPNF, 2 ser, vol, VII, p. 325.

[12]  عظات علي سفر العدد، 23: 4

[13]  وليمة العشر عذاري، 6: 1.

[14]  وليمة العشر عذاري، 9: 1

[15]  تفسير الرسالة الي العبرانيين، ص 46، 47

هل في معمودية المسيح المذكورة في مت3: 16- 17 عند الظهور الالهي، هل هذا يعني ان الاب والابن والروح القدس هم ثلاثة اشخاص منفصلين؟

 


طبيعة الله هي طبيعة واحدة بسيطة، وبسيطة تعني انها غير مركبة من اجزاء، فالاقانيم ليسوا اجزاء في الله وكأن الإبن هو جزء من الله والاب هو جزء اخر وهكذا.. هذا فهم مشوه عن طبيعة الله الثالوث. ويكتب ق. اثناسيوس الرسولي: الثالوث المبارك لا يتجزأ ، وهو واحد في ذاته، لأنه حينما ذ ُكر الآب ذُكر الإبن الكلمة والروح القدس الذي في الإبن، وإذا ذُكر الإبن فان الآب في الإبن، والروح القدس ليس خارج الكلمة لأن الآب نعمة واحدة تتم بالإبن في الروح القدس، وهناك طبيعة إلهية واحدة[1].

فالله غير مكون من اجزاء وغير قابل للتجزئة وكل اقنوم هو كل ما هو الله منذ الازل لان فيه ومعه الاقنومين الآخرين في احتواء متبادل بغير انفصال.

وهذا ظهر جلياً هُنا في حدث المعمودية إذ ان الإبن المُتجسد أظهر انه غير مُنفصل عن الآب والروح القدس إذ هم متواجدون معه كما هم معه وفيه دائماً، ولذلك يكتب ق. امبرسيوس: نحن نقول إله واحد ونعترف بالآب والإبن. لقد كُتِبَ (احبب الرب إلهك ولا تعبد سواه. تث 10 : 20) اما يسوع فقد رفض انه منفرد بنفسه إذ قال (لا اكون وحدي لان الآب معي. يو16: 32). ليس هو وحده الآن لإن الآب يشهد انه حاضر معه. الروح القدس حاضر (ايضاً). لان الثالوث غير منفصل[2] .

والظهور في هيئات جسدية حيث الابن متجسد ومتحد بجسد المسيح والروح القدس ظاهر في هيئة حمامة والله الآب ظاهر كصوت من السماء، هذا لا يحد طبيعة الله الغير محدودة والموجودة في كل مكان، ولكنه مجرد اعلان حتي يستطيع ان يستوعبه ويتفهمه البشر، ولا يعني ان الله في طبيعته هو هكذا حمامة وجسد انسان وصوت، فهذا تصور طفولي عن طبيعة الله كما هو في ذاته وجوهرة وليس ما يظهره ويعلنه لنا.

فالثالوث القدوس ليس له هيئة جسمية ولذلك فهو بعيد تماماً عن ان يكون محدود بمكان او منفصل مكانياً، هذا لان طبيعة الله روحية وفوق المكان والزمان فلا يُمكن ان تُمسك بالمكان او الزمان ولا ان يكون هذا عامل إنفصال بين اقانيم اللاهوت الذين هم كل ما هو الله الواحد منذ الازل، ويكتب ق. اغسطينوس:
هنا يظهر لنا الثالوث بصوره مميزة, الآب في الصوت, الابن في الإنسان، الروح القدس في الحمامة. انه امر واضح جلي لأي إنسان يُريد ان يراه. فينقل الينا الاعتراف بالثالوث بحيث لا يترك اي مجال للشك او التردد ...
نحن نؤمن ان الآب والإبن والروح القدس ثالوث لا ينفصل, إله واحد لا ينفصل, و ليس هوثلاثة الهه. لكن هناك إله واحد علي نحو لا يكون فيه الإبن هو الآب ولا الآب هو الإبن ولا الروح القدس هو الآب او الإبن. هذه الالوهية التي لا توصف حاضرة في كل مكان مجددة كل شئ, فهي تخلق وتعيد الخلق وترسل وتعيد الي الحياة, وتحكم وتُخلص. هذا هو الثالوث الفائق الوصف وغير المنفصل[3] .



[1] الرسائل إلى سرابيون 1 : 14

[2] التفسير القديم للكتاب المقدس، ترجمة الاب ميشال نجم، انجيل لوقا، ص 126

[3] PL 38 , 3 55 . NPNF . I 6 , 259