معنى كلمة أبوكريفا
كلمة "أبوكريفا" Apocrupha كلمة يونانية άπʹοκρυφοα تعني
"خفي" أو "غامض" أو "مُبهم" أو "عويص"،
واستخدم اليونانيون هذا المصطلح، لأنه كان لديهم نوعين من المعرفة والعقائد
والطقوس، النوع الأول: مسموح به للجميع خاصة وعامة، بينما النوع الثاني كان مسموح
به للخاصة فقط دون العامة، فهو يختص بفئة خاصة متميزة، ولذلك ظلت مخفية عن عامة
الناس. كما أُطلقت كلمة "أبوكريفا" على الأعمال التي تستحق أن تُخفى،
لأنها تحمل عقائد مضلّلة وتعاليــم كاذبـة، تهدم ولا تبني.[1]
وفي بداية المسيحية استخدم هذا التعبير (α̉πόκρυφοσ-
apocrypha – أبوكريفا) بعد ظهور الغنوسية وإنتاجها لكم
كبير من الكتب المزيفة سواء التي نسبتها للرسل أو التي نسبتها لكتابها الأصليين من
هؤلاء الغنوسيين والتي كانت ترى أنها مكتوبة ومقصورة على فئة معينة من الناس
ووصفتها بالسرية. فقد ساعدت الغنوسية بمذاهبها المتعددة وتعاليمها السرية التي
وضعتها للخاصة على حركة تأليف مثل هذه الكتب. وقد تأثر هؤلاء الغنوسيون بالصوفية
البابلية والفارسية وكتاباتها. ويذكر أكليمندس الإسكندري (150 - 215م) أسماء بعض
الكتب السرية للديانة الزرادشتية Zoroastrianism، ولعله أول
من أطلق لفظ "أبوكريفا" على هذه الكتابات الزرادشتية.[2]
كما يطلق اسم "أبوكريفا" على مجموعة من
الكتابات الدينية التي اشتملت عليها الترجمتان السبعينية والفولجاتا[3] (مع
اختلافات لا تذكر) زيادة على ما في الأسفار القانونية عند اليهود وعند البروتستنت.
ولكن ليس هذا هو المعنى الأصلي أو الصحيح. للكلمة، وإن كان هذا هو مفهومها الجاري
الآن. وكان جيروم (توفي حوالي 420م) وكيرلس الأورشليمي (توفي حوالي 386 م.) هما
أول من أطلقا لفظ "أبوكريفا" على ما جاء في الترجمة السبعينية زيادة عما
في الأسفار العبرية القانونية.
ويدخل تحت هذا العنوان كل ما كتبه بعض الكتَّاب في العصر
المسيحي المبكّر بعد العصر الرسولي، بما يختص بأخبار سيرة مخلصنا، ونسبوه إلى
غيرهم كإنجيل يعقوب وإنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيونين وإنجيل المصريّين وإنجيل
العبرانيّين... وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولة وهو إنجيل عربي.
المظنون أن إنجيل يعقوب كُتب في القرن الثاني. وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة
يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملهـا المسيح في حداثته، وما شاهده في
الهاوية، وغير هذا ما يرضي عقول السذَّج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون
إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصّاصين. أما نقض هذه الأناجيل فظاهر لأنها
تناقض روح المخلص وحياته على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود
الزائفة على وجود النقود الحقيقية الخالصة".[4]
لماذا انتشرت كتب الأبوكريفا
وبالرغم
من أن كتب أبوكريفا كتب مزيَّفة ومنحولة ومرفوضة من الكنيسة، إلاَّ أنها وجدت
رواجًا لدى بعض البسطاء والعامة الذين جذبتهم الخوارق والمعجزات التي
تميَّزت بها مثل هذه الكتب، وأيضًا مما ساعد على قبول هذه الكتب أنها خلطت بين
الحقيقة والخداع، فضمت بعض الحقائق التي جاء ذكرها في الأناجيل القانونية
الأربعة، ولاسيما الأناجيل الإزائية الثلاث الأولى، ويقول "الدكتور القس حنا
جرجس الخضري":
"ولقد انتشرت هذه الأناجيل في كنيسة القرون الأولى بطريقة سريعة وعلى نطاق واسع. بل أن بعضًا من هذه القصص الخيالية الخرافية المذكورة في هذه الأناجيل أصبح تسلية المسافرين... فإن المسافرين على ظهور جمالهم وخيولهم وعرباتهم القديمة بطيئة السير، كانوا يقصُّون على بعضهم في أثناء هذه السفريات الطويلة قصصًا مسلية يميل معظمها إلى الخيال الخصب المشوّق، إلى ما هو خارق للطبيعة... خصوصًا القصص التي تتكلم عن طفولة يسوع والمعجزات التي كان يقوم بعملها وهو بعد ولد صغير. وخلط البعض قصص هذه الأناجيل المزيَّفة مع قصص الأناجيل القانونية... هذه القصص انتشرت وذاعت بين الناس، وظن البعض أنها جزء من الأناجيل. وفي حقيقة الأمر ما هيَ إلاَّ قصص وردت في الأناجيل المزيَّفة مثل إنجيل توما، والإنجيل العربي، وإنجيل الطفولة، وإنجيل المصريين".[5]
الدوافع
لكتابة كتب أبوكريفا العهد الجديد
لم
تذكر الأناجيل القانونية شيئًا عن طفولة العذراء مريم، كما صمتت الأناجيل
تجاه الثلاثين سنة الأولى من حياة السيد المسيح بالجسد، فلم تذكر سوى قصة
الميلاد، وزيارة الرعاة، وزيارة المجوس، وذهابه للهيكل في الثانية عشر من عمره،
فكانت هذه المراحل المجهولة محط تساؤلات عديدة من المؤمنين فوجدت أسفار الأبوكريفا
مرتعًا لها، وفي خيال جامح اختلقت قصص ومعجزات خارقة نسبتها للعذراء وللسيد المسيح
لكي تشبع نهم القُرَّاء. ومن الدوافع لكتابة كتب أبوكريفا الجديد:
1ـ جاءت هذه الكتب للإجابة على تساؤلات البعض عن السنين التي لم تفصح عنها الأناجيل مثل طفولة العذراء مريم، وحياتها في الهيكل، ورحلة الهروب إلى مصر، والثلاثين سنة الأولى من حياة السيد المسيح، والفترة من قيامته إلى صعوده، فنظرًا لندرة المعلومات حول هذه المسائل مثل طفولة يسوع، ومرحلة الرجولة المبكّرة، فقد تعهّدت أناجيل "الطفولة" لتزويد القارئ بما كان مفترضًا يُعتبر كحقيقة تاريخية. إلاَّ أنّ الكثير من المواد كانت كُلّها من عالم الخيال ولا يمكن أن يقبلها القارئ الذكي أو يعتبرها حقيقة.[6] وفيما تحكي كتب الأبوكريفا عن تلك السنين المجهولة من حياة العذراء وحياة السيد المسيح، تجدها تجنح نحو المبالغات والخرافات، وتميل إلى زخرفة أحداث الإنجيل، فيقول "الكاردينال جان دانيالو":
"منذ القرن الثاني بعد مجيء المسيح، بدأت بعض الجماعات المسيحية تتناقل بعض النصوص، التي لم تقبلها الكنيسة وتعترف بها على أنها أناجيل، فقد سُمّيت هذه الأناجيل بـ "المنحولة" لأنها لا تعبر عن إيمان الكنيسة المستقيم. وقد اهتمت هذه الأناجيل المنحولة بشكل خاص برواية أحداث طفولة يسوع، وذلك إشباعًا لمخيلة الناس الراغبين في معرفة المزيد عن حياة يسوع - ولدى المقارنة ما بين روايات الأناجيل المنحولة وروايتي متى ولوقا نلحظ أن الفارق الأساسي قائم على بساطة الأسلوب وعمق الفكرة - فالأناجيل المنحولة تستسلم لرواية الخوارق الخيالية ولا تهتم بالتعليم اللاهوتي العميق، بينما يمتاز إنجيلا متى ولوقا بأسلوب بعيد عن كل تعقيد، وبفكر أقرب ما يكون إلى الواقع الإنساني والروحي".[7]
2ـــ التأكيد على ألوهية السيد المسيح بطريقة منفّرة، فتُظهِر يسوع في طفولته وصبوته طفلًا مشاكسًا يستغل قوته الإلهيَّة في تحقيق ذاته، فيميت هذا ويحيي ذاك ويستهين بمعلمه... إلخ..
3ــ أشاعت بعض كتب الأبوكريفا أفكار الأبيونيين والغنوسيين والوثنيين، لتعطي سندًا إنجيليًا لهذه البدع والهرطقات، مثلما جاء في إنجيل الأبيونيين وإنجيل نيقوديوس وأعمال بطرس... إلخ.، ويعتبر هذا رد فعل للكتب المسيحية الدفاعية التي فضحت البدع والهرطقات المختلفة. ويقول "الدكتور القس حنا جرجس الخضري":
"فالتعاليم الغنوسية تسيطر على كثير من هذه الأناجيل، وكما هو معروف فإنَّ التعاليم الغنوسية تسيطر على كثير من هذه الأناجيل، وكما هو معروف فإن التعاليم الغنوسية تنكر ناسوت المسيح، ولذلك فهيَ لا ترى في يسوع إنسانًا حقيقيًا بل هيئة إنسان يأكل ويشرب وينام، وليس إنسانًا حقيقيًا يجوع ويعطش ويحتاج إلى النوم، بل كان يأكل ويشرب وينام متظاهرًا تحت هيئة بشرية غير حقيقية، ولقد شبَّهوا جسد يسوع بالنور أو شعاع الشمس، فإن النور وشعاع الشمس يمكن لهما أن يخترقا لوحًا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح. وهـذا ما حدث (بحسب تفسيرهم)، لمريم العذراء التي احتفظت بعذراويتها (بالمعنى الحرفي للكلمة)، وهذا ما حدث أيضًا ليسوع في حادثة موته. فالمسيح لا يمكن أن يموت لأنه غير قابل بأي حال من الأحوال للآلام. وإنجيل بطرس (المنحول) يصف لنا حادثة موت المسيح فيقول:
"فجاءوا بلصين وصلبوا السيد بينهما، ولكن السيد كان صامتًا كإنسان لا يشعر بأي ألم".
فقد رفض الغنوسيون عقيدة الصلب لأنها لا تتفق ولاهوت المسيح... بل يقتبس الغنوسيون الأناجيل المزيفة التي تجعل من سمعان القيرواني الشخص الذي أخذ مظهر يسوع الناصري وهيئته، ولذلك وضع اليهود أيديهم عليه وصلبوه بدلًا من المسيح لأنه شبّه لهم بأنه المسيح. ويوحنا في أعماله يصف لنا الشخص المُعلَّق على الصليب والذي قال: "لست أنا يسوع المعلّق على الصليب". ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحادثة بالقول: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَـلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" (سورة النساء 156 - 157)".[8]
4ــ جاء في كتب أبوكريفا شرح لما هو غامض في الأسفار القانونية، مع إضافات أسطورية وأفكار هرطوقية.
مصادر
كتابة الأبوكريفا
كان
المصدر الأول لهذه الأبوكريفا هو العهد الجديد نفسه، فقد استقت الكتب
الأبوكريفية مصدرها واعتمدت بالدرجة الأولى على الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة، فشرحت
ما بدا أنه غامض فيها وأضافت إليها عبارات وأفكار تؤيد معتقداتها وقدمتها بشكل
أسطوري خيالي يتناسب مع أفكارها، قال وستكوت عن الأجزاء الباقية من إنجيل
الأبيونيين:
"فهي تبين أن قيمته ثانوية، وأن المؤلف قد أستقى معلوماته من الأناجيل القانونية وبخاصة الأناجيل الثلاثة الأولى بعد أن جعلها تتفق مع أراء وممارسات الأبيونية أو الغنوسية".[9]
كما
يقول القديس إيريناؤس:
"الأرض التي تقف عليها هذه الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها".[10]
وكان سفر أعمال الرسل هو السند الأول لأسفار
الأعمال الأبوكريفية، ولكن بفن وحبكة وفكر يوناني. وقامت هذه
الأعمال بتوسيع نصوص سفر الأعمال القانوني إلى أعمال مستقلة بتوسيعها والإضافة
إليها والحذف منها، مع وجود بعض التقاليد الخاصة بكل رسول في منطقة كرازته، لتخرج
لنا عدة أعمال مستقلة. وعلى سبيل المثال فقد اتخذ كاتب أعمال بولس من سفر أعمال
الرسل، إطارًا له، ويفتتح القسم الروماني من أعمال بطرس برحلة بولس الرسول إلى
أسبانيا بعد أحداث سفر أعمال الرسل إصحاح
28. واعتمد كاتب الرسالة إلى اللاودكيين على رسائل بولس خاصة الرسالة إلى غلاطية
والرسالة إلى أفسس.
والى جانب ذلك فقد تأثرت هذه الكتب، بالروح الأسطورية النابعة من البيئة الهيلينية (اليونانية) التي كتبت وانتشرت فيها، فقد ساد بعضها روح أدب الرحلات التي كانت سائدة في القرن الثاني كأعمال توما، وحوى إنجيل الطفولة العربي عددًا من القصص الشرقية. وكانت أغلب الأعمال المنسوبة للرسل من اختراع الروح الهيلينية التي كانت تجد لذتها في الخوارق والكتابات الرومانسية عن الرحلات. كما احتوت هذه الأعمال على تقاليد كثيرة لها أساس تاريخي صحيح، احتفظت بها الجماعات المسيحية، وكتبوا هذه الأعمال، الأبوكريفية، لتقديم هذه التقاليد بكل تفصيل، ولكن هذه البذور القليلة من الحقيقة تاهت ودفنت في أكوام من الأساطير.
لماذا
رفضتها الكنيسة؟
(1)
أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكُتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل بحوالي 100 سنة،
فقد كتب أقدمها حوالي سنة 150م، وكتبت جميعها فيما بين 150 و450م.
(2)
لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونيًا إلَّا إذا كان قد تم تسليمه من الرسل أنفسهم،
وكانت قد قبلته كل الكنائس من الرسل وليس من غيرهم. وهذه الكتب الأبوكريفية كتبت،
في معظمها، بعد انتقال الرسل من العالم بحوالي مئة سنة، ومن هنا أطلق عليها
"أبوكريفا"، أي المزيفة لأنها نبعت أساسًا من قلب المذاهب الهرطوقية مثل
الغنوسيين، وكان هؤلاء متمسكين بها ومعترفين أنها خرجت من دوائرهم، لذا لم تحظ قط
بالقبول لدى كل الكنائس، في الشرق أو الغرب، فيقول أوريجانوس (توفي 253م)،[11]
إنه يجب أن نفرق بين الكتب المسماة
"أبوكريفا"، فالبعض منها يجب رفضه كلية لأنه يحوي تعاليم تناقض تعليم
الكتاب، أي أنه منذ نهاية القرن الثاني، أصبحت كلمة "أبوكريفا" تطلق على
ما هو زائف ومكتوب خارج دائرة الرسل والكنيسة، بل وكتب في دوائر الهراطقة، وكان
معروفا لهم أن هذه الكتب قد نسبت لأناس لم
يكتبوها.
ويعارض
إيريناؤس (توفي 202م) أكليمندس الإسكندري فيرفض أن يكون للكتابات السرية أي
اعتبار، ويضع كلمة أبوكريفا (α̉πόκρυφοσ- apocrypha) بجوار كلمة (nothos - nόθος)
مزيفة.[12]
وكان يعتبر -مثل جيروم فيما بعد- أن كلمتي "قانونية"
و"أبوكريفا" على طرفي نقيض. ويستخدم العلامة ترتليانوس كلمة (α̉πόκρυφοσ-
apocrypha)
وكلمة (falsa
- مزيف) كمترادفين.[13]
وكانت كلمة أبوكريفا تعني عنده الأسفار غير القانونية، المزيفة.
هذه
الكتب، الأبوكريفية، لم يتسلمها أحد لا من الرسل ولا من غيرهم ممن خلفوهم. وإنما
خرجت من دوائر أخرى خارج حظيرة الكنيسة، وهى دوائر الهراطقة التي، كما يقول
العلامة ترتليان (145-220 م.)، لا تمت للرسل أو من خلفوهم بصلة،[14]
والتي كانت شديدة الخصوبة في إصدار مثل هذه الكتب. وبرغم معرفة علماء الكنيسة، في
القرون الأولى، بهذه الكتب وأهدافها المختلفة سواء صدرت عن مؤمنين بسطاء أو
هراطقة، إلا أنهم درسوها وفحصوها ولم يترددوا، بعد ذلك، في رفضها ووصفها بأنها
كاذبة ومزورة ولا تستحق مجرد الاهتمام بها.
قال
القديس إيريناؤس (120-202 م.):
"أن الهراطقة الماركونيين أصدروا عددًا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية المزورة والتي زيفوها بأنفسهم ليذهلوا عقول الحمقى".[15]
وقال
يوسابيوس القيصري (264-240 م.):
"أنها معروفة عند معظم الكُتَّاب الكنسيّين، وأنّه في مقدورنا أن نُميّز بين هذه الكتب القانونية وتلك التي يصدرها الهراطقة بأسماء الرسل مثل إنجيل بطرس وإنجيل متى (المنحول) وغيرها، أو مثل أعمال أندراوس، ويوحنا، وغيرهما من الرسل، فلم يحسب أي واحد من كُتَّاب الكنيسة أنّها تستحق الإشارة إليها في كتاباتهم. وفي الحقيقة أنّ أسلوبها يختلف اختلافًا بيّنًا عن أسلوب الرسل، كما أنّ أفكارها ومفاهيمها بعيدة جدًّا عن الأفكار القويمة الصحيحة، وهذا دليل على أنّها من صنع خيال الهراطقة، ومن ثم وجب ألَّا تُحسب بين الكتابات المُزيفة فحسب، بل يجب أن تُرفض كُليَّة باعتبارها سخيفة ونجسة".[16]
وقال
فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من ق 9:[17]
"أن لغتها خالية تمامًا من النعمة التي تتميز بها الأناجيل وكتابات الرسل، وغاصة بالحماقات والمتناقضات". ثم يختم بقوله أنها تحوي "عشرات الآلاف من الأشياء الصبيانية التي لا تصدق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء، المتضاربة، الخالية من التقوى والورع، ولا يجافى الحقيقة من ينعتها بأنها نبع وأم الهرطقات".[18]
أهم
خصائص وصفات هذه الكتب الأبوكريفيا
(أ)
خرافية:
تمتلئ
هذه الكتب بالأفكار الخرافية والخيالية فتنسب للمسيح والرسل أعمالا خيالية لا مبرر
لها كسجود التنانين والأسود والنمور والثيران والحمير للطفل يسوع! وجعل بطرس سمكة
مشوية تعوم! وكلب يعظ بصوت آدمي بليغ! وطفل عمره سبعة شهور يتكلم كرجل! وطرد يوحنا
للبق من أحد البيوت بمعجزة! وسقوط معبد أرطاميس الضخم في أفسس بصلاة يوحنا،[19]
وقصة مهر يتكلم وشاب وتنين يرغبان في فتاة فيقتل التنين الشاب ثم يمتص التنين
السم، بناء على أمر توما، ويموت ويحيا الشاب! ونرى الطفل يسوع، طفلًا مشاكسًا
متقلبًا ذا طبيعة تدميرية يؤذى معلميه ويتسبب في موت رفقائه بصورة إعجازية لا مبرر
لها، تمزج قدرة الله بنزوات طفل مشاكس! وتنسب، هذه الكتب، للمسيح ظهورات عديدة
بأشكال متنوعة كطفل أو فتى أو رجل عجوز وفى أغلب الأحيان في صورة أحد الرسل! كما
تنسب للرسل أعمال خارقة، بدون داع، مثل فتك الصواعق بأعدائهم! ورعب الفجار من قوات
الطبيعة المخيفة كالزلازل والرياح والنيران! وغير ذلك من الأفكار الأسطورية
الخرافية المتأثرة بالفكر الإغريقي الهيلينسيتى والتي تشبع فضول البسطاء والعامة
الذين اعتادوا سماع مثلها في دياناتهم الوثنية السابقة قبل اعتناقهم المسيحية.
يقول وستكوت:
"في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهومًا سليمًا لقوانين تدخُّلات العناية الإلهيّة، فهي تجرى لسد أعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتيّة، وكثيرًا ما تُنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عُمِلَت معه المعجزة".[20]
(ب)
الزهد الجنسي والامتناع عن الزواج:
تُركِّز
هذه الكتب، خاصّة الأعمال، على الزهد الجنسيّ والامتناع عن الزواج وذلك كرد فعل
للإباحية الجنسية التي كانت سائدة في الديانات الوثنية! وتُصوِّر هذه الكتب كفاح
الرسل من أجل طهارة الحياة الزوجيّة وإقناع الزوجات بالامتناع عن معاشرة أزواجهن
جنسيًّا، وتذكر أعمال أندراوس أنّ المسيح ظهر لعريسين، في هيئة توما،
وربحهما لحياة الامتناع عن الجنس، وكأنّ عدم الزواج هو الشرط الأسمى لدخول السماء،
كما جاء في إنجيل المصريين، أنّه عندما سألت سالومي الرب: "إلى متى
يسود الموت؟" قال لها الرب: "إلى أن تكفوا أنتن النساء عن ولادة الأطفال
لأنّي جئت لأقضي على وظيفة المرأة".[21]
(ج)
التعاليم الهرطوقية:
تمتلىء
هذه الكتب بالأفكار الهرطوقية الأبيونية والغنوسية. يقول إنجيل الأبيونيين أن
الروح القدس حل على المسيح في شكل حمامة ودخل فيه، ويقول إنجيل العبرانيين
أن مريم أم المسيح هي الملاك ميخائيل "عندما أراد المسيح أن ينزل على
الأرض، استدعى الآب الصالح قوة قديرة من السماء كانت تدعى الملاك ميخائيل، وعهد له
من ذلك الوقت بالعناية بالمسيح وجاءت القوة إلى العالم ودعيت مريم وكان المسيح في
رحمها سبعة أشهر".[22] كما
يقول إنجيل العبرانيين أيضا، أن الروح القدس أم المسيح.
قال
أوريجانوس في تفسيره لإنجيل يوحنا:
"إذا كان هناك من يقبل الإنجيل بحسب العبرانيين حيث المخلص نفسه يقول: أمي الروح القدس أخذتني بواسطة شعرة من شعري وحملتني إلى جبل تابور".[23]
وتصوِّر الأبوكريفا الغنوسية الرب يسوع
المسيح كواحد من سلسلة الآلهة المولودين من البليروما (ملء اللاهوت) وأنه عقل
الآب غير المولود، كما تصور المسيح الإله وقد حل على يسوع الإنسان، أو المسيح
والحكمة وقد حلا على يسوع، وتصور بعضها الآب والابن، أو الآب والابن والروح
القدس كأقنوم واحد وشخص واحد، كإنجيل المصريين اليوناني. أما غالبية
الأعمال – عدا أعمال بولس – وبصفة خاصة أعمال يوحنا، فتصور الرب يسوع بصورة
دوسيتية، خيالية، فهو بلا ميلاد! بلا جسد وبدون شكل ويُرى افتراضا! وعندما كان
يسير لم يكن يترك أثرا لقدميه! وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يد يوحنا
تخترق جسده بلا أي مقاومة! إذ لم يكن له جسد حقيقي! وكانت طبيعة جسده متغيرة عند
الملمس فمرة يكون جامدًا وتارة ليّنًا وأُخرى خياليًّا تمامًا! كما أنّ آلامه
وصلبه وموته كانت مُجرَّد مظاهر وهميّة! فبينما كان مُعلقًا على الصليب والجموع مُحتشدة
حوله كان هو نفسه في نفس الوقت يتقابل مع يوحنا على جبل الزيتون! لقد كان مُجرّد
شبح وحياته على الأرض لم تكنٍ إلَّا خيالًا! وكان يظهر بأشكال مُتعدّدة ويُغيّر
شكله كيفما يشاء ووقتما يشاء!
(د)
تركز على المسيح ككائن روحاني وتتكلم عنه كلاهوت فقط:
أنه
ظهر فجأة على الأرض بدون أي تفصيلات تخص الميلاد أو التجسد..الخ؛ وأنه كان يظهر في أشكال متنوعة وليس في شكل واحد
وأنه فقط كما يقول إنجيل فيلبس:
"يسوع أخذهم كلهم خلسة، لأنه لم يظهر لهم كما هو بالحقيقة، لكن بالأحرى بالطريقة التي بها يقدرون أن يروه. لقد اظهر ذاته لهم جميعًا: اظهر ذاته كعظيم للعظيم. كصغير للصغير. أظهر ذاته كملاك للملائكة، وللبشر كإنسان. بسبب هذا خبئت كلمته ذاتها عن كلّ أحد. البعض بالفعل رأوه، معتقدين أنّهم رأوا ذاتهم، لكن عندما ظهر لتلاميذه على الجبل في مجد، لم يكن صغيرًا. لقد أصبح عظيمًا لكنه جعل تلاميذه عُظماء، حتّى يكونوا قادرين أن يروه في عظمته".
ويقول
كتابهم يوحنا السري أو الأبوكريفي المنحول:
"وانفتحت السماء وكُلّ الخليقة التي تحت السماء ظهرت واهتز العالم، وكنت خائفًا، ونظرت ورأيت في النور شاب وقف إلى جواري، وبينما نظرت إليه صار مثل رجل عجوز. ثُمّ غيّر مظهره (ثانية) وأصبح مثل خادم، ولم يكن هُناك تعدُّد أمامي ولكن كان هُناك مظهر ذو أشكال متعددة في النور والأشكال ظهرت خلال كلّ منها وكان المظهر له ثلاثة أشكال".
وهكذا
في رؤيا بولس الأبوكريفية المنحولة، وكتاب الحديث الثاني لشيث العظيم،
وما يسمى برؤيا بطرس الأبوكريفية المنحولة. كما يقول كتابهم إنجيل يهوذا:
"عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشريّة.. وغالبًا لم يظهر لتلاميذه كما هو، ولكنه وُجِد بينهم كطفل".
وهذا عكس الإنجيل الموحى به بالروح القدس
بأوجهه الأربعة الذي نرى فيه المسيح في لحظات الحبل به من الروح القدس ومن مريم
العذراء وختانه وتجواله بين الناس "الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي
جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ" (أع10: 38)، ويسير بنا حتّى
القبض عليه وصلبه وموته وقيامته وصعوده.
(ر)
التعاليم السرية:
وتزعم
هذه الكتب أنّ المسيح أعطى تلاميذه تعاليم سرية خاصة بهم وحدهم يتعلمها ويعرفها
فقط الخاصة من الناس، بل وقد أعطاها بشكل سري وخاص لواحد أو بعض تلاميذه، وعلى
سبيل المثال يقول إنجيل توما:
"هذه الأقوال السرية التي تكلم بها يسوع الحي"!!
وهذا
ما يقوله أيضًا إنجيل مريم المجدلية:
"قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها، ولم نسمعها من قبل. أجابت مريم وقالت، ما هو مخفي عنكم سأطالب به من أجلكم. وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا، رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا، فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنّه حيث يكون العقل يكون الكنز".
ويقول
إنجيل يهوذا:
"الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به يسوع في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة أيام من الأسبوع قبل أن يحتفل بالفصح"!! ويقول إنَّ المسيح قال ليهوذا أيضًا: "تعال بعيدًا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك".
وهذا عكس تعليم المسيح الحقيقي الذي قاله لتلاميذه: "الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح" (مت10:27)، "لِذلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي الظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي النُّورِ، وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ الأُذْنَ فِي الْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ عَلَى السُّطُوحِ" (لو12: 3). وقال لرئيس الكهنة عندما سأله عن تعليمه: "أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ." (يو 18: 20). لم يكن للمسيح أي تعليم سري، بل كان علانية لجميع الناس في كل العالم والأمم، وليس لفئة خاصة "الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي2: 3و4).
(س)
تنادي بفكر خليط بين المسيحية والديانات والفلسفات الوثنية:
فتقول
بوجود:
(1)
إله سامي غير مدرك ولا معروف وإله أقل هو الذي خلق العالم المادي أسموه بالديميورج
وقال بعضها أنه يهوه إله اليهود، وذلك إلى جانب
العديد من الآلهة الأخرى والملائكة التي تقوم بعمل الخلق.
(2)
الروح خيرة، وقالوا أنها شرارة إلهية داخل الإنسان، والمادة شر.
(3)
أن روح الإنسان مسجونة في الجسد المادي
الشرير وستخرج من هذا السجن عند الموت.
(4)
لا يوجد قيامة للجسد الذي يفنى عند خروج الروح منه ولا يعود.
فيقول إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول بنفس الفكر عن الروح:
"قال يهوذا ليسوع: "وهل تموت الروح الإنسانية؟" قال يسوع: "لهذا السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحًا كإعارة، ليُقدِّموا خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحًا للجيل العظيم دون حاكم عليها - هذا هو الروح والنفس".
وأيضًا "الروح [التي] بداخلك تسكن في هذا [الجسد] بين أجيال الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين معه، حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي".
وهذا عكس الكتاب المقدس الذي ينادي بإله واحد:
"الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي. ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء. إذ هو يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء. وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كلّ وجه الأرض وحتّم بالأوقات المُعيّنة وبحدود مسكنهم" (أع17: 24-26).
هذا
الإله الواحد خلق كل شيء بكلمته "لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع
الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1كو8:
6)، "الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (أف3: 9)، كلمته وصورة جوهره؛
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في
البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة
والحياة كانت نور الناس" (يو1: 1-4)، "الذي هو صورة الله غير المنظور
بكر كل خليقة. فإنّه فيه خلق الكل ما في
السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم
سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (كو1: 15-17).
(ص)
تنادي بأن الخلاص بالمعرفة:
معرفة
الإنسان للإله السامي غير المُدرَك ومعرفة
الإنسان لنفسه كروح خيرة، شرارة إلهية، مسجونة في جسد مادي شرير، يقول إنجيل
الحقيقية:
"الذي لديه المعرفة يعرف من أين أتي وإلى أين يذهب".
ويصوِّر
كتاب تعليم سلافينوس المسيح كالمعلم الذي يعلم الخلاص بالاستنارة المعرفية:
"الذهن هو المرشد، ولكن العقل هو المعلم، فهما سيخرجانك من الدمار والأخطار.. أضيء عقلك.. النور هو المصباح داخلك".
ويقول
إنجيل يهوذا إن المسيح كشف لتلاميذه الكثير من المعرفة:
"دعُا تلاميذه الأثنى عشر. وبدأ الحديث معهم عن أسرار ما وراء العالم وما سيحدث في النهاية".
ولكنه
كشفها أكثر ليهوذا لأنه، كما يزعم هذا الكتاب المزيف كان هو الأقدر منهم على ذلك،
وقال له:
"[تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط"!!
وهذا تعليم صوفي فلسفي معقد يتنافى مع تعليم المسيح البسيط الذي كان يقدمه بأمثال بسيطة: "هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال. وبدون مثل لم يكن يكلمهم" (مت20: 28)، "كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه" (لو4: 22).
(ط)
تصوِّر المسيح كمعلم غنوسي:
جاء
المسيح فقط ليعلم تعاليم غنوسية صوفية سرية بحسب هذه الكتب!! يقول إنجيل توما
(قول 13):
"قال يسوع لتلاميذه: قارنوا لي. وقولوا لي من أشبه. قال له سمعان بطرس. أنت كملاك صالح. قال له متى أنت كرجل حكيم متفهم. قال له توما: سيدي، لن أجهد فمي لأقول لك من تشبه. قال يسوع: "أنا لست سيدك، لأنك سكرت، أنت سكرت من الينبوع الفوَّار الذي أرقته. وأخذه، وذهب به جانبًا، وقال له ثلاث كلمات. وعندما رجع توما إلى أصحابه، سألوه ماذا قال لك يسوع؟ قال توما لهم: لو أخبرتكم بواحدة من كلماته التي قالها لي فستحملون حجارة وترمونني بها. وستخرج نار من الحجارة وتحرقكم".
ويقول
في إنجيل يهوذا:
"فقالوا: "يا معلم, أنت [...] ابن إلهنا". قال لهم يسوع: "كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم، ليس من بينكم جيل من الناس سيعرفني.. وعندما سمع تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يُجدّفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: "لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و[...] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم".
إنّه يتكلم عن مسيح غامض جاء من عالم أسطوري
غير مدرك!! وهذا لا يتفق لا مع مسيح الإنجيل الموحى به بالروح القدس الذي يقول؛
"تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. تعلموا مني.
لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 28و29). ولا مع مسيح
التاريخ، الذي ولد وعاش ومات وقام. ولا وجود لمثله لا في كتب آباء الكنيسة ولا في
أي كتب غير هذه الكتب الغنوسية الهرطوقية.
[1]
ر. ك هاريسون - قصة الكتاب المقدَّس ص 69، ودائــرة المعارف
الكتابية جـ 1 ص 38، 39.
[2]
Strom.I. xv.69,6.
[3]
The International Standard Bible Encyclopedia. Apocrypha.
[4]
قاموس الكتاب المقدَّس ص 122.
[5]
تاريخ الفكر المسيحي جـ 1 ص 204، 205.
[6]
قصة الكتاب المقدَّس ص 73.
[7]
أضواء على أناجيل الطفولة - دراسة عن طفولة يسوع بحسب إنجيلي متى
ولوقا ص 27.
[8]
تاريخ الفكر المسيحي جـ 1 ص 206، 207.
[9]
دائرة المعارف الكتابية جـ1: 55.
[10]
Ag. Haer. 3:11,8.
[11]
دائرة المعارف الكتابية،
أبوكريفا.
[12]
Iren.Ag.her.I.13.1.
[13]
N
T Apoc.vI.26.
[14]
On Persecution.
[15]
Against Her. 32.
[16]
يوسابيوس ك3: 52.
[17]
قرأ 280 كتابا مختلفا وكتب عنها تقريرًا في مؤلفه
"بيليوتيكا" أثناء إرساليته في بغداد.
[18]
دائرة المعارف الكتابية جـ1: 43.
[19]
دمر القوط هيكل أرطاميس سنة 262م.
[20]
دائرة المعارف الكتابية جـ1: 58.
[21]
N. T. Apocrypha Vol. 1. p. 167.
[22]
Ibid.. p. 163.
[23]
Orig. Com. On John b. 2: 26.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق