الخميس، 12 يونيو 2025

مجمع نيقية الأول (1)

 


مجمع نيقية الأول:[1]

 
مجمع نيقية الأول كان أول مجمع مسكوني (يعني "مجمع عالمي"، لكن فعليًا كان مقتصر على الإمبراطورية الرومانية) للكنيسة المسيحية، واتعقد في مدينة نيقية سنة 325م. المجمع ده جمع كل أساقفة الكنيسة المسيحية علشان يناقشوا العقيدة، وطلعوا منه ببيان مهم جدًا، اللي بقى معروف بعد كده باسم قانون الإيمان النيقاوي. البيان ده كان هدفه يوضّح موضوع طبيعة المسيح، خصوصًا الخلاف حوالين هل المسيح له نفس جوهر الله الآب، ولا مجرد شبهه في الجوهر.

القديس ألكسندر أسقف الإسكندرية ومعاه أثناسيوس كانوا بيأكدوا إن المسيح من نفس جوهر الآب، بينما الكاهن المشهور أريوس كان شايف إنه مجرد شبيه له، مش من نفس الجوهر. المجمع في الآخر صوّت ضد رأي أريوس،[2] وده كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ العقيدة المسيحية.

الإمبراطور قسطنطين الأول دعا لمجمع نيقية علشان يحل الخلافات اللاهوتية اللي كانت شغالة وقتها، وكمان يوحد الإمبراطورية بتاعته بشكل أكبر. الحدث ده كان مهم جدًا لأنه كان أول محاولة لجمع كل المسيحيين في مجلس واحد علشان يوصلوا لاتفاق موحد.[3]

كمان، لما قسطنطين دعا للمجمع وقعد على رأسه، ده كان مؤشر واضح على إنه بدأ يتحكم بشكل ما في شؤون الكنيسة. المجمع ده خرج منه قانون الإيمان النيقاوي اللي بقى نموذج لكل المجامع المسكونية اللي جات بعد كده، والهدف كان تحديد معتقدات موحدة لكل العالم المسيحي.
 
الهدف
 
مجمع نيقية الأول انعقد بأمر قسطنطين الأول بناءً على توصية من مجمع محلي كان بيرأسه هوسيوس أسقف قرطبة خلال فترة عيد الفصح سنة 325م. المجمع ده كان مكلف بالتحقيق في الأزمة اللي سبّبها الجدل الأريوسي في المناطق الناطقة باليونانية.[4]

معظم الأساقفة كانوا شايفين إن تعاليم أريوس كانت هرطقية وخطيرة على خلاص النفوس. وفي صيف 325م، اتجمّع أساقفة من كل الأقاليم في نيقية (اللي اسمها دلوقتي إزنيك في تركيا)، لأنها كانت مكان سهل الوصول ليه بالنسبة لأغلبهم، خصوصًا اللي جايين من آسيا الصغرى، سوريا، فلسطين، مصر، اليونان، وتراقيا.

حضر المجمع حوالي 250 لـ 318 أسقف من كل أنحاء الإمبراطورية، ما عدا بريطانيا. وده كان أول مجمع عام في تاريخ الكنيسة بعد مجمع أورشليم الرسولي،[5] اللي كان بيحدد الشروط اللي على أساسها الأمم يقدروا ينضموا للكنيسة.
 
 
الحضور
 
 
الإمبراطور قسطنطين الأول دعا حوالي 1800 أسقف من الكنيسة المسيحية، منهم حوالي 1000 في الشرق و800 في الغرب، لكن عدد أقل حضر فعليًا، ومحدش عارف الرقم بالضبط. أوسابيوس القيصري قال إن العدد كان 250،[6] بينما أثناسيوس الإسكندري ذكر 318،[7] وأوستاثيوس الأنطاكي قال إنه 270[8] (والتلاتة دول كانوا موجودين في المجمع). بعد كده، سقراط السكولاستيكي سجل أكتر من 300،[9] وإيفاجريوس[10] وهيلاريوس[11] والقديس جيروم[12] وروفينوس سجلوا 318.

الأساقفة اللي حضروا المجمع كان ليهم حرية التنقل والسفر من أماكنهم للمجمع، وكمان اتوفرت لهم الإقامة. الأساقفة دول ما جومش لوحدهم، كل واحد كان معاه كاهنين وثلاثة شمامسة، فالإجمالي كان فوق 1500 شخص. أوسابيوس وصف المشهد بأنه كان فيه عدد ضخم من الكهنة والشمامسة والمساعدين اللي جُم مع الأساقفة.

كان فيه أهمية خاصة للمجمع ده، لأنه اتعقد بعد انتهاء اضطهاد المسيحيين اللي كان حاصل، واللي انتهى رسميًا بـ مرسوم ميلانو في فبراير 313م اللي أصدره قسطنطين وليسينيوس.

أغلب الحضور كانوا من أساقفة الشرق، وأهمهم البطاركة الثلاثة: ألكسندر الإسكندري،[13] أوستاثيوس الأنطاكي، ومكاريوس الأورشليمي. وكان فيه مجموعة من الآباء اللي اتعرضوا للاضطهاد بسبب إيمانهم، زي بافنوتيوس الطيبي، بوتامون الهيراقلي، وبولس النيوقيصري، واللي حضروا المجمع وعلامات الاضطهاد كانت واضحة على وجوههم.

من الشخصيات البارزة اللي حضرت: أوسابيوس النيقوميذي، أوسابيوس القيصري، نيكولاس الميري، وأريستاكس الأرمني (ابن القديس غريغوريوس المنوّر)، ليونتيوس القيصري، يعقوب النيصيبيني (اللي كان ناسك في الأصل)، هيباتيوس الجراني، بروتوجينيس السارديقي، ميليتيوس السبستي، أخيليوس اللاريسي، أثناسيوس التسالي، وسبيريديون التريميثوسي، اللي كان راعي غنم رغم كونه أسقف.

كمان حضر يوحنا الأسقف الفارسي، ثيوفيلوس الأسقف القوطي، وستراتوفيلوس أسقف بيتينت في إيغريسي (اللي كانت على حدود روسيا وجورجيا، خارج الإمبراطورية الرومانية وقتها).

المقاطعات اللي كانت بتتكلم اللاتينية بعتت على الأقل خمسة ممثلين للمجمع: ماركوس الكلابري من إيطاليا، سيسيليان القرطاجي من شمال إفريقيا، هوسيوس القورطبي من إسبانيا، نيكاسيوس الديجوني من غاليا، ودمنوس الستريدوني من إقليم الدانوب. البابا سيلفستر الأول رفض الحضور بسبب ظروفه الصحية، لكنه بعت كاهنين يمثلوه.
 
أثناسيوس الإسكندري، اللي كان وقتها شماس شاب وصاحب الأسقف ألكسندر الإسكندري، كان واحد من المساعدين اللي حضروا المجمع. لاحقًا، قضى أغلب حياته في محاربة التعليم الأريوسي. كمان كان موجود ألكسندر القسطنطيني، اللي كان قسيس في الوقت ده، ومثل الأسقف العجوز بتاعه في المجمع.
 
أما أنصار أريوس فكان منهم: سكندوس الطلميثي،[14] ثيونوس المارماريكي،[15] زفيرياس، ودايثيس، وكلهم كانوا من ليبيا والخماسية. وكان فيه كمان أوسابيوس النيقوميذي،[16] أوسابيوس القيصري، بولينوس الصوري، أكسيوس الليدي، مينوفانتوس الأفسسي،[17] وثيؤجنيوس النيقاوي.[18]

الإمبراطور قسطنطين دخل المجمع وهو لابس أرجواني وذهب في مراسم افتتاحية، غالبًا كانت في أوائل يونيو، لكنه احترم الأساقفة وأجلسهم قبله. حضر كمراقب من غير تصويت، ونظم المجمع بأسلوب مجلس الشيوخ الروماني. أما هوسيوس القورطبي فكان هو اللي بيرأس المناقشات، وكان معاه الكاهنين الرومانيين اللي مثلوا البابا.
 
جدول الأعمال والإجراءات
 
المجمع ناقش عدة قضايا مهمة، منها:
·        الخلاف الأريوسي حول طبيعة المسيح.
·        تحديد موعد الاحتفال بعيد الفصح.
·        الانشقاق المليتي وتأثيره على الكنيسة.
·        العلاقة بين الآب والابن، هل هما واحد في الجوهر ولا في الهدف بس؟
·        معمودية الهراطقة وهل تُعتبر صحيحة ولا لأ.
·        وضع المسيحيين اللي تراجعوا عن إيمانهم بسبب اضطهاد ليسينيوس.

المجمع بدأ رسميًا يوم 20 مايو 325م داخل القصر الإمبراطوري، وبدأت الجلسات بمناقشات أولية عن الخلاف الأريوسي. في المناقشات دي، كان فيه شخصيات بارزة زي أريوس نفسه ومؤيديه، وكان فيه 22 أسقفًا داعمين لأفكاره بقيادة أوسابيوس النيقوميذي. لكن لما تم قراءة أجزاء معينة من كتابات أريوس، أغلب الحاضرين اعتبروها تجديف صريح.

أوسابيوس القيصري اقترح استخدام قانون الإيمان الخاص بأبرشيته في قيصرية بفلسطين كحل وسط، وأغلب الأساقفة وافقوا عليه. لفترة طويلة، كان يُعتقد إن قانون الإيمان النيقاوي مستند إلى الصيغة دي، لكن دلوقتي معظم العلماء شايفين إنه مستوحى من صيغة المعمودية في أورشليم، زي ما اقترح هانز ليتسمان.[19] احتمال تاني هو إنه كان مستند لـ قانون الإيمان الرسولي.

في النهاية، ومع استمرار المناقشات، الأساقفة الأرثوذكس قدروا يحصلوا على الموافقة على كل اقتراحاتهم. وبعد شهر كامل من الجلسات، أعلن المجمع يوم 19 يونيو عن الصيغة الأصلية لقانون الإيمان النيقاوي، واللي وافق عليه كل الأساقفة ما عدا اثنين من ليبيا كانوا مرتبطين بأريوس من البداية.[20] مفيش أي سجل تاريخي بيوضح إنهم اعترضوا بشكل رسمي، بصماتهم ببساطة ما كانتش موجودة في القانون.
 
الصراع الآريوسي
 
الخلاف الأريوسي كان نزاعًا لاهوتيًا بدأ في الإسكندرية بين أتباع أريوس (المعروفين بالأريوسيين) وأتباع القديس ألكسندر الإسكندري (اللي بقوا يُعرفوا بالهوموؤوسيين). ألكسندر وأتباعه كانوا بيؤمنوا إن الابن من نفس جوهر الآب وأزلي معاه، أما الأريوسيين فكانوا شايفين إن الابن مختلف، وإنه مجرد مخلوق، حتى لو كان أكمل المخلوقات. ظهر فريق ثالث (الهومويوسينيين) حاول يعمل حل وسط، وقالوا إن الآب والابن متشابهين في الجوهر لكن مش واحد.

الجدل كان بيدور حوالين الفرق بين مولود ومخلوق ووالد "مُنجَب". الأريوسيين كانوا بيشوفوا إن كل المصطلحات دي نفس المعنى، أما أتباع ألكسندر فكانوا بيرفضوا الفكرة دي. وكان فيه مشكلة في ترجمة بعض الكلمات اليونانية المستخدمة في المناقشات، زي الجوهر (ousia)، الأقنوم (hypostasis)، الطبيعة (physis)، الشخص (prosopon)، لأن معانيها كانت متأثرة بالفلسفة اليونانية، فكان فيه سوء فهم لحد ما تم توضيحها.

كمان كان فيه تحفظ عند كتير من الأساقفة على كلمة هوموؤوسيا لأنها كانت مرتبطة ببعض الهراطقة الغنوسيين اللي استخدموها في تعاليمهم، وكمان لأنها كانت مرفوضة في مجامع أنطاكية (264-268م).

الهوموؤوسيين كانوا شايفين إن تعليم أريوس بيكسر وحدة الألوهية، وبيخلّي الابن أقل من الآب، وده ضد الكتاب المقدس ("أنا والآب واحد"، يوحنا 10: 30). أما الأريوسيين، فكانوا بيؤمنوا إن الآب خلق الابن، فبالتالي الابن طالع من الآب لكنه أقل منه، لأن الآب أزلي لكن الابن مخلوق لاحقًا، فمش ممكن يكون أزلي زيه. وكانوا بيستشهدوا بآيات زي يوحنا 14: 28: "أبي أعظم مني". أما الهوموؤوسيين فردّوا عليهم وقالوا إن أبوة الآب أزلية، يعني هو كان دائمًا أبًا، فبالتالي الابن كان دائمًا موجود معاه.

المجمع قرر إن الآب والابن من نفس الجوهر وأزليين معًا، واستند في قراره على إن ده كان الإيمان التقليدي اللي استلمه المسيحيون من الرسل. وتم التعبير عن العقيدة دي في قانون الإيمان النيقاوي.
 
قانون الإيمان
 
يسوع المسيح اتوصف بأنه "إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق"، وده تأكيد لألوهيته. وقتها، لما كانت كل مصادر النور طبيعية، كان يُعتقد إن جوهر النور واحد مهما كان شكله.

المسيح اتقال عنه إنه "مولود وليس مخلوق"، وده بيأكد إنه أزلي مع الله الآب، وكمان بيربط ده بدوره في الخلق.

وأخيرًا، اتقال عنه إنه "من جوهر الآب"، وده كان رفض واضح للتعليم الأريوسي. بعض الناس بينسبوا مصطلح "مساوٍ في الجوهر" (Consubstantial) للإمبراطور قسطنطين، اللي ممكن يكون استخدم سلطته علشان يفرض الصيغة دي.

في قانون الإيمان النيقاوي، آخر جزء منه كان بس "وبالروح القدس"، والمجمع أنهى القانون عند النقطة دي. بعدها مباشرة، بدأ عرض قوانين المجمع.

بدل ما يكون فيه قانون معمودية مقبول عند كل الأطراف، زي ما اقترح أوسابيوس القيصري، المجمع أصدر قانون إيمان واضح وصريح في النقاط اللي كانت محل خلاف بين الهوموؤوسيين والأريوسيين، وكان غير متوافق تمامًا مع معتقدات الأريوسيين.

من زمان، قوانين الإيمان كانت بتُستخدم كوسيلة لتمييز المسيحيين، وكطريقة للتعريف والاندماج، خصوصًا وقت المعمودية. في روما، مثلًا، كان قانون الإيمان الرسولي مشهور جدًا، خصوصًا في الصوم الكبير وموسم عيد الفصح.

أما في مجمع نيقية، فتم تحديد قانون إيمان محدد يوضح عقيدة الكنيسة بوضوح، بحيث يضم اللي بيؤمنوا بيه، ويستبعد اللي بيرفضوه.

نص قانون الإيمان النيقاوي محفوظ في رسالة أوسابيوس لأهل أبرشيته، وفي كتابات أثناسيوس ومصادر تانية.

هوسيوس القورطبي، اللي كان من أشد المدافعين عن الهوموؤوسية، لعب دور كبير في تحقيق إجماع في المجمع. وقتها، كان مستشار الإمبراطور في كل شؤون الكنيسة. هوسيوس كان أول اسم في قائمة الأساقفة، وأثناسيوس نسب إليه صياغة القانون بنفسه. ومن أبرز القادة اللي دعموا فكرة وحدة الجوهر: أوستاثيوس الأنطاكي، ألكسندر الإسكندري، أثناسيوس، ومرقيانوس الأنقيري.

ورغم تعاطفه مع أريوس، أوسابيوس القيصري التزم بقرارات المجمع وقَبِل قانون الإيمان بالكامل. عدد الأساقفة اللي دعموا أريوس كان قليل جدًا، وبعد شهر من المناقشات، يوم 19 يونيو، ما بقاش غير اتنين بس: ثيونوس المارماريكي وسكندوس الطلميثي. أما ماريس الخلقيدوني، اللي كان في الأول مؤيد للأريوسية، فوافق في النهاية على قانون الإيمان بالكامل، وكمان أوسابيوس النيقوميذي وثيؤجنيوس النيقاوي وافقوا عليه.

الإمبراطور قسطنطين نفّذ كلامه، وقال إن أي حد يرفض التصديق على القانون هيتنفي. وبالفعل، أريوس، ثيونوس، وسكندوس تم نفيهم وكمان اتعرضوا للحرمان الكنسي. واتصدرت أوامر بمصادرة وحرق كتابات أريوس، لكن مفيش دليل تاريخي على إن ده حصل فعلًا.

ورغم كل ده، الجدل اللاهوتي ما انتهاش، وفضل مستمر في أماكن كتير بالإمبراطورية.
 
تأثير مجمع نيقية
 
مجمع نيقية كان ليه تأثير كبير على المدى الطويل، لأنه لأول مرة جمع ممثلين عن كتير من أساقفة الكنيسة علشان يتفقوا على بيان عقائدي موحّد. وكمان، لأول مرة، الإمبراطور نفسه شارك في المناقشات، وجمع الأساقفة تحت سلطته، واستخدم نفوذ الدولة علشان ينفّذ قرارات المجمع.

لكن على المدى القصير، المجمع ما حلّش كل المشاكل اللي اتعمل علشانها، وفضلت فترة من الصراعات والاضطرابات مستمرة. بعد قسطنطين، الإمبراطورية الشرقية اتولاها اتنين أباطرة أريوسيين: ابنه قسطنطين الثاني، وفالنس. فالنس فشل في حل المشاكل الكنسية، وفشل في مواجهته مع القديس باسيليوس بخصوص قانون الإيمان النيقاوي.

في نفس الوقت، القوى الوثنية في الإمبراطورية كانت بتحاول تحافظ على الوثنية، وأحيانًا كانت بتحاول ترجعها للمشهد السياسي. الأريوسيين والمليتيين استعادوا تقريبًا كل الحقوق اللي كانوا فقدوها، ففضلت الأريوسية تنتشر وتسبب انقسامات جوه الكنيسة طول باقي القرن الرابع.

تقريبًا بعد المجمع مباشرة، أوسابيوس النيقوميذي، اللي كان أسقف أريوسي وابن عم قسطنطين الأول، استخدم نفوذه في البلاط الإمبراطوري علشان يغيّر موقف قسطنطين لصالح الأريوسيين بدل الأساقفة النيقاويين الأرثوذكس. في 330م، تم عزل أوستاثيوس الأنطاكي ونفيه، وبعدها في 335م، تم عزل أثناسيوس الإسكندري عن طريق المجمع الأول في صور، وفي 336م تم عزل مرقيانوس الأنقيري.

أما أريوس نفسه، فحاول يرجع للكنيسة في القسطنطينية، لكنه توفي قبل ما يتم قبوله. بعد سنة، قسطنطين توفى، وبعدها مباشرة تم تعميده على يد الأسقف الأريوسي أوسابيوس النيقوميذي.
 

    Atiya, Aziz S. The Coptic Encyclopedia. New York: Macmillan Publishing Company, 1991. ISBN 002897025X.

    Carroll, Warren H. The Building of Christendom. Christendom Press, 2004 (original 1987). ISBN 0931888247

    Davis, S.J., Leo Donald, The First Seven Ecumenical Councils (325-787). 1983, ISBN 0814656161

    Kelly, J.N.D., "The Nicene Crisis." in Early Christian Doctrines. HarperOne, 1978, ISBN 006064334X

    Kelly, J.N.D., "The Creed of Nicea." in Early Christian Creeds, 3rd ed. Continuum, 2006 (original 1982). ISBN 0826492169.

    Kieckhefer, Richard. "Papacy." Dictionary of the Middle Ages. Charles Scribner's Sons. 1987. ISBN 0684182750

    Lietzmann, Hans. Zeitschrift fur die Neutestamentliche Wissenschaft und die Kunde der alteren Kirch. XXIV (1925), 193-202.

    Newman, John Henry, "The Ecumenical Council of Nicæa in the Reign of Constantine." from Arians of the Fourth Century. 1871.

    Rubenstein, Richard E., When Jesus Became God: The Epic Fight Over Christ's Divinity in the Last Days of Rome. Harcourt, 2003 (original 1999). ISBN 0151003688

    Rusch, William G. The Trinitarian Controversy. Sources of Christian Thought Series. Augsburg Fortress, 1980. ISBN 0800614100

    Tanner, S.J., Norman P., The Councils of the Church: A Short History. The Crossroad Publishing Company, 2001. ISBN 0824519043

    Theodoret, General Council of Nicæa Book 1 Chapter 6 of his Ecclesiastical History; The Epistle of the Emperor Constantine, concerning the matters transacted at the Council, addressed to those Bishops who were not present Book 1 Chapter 9 of his Ecclesiastical History, a 5th century source.



[2] Philip Schaff. Schaff's History of the Christian Church, Volume III, Nicene and Post-Nicene Christianity, § 120. The Council of Nicaea, 325: "Only two Egyptian bishops, Theonas and Secundus, persistently refused to sign, and were banished with Arius to Illyria. The books of Arius were burned and his followers branded as enemies of Christianity." Christian Classics Ethereal Library. Retrieved June 25, 2008.

[3] Richard Kieckhefer, (1989). "Papacy." Dictionary of the Middle Ages. (Charles Scribner's Sons. ISBN 0684182750)

[4] Warren H. Carroll. The Building of Christendom. (Christendom Press, (1987) 2004. ISBN 0931888247), 10

[5] Carroll, 11

[6] Eusebius of Caesaria, Life of Constantine (Book III) Chapter 9, Translated by Ernest Cushing Richardson. From Nicene and Post-Nicene Fathers, Second Series, Vol. 1, Edited by Philip Schaff. (Buffalo, NY: Christian Literature Publishing Co., 1890), Revised and edited for New Advent by Kevin Knight. Newadvent.org. accessdate 2006-05-08

[7] Afros Epistola Synodica 2.newadvent.org. Retrieved February 18, 2009.

[8] Theodoret H.E. 1.7

[9] Socrates Scholasticus. [Historia Ecclesiasticus Book 1 Chapter VIII.—Of the Synod which was held at Nicæa in Bithynia, and the Creed there put forth. Christian Classics Ethereal Library.

[10] H.E. 3.31

[11] Hilarius. Contra Constantium (Ad Constantium Augustum liber secundus)

[12] Chronicon

[13] Aziz S. Atiya. The Coptic Encyclopedia. (New York: Macmillan Publishing Company, 1991. ISBN 002897025X.)

[14] Philostorgius, in Photius, Epitome of the Ecclesiastical History of Philostorgius, book 1, chapter 9. tertullian.org.

[15] Philostorgius, in Photius, Epitome of the Ecclesiastical History of Philostorgius, book 1, chapter 9. tertullian.org.

[16] Philostorgius, in Photius, Epitome of the Ecclesiastical History of Philostorgius, book 1, chapter 9. tertullian.org.

[17] Philostorgius, in Photius, Epitome of the Ecclesiastical History of Philostorgius, book 1, chapter 9.

[18] Hans Lietzmann in Zeitschrift fur die Neutestamentliche Wissenschaft und die Kunde der alteren Kirch, XXIV (1925), 193-202.

[19] Hans Lietzmann in Zeitschrift fur die Neutestamentliche Wissenschaft und die Kunde der alteren Kirch, XXIV (1925), 193-202.

[20] Carroll, 12


الاثنين، 9 يونيو 2025

حول مجمع قرطاجة ووراثة الخطية الأصلية

 


حول مجمع قرطاجة ووراثة الخطية الأصلية..

هناك العديد من المجامع قامت في مدينة قرطاجة، وهي قريبة من تونس الحالية، ولكن أهمها مجمعين، أحدهما سنة 257 وكان موضوعه إعادة معمودية الهراطقة للنظر في الخلاف بين القديس كبريانوس واستفانوس بابا روما.

والآخر 418 بحضور أغسطينوس واجتمع به 217 أسقف من غرب أفريقيا، وكان غرضه الحكم على هرطقة بيلاجيوس وتلميذه كاليستوس.
والجدير بالذكر أن هذه المجامع جميعها لاتينية غربية، كما لم يحضر أي منها أي أسقف من الكنائس الشرقية اليونانيّة. كما لم يعترف بقوانينه أي مجمع مسكوني قبل المجمع المسكوني الخامس [وهو مجمع خلقيدوني لا تؤمن به كنيستنا القبطية الأرثوذكسية] (مجموع الشرع الكنسي، 655).

والمجمع المقصود هُنا هو مجمع قرطاجة سنة 418، وخاصة في قانونيه 109، 110، واللذان يختصان بموضوع الخطية الجدية أو وراثة خطية آدم.

ونصهما:
CAN. 1 (109 in the Cod. Can. Eccl. Afric.). “If any man says that Adam, the first man, was created mortal, so that whether he sinned or not he would have died, not as the wages of sin, but through the necessity of nature, let him be anathema.”

”فليكن مبسلاً كل من يقول إن آدم الإنسان الأول خُلق انسانًا مائتًا، أي أنه معرض للموت بالجسد سواء أخطأ أو لم يخطيء، وأنّه كان مزمعًا أن يُفارق الجسد لا قصاصًا على خطيئة بل لأن ذلك من خصائص طبيعته نفسها“.

وهذا القانون يُمثِّل الفكر القانوني للآباء اللاتين الذين نظروا إلى الموت على أنّه عقوبة من الله على البشر، على العكس من كلّ نصوص الكتاب المُقدّس التي لم يرد في أي منها أنّ الموت كان عقوبة على الإنسان، بل نتيجة لفعله وتركه الحياة التي في الله.

كما أنّه يتعارض مع تعاليم الآباء الشرقيّين الذين علّموا بأنّ الإنسان كان بطبيعته قابلًا للموت، لكن بسبب اتحاد آدم بالله فإنّه لم يكن ليموت، وحين أخطأ وسقط من نعمة الله سقط في الموت وسار مائتًا، أي تسلّط الموت عليه، ولكنه لم يدخل إليه ككيان غريب، بل نتيجة طبيعيّة لكونه مخلوق من العدم وقابل للموت إن ترك الحياة التي في الله.

وهذا ما قاله القديس أثناسيوس في كتاب تجسُّد الكلمة، فصل 4:
”خُلِق الإنسان قابلاً للموت والألم قبل السقوط، وذلك بسبب طبيعة الإنسان أنه مخلوق من العدم وليس لأن الله خلق فيه خاصية الموت والألم. والذي كان من الممكن أنّ ينجو منه أنّ أبقى الله في معرفته“ (تجسد الكلمة 4: 6).
وأيضًا القديس ساويرس الأنطاكيّ:
”الإنسان فإنّ بالطبيعة، لأنه أتي إلى الوجود من العدم.. ولكن، مع ذلك، لو أنه قد استمر موجهًا نظره نحو الله، لكان قد تجاوز قابليته الطبيعية للفساد وبقيَّ غير فاسد، وقد قال الله لآدم أنت تراب وإلى تراب تعود، ولم يقل له لقد صرت الآن تُرابًا، مما يعني ضمنًا أنّ آدم قد خُلِقَ في الأصل قابلاً للموت والفناء. ولكن آدم قد أُعطيَّ وعدًا بعدم الموت وعدم الألم كهبة إلهية تُمنح له بنعمة الله، وبالسقوط فقد الإنسان هذه النعمة الإلهية، على الرغم من أنه لم يُجرد من طبيعته“
La Polimque Anti julianiste, II B, ed. Robert Hespel, p. 30.

ملحوظة هامة:

جدير بالذكر هُنا أننا نرفض ما قال به بيلاجيوس أن الإنسان كان سيموت حتى إن لم يخطيء، لان اتحاده بالله يمنع سيادة الموت عليه..


CAN. 2 (110). “If any man says that new-born children need not be baptized, or that they should indeed be baptized for the remission of sins, but that they have in them no original sin inherited from Adam which must be washed away in the bath of regeneration, so that in their case the formula of baptism ‘for the remission of sins’ must not be taken literally, but figuratively, let him be anathema; because, according to Rom. 5:12, the sin of Adam (in quo omnes peccavcrunt) has passed upon all.”
Charles Joseph Hefele, A History of the Councils of the Church, Volume 2, trans. Henry Nutcombe Oxenham (Edinburgh: T&T Clark, 1876), 458.
”إنّ كل من ينكر أن يعمد الأطفال المولودين حديثًا، وكل من يقول إن المعمودية هي لغفران الخطايا وان الأطفال لا يرثون من آدم الخطيئة الجدية التي تحتاج إلى تنقية بحميم الولادة الثانية، ويستنتج من ذلك أنّ رسم المعمودية لغفران الخطايا للأولاد هو رسم باطل لا حقيقي، فليكن مبسلًا.
لأن ما يقوله الرسول: كما أنه بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه (رو5: 12). لا يمكن أن يفهم بمعنى آخر غير الذي فهمته وعلمته الكنيسة الجامعة في كل مكان. وبموجب هذا الايمان تكون عمادة الاطفال الذين لم يرتكبوا بعد، هم أنفسهم، خطيئة لغفران الخطايا أيضًا، فإنّ ما ورثوه من الخطيئة من آبائهم بالولادة يطهَّر بالولادة الثانية“.

 

وقد كان اعتماد المُطوّب أغسطينوس على نص رو5: 12، ناتج عن ترجمة لاتينيّة غير دقيقة لهذا النص عن الأصل اليوناني، يشرح لنا هذا الأمر بوضوح الأب جون مايندورف، قائلاً:

”كيف أنّ الكنيسة الغربية ذهبت إلى اعتماد الترجمة التي تُفيد وقوع الجميع في الخطأ، وهو نفس ما اعتمد عليه «أوغسطين» في تأصيله لعقيدة الخطيئة الأصلية وانتقال الخطيئة من آدم إلى ذريته، غير أنّ تلك الترجمة لا تُفيد المعنى الموجود في النص الأصلي، فالكلمات اليونانية الأخيرة من رومية 5: 12 ‘ἐφʼ ῷ̔ πάντες ἥμαρτον’، تُرجمت إلى اللاتينيّة بـ ‘in quo omnes peccaverunt’، التي تُفيد انتقال الخطيئة إلى الجميع بسبب آدم، وتم اعتماد هذه الترجمة في الغرب مُستدلين بها على توارث الخطيئة من آدم إلى ذريته، غير أنّ هذا المعنى لا يُمكن استخلاصه من الأصل اليوناني، فالتركيب ‘ἐφʼ ῷ̔’ الذي هو تغيير لـ ‘ἐπί’ عند اتصالها بالضمير ‘ῷ̔’، لا يُمكن ترجمته بما يُفيد أنّ الجميع أخطأ في آدم، وهذا تتفق عليه جلَّ المدارس الحديثة بشتى خلفياتها“.
John Meyendorff, Byzantine theology: historical trends and doctrinal themes, Fordham Univ Press, USA, 1987, p. 144.

وهو نفس رأي عالم النقد النصيّ بروس ميتزجر، والعلامة في العهد الجديد جيمس دون
James D. G. Dunn, vol. 38A, Word Biblical Commentary : Romans 1-8, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 274.

وهذا هو النصّ كما جاء في الترجمة المنقحة النقدية ubs 4
Διὰ τοῦτο ὥσπερ δι’ ἑνὸς ἀνθρώπου ἡ ἁμαρτία εἰς τὸν κόσμον εἰσῆλθεν καὶ διὰ τῆς ἁμαρτίας ὁ θάνατος, καὶ οὕτως εἰς πάντας ἀνθρώπους ὁ θάνατος διῆλθεν, ἐφ’ ᾧ πάντες ἥμαρτον·

وفي الترجمات الحديثة بشتى لغاتها.. ما عدا نصّ الفولجاتا اللاتيني الذي اعتمد عليه المجمع الغربي هُنا.

وعن صلة المجمع بمجمع أفسس فلا علاقة ولا هناك أي صلة اطلاقًا بين المجمعين سوى أنه أدان معه هرطقة بيلاجيوس التي ندينها جميعًا..

وبكل تأكيد أن هذا المجمع الغربي اللاتيني الذي لم يحضره أي أسقف من الشرق، ولا حتى مندوب عن أسقف شرقي، لا تلتزم بقوانينه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية الشرقية.. وإن كانت تعود على قوانينه المتنوعة بين تنظيمات إدارية ومهام الرتب الكهنوتية وغيره كمرجع عام غير ملزم، حاله كحال جميع المجامع المحلية حتى الشرقية منها..

(الأيقونة تمثل مجمع أفسس المسكوني)