كتير بتُستخدَم الآية دي على إن الله هو مصدر الشر أو إنه بسماح منه.. لكن:
أولا: قائل العبارة دي إرميا في صلاة مُرَّة للرب بعد ما إسرائيل تذلل جدًا قدام عدوه، وكأنه بيقول له: إنت في إيدك كل حاجة إنت ضابط الكل، اتصرف وانقذنا..
ثانيا: سفر مراثي إرميا له نفس طابع سفر المزامير، ولكنه صلوات مُرَّة فقط.. يتفسر بنفس منهج تفسير سفر المزامير، لما داود بيقول عن الله انه في غضبه دخان خرج من مناخيره (نفث دخانا من انفه) لازم نفهم هو يقصد ايه وان الله مش بيغضب حسب الحالة اللي قدامه وانه ملهوش انف اصلا.. وهكذا.. نفس الموضوع هنا..
ثالثا: إرميا النبي يقصد هنا إن المآسي اللي فيها إسرائيل دي تأديب من الرب، وهي فعلا تأديب من الرب، وللتأديب مفهوم مختلف تماما عن الشر المطلق اللي نتيجته التدمير:
١- التأديب نتيجته التوبة..
٢- التأديب مش مرسل من الله، لكنه نتيجته طبيعية لخروج الانسان الضعيف المائت من المراحم الإلهية، خروجه بارادته الحرة من "عناية الله" واتجاهه عكس الله، خروجه من معية الله وحضنه، اعطيتوني القفا لا الوجه زي ما بيقول إرميا: "وَقَدْ حَوَّلُوا لِي الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ. وَقَدْ عَلَّمْتُهُمْ مُبَكِّرًا وَمُعَلِّمًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِيَقْبَلُوا أَدَبًا." (إر 32: 33).
فبيبقى قدام كل عنفوان العالم وشره بكل ضعفه كإنسان.. وطبيعي يتألم ألم يقوده للتوبة.. ودا شيء مختلف تماما..
(نفس التفسير دا لمفهوم التأديب بيقدمه القديس كيرلس الكبير في كتابه السجود والعبادة بالروح والحق، في سياق تفسيره لمفهوم غضب الله).
فلا الشر بأمر الله ولا بسماح منه، الشر مش بيستأذن الله الأول.. الشر ضلمة وغياب للنور، وهو تحت سلطان الله بمعنى إن الله أعلى منه، ووضع له حدًا.. لكنه مش بإذنه..
رابعا: نشوف ابونا تادرس قال ايه: