السبت، 11 نوفمبر 2023

هل الله يعرف قلوب الرجال أم لا؟

 


أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ. (أع1: 24)، 

أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. 3مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. (مز139: 2- 3).

 

فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. (تث13: 3)، 

وَتَتَذَكَّرُ كُل الطَّرِيقِ التِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي القَفْرِ لِيُذِلكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلبِكَ أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لا؟ (تث8: 2)، 

فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». (تك 22: 12).

 

فهل الله يعرف قلوب الرجال ام يحتاج ان يجربهم ليعرف؟

 

لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تنفي علم الله بكل شيء. ولكن هناك نصوص كتابية يبتغي الكاتب الموحي إليه أن يوصل شيئاً خاص بالله من خلالها، فلعجز اللغة البشرية في التعبير عن الله فهو يستخدم تعبيرات بشرية ويُنسبها إلي الله، مثل: يتذكر ويعلم ويفتكر وقلب الله وحزن وغضب …. وما إلي ذلك. والمُراد من تلك النصوص لا أن تُفيدنا بأن لله جسم بل أن تُعطينا فكرة عن عمل إلهي مُحدد كان يُحتم إستخدام هذه الصيغ التي لا تنطبق مع الطبيعة الإلهية -وكل طفل صغير يُمكنه ملاحظة ذلك- لكي يصير هدف ورسالة النص مفهومةٌ من العامة.

 

فالله كان يعلم ما في قلب إبراهيم وما في قلب بني إسرائيل، بل وجميع قلوب البشر والمُستقبل حاضر أمامه، إذ ليس الله خاضعاً لزمن. لكن هذه النصوص كُتِبت من أجلنا لا من أجل الله، كما يقول ق. بولس خاصة عن تجربة إبراهيم: لِذَلِكَ أَيْضاً حُسِبَ لَهُ بِرّاً. 23وَلَكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ 24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. (رو4: 22- 24)، فالله يُريد هُنا أن يُعطينا مثالاً في إيمان إبراهيم وفي عدم إيمان بني إسرائيل لكي نعرف نحن ما هي نتيجة كلا الطريقين.

 

وللإيضاح نقول مثلاً إن أستاذ الكيمياء، يشرح حقيقة علمية لتلاميذه يقول لهم: دعوني أمزج هذا الحامض بهذه المادة لنرى ماذا تكون النتيجة، وهو يعرف مقدماً نتيجة المزج المزمع عمله. هكذا الحال عندما يرسل الله التجارب إلى الإنسان، فهو يقصد بها امتحاناً ليس هو نفسه في حاجة إليه. ولكنه يقصد خير الإنسان نفسه وتبرير طرق معاملاته للناس[1].

ولنضرب مثلاً آخر للتوضيح فنقول إن مدرِّساً للرياضيات يقول لتلاميذه: دعونا نجد الجذر التربيعي للرقم 49، وبعد أن يبرهنه يقول الآن علمنا أنه 7. لقد كان المدرِّس يعلم الجذر التربيعي للرقم 49، ولكنه أراد لتلاميذه أن يدركوا هذا بالبرهنة والإثبات[2].

 

ويُعلق أغسطينوس قائلاً: على كل الأحوال لا يمكن أن يفهم القول... بأي معنى سوى هذا، إنَّكم بواسطته تُعرفون، ويكون ذلك شهادة لكم عن تقدُّمكم في محبَّته[3]. هذا يعني أنَّه يجعلنا أنَّنا نحن نعرف[4]. أنَّها تعني أنَّه يجعلنا "نعلم". مرة أخرى في العبارة: "قم يا رب" (مز 3: 7) تعني اجعلنا أن نقوم، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعلم هذا اليوم، ليس لأنَّه يجهله، وإنَّما لا يجعل الذين لا يعرفونه بعد يعرفوه ولا يظهره لهم[5].

 



[1] القس منيس عبد النور، شبهات وهيمة، علي تث8: 2

[2] المرجع السابق، علي تك22: 12

[3] On Ps. 5.

[4] On Ps. 6.

[5] On Ps. 6:1.

هل الله عادل وغير متحيز أم لا؟

 


لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ. مز 92: 15 

حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟». تك 18: 25 

هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. تث 32: 4 

لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ. رو 2: 11.

 

في هذه النصوص التي ورد ذكرها نجد أن الله إله عادل ولا يحابي أو يتحيز لأحد، ولكن المُعترض يجد نصوص آخري تُخبرنا بغير ذلك مثل:

«مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». تك 9: 25 

لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. خر 20: 5.

 

وبعد أن يسرد المعترض هذه النصوص يخرج بالنتيجة أنه إما الله غير عادل دائماً أو أنه يوجد تناقض في الكتاب المُقدس. وللرد علي هذا التساؤل يجب علينا أن نبحث في كل نص مما أورده لنعرف ماذا يقصد تحديداً لأن الكتاب المُقدس ليس في قرائته بل في فهمه كما يقول ق. هيلاري[1].

 

1- مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». (تك 9: 25).


المشكلة التي يراها المُعترض هُنا هي في أن كنعان لم يُخطئ ولكنه أُخِذَّ بذنب أبيه.

 

يجب أن نعرف أن هذه ليست لعنة أصلاً بل نبؤة عن شعب الكنعانيون، لإن كنعان نفسه لم يُستعبد قط ولا نسله ولا نسل نسله حتي جاء الوقت الذي فيه آخذ أرضهم الإسرائيليون بقيادة يشوع، "فالشعوب التي كان يتم الإستلاء علي اراضيهم كانوا يدعون عبيداً حتي وإن لم يخدموا فعلياً في البيوت[2]".  فإن دعوة كنعان بعبد العبيد أي النزول إلى أدنى صور العبيد إنما هي نبوة عن الكنعانيين الذين أصبحت أرضهم فيما بعد ملكاً للإسرائيليين (يش 9: 23، 1 مل 9: 21)، وهم أيضاً الذين عاندوا الله وانحرفوا إلى الرجاسات الوثنية مثل تقديم أبنائهم ذبائح للأصنام (لا ١٨: ٢٥– ٢٨؛ تث ٢٠: ١٧، ١٨). وهكذا فسر النص الفيلسوف ق. يوستينوس فيقول: 

"قد تنبأ نوح أن ذرية سام سوف تمتلك مساكن وممتلكات كنعان، وهذه بدورها سوف تنتقل من الساميين إلي ذرية يافث[3]". 

وهنا يقصد القديس يوستينوس أن اليهود (الساميين) قد استولوا علي ارض كنعان، وبعدهم أتي نسل يافث متمثلاً في الرومان ليستولي علي ارض كنعان، وهكذا صار الكنعانيون مستعبدون من أنسال سام ويافث. وهكذا قد فسر ق. يوستينوس –وبحق- النص بأكمله علي أنه نبؤة عما سيحدث في المستقبل وليست عقوبة.

ويقول ق. أغسطينوس: 

"إذ تأملنا في المشكلة السابقة لوجدنا حلها أمرًا سهلاً جدًا. فالنبي كان يتنبأ عن تلك اللعنات التي أوشكت أن تحدث. فهو لم يكن يرغب فيها بل كان يتكلم بها بروح من يراها مقدمًا. كذلك كلمات الرب وكلمات الرسول، فهي لا تحوي أمورًا يرغبونها للآخرين بل نبوات عنهم. إن السيد المسيح عند قوله "الويل لك يا كفرناحوم "لم ينطق سوى بما سيلحق بها من شر نتيجة عدم إيمانها، وإن هذه اللعنات لا يرغب فيها الرب حاقدًا عليها، بل يراها بسلطانه الإلهي"[4].

 

فكما نري أنه لم يؤخذ بذنب أبيه ولم يحدث له أي شر من الأساس، بل فقط تنبأ النبي نوح عما سيحدث لنسل كنعان بن حام في المُستقبل البعيد. والنبؤة بما سيحدث ليست لعنة أو عقاب. وإلا أعتبرنا نبؤة نبي الإسلام عن تشتت المُسلمين من بعده إلي 72 فرقة أنها عقوبة من الله وليست مُجرد رؤية نبوية لما سيحدث.

 

 

2- لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. خر 20: 5

فكيف يتذكر أو يفتقد الله ذنوب الاباء في الابناء!

 

أولاً: ينتهي النص بكلمة (من مُبغضيَّ) وتكررت أيضاً في (تث 9: 5 .. من الذين يبغضونني)، فلا يمكن أن يتابع الله حركة الخطية من الاباء إلي الأبناء دون أن يكون الأبناء يعيشون أيضاً نفس حياة الخطية وبُغض الله. ولهذا يقول العالم ألان كول: "أن عبارة (إلي الجيل الثالث والرابع) تُشير إلي معني الإستمرار وليس المقصود منها المعني الحسابي[5]". فإفتقاد الله لخطايا الاباء لا يحدث إلا إذا أستمرت الخطية وتحولت من فعل إلي عادة متأصلة في أجيال هذا النسل. هكذا تظهر طول أناة الله على البشريّة. وللقديس ﭽيروم تعليق جميل على ذلك بالنسبة لطول أناة الله على الإنسان إذ يرى الله لا يعاقب الإنسان في الحال على فكره الطاريء ولا على الجيل الأول حينما يتقبل الفكر إلى حين لكنه يؤدب على الجيل الثالث والرابع حينما تتحول الأفكار إلى أعمال وإلى عادات متأصلة ومستمرة، إذ يقول: "هذا يعني أن الله لا يعاقبنا في الحال على أفكارنا ونياتنا بل يرسل التأديب على أولادهم أي على الأفعال الشريرة والتي صارت عادات للخطيئة النابعة عنهم"[6].

 

ثانياً: كلمة (يفتقد) هذه الكلمة لا تعني يُعاقب أو حتي يُدين، بل فقط تعني يزور، ففي العبرية جائت (פקד- بقاد) وهي تعني يزور زيارة ودية[7]. وهكذا تُرجمت بمعني يزور في كل النصوص المُتشابهة مع هذا النص والتي تتحدث عن إفتقاد ذنوب الاباء في الابناء وغيرها ايضاً[8]. فالله يُباشر أو يتطلع من السماء ويتتبع خطايا البشر هل تحولت لعادة وترسخت في أجيال هذا النسل، وهو لا يُراقب فقط في صمت بل يحاول معهم بكل الطرق ويرسل لهم أشخاص ليعيدونهم عن طريق الشر، فنجده يقول: 

(كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! مت 23: 37)، (فَقُلْ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 4لاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ نَادَاهُمُ الأَنْبِيَاءُ الأَوَّلُونَ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 5آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ؟ وَالأَنْبِيَاءُ هَلْ أَبَداً يَحْيُونَ. 6وَلَكِنْ كَلاَمِي وَفَرَائِضِي الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ أَفَلَمْ تُدْرِكْ آبَاءَكُمْ؟ فَرَجَعُوا وَقَالُوا: كَمَا قَصَدَ رَبُّ الْجُنُودِ أَنْ يَصْنَعَ بِنَا كَطُرُقِنَا وَكَأَعْمَالِنَا كَذَلِكَ فَعَلَ بِنَا». زك 1: 3- 6). 

وهذا يُذَّكرنا بما فعله الرب مع الشعوب السبعة الذين تركهم أكثر من 400 عام حتي يتوبوا ويرجعوا عن شرهم ولم يفعلوا ( راجع تك 15: 12- 21).

 

ثالثاً: لو كان هذا حكماً إلهياً علي أن يحمل الأبناء أخطاء أبائهم لعملت به الشريعة الموسوية في الأنظمة التي وضعتها للقضاء، لكن علي العكس فتؤكِّد الشريعة للقضاة ألاَّ يُعاقب عضو من الأسرة بسبب عضو آخر، إنَّما يلتزم كل واحد أن يتحمَّل مسئوليَّة نفسه، لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ (تث 24: 16).

وقد طبَّق أمصيا بن يوآش ملك يهوذا هذا المبدأ، فقد "قتل عبيده الذين قتلوا الملك أباه، ولكنَّه لم يقتل أبناء القاتلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى حيث أمر الرب قائلاً: لا يُقتل الآباء من أجل البنين، والبنون لا يُقتلون من أجل الآباء" (2 مل 14: 6). 

 



[1]   To constans, 2: 9. P. L. 10: 570

[2] تفسير الكتاب المُقدس، جون ماك ارثر، ص 73

[3]الحوار مع تريفون، فصل 139.

[4] تفسير العظة علي الجبل، 21: 72

[5]  التفسير الحديث ص 177

[6] Epis. 130: 9

[7]  للإستزادة يمكنك الرجوع إلي القواميس التالية:

Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon: פָּקַד

The Hebrew & Aramaic Lexicon of the Old Testament, CD-ROM Edition: פקד

The Complete Word Study Dictionary: Old Testament: 6485. פָּקַד pāqaḏ

Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Hebrew (Old Testament): 7212 פָּקַד

Gesenius' Hebrew-Chaldee Lexicon to the Old Testament: פָּקַד

The new Strong's dictionary of Hebrew and Greek words: pâqad פָּקַד

[8] بعض النصوص التي تُرجمت فيها كلمة (פקד- بقاد) إلي (زيارة)

 Exod 20:5

visiting the iniquity of the fathers on

Exod 34:7

visiting the iniquity of the fathers on

Num 14:18

visiting the iniquity of the fathers on

Deut 5:9

visiting the iniquity of the fathers on

Gen 21:1

• The Lord visited • Sarah as he had said,

Exod 4:31

they heard that the Lord had visited

Num 16:29

or if • they are visited by the fate

Ruth 1:6

visited • his people and given • them food.

1 Sam 2:21

Indeed the Lord visited • Hannah, and she

Ps 17:3

you have visited me by night, you have

Prov 19:23

satisfied; he will not be visited by harm.

Isa 26:14

to that end* you have visited them with •

Isa 29:6

you will be visited by the Lord of hosts

هل الله خالق الشر؟

 


مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟ (مراثي3: 38)، 

هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا مُصْدِرٌ عَلَيْكُمْ شَرّاً وَقَاصِدٌ عَلَيْكُمْ قَصْداً. فَارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَأَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ». (ار18: 11)، 

مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ. (اش45: 7)، 

أَمْ يُضْرَبُ بِالْبُوقِ فِي مَدِينَةٍ وَالشَّعْبُ لاَ يَرْتَعِدُ؟ هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟ (عا3: 6).

 

فهل الله خالق الشر ام لا؟

 

بداية الكتاب المُقدس في كثير من المواضع ينفي عن الله ان يكون هو مسبب او مصدر الشر؛ لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ. (1كو14: 33)، هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. (تث32: 4)، لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. (يع1: 13).

 

وفي نص سفر عاموس يتحدث الرب خصيصاً عن تعليم مُحدد ويُمكن معرفته من معرفة كامل النص: «إِيَّاكُمْ فَقَطْ عَرَفْتُ مِنْ جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ لِذَلِكَ أُعَاقِبُكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ». 3هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ 4هَلْ يُزَمْجِرُ الأَسَدُ فِي الْوَعْرِ وَلَيْسَ لَهُ فَرِيسَةٌ؟ هَلْ يُعْطِي شِبْلُ الأَسَدِ زَئِيرَهُ مِنْ خِدْرِهِ إِنْ لَمْ يَخْطُفْ؟ 5هَلْ يَسْقُطُ عُصْفُورٌ فِي فَخِّ الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ شَرَكٌ؟ هَلْ يُرْفَعُ فَخٌّ عَنِ الأَرْضِ وَهُوَ لَمْ يُمْسِكْ شَيْئاً؟ (عا3: 2- 5). الله هُنا يُحدث شعب إسرائيل عن عقوبتهم إن تركوه وذهبوا وراء ألهة أُخري، والله لا يُرسل لهم هذه العقوبة بيده بل هم بتركهم إياه فيسقطون من نعمته التي كانت تحفظهم ويتحملون نتيجة أو توابع الشر الذي تبعوا طرقه، ولذلك يقول: (هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟) بمعني: هل أسير معكم وانتم لا تريدون أن تسيروا معي! ويري القديس باسليوس أن الله يترك أيدي الخطاة فيسقطون من نعمته إلي نتائج شرهم، وذلك لكي يوقف الظلم قبل أن ينتشر ويمتد إمتداداً فائقاً مثل تيار النهرالذي يوقفونه بسد او بجدار متين قوي.[1]

 

لكن ماذا عن ان الرب هو خالق الشر؟

 

الله قد خلق البشرية ولهم إرادة حرة (free choice)، والإرادة الرحة قد أوجدت الشر في العالم. إذاً، فالله أوجد إمكانية حدوث الشر بخلقه كائنات لها حُرية الإرادة، لكن هذه الكائنات الحرة قد أوجدت هذا الشر فعلياً. فالله خلق شئ جيد وهو قوة الإرادة الحرة، ولكن الكائنات الحرة أخرجت الشر بإرادتها الحرة، فالشر تحت سلطان الله وليس خارجاً عن قدرته أو سيطرته، وهذا هو معني النص أن الله يسمح بحدوث الشر ولا يُعززه ويُحدثه (بالرغم من أن تلك ليست رغبته ولكن سماحه بحرية الإرادة يقتضي بسماحة لحدوث الشر الناتج عنها) [2].

 

ويقول ق. أغسطينوس: 

كلمة يخلق هُنا تعني يأمر ويُنظم، وفي كثير من المخطوطات كُتِبَت: "انا اصنع الخير وأأمر الشر". فكلمة (أصنع) تعني أن أعطي وجود شئ لم يكن موجود علي الإطلاق، بينما (الأمر) هو ترتيب لشئ موجود بالفعل بطريقة يمكن بها أن يتحول لخير عظيم[3].

ورأي القديس أغسطينوس هُنا صحيح، فكلمة خلق في الكتاب المُقدس لا تعني دائماً الخلق من العدم، بل في كثير من الأحيان تُشير إلي تنظيم وتغيير شئ موجود بالفعل إلي شئ آخر.

هذا ما نبهنا له القديس باسليوس إذ يقول: 

عندما يقول المُرنم: (قلباً نقياً أخلق فيّ يا الله.. مز 51: 1) لا يعني انه يطلب من الله ان يخلق له قلباً آخر لكن تعني انه يطلب من الله ان يُجدد قلبه الذي عتق من الشرور ليصير جديداً. وأيضاً بولس الرسول يقول: (ليخلق من الإثنين إنساناً جديداً.. أف 2: 15) لا يعني ان الله يخلق من العدم لكن تجديد الإثنين الموجودين بالفعل، كذلك أيضاً عندما يقول إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو5: 17)[4].

إذاً كلمة خالق الشر هُنا تعني تنظيم الحدث الذي يُعتبر شراً وتغييره، أو بمعني آخر تعني سلطة الله في التدخل والسيطرة علي حالة الشر وتغييرها إلي خير.

 

وبالطبع ليس كل ما يقال عليه انه شر هو شر بطبيعته، بل هناك أشياء تبدوا لنا شراً إلا انها في النهاية تؤول إلي خير، ولذلك يقول الأب ثيؤدور: حينما يتحدَّث الحكم الإلهي مع البشر يتكلَّم معهم حسب لغتهم ومشاعرهم البشريَّة. فالطبيب يقوم بقطع أو كيّ الذين يعانون من القروح لأجل سلامة صحّتهم، ومع هذا يراه غير القادرين على الاحتمال أنه شرّ[5]. اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم تعبيريْ "شرور"، "أحزان" في معان غير مناسبة، فإنها ليست شريرة في طبيعتها وإنما دُعيت كذلك لأنه يظن أنها شرور بالنسبة لمن لم تسبب لهم خيرًا[6]. ويكتب ثيؤدوريت أسقف قورش: 

الله يدعو هذا شر، ليس لأنه شر بطبيعته، لكن لأن الناس يعتبرونه هكذا. وهكذا تعودنا نقول: (هذا يوم سئ)، ليس لإن اليوم نفسه تغير لطبيعة آخري، لكن بسبب طريقة سير أحداث التي حدثت في ذلك اليوم قد أصبحت مؤسفة[7].

 



[1]  الله ليس مسبباً للشرور، ترجمة عن اليونانية د/ جورج عوض إبراهيم، ص 27

[2] When critics ask, p, 271.

[3] The Catholic and Manichaean Ways of Life 2.7.9.

[4] الله ليس مسبباً للشرور، مرجع سابق، ص 23، 24

[5] Cassian: Conf. 6:6

[6] Ibid

[7] Commentary on Isaiah 14.45.7.

هل الله يتعب أم لا؟

 


لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ. (خر 31: 17)، 

إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. (إش 40: 28). 

فكيف يقول الكتاب إن الله يتعب ولا يتعب؟

 

الله روح، ومن صفات الروح أنه لا يتعب بل هو دائماً في حالة حركة وتأهب ونشاط، بعكس الجسد (مر 14: 38، مت 26: 41) فلا يُمكن أن يُصيبهُ التعب لأنه غير مادي فلا يتأثر بما به الماديون، بل إن الرب ذاته دائماً يعمل ويسمع الصلوات ويستجيب ويتفاعل في التاريخ، لذلك يكتب العلامة اوريجينوس: إننا نرى الرب دائمًا يعمل، لا يوجد سبت يكف فيه عن العمل، منذ ذلك اليوم الذي فيه "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (مز147: 8)، أو "الكاسي السموات سحابًا المهئ للأرض مطرًا المنبت الجبال عشبًا"، "هو يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان"، " أنا أميت وأحيي" (أي5: 18)، وأيضًا المسيح الرب في الأناجيل يجيب على اليهود الذين يتهمونه بالعمل والشفاء يوم السبت " فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يوحنا5: 17)، مشيرًا بهذا أنه لا يوجد أي وقت يستريح فيه الرب من السهر على أحوال العالم ومصائر الجنس البشري. لأنه منذ البداية، قد خلق المخلوقات وخلق مواد عديدة من حكمته كخالق وعلم أنها تكفي حتى نهاية العالم، بل يقول: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20)، فالرب لا يكفّ عن عنايته الإلهية وتوفيره لها[1].

ويقول ق. أغسطينوس: إنه لم يتعب ولا احتاج إلي راحة، كما أنه لم يترك عمله حتى الآن، إذ يقول ربنا المسيح بصراحة: "أبي يعمل حتى الآن" (يو 5: 17)[2].

ويقول القديس إكليمنضس السكندري بأن الله لا يحتاج إلى يوم للراحة كالإنسان فإنه لا يتعب ولا يمسه ألم ولا عوز[3].

 

فما معني كلمة إستراح الله هُنا؟


اولاً: الكلمة العبرية (שָׁבַת- شاباث)  وتعني: توقف، كفَّ، وصل إلي النهاية[4]. وقد تُرجمت بالفعل إلي توقف[5] وأنهيَّ[6] في كثير من النصوص الأُخري. ويعلق العالم د. ديريك كدنر: أستراح تعني حرفياً كفَّ، إنها راحة الإنجاز لا راحة عدم النشاط، فإن الله يعول ما يخلقه[7]. ويؤكد ذلك يوحنا ذهبي الفم: لا يعني (راحة الله) البطالة بل انتهاء التعب، فإن الله لا يزال يعمل حتى الآن كما يقول المسيح (يو 5: 17)[8]. لذلك يقول القديس أغسطينوس: إننا نستريح عندما نصنع أعمالاً صالحة. كمثال لذلك كُتب عن الله أنه "استراح في اليوم السابع"، وذلك عندما صنع كل أعماله وإذا بها حسنة جدًا[9].

وهذا أيضاً ما يُريده النص الكتابي إذ يقول: وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. (تك 2: 2)، ويقول كاتب العبرانيين: لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. (عب 4: 10)

 

ثانياً: راحة الله أيضاً تعني راحته في خليقته وراحتنا فيه، فالله يستريح في سكناه في ومع خليقته إّذ يقول: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمٍَ.(أم 8: 31)، وكما يقول القديس أغسطينوس: راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله[10]. ويقول ق. غريغوريوس النيزنزي: الله يستريح بين قواته المُقدسة، وهو مُحَّبب إليه أن يسكن بينهم. وهكذا يُقال عن الله إنه جالس أو مُستريح[11].

 

ثالثاً: أعطت لنا رسالة العبرانيين بعداً جديداً عن مفهوم الراحة هُنا، فتقول: لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».5وَفِي هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ»....10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. (عب 4: 4- 11)، فراحة الله وراحتنا فيه هي في الدهر الآتي وليس في هذا العالم لأننا مازلنا نعيش في اليوم السابع أما راحة الله فهي في نهاية اليوم السابع أي في نهاية العالم يوم قيامة الأموات. ويقول اوريجين: السبت الحقيقي هو الذي فيه "يستريح الرب من جميع أعماله"، سيصبح العهد الآتي متى " هرب الحزن والتنهد " (أش35: 10)، وسيصبح الرب " الكل وفي الكل " (كو3: 11)[12]. ويقول القديس ميثوديوس الأوليمبي: لأن الجمال المعنوي الغير مادي (الله)، الذي ليس له بداية وغير فاسد، ولا يتغير، ولا تصيبه الشيخوخة، ولا يحتاج إلي شئ، يستريح في نفسه، وفي ذات النور الذي في أماكن لا يُمكن التحدث عنها، أو الإقتراب منها، وتشمل كل الأشياء في مُحيط قوته[13]... لأنه في ستة أيام عمل الله السماء والأرض، وأنهي خلقة العالم كله، وأستراح في اليوم السابع من كل عمله الذي عمل، وبارك اليوم السابع وقدسهُ.. وذلك يُشير إلي أنه عندما ينتهي العالم في إنتهاء السبعة الف سنة، عندما يتم الله عمل العالم، سوف يفرح فينا (مز 104: 31).. حينئذ عندما تتم الأزمنة سوف يتوقف الله عن الخلق في الشهر السابع، يوم القيامة العظيم[14].

ويكتب الاب تادرس يعقوب: 

إن كان الله قد استراح في اليوم السابع، فإن الستة أيام تشير إلى الحياة الزمنية حيث يعمل الله على الدوام لحسابنا حتى متى جاء يوم الرب العظيم أي السبت الحقيقي يستريح الله بقيامتنا ولقائنا معه في الأمجاد، حيث يعلن كمال خلاصنا روحيًا وجسديًا، ونوجد هناك معه وفيه إلى الأبد، في "السماء الجديدة والأرض الجديدة" (رؤ ٢١: ١)، في المدينة المقدسة أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها، والتي قيل عنها: "هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا" (رؤ ٢١: ٣). هذه هي الراحة الحقة لله والناس، أو هو سبت الرب وسبتنا، وقد سبق لنا إدراك أن السيد المسيح هو "راحتنا الحقيقية" أو "سبتنا الحقيقي"، فيه استراح الآب في البشرية إذ وجدنا أعضاء في الجسد ابنه مقدسين ومتبررين، وفيه استرحنا في الآب إذ نجده أبانا السماوي بتمتعنا بالبنوة لله بثبوتنا في الابن الوحيد. تحققت الراحة بقيامة السيد المسيح من الأموات حيث أقامنا معه معطيًا إيانا سلطانًا على الموت وغلبة على الجحيم وتحطيمًا للخطية. فصار لنا حق الدخول إلى السماويات حتى حضن الآب باتحادنا في القائم من الأموات وللآب أن يقبلنا فيه كأعضاء جسد ابنه المحبوب[15].

  



[1] عظات علي سفر العدد، 23: 4

[2] On Ps. 93.

[3] Strom. 6: 16.

[4] Dictionary of Biblical Languages with Semantic Domains : Hebrew (Old Testament) (DBLH 8697, #3).

[5]   وقد تُرجمت الكلمة (שָׁבַת- شاباث) إلي توقف في هذه النصوص:

Neh 4:11

them and kill them and stop • the work.

Neh 6:3

come down. Why should the work stop while

Ezek 16:41

• I will make you stop • playing the whore,

Ezek 26:13

And I will stop the music of your songs,

Ezek 34:10

stop to their • feeding the sheep.

 

[6]  تُرجمت نفس الكلمة (שָׁבַת- شاباث)  إلي (أنهي، نهاية) في هذه النصوص:

Prov 18:18

The lot puts an end to quarrels and decides†

Isa 13:11

• I will put an end to the pomp of

Isa 16:10

I have put an end to the shouting.

Isa 21:2

sighing she has caused I bring to an end.

Ezek 12:23

I will put an end • to • this • proverb,

Ezek 23:27

Thus I will put an end to your lewdness • and •

Ezek 23:48

end to lewdness in the land, that all •

Ezek 33:28

and her proud might shall come to an end,

Dan 9:27

shall put an end to sacrifice and offering.

Dan 11:18

put an end to his insolence. • • Indeed,

Hos 2:11

end to all her mirth, her feasts, her new

Amos 8:4

bring the poor of the land to an end,

 

[7]  التفسير الحديث ص 56.

[8] In John, hom 36: 2

[9] On Ps. 93.

[10] City of God 11: 8.

[11] On Pentecost, fourth oration, NPNF, 2 ser, vol, VII, p. 325.

[12]  عظات علي سفر العدد، 23: 4

[13]  وليمة العشر عذاري، 6: 1.

[14]  وليمة العشر عذاري، 9: 1

[15]  تفسير الرسالة الي العبرانيين، ص 46، 47