الجمعة، 1 سبتمبر 2023

ليه بنثق في نصوص الكتاب المقدس؟ (5- المزيد من مخطوطات العهد القديم)

 


أولاً: المخطوطات العبرية:

  نظراً لانتشار مجامع اليهود في الكثير من بلاد العالم ومدنها، فقد انتشرت نسخ الأسفار المقدسة في جميع هذه البلاد والمدن ويوجد الآن في مكتبات الجامعات ومتاحف العالم عشرات الألوف من مخطوطات العهد القديم باللغة العبرية، هذا غير آلاف أخرى باللغة اليونانية وبلغات الترجمات الأخرى، سواء الكاملة أو الجزئية أو التي تضم قصاصات أو أجزاء صغيرة. وفيما يلي أهم مجموعات هذه المخطوطات:

1 - المجموعة الأولي من المخطوطات العبرية قام بجمعها بنجامين كينكوت (1776-1780م) ونشرتها جامعة أكسفورد وتضم 615 مخطوطة للعهد القديم. وبعد ذلك قام جيوفاني دي روسي (1784-1788م) بنشر قائمة تحوي 731 مخطوطة.

2 - وأهم اكتشاف للمخطوطات في العصر الحديث هي مخطوطات جنيزة القاهرة (جنيزة مخزن تحفظ فيه الكتب القديمة والمستهلكة)(2)، حيث تم اكتشاف حوالي 200,000 (مائتي ألف) مخطوطة وقصاصة في معبد بن عزرا في القاهرة سنة1890 م  منها حوالي 10,000 (عشرة آلاف) لأجزاء من أسفار العهد القديم وترجع للقرنين السادس والتاسع للميلاد(3). ويحفظ الآن ما يقرب من نصف هذه المخطوطات التي وجدت بهذا المستودع بجامعة كمبريدج. أما الباقي فيوجد في أماكن متفرقة حول العالم. ولقد تعرَّف بول كال، مدير جنيزة القاهرة، على أكثر من 120 من المخطوطات النادرة التي كانت قد أعدتها مجموعة بابلية من الكتبة الماسوريين.

3 - يوجد حوالي 100,000 (مائة آلف) مخطوطة في كمبريدج، من مجموع المخطوطات التي اكتشفت في جنيزة القاهرة.

4 - وتضم مجموعة فيركوفيتش في مكتبة ليننجراد (بطرسبرج حاليا) بروسيا 1,582 مخطوطة مكتوبة على رقوق، و 725 مخطوطة مكتوبة على ورق، و1,200 قصاصة من مخطوطات غير عبرية. هذا بالإضافة إلى 1.200 قصاصة من المخطوطات العبرية في مجموعة أنطونين(4). كما يؤكد كاهل أيضاً على أن هذه المجموعة من المخطوطات والقصاصات أخذت جميعها من جينزة القاهرة. وفي مجموعة فيركوفيتش هناك أربع عشرة مخطوطة عبرية للعهد القديم ترجع إلى ما بين عامي 929م، و 1121م وكانت أصلاً في جنيزة القاهرة.

5 - ويوجد 161 مخطوطة عبرية في المتحف البريطاني. كما يوجد 146 مخطوطة في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد.

6 - ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عشرات الألوف من المخطوطات والقصاصات السامية والتي تشكل أسفار العهد القديم 5% منها، أكثر من 500 مخطوطة(5).

وفيما يلي أهم نسخ هذه المخطوطات:

(1) بردية ناش؛ وترجع للقرن الثاني الميلادي، حصل عليها ناش في مصر سنة1902م، وكانت تعتبر أقدم مخطوطة قبل اكتشاف لفائف البحر الميت، وتحتوى على نص ليتورجى للوصايا العشر وجانب من الشمّا (من خر2:20،3؛ تث6:5،7؛4:6،5)، أي " أسمع " وهى الكلمة الأولى من تثنية 4:6، وهى تعتبر قانون إيمان إسرائيل لإعلان وحدانية الله كما جاء في تثنية 4:6 " أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ". وكانت الشمّا تمارس في الصلاة يوميا.

(2) مخطوطة القاهرة(6)؛ التي نسخها موسى بن أشير في طبرية بفلسطين سنة 895 م وهي أقدم مخطوطة ماسورية، وتحتوى على أسفار يشوع وقضاة وصموئيل 1و2 وملوك 1و2 وإشعيا وإرميا وحزقيال والأنبياء الأثني عشر، وهى موجودة في المتحف البريطاني وتسمى بالمخطوطة القاهرية.

(3) مخطوطة المتحف البريطاني؛ (شرقيات 4445) وهى نص كامل لأسفار موسى الخمسة، التوراة، (تك20:39 - تث33:1)، كتبت في الفترة بين سنة 920 و 950م، وعليها أسم بن أشير.

(4) مخطوطة حلب؛ وتحتوى على العهد القديم كاملاً، نسخها هارون بن موسى بن أشير وتؤرخ بسنة 900 إلى 925م،  وكانت محفوظة في مجمع اليهود السفرديم بحلب وهى الآن بالقدس.

(5) مخطوطة بطرسبرج B3 (ليننجراد سابقاً)؛ وتحتوى على الأنبياء القدامى إشعيا وإرميا وحزقيال) والأنبياء المتأخرين (الأثني عشر)، وترجع لسنة 916م.                                       

(6) مخطوطة بطرسبرج B19a (ليننجراد)؛ وتحتوى على العهد القديم كاملاً، وقد نسخت سنة 1008 - 1009م على يد صموئيل بن ياكوب بالقاهرة.


ثانياً: الترجمات:

  وهناك العديد من المخطوطات للترجمات القديمة التي ترجمت للعهد القديم وأهمها الفاتيكانية التي ترجع لسنة 325م، السينائية لـ350م، والإسكندرية التي ترجع لـ 450م، وهما للترجمة السبعينية اليونانية، وقد وجد ضمن لفائف قمران في كهف 4  مخطوطات للترجمة السبعينية أيضا تحتوى على أسفار الخروج واللاويين والعدد وترجع لسنة 100ق م. أي بعد الترجمة بحوالي 150 سنة واكتشفت أيضا مخطوطة يونانية للأنبياء الصغار في منطقة وادي خبرا. وهناك مخطوطة للبشيتا السريانية مؤرخة بسنة 464م بالمتحف البريطاني، ومخطوطة للسريو هيكسابلا ترجع للقرن الثامن. وهناك مخطوطة على ورق البردي للترجمة القبطية باللهجة الصعيدية ترجع إلى سنة 300م بالمتحف البريطاني، وهناك جزيئات (قصاصات) ترجع للقرن الرابع والخامس باللغة القبطية باللهجتين الأخميمية والفيومية، إلى جانب مخطوطة باللغة العربية ترجع للقرن الثامن. وتمتلئ مكتبة الفاتيكان بالمخطوطات القديمة للترجمة اللاتينية خاصة الفولجاتا.


ثالثاً: التوراة السامرية:

  لم تكن التوراة السامرية(7) إلى وقت قريب معروفة إلا من خلال كتابات الآباء مثل يوسابيوس وجيروم ولكن أعيد اكتشاف نصها في دمشق سنة 1616م وتوجد منها كميات كبيرة في مكتبة بطرسبرج (ليننجراد) العامة بروسيا، وجامعة كمبريدج. ولكن أهم هذه المخطوطات هو درج الابيش الموجود مع جماعة السامريين بنابلس والذي ترجمه إلى العربية الكاهن السامري أبو الحسن اسحق الصوري (ولدينا نسخة من هذه الترجمة). كما وجد منها عدة أجزاء ضمن مخطوطات قمران. وهذه التوراة السامرية هي نسخة من الأصل العبري ولكن بلغة أقدم وتتفق معه بدرجة كبيرة برغم وجود بعض الاختلافات بينهما، وقد ثبت أن معظم هذه الاختلافات هي لحروف هجائية أو بسبب النقل عبر مئات السنين وبسبب تمسكهم الشديد بتنزيه الله الواحد، وهي غير مؤثرة على المعنى أو العقيدة بصفة عامة.


رابعا ـ اكتشاف مخطوطات قمران وصحة الكتاب المقدس:

  وادي قُمران القديمة على الشواطئ الشمالية الغربية للبحر الميت، وتعتبر هذه المخطوطات أو اللفائف، برغم حداثة اكتشافها، من أثمن مخطوطات الكتاب المقدس بل واكتشافات القرن العشرين لأنها ترجع للقرون الثلاثة السابقة للميلاد والقرن الأول الميلادي (من حوالي 280 ق. م إلى حوالي 133م)(8)، وتزيد في متوسطها عن أقدم مخطوطة كانت بين أيدينا، قبل أكتشاف جنيزة القاهرة سنة 1889م، بحوالي1150 سنة، وبالطبع فهي منقولة أو منسوخة عن نسخ أقدم منها بعشرات بل ومئات السنين، وبالتالي يقترب بعضها من زمن عزرا الكاتب، الذي جمع كل أسفار العهد القديم وأعاد تحريرها ونسخها بالروح القدس، بحوالي من 150 إلى 250 سنة، وقد يكون بعضها منقولاً عن النسخ التي نسخت في زمن عزرا نفسه، كما أن معظمها موجود من قبل تجسد الرب يسوع المسيح، الذي أكد صحة كل حرف وكل كلمة في أسفار العهد القديم، بقرنين أو ثلاثة قرون. وهى بذلك تؤكد الاستمرار الطبيعي غير المنقطع في تواصل النص الأصلي لأسفار العهد القديم ووصوله إلينا بكل دقة عبر الزمان والتاريخ وتبطل كل نظريات وأراء النقاد والليبراليين الذين زعموا دخول إضافات على بعض الأسفار، مثل المزامير، وتأخر كتابة البعض الآخر، مثل  دانيال، للقرنين السابقين للميلاد مباشرة، أو القرن الأول للميلاد، مثل الجامعة، حيث وجدت أجزاء كثيرة لكل أسفار العهد القديم عدا سفر أستير فقط(9).

  وتتكون هذه المخطوطات من أربعين ألف قصاصة أمكن تجميع خمسمائة كتاب من بينها كتب عن قوانين الحياة في مجتمع قمران، وأصول التلمذة فيها، مع تفاسير لبعض الأسفار، وذلك إلى جانب المخطوطات الكتابية لأسفار العهد القديم. وتشمل هذه اللفائف كل أسفار العهد القديم عدا سفر أستير. وذلك إلى جانب الكتب الدينية الأخرى التي لطائفة الأسينيين اليهودية. وترجع أقدم اللفائف وهى لأسفار اللاويين والخروج وصموئيل إلى ما قبل سنة 250 ق م، إذ يرى العلماء لفة الخروج (من كهف 4) ترجع لسنة 250ق م، ويرى بعضهم أن لفة لسفر صموئيل ترجع لحوالي 280ق م، ويرى أحد العلماء أن هناك لفة لسفر اللاويين ترجع لسنة 400 ق م.

  وقد كتبت هذه اللفائف في معظمها بالخط الآرامي، المربع، وهناك 10 لفائف تضم أسفار موسى الخمسة وأيوب كتبت بالخط العبري القديم. وكتب الاسم الإلهي " يهوه " أحيانا بهذا الخط القديم في بعض اللفائف الأخرى، وحتى سنة 1999م كان قد وجد عدد 233 مخطوطة وقصاصة من كهوف قمران الأحد عشر، هي:  18 مخطوطة لسفر التكوين + 3 قصاصات، و18 للخروج، و17 للاويين، و12 للعدد، و31 للتثنية + 3  قصاصات، و2 ليشوع، و3 للقضاة، و4 لراعوث، و4 لصموئيل (الأول والثاني)، و3 للملوك (الأول والثاني)، وواحد لأخبار الأيام (الأول والثاني)، وواحد لسفر عزرا – تحميا، و4 لأيوب، و39 للمزامير + قصاصتين، و 2 للأمثال، و 3 للجامعة، و4 لنشيد الإنشاد، و22 لإشعيا، و 6 لإرميا، و4 للمراثي، و7 لحزقيال، و8 لدانيال + قصاصة، و10 للأنبياء الصغار + قصاصة.

  وأشهر هذه الأسفار هي التكوين والخروج والتثنية وإشعيا والمزامير ومن أحسن وأهم هذه المخطوطات لفتين لإشعيا وأجزاء كاملة من سفر صموئيل ولفة للمزامير وتفسير لسفر حبقوق. وفيما يلي أهم هذه المخطوطات الكتابية والكهوف التي وجدت فيها(10)

1- كهف1(من15/2إلى9/3/1949م) ويضم أجزاء كثيرة لأسفار التكوين واللاويين والتثنية والقضاة وصموئيل الأول والثاني والمزامير ولفة طويلة كاملة لسفر إشعيا (1QISa ولفة طويلة، جزئية، أخرى لسفر إشعيا (1QISb) وحزقيال ودانيال وأجزاء من تفاسير للمزامير وميخا وحبقوق وصفنيا وزكريا. وأعمال أخرى غير كتابية مثل أخنوخ وأقوال موسى (ولم تكن معروفة قبلاً)، وسفر اليوبيل وسفر نوح، وشهادة لاوي وطوبيا وحكمة سليمان. وهناك أيضاً أجزاء من سفر دانيال وتشمل دانيال 2: 4 (حيث تتغير اللغة من العبرية إلى الآرامية)، وقد وجد أيضاً في الكهف الأول أجزاء من شروح لأسفار المزامير وميخا وصفنيا.                  

2 - كهف 2(مارس سنة 1952م) ويضم أجزاء من حوالي مائة مخطوطة، منها مخطوطة لسفر التكوين ومخطوطتان لسفر الخروج وواحدة لسفر اللاويين وأربع مخطوطات للعدد واثنتان أو ثلاثة للتثنية ومخطوطة واحدة لكل من إرميا وأيوب والمزامير ومخطوطتان لراعوث (وصفحة من لفة إشعيا B في قمران).

3 – كهف 3(4/3/1952م) ويضم جذاذات من أسفار المزامير وإشعيا ومراثي وحزقيال ونصفين لدرج نحاسي به خريطة لـ 64 موقع سرى لكنوز مخفية.

4 – كهف 4 (سبتمبر 1952م) ويضم مئات المخطوطات (حوالي 400) منها حوالي 100 نسخة لأسفار العهد القديم كلها عدا سفر استير، منها جذاذات من سفر الجامعة، ومنها لفة لسفر صموئيل (4Q Samb) تعتبر أقدم نسخة معروفة للكتاب المقدس وترجع للقرن الثالث قبل الميلاد (لسنة 280 ق م)، كما يوجد به عدد من التفاسير لأسفار المزامير وإشعيا وناحوم، كما توجد أسفار التثنية وإشعيا وإرميا والأنبياء الصغار بكثافة وهذا يدل على حب الدراسة لهذه الأسفار وتفضيلها عن بقية أسفار العهد القديم، كما وجد بهذا الكهف نسخة مهمة جدا لسفر دانيال تحتوى على (7:28؛8:1) الذي تتغير فيه اللغة من الآرامية للعبرية مما يؤكد  قدم السفر وانتقاله عبر الأزمنة كما هو. ومن أهم لفائف هذا الكهف أيضا تفسير لسفر هوشع (2:8-14)،(4Q16) مكتوب على رقوق في القرن الأول قبل الميلاد.

5 – كهف 5 (سبتمبر 1952م) ويضم جزءًا من سفر طوبيا إلى جانب جذاذات من أسفار التثنية والملوك 1و2 وإشعيا وعاموس والمزامير والمراثي (أنظر كهف 5 على يسارك).

6- كهف 6 (27/9/1952م)

ويضم من بين جذاذاته برديات من أسفار التكوين واللاويين والتثنية والملوك ونشيد الإنشاد ودانيال.

7 - كهوف من7 إلى 10 وتضم أجزاء قليلة من أسفار العهد القديم.

8 - كهف 11(يناير وفبراير 1956م) ويضم لفة من أهم لفائف قمران تشكل أجزاء من41 مزموراً (من مزمور 50 إلى 101) بما فيها مزمور151 الذي كان معروفا في

اللغة اليونانية فقط، مكتوباً على جلد سميك من العصر الهيرودسى، وذلك إلى جانب 36 مزمور آخر من المزامير التي تقع فيما بين 93 إلى 150، وثلاث نسخ منها جزء جيد من سفر اللاويين (11Qlevb) وترجوم (تفسير) آرامي لسفر أيوب.


عن كتاب: عظمة الكتاب المقدس وحفظ الله له عبر آلاف السنين، للآب عبد المسيح بسيط



(2) See Ency. Judaica. Geniza.

(3) Kahle, the Cairo Geniza 13. هذا المعبد كان حتى عام 882م كنيسة باسم الملاك ميخائيل

(4) Wurthwein, the Text of the Old Testament 23.

(5) Goshen-Gottstein, Bible Manuscripts in the U. S, 30.

(6) Bruce, Books and Parchments  115-116.

(7) يرجع وجود السامريين إلى ما بعد سنة 720ق م عندما استوطن جماعة من غير اليهود السامرة بعد سبى إسرائيل إلى أشور بواسطة شلمناصر ملك أشور والذي أتى " بقوم من بابل وكوث وعوا وحماه وسفراوييم وأسكنهم في مدن السامرة عوضا عن إسرائيل " وأمر بإرسال كاهن ليعلمهم الشريعة اليهودية "، فأتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة وسكن في بيت إيل وعلمهم كيف يتقون الرب "، فعبدوا الرب إلى جانب آلهتهم الوثنية (2مل 17). ويحتمل أن التوراة أو أجزاء منها نقلت إليهم في ذلك الوقت. وقد يفسر ذلك قبولهم فقط لأسفار موسى الخمسة دون بقية العهد القديم. ولكن غالبية العلماء يرون أنها نقلت إليهم سنة 432 ق م عندما طرد نحميا واحد من بنى يهويا داع الكاهن، والذي كان صهرا لسنبلط الحوراني، من اليهودية فذهب إلى السامرة وأسس جماعة فيها وأقام هيكلا على جبل جرزيم منافسا لهيكل أورشليم.

(8) وترجع قصة اكتشاف هذه المخطوطات إلى راعي أغنام بدوي اسمه " محمد " كان يبحث عن معزة ضائعة في مارس 1947، فرمى حجراً في ثقب في تل على الجانب الغربي للبحر الميت، على بعد ثـمانية أميال جنوب أريحا، واندهش وهو يسمع صوت تحطيم آنية فخارية، فدخل ليستكشف الأمر، فوجد أواني فخارية كبيرة تحتوي على لفائف من الجلد ملفوفة في أنسجة كتانية. ولما كانت الأواني الفخارية مغلقة بإحكام، فقد بقيت المخطوطات في حالة ممتازة لمدة نحو 1900 سنة، فقد وضعت تلك المخطوطات داخل الأواني عام 68م.

  وقد اشترى رئيس دير السريان الأرثوذكس بأورشليم خمساً من تلك المخطوطات، كما اشترى الأستاذ سكنك من الجامعة العبرية بأورشليم ثلاثاً، وكتب في مذكراته عنها يقول: " لعل هذا واحد من أعظم الاكتشافات في فلسطين، أكثر جداً مما توقعنا ".  وفي فبراير (شباط) سنة 1948 اتصل رئيس الدير السرياني بالمدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية في أورشليم وأخبرهم عن المخطوطات. وكان المدير شاباً عالماً يهوى التصوير أيضاً، اسمه جون تريفر، فقام بجهد خارق في تصوير كل عمود من مخطوطة سفر إشعياء وهي بطول 24 قدماً وعرض عشر بوصات  وحمّض الأفلام بنفسه وأرسل بعض الصور منها إلى الدكتور أولبرايت من جامعة جون هوبكنز، الذي كان يُعتبر عميد علماء الحفريات الكتابية. فأرسل رده برجوع البريد يقول: " تهانيَّ القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث. يا له من اكتشاف مذهل! ولا يمكن أن يوجد ظل شك في العالـم كله في صحة هذه المخطوطة " وقال أنها ترجع لسنة 100 ق م (See Encyclopedia Judaica Dead Sea  Scrolls).

(9) Donald W. Parry and Stephen D. Ricks The Dead Sea Scrolls and the Bible.  What the scrolls teach us about the Bible.

(10) لمراجعة ذلك تفصيلياًَ أرجع لـ http//home.flash.net/~hoselton/deadsea/caves.htm

See also : Ayala Sussman and Ruth Peled The Dead Sea Scrolls


ليه بنثق في نصوص الكتاب المقدس؟ (4- المزيد من مخطوطات العهد الجديد)

 


فيما يلي هذه المخطوطات مع أحدث الدراسات التي أجريت عليها في السنوات العشر الأخيرة:


1 - بردية الإنجيل للقديس متى (P64وهي من أروع وأقدم مخطوطات العهد الجديد. البردية (P64) والتي تتكون من ثلاث قصاصات من الإنجيل للقديس متى، وقد وجدت أولاً في كنيسة بالأقصر سنة 1901م واستقرت بعد ذلك في كلية مجدالين Magdalene Collage بأكسفورد، وكانت تؤرخ على أنها كتبت فيما بين سنة 150 -200م. ثم أعاد عالم البرديات الألماني البارز كارستن ثيد  Carsten Thiedeاكتشافها ثانية بعد أن رآها للمرة الأولى في فبراير 1994م ثم زار أكسفورد بسببها أربع مرات حتى يتمكن من دراستها بالتفصيل وبعد دراسات عديدة معقدة اكتشف أنها ترجع بكل تأكيد لسنة 65م وأن كاتب الإنجيل لا بد أن يكون أحد رسل المسيح وأن كاتب المخطوطة نفسها لابد أن يكون أحد الذين شاهدوا المسيح شهادة عيان. وأثار هذه الخبر ضجة في العالم وحطم كل النظريات المضادة للكتاب المقدس والعقيدة المسيحية. ونشر الخبر في الصحف ووكالات الأنباء العالمية سنة 1994م، ثم نشرت الخبر جريدة الديلي ميل البريطانية في 23 مارس 1996م تحت عنوان " هل هذه شهادة شاهد عيان تبرهن على أن يسوع عاش على الأرض " في صفحتين كاملتين معلنة نهاية مزاعم وادعاءات النقاد الذين زعموا أن الأناجيل قد كتبت بعد فترة طويلة من صعود المسيح وأكدت على أن ناسخ هذه البردية لا بد وان يكون أحد الذين شاهدوا الرب يسوع المسيح واستمعوا إليه. كما يؤكد كاتب المقال على أن اللغة المستخدمة في البردية واضحة ومباشرة وغير مزينة وتدل دلالة قاطعة على أن كاتبها عاش الإثارة والشد في اللحظات الحاسمة من حياة يسوع، كما تبين أن التلاميذ كانوا،  وقت العشاء الرباني وإعلان السيد أن واحداً منهم سيخونه، يتكلمون، جميعاً، متذمرين وخائفين: " هل أنا هو يا رب " ويسيطر على اللغة توتر ورعب تلك اللحظة المضطربة.  


2 - بردية الإنجيل للقديس لوقا (P4)(2)؛ وتوجد البردية (P4) والتي تضم أجزاء من الإنجيل للقديس لوقا في المكتبة القومية في باريس وكانت تؤرخ على أنها ترجع للقرن الثالث الميلادي، وبعد الدراسات الحديثة التي تمت مؤخراً أعلن العلماء ومنهم العالم الألماني كارستين ثيد، أيضاً، في كتابه " Jesus Papyrus " أن هذه البردية كانت جزءًا من نفس مجلد بردية الإنجيل للقديس متى وترجع لنفس تاريخ نسخها، أي قبل سنة 68م، ويرى البعض أنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني على الأكثر.


3 - مخطوطة جون رايلاندز John Rylands  (P52): والتي اكتشفت بصحراء الفيوم بمصر سنة. وتحتوى على (يوحنا 31:18-33). 1935والمحفوظة بمكتبة جون رايلاندز في مانشستر بإنجلترا وعندما قام روبرتس C. H. Roberts خبير البرديات في أوكسفورد بدراستها واستشارة علماء البرديات الأكثر خبرة منه وجدوا أنها ترجع لما بين 117 و 135م، على أكثر تقدير. ويرى أدولف ديسمان Adolf Deissmann أنها ترجع لزمن أقدم(3). ثم أعيد دراسة تاريخ المخطوطة، مؤخراً، ووجد العلماء أن أسلوب الكتابة الذي كتبت به غطى الفترة من بداية ثمانينيات القرن الأول إلى سنة 130م مما يؤكد، في رأى الكثيرين منهم، أنها كتبت بين سنة 85 و95م، وهو نفس تاريخ كتابة الإنجيل للقديس يوحنا. وكانت حتى سنة 1994 تعتبر أقدم شاهد للعهد الجديد(4).


  وقد برهنت هذه المخطوطة على أن الإنجيل للقديس يوحنا قد كتب في القرن الأول وأبطلت مزاعم النقاد الذين زعموا أنه كُتب سنة 160م! يقول خبير المخطوطات بروس ميتسجر " لو أن هذه المخطوطة الصغيرة كانت معروفة في منتصف القرن الماضي، فإن مدرسة نقد العهد الجديد التي أسسها فيرديناند كريستيان باور الأستاذ الشهير بجامعة توبنجن Tübingen لم تكن لتفترض أن الإنجيل الرابع لم يكتب حتى عام 160م تقريباً "(14).    



4 - مخطوطة (P66 موجودة في مجلد مكون أصلاً من 146 ورقة ويوجد منها الآن 104ورقة وبعض الأوراق القليلة في مكتبات أخرى(15)، وتشتمل على الإنجيل للقديس يوحنا بالكامل باستثناء بعض الأجزاء التي تلفت صفحاتها. وترجع حسب أحدث الدراسات لما بين سنة 125 و 150م. فيرى هنجر Hunger أنها ترجع لـ 100 إلى 150م، وقال بعض آخر أنها ترجع لـ 125 إلى 175م(16).


5 - مخطوطة (P72) وتشتمل على رسالتي بطرس الرسول الأولى والثانية ورسالة يهوذا بالكامل وترجع لسنة 200م. ويصفها ميتسجر بأنها أهم اكتشاف لمخطوطات العهد الجديد منذ شراء برديات تشستربيتي(17).


6 مخطوطة(P75) وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا. وترجع لحوالي سنة 180م ونصها شبيه تماماً بنص المخطوطة الفاتيكانية والتي ترجع للقرن الرابع وهى بذلك تبطل بصورة حاسمة وقاطعة مزاعم النقاد الذين ادعوا أنه حدثت مراجعة للعهد الجديد في القرن الرابع وتثبت سلامة نصوص وآيات العهد الجديد عبر كل العصور.


7 - مخطوطة (P45) وتحتوى على أجزاء كبيرة من الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا وأعمال الرسل، ولهذه البردية جزء آخر موجود في المكتبة الوطنية بفيينا يحتوى على جزء من الإنجيل للقديس متى، وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي 220م وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لسنة 150م.


8 - مخطوطة (P46) وتحتوى على جزء كبير من تسع رسائل للقديس بولس الرسول هي: رومية و1 كورنثوس و2 كورنثوس وغلاطيه وأفسس فيلبى وكولوسى و1تسالونيكى وعبرانيين. وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة 220م. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لحوالي سنة 85 م، أي أنها نسخت في حياة القديس يوحنا. فقد قام عالم البرديات يونج كيو كيم Young Kyu Kim بعمل مقارنة بين أسلوب وخط الكتابة المكتوبة به المخطوطة فوجد أنه نفس أسلوب الكتابة والخط  الذي كتبت به مخطوطات نهاية القرن الأول والذي لم يوجد له مثيل لا في القرن الثاني أو الثالث(19).


9 - مخطوطات قمران والعهد الجديد: كما أدى اكتشاف مخطوطات قمران في كهوف وادي قمران بالبحر الميت إلى وجود أجزاء صغيرة من مخطوطات العهد الجديد ترجع لما قبل سنة 68م. وفيما يلي هذه الأجزاء:

مخطوطة (7Q5)(26) والإنجيل للقديس مرقس؛ فقد وجد في كهف 7 مجموعة من

المخطوطات باللغة اليونانية وعند دراسة العالم الأسباني جوسي آو كالاجان OCallagghan وجد بعض القصاصات بها آيات من العهد الجديد، وبعد الدراسة توصل للآتي؛

(1) أن كهف 7 هو الكهف الوحيد من كهوف قمران الذي وجد به نصوص يونانية.                  

(2) أقفل الكهف نهائياً سنة 68م عندما استولت الكتيبة الرومانية العاشرة على المنطقة في ذلك التاريخ، وبالتالي فكل ما بالكهف مكتوب قبل سنة 68م.

(3) المخطوطة(7Q5) تحتوى على الآيات (52:6-53) من الإنجيل للقديس مرقس. 

(4) بعد دراسة اللغة وأسلوب الكتابة توصل إلى أن التاريخ المحتمل لهذه المخطوطة يرجع لسنة 50م. ويجب أن نضع في الاعتبار أن وجود جزء من الإنجيل في مغارة متعبد يهودي يعنى أنه قد توصل إليها بعد انتشارها في الأوساط المسيحية بعدة سنوات، وبما أن الكهف قد أغلق سنة 68 م فلابد أن يكون قد حصل عليها قبل ذلك بفترة وبعد أن كتب الإنجيل واستدار وأنتشر بعدة سنوات. وهذا يعنى أن هذه المخطوطة قد كتبت في الوقت الذي كان فيه القديس مرقس ومعظم الرسل أحياء. 

  كما وجد أيضاً في نفس الكهف 8 قصاصات أخرى غير (7Q5)(27) تتطابق مع بعض فقرات العهد الجديد منها ثلاثة من الإنجيل للقديس مرقس، وهي كالآتي:

  7Q6   = مر28:4     7Q7 = مر17:12

    7Q6  = أع38:27           7Q9 = رو11:5- 12

7Q4    = 1تى 16:3-3:4     7Q8 = يعقوب 23:1-24

  7Q10 = 2بط15:1       7Q15  = مر48:6                        

  والخلاصة هي أنه يوجد لدينا أجزاء كبيرة لكل أسفار العهد الجديد ترجع لما بين سنة 68م وسنة 220م، أي أنها نسخت جميعاً في عصر تلاميذ المسيح ورسله وبعضها كتب بواسطتهم مباشرة وعصر تلاميذهم وخلفائهم، الآباء الرسوليين، وبعضها الآخر كتب في عصر تلاميذ تلاميذهم!! حيث تضم البرديات P45 , P46 , P47 , P66 , P75 الإنجيل للقديس يوحنا كاملاً والإنجيل للقديس لوقا كاملاً و11 رسالة كاملة من رسائل القديس بولس (هي رومية و1و2 كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبى وكولوسى و1و2 تسالونيكى والعبرانيين) وأجزاء كبيرة من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس مرقس وسفر الأعمال وسفر الرؤيا.

  وفيما يلي جدول بأهم وأقدم المخطوطات اليونانية حسب الدراسات التي قام بها العالم الألماني ثيد والعالم الأمريكي د. فيليب كُمفورت Dr. Philip Comfort وآخرين:

المخطوطة

محتوياتها

تاريخها

بردية الكلية المجدلية P64

متى:726- 8 10و14-15

و21-23و31

قبل سنة 66م

مخطوطة قمران 7Q5

مرقس52:6-53

ما بين سنة 50 و 68م

مخطوطة قمران 7Q4

1 تيموثاؤس 16:3-3:4

قبل سنة 68م

مخطوطة برشلونة P67

متى 9:3،15؛

متى 20:5-22 ,25-28

قبل سنة 66م

مخطوطة باريس P4

لوقا 23:3؛38:5

قبل سنة 66م

مجموعة رسائل ق. بولس

10 من رسائل القديس بولس

سنة 85م

مجلد يوحنا P66

معظم الإنجيل للقديس يوحنا

ما بين 125 و 150م

P32

تيطس 11:1-15؛ 3:2-8

سنة 175 م

P45

11 من رسائل القديس بولس

سنة 150 م

P77

متى 30:23-39

سنة 150 م

P87

فليمون 13 - 15 و 24 - 25

سنة 125 م

P90

يوحنا36:18 - 7:19

سنة150 م

جون ريلاندز P52

يوحنا 31:18 - 33 و37و38

ما بين سنة 100 - 125 م

P77

30:23 -39

سنة 150م

P1

متى 1:1-9 و 12 و14 - 20

حوالي سنة 100 م

P90

يوحنا 36:18 -7:19

ما بين 125 - 150 م

مجموعة تشستر بيتى

P45 , P46 , P47

وتضم أجزاء كبيرة من العهد

الجديد

سنة 200 م

  وهكذا يتبين لنا أنه يوجد لدينا مخطوطات قريبة جداً من زمن الرسل ومعاصرة لبعض تلاميذهم الذين كانوا لا يزالون يحفظون الإنجيل الذي تسلموه وحفظوه شفوياً والذين كانت لديهم المخطوطات الأصلية التي كتبها الرسل بالروح القدس أو على الأقل كانت لديهم نسخ منقولة عن الأصل مباشرة. فلدينا حوالي 20 مخطوطة تضم كل أسفار العهد الجديد ترجع لما بين 68م و220م. ولدينا حوالي 100 مخطوطة ترجع لما قبل نيقية.

عن كتاب: عظمة الكتاب المقدس وحفظ الله له عبر آلاف السنين، للأب عبد المسيح بسيط


(2) Ibid..

(3) Metzger, the Text of the New Testament p, 39 & Geisler and Nix Gen Int. NT p,388.

(4) Carsten Peter Thiede, The Earliest Gospel Manuscript? Pp.11-22.

(14) Metzger, the Text of the New Testament p, 39.

(26) Thiede, p.23-41.

(27)Ibid.p.42-63& Greek Qumran Fragment 7Q5: Possibilities and Impossibilities.