السبت، 10 يونيو 2023

ليه بنثق في نصوص الكتاب المقدس؟ (1- مخطوطات الكتاب المقدس)

 



ثقتنا في الكتاب المقدس بشكل أساسي بتعود إلى إيماننا بالله الذي هو مصدره،

لكن بجانب دا عندنا الكثير من الأدلة العملية على صحة الكتاب المقدس:

1- مخطوطاته.
2- ترجماته.
3- اقتباسات الأقدمين منه.

وعلشان دا موضوع كبير مش هينفع نجمعه في بوست واحد على فيسبوك، فانا هنا هتكلم بس عن مخطوطات الكتاب المقدس:

بالنسبة لمخطوطات العهد القديم، عندنا:

- مخطوطة الأنبياء بالقاهرة (895م.)
- مخطوطة Oriental 4445 بالمتحف البريطاني (القرن التاسع أو العاشر)
- مخطوطة لينينجراد للأنبياء (916م.)
- مخطوطة حلب (900-925م.) تحتوي في الأصل على نص العهد القديم كاملا ولكن الأن مفقود الربع تقريباً.

See “Biblical Manuscripts” by Philip W. Comfort in Young’s Compact Bible Dictionary (Wheaton, Ill.: Tyndale House Publishers, 1989), from which this portion was adapted.

دا بخلاف مخطوطات قمران اللي جزء كبير منها بيرجع لسنة 100 قبل الميلاد تقريبًا..

* مخطوطات العهد الجديد:

وأقدم قصاصة معروفة من المخطوطات اليونانية للعهد الجديد - بل لعلها أقدم من البردية P66، هي قصاصة صغيرة يرمز إليها بالرمزP52 وتوجد في مكتبة "جون ريلاندز"Rylands في مدينة منشستر بإنجلترا، وهي تضم سطورًا قليلة من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل يوحنا. ويرجع تاريخ هذه البردية إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، كما سجل ذلك محررها، وكذلك حسب تقدير علماء الكتابات القديمة. وتقدم هذه البردية الدليل على خطأ "نقاد توبنجن" Tubingen ، في زعمهم أن الإنجيل الرابع كتب في نحو 160م، فهذه البردية تثبت أن الإنجيل الرابع كان متداولًا قبل ذلك بوقت طويل حتى أنه وصل في أوائل القرن الثاني إلى أعماق مصر حيث وجدت هذه البردية.

(Geisler, Norman L., Nix, William E., A General Introduction to the Bible (Chicago: Moody Press, 1986), 388).

# مخطوطات العهد الجديد للقرنين الثاني والثالث:

وهناك مجموعتان هامتان من المخطوطات البردية، هما:

1- مجموعة تشستر بيتيChester في دبلن بأيرلندا، التي حصل عليها في 1930 / 1931، وتضم البرديات الآتية:

أ برديةp45 وتحوي الأناجيل الأربعة تقريبًا مع سفر الأعمال. وترجع إلى أوائل القرن الثالث الميلادي.

ب بردية p46 وتحوي جزءًا كبيرًا من رسائل الرسول بولس (ما عدا الرسائل الرعوية) بالإضافة إلى الرسالة إلى العبرانيين، وترجع أيضًا إلى أوائل القرن الثالث الميلادي.

(Metzger, Bruce M., The Text of the New Testament (New York and Oxford: Oxford University Press, 1968), 39)

ج بردية p47 وتحتوي على 1/3 سفر الرؤيا تقريبًا وترجع إلى القرن الثالث أيضًا.

2- والمجموعة الثانية من المخطوطات البردية للعهد الجديد -ولعلها الأهم- هي مجموعة "مكتبة بودمرBodmer في جنيف بسويسرا، وهي تضم:

أ - البرديةP 66 وتشمل على قسم كبير من إنجيل يوحنا، ويرجع بعض العلماء بتاريخها إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، وهي بذلك تعتبر أقدم مخطوطة لأي جزء من العهد الجديد.

ب- البرديةP 72 وتشتمل على رسالة يهوذا ورسالتي بطرس الرسول، بالإضافة إلى العديد من الكتابات أخرى. ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي.

ج - البرديةP 73 وتشمل على جزء صغير من إنجيل متى.

د- البرديةP 75 وتضم جزءًا كبيرًا من إنجيلي لوقا ويوحنا. وترجع إلى أواخر القرن الثاني أو بعد ذلك بقليل.

# مخطوطات العهد الجديد للقرن الرابع:

- المخطوطة السينائية
- المخطوطة الفاتيكانية
- المخطوطة السكندرية

وعدد المخطوطات اليونانية فقط بحسب احصاء تم سنة 1980 بيوصل لـ 5366 مخطوط يوناني.. دا بخلاف الترجمات..

- طيب نيجي لسؤال مهم؛ هل المخطوطات دي بينها أتفاق ولا هي مختلفة؟

بيرد علينا C. Porter في مقال له بعنوان: Papyrus Bodmer XV (p75) and the Text of Codex Vaticanus واللي اتنشر في Journal of Biblical Literature 1962, PP: 363 – 376 وبيقول:

إثنتين من أقدم المخطوطات لدينا، وهما البردية: (75) أو P75) )، والفاتيكانية أو B))، بينهما إتفاق قوي إستثنائي. وهما من ضمن أكثر المخطوطات دقة، من بين المخطوطات الموجودة اليوم. البردية 75 تسبق الفاتيكانية بنحو 125 عام، لكنها ليست المخطوطة التى نُسِخت عنها الفاتيكانية. لكن الفاتيكانية نُسِخت من مخطوطة أقدم نُسِخت عنها أيضًا البردية 75.
إتفاق هاتين المخطوطتين حول أي قراءة معينة، يعني أن هذه القراءة ترجع إلي بداية بدايات القرن الثاني.

تاريخ محاولات الوحدة والتقارب بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية

 



1- منذ مجمع خلقيدونية وانفصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (ومعها الأحباش والسريان وغيرهم) عن باقي كنائس العالم، وبغض النظر عن أبعاد هذا المجمع وأسبابه فإننا سنتحدث معًا عن تاريخ مساعي الوحدة بين الكنيستين من وقت خلقيدونيا في القرن الخامس وحتى يومنا هذا..

# مع العلم أن مفهوم الوحدة نفسه لا يعني بالضرورة الوحدة الكاملة في نفس الألحان والطقوس والكلمات المستخدمة في الصلوات الليتورجية، ولا يعني الخضوع لبابا روما.. بل فقط يعني رفع الحرومات ووحدة الإيمان..

2- بدأت مساعي الوحدة بشكل رسمي مع مجمع فلورنينا فلورنسا 1438-1445، والذي كان الهدف منه التواصل مع الكنائس الشرقية (البيزنطيين والأقباط)، وكان في عهد بابا روما اوجينيوس الرابع، وبابا الأقباط يوحنا الحادي عشر، وحينها أرسل البابا يوحنا وفدًا عن الكنيسة القبطية إلى روما برئاسة القمص أندراوس، والتي تمت الوحدة بالفعل على يدهم وأعلنها البابا أوجينيوس سنة 1442م في كنيسة السيدة العذراء مريم بفلورنسا.
إلا أن هذه الوحدة لم تتم على أرض الواقع لأسباب كثيرة منها الكنسي ومنها السياسي..

3- وفي القرن السادس عشر (1561 تقريبًا)، وأثناء المجمع التريدنتيني وصل وفد من الكنيسة القبطية، ومن الوفد كان الراهب إبرام السرياني، ويحملون رسالة إلى البابا تعبر عن رغبة رؤسائهما ورغبة الشعب كله في الإتحاد. فأرسل البابا بيوس الرابع وفدًا للتفاوض مع البطريرك القبطي لتحقيق الاتحاد، ودعا البطريرك إلى الاشتراك في المجمع التريدنتيني سنة 1561 م.، وكاد الاتفاق على الإتحاد أن يتحقق إلاَّ أن البطريرك توفى فجأة!

4- وفي العام 1584 م سعى البابا البابا غريغوريوس الثالث عشر مفاوضات الوحدة الكنسية مع بطريرك الكنيسة القبطية الأنبا يؤانس الرابع عشر البابا 96 (المُلَّقب بالمنفلوطي).. وأرسل وفدًا إلى البطريرك القبطي، وبدأت مباحثات مع البطريرك ومعاونيه من أساقفة وكهنة ووجهاء الشعب، وأخذت المفاوضات تسير سيرًا حسنًا أدى إلى أن عقد البطريرك بتاريخ 1 فبراير سنة 1584م في دار قنصل فرنسا حينذاك " بولس مرياني " مجمعًا عامًا ترأسه هو بنفسه وحضره أربعة أساقفة ووكلاؤهم ولفيف من الكهنة ووجهاء الشعب، وأدَّى البحث مع وفد البابا إلى اتفاق عام على وضع صيغة رسمية لإعلان الإتحاد.. ولكن، بعد أسبوع تم رفض هذا الاتحاد.. وتمت مراسلات مرة أخرى وفد كنيسة روما للسعي نحو الموافقة مرة أخرى، وقد وعدهم البطرك القبطي بالنظر في الأمر.. لكن وافته المنية فجأة!

5- وفي سنة 1590م كتب البابا سكستس الخامس بابا روما إلى البطريرك غبريال الثامن بابا الأقباط، يدعوه إلى الإتحاد. ولم يحدث شيء غير بعض الحوارات حول الموضوع، ومن بعد البابا سكستس جاء البابا اكلمنضس الثامن وواصل محاولات البابا سكستس الخامس لدى البطريرك جبرائيل الثامن، فكتب البطريرك إقرار الإتحاد بالكنيسة الكاثوليكية، وكتب هذا الإقرار في يناير سنة 1597م بالإصالة عن نفسه وبالنيابة عن الإكليروس والشعب القبطي، ووقَّعه بإمضائه وخاتمه، ووقَّعه أيضًا من الأساقفة. أسقف الفيوم والبهنسة وأسقف إسنا وعدد كبير من القمامصة والكهنة والشعب.
ولما وصل وفد الأقباط إلى روما دُرِست المسألة جيدًا، وأُعدَّت وثيقة الإتحاد، وكتب البابا اكليمنضس الثاني إلى البطريرك غبريال الثامن، وأعلن كذلك قبوله في إنشاء مدرسة قبطية في روما، وخُصّص دير القديس اسطفانوس داخل أسوار الفاتيكان ليكون قصرًا لهذه المدرسة وهبة دائمة للأقباط.
لكن بعد وفاة البابا اكليمندس خلفه الأنبا مرقس الخامس عام 1603 م وتوقف العمل بوثيقة الاتحاد هذه.

6- بعد هذه الفترة تمت بعض المفاوضات التي لم تثمر إلى شيء.. حتى زمن قداسة البابا شنودة الثالث، والذي حدثت فيه عدة أحداث، منها زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصر.
عند وصول سيارة بابا الفاتيكان بدأ شمامسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أداء الألحان القبطية ، ولأول مرة يذكر اسم بابا روما في الصلوات القبطية داخل الكنيسة الأرثوذكسية.. أُستقبل بابا الفاتيكان بلحني "إب اوروا" إي يا ملك السلام وأيضًا "إفلوجيمينوس" أي مبارك الآتي باسم الرب.

ومن الكلمة التي ألقاها قداسة البابا شنودة في هذه الزيارة:
"أن لنا علاقات كثيرة في القرون الأولى للمسيحية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة رومه. وقد عادت الصلة بعد زيارتي لقداسة البابا بولس السادس في الفاتيكان سنة 1973م وقد وقعنا معًا إعلانًا مشتركًا A common declaration وكوَّنا لجنة مشتركة لأجل الحوار اللاهوتي.. إننا سعداء أن نرحب بقداستكم، ليس فقط الكنيسة القبطية بل كل المصريين، ونشكركم على كلمة التحية التي قلتها في المطار لأجل كنيستنا.. ونرجو أن تتقدم بتعضيدكم كل الجهود لأجل الوحدة المسيحية لأن الرب الإله قال في إنجيل يوحنا الإصحاح العاشر أنه يريد أن تكون كنيسته "رعية واحدة لراع واحد " وفي تأملاته مع الآب في يوحنا الإصحاح 17 إنه يريد أن يكون تلاميذه أو المؤمنين به " أن يكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد "".

* والاتفاقية التي يتحدث عنها قداسة البابا شنودة هنا هي الاتفاقية الكريستولوجية المقترحة والتى تمت الموافقة عليها بواسطة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتم التوقيع عليها فى لقاء 12 فبراير 1998 فى دير الأنبا بيشوى بمصر.

في الكومنتات في ربط لبعض الأحداث دي مع الاختلافات بين الكنيستين..

من هو ملكي صادق؟



 أَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ،

2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلًا «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ»
3 بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ.
عب 7: 1- 3
النص هنا بيتكلم عن ظهور ملكي صادق المفاجيء للأحداث وخروجه المفاجيء، أو بمعنى آخر إنه بيتكلم عن ان مفيش ذكر لنسبه في الكتاب المقدس، ومفيش ذكر لبداية ولا نهاية حياته، وعلشان كدا مترجم النسخة السريانية من العهد الجديد كتبها:
"الذي لم يكتب أبوه وأمه في الأنساب" ؛ أو لا يوجد حساب أنساب له.
بالرغم من ان عادة الانبياء العبرانيين كتابة اسماء الشخصيات الهامة والنسل اللي جم منه.. فازاي شخص بالاهمية دي ميتكتبش عنه اي تفاصيل؟!
واهميته طبعا بترجع لإنه بارك إبراهيم وقبل منه العشور..
ودا كان مقصود من الوحي علشان يكون ملكي صادق رمز للمسيح أمام اليهود، ودا اللي بالفعل عمله كاتب العبرانيين هنا، انه مثله بالمسيح ككاهن وكملك ومنه البركة..
كمان كاتب العبرانيين يهودي متأصل في تعاليم العهد القديم والرابيين اليهود وتفسيرهم ليه، واليهود كانوا بيشيروا للمسيا انه سيكون بلا اب، ودا بيقول بيه مثلا رابي موشى هادرشان
R. Moses Hadarsan apud Galatin. l. 3. c. 17. & l. 8. c. 2.
والفكرة دي اللي الكاتب بيأصل لها هنا..
لكن ملكي صادق نفسه كان إنسان عادي جدا، وواضح ان كلمة ملكي اشارة للملك، وصادق لقب بيطلق على الملوك في الوقت دا، زي فرعون مصر كدا، كل ملك في مصر لقبه فرعون.. ودا بيوضح من يشوع 10: 3 (أدوني صادق)..
دا غير ان التقليد اليهودي سواء المذكور في ترجوم أونكيلوس أو رابي ليفي بن جرشوم في تعليقه على التكوين أو في مصادر اخرى في نهاية البوست بيذكر نسب ملكي صادق بالكامل وبيرجعه لسام بن نوح..
الخلاصة:
1- ملكي صادق راجل عادي جدا مش ظهور الهي ولا اله ولا ملاك
2- ملكي صادق كان كاهن وملك ودي حاجة طبيعية لغالبية الملوك وقتها ان الملك يكون كاهن.
3- كاتب العبرانيين بيربط الفكرة اليهودية عن المسيا انه يكون بلا اب بملكي صادق اللي الكتاب مذكرش نسبه بشكل واضح.. مش انه فعلا ملكي صادق بلا اب، لكن لان الكتاب صمت من جهة نسبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المصادر اليهودية اللي ذكرت نسب ملكي صادق:
Targum in Jon. & Jerus. Jarchi, Baal Hatturim, Levi ben Gersom & Abendana in Gen. xiv. 18. Bemidbar Rabba, sect. 4. fol. 182. 4. Pirke Eliezer, c. 8. Juchasin, fol. 135. 2. Tzeror Hammor, fol. 16. 2. Shalshelet Hakabala, fol. 1. 2. Peritzol. Itinera Mundi, p. 17.